::
::

إليــه ..
كم أتمنى لو أنّك ستقرأ
أستعيذ بوجهك منك َ ،
ومني ، ومن ذكرياتنا المستفيضة
من حزني الذي أثمر ، وشتائي الذي طال
من رأسي حين ينسف صورك َ الواحدة تلو الأخرى
حتى لا تعود كـ زئبق لا يتغيّر !
استعيذ بصمتك َ من ثورة ِ حضورك َ ،
ومن شغفي حين أنسى ألمي
ومني حين أكون ملتهبةَ الشقاء ْ
أستعيذ بالسمـاء ِ منك َ إذا ما نزلت َ
كـ آية ٍ لا يحملها نبي ّ
ولا يأتي بها ملاك ، كـ سُورة ِ
الحزن على شفتي ّ من قبل ومن بعد .
فسماء ٌ واحدةٌ لا تكفيني لأصنع كفنك َمن مطرها
أو قبرك َ بـ سحابها !
أو حتى تعويذة ُ من تراتيل ملائكها حتى لا تعود!
فمن أي المواطن أستعير نسيانك ، ومن أي الشتاء أسرق معطفاً لا يحمل رائحة َ هربك؟
نم .. فما إن تتناسل السماء حتى آتيك َ برائحة ٍ لن تصحو بعدها أبدا .
أستعيذ من الحزن ِ إذا ما أتى حاملا ً صوتك
ومن جنوني حين يثور فائضاً مني إليك
ومني حين لا أنسى ، ذاكرتي بمليء إرادتي!
فـ أعوذ بالنسيـان ِ منك َ أيها الرجل الظل
وأعوذ بالصمت ِ من خيالك َ الـ لا يغيب !
وأعوذ بي من خياناتك َ الـ لن تُغتفر !