المشاركة الأصلية بواسطة طيف الإحساس مشاهدة المشاركة
لطالما بحثت عن بقايا أماكن... ممرات وأزقة...لتعزف بقايا أنغام لسمفونية نهايتها ..نعم سمفونية النهاية ثم بعدها نقطة آخر سطر وحيد إلى الأبد...لطالما خطت بخطى وحيدة متثاقلة في هذا الدرب المظلم..ألملم جراحي وأمسح آهات دموعي بخربشات قلمي..بعدما أصارع مرارة موقف حزين تارة..أكبح جماح ثورات غضب من خيانة خادعة تارة أخرى ..ألتقط انفاسي للحظة لتقبض راحة يديهاالمرتعشتان من هول الحادثة قلم قد تهشمت قمته من مرور دهر عليه مع فتاة بائسة لطالما ظلمت وتنوي ظلم قلمها معها..فهي مازالت تنحت في كل جمادات العالم لتحكي قصتها المملة..نحتت فالصخر صلابة صبرها..نحتت ف الموج هدير صرخاتها..ونحتت عى شرفات الزمن الغادر حنين آلامها ...ولازالت تنحت على أهداب قوافيها المتعبة مابقى من نهاية القصة...كانت ف بداية الرحلة تحلم بفوج من الطموحات المتفجرة...عزيمتها عزيمة شهيد للجنة ..فلسفتها تحليل خبريات شريط يعيد صحفياته كل دقيقة..ترانيمها تمتمات ألحان لسمفونية قدسية تهلل معها بركات لخطوة قائد مسلم قد حرر القدس العربية...أحلامها تاريخ عتيق وذرات غبار ع خريطة لحقيقة مستقبلية قادمة..دموعها قد تشكلت بالوان الدم الواحد...بلاغتها أبيات شاعر يهتف بالعروبة الزائفة والحلم المنسي...بكائها حنين لضمة طفل قد تكسرت أضلاعه المتواهية جراء مدفع دبابة غاصبة لا تفرق بين الحجر والبشر..أرضها شيشان وكوسوفو..كشمير ومزارع شبعا..بغداد وكابل المسلمة..حنين يعجز قلبها المتلهف عن وصفه..لرائحة عرق الأرض الطاهرة ..لتراب محرر من العالم المسلم..أمانيها رضا مفقود لأناس كالأشباح ف هيئتهم ميتة أرواحهم وتلتصق بشدة بأجساد لا تعي من معاني الحياة سوى صوت ينبض ويهدر هدير قطة جبانة يصدر صوتا أشبه بطبول راقصة على أنغام هوى دنيا فانية..قلب يتحدث لغة غريبة عن عالمنا لغة لا تقرب لهيروغليفية أو سومرية بأي صلة لغة حمقاء تقول لاب بلد لاب بلد في كل جزء من الثانية..فراغاتها أعني تلك الفتاة خطايا الوحدة التي ستقضي ف الأخير على آخر نفس باق بها..دنيتها صحبة صالحة معينة مجهولة الهوية لا زالت تبحث عنها مثل البلهاء ف طرقات هاوية مظلمة برودة الأنفاس تكاد تمزق عروق دمها ولغباءها لازالت تبحث عن لا شيء تبحث دعن سراب مخفي كما يبحث الجسد عن تثاؤب ليميت الجسد لسويعات قبل الانهيار ...أدركت ف نهاية مطافها الطويل جدا جدا بعد تجارب مريرة لتجد انزيم ديمومة على هذه البسيطة ..لاااااا شيء للأسف..بدأت بملء فراغ عاطفي مراهق مع صحبة جيدة ولكن أدركت ف النهاية أنها مجرد حب طفولة عابر لم تستبط منه عبر لتخط به طريقها القادم..ثم حاولت أن تجد من هو أحكم واكثر عقلانية منها يهديها بعد المولى عزوجل إلى نهاية المتاهة ولا أدري أي متاهة قد تكون أفعى أو السادسية (أنواع المتاهات ف علم النفس التربوي) تنفست الصعداء ساعتها وأعطت نفسها أمل ف البقاء وهو يقين بأمل النصح من رفيقتي التي تكبرني بأشهر معدودات...ولكن كسابقتها خاب الأمل مجددا فوجدت نفسها في دوامة الوحدة بعدما غادرتها الرفيقة بعيدا بعيدا..أحس بشعورها ساعتها قلب متمزق وحنين ضائع وقشة تكسرت لمجرد نسيم هواء عابرأخافها...بعدها فتحت أبواب الدنيا لها حياة جديدة أكاديميا واجتماعيا وغيرها من التصنيفات المملة التي لا جدوى منها...لازالت كلما تذكرت أطياف الذكريات في ذلك المكان تبسمت إبتسامة دموع حسرة على مرور سنوات عديدة وتحس نفسها بأنها لم تستطع أن تحقق في ذلك المكان كامل ذاتها..التقت هناك بالغصن المخضر بين أغصان متكسرة..التقت برفيقتها التقت بالنور الهادىء الذي امسك ساعدها قبل السقوط في أغوار وحل عميق..وجدت نفسها فيه غريبة تفكيرا وشعورا وخواطرا..قضت معها أوقات رائعة..لحظات لو أمات المرض خلايا ذاكرتها المنهكة لما استطاع إماته شعور قلبها بها ..قست وفعلت الكثير لنور أرادت إطفاءه حاولت إبعاده عن طريقها فما استطاعت...ف خضم هذه المعمة تذكرت الفتاة شيئا أنها أرادت من تريد أن تعتبرها أختها الصغرى..روحها المحلقة في سماوات الأفق البعيد..أرادت مشاركتها في كل شي في أدق تفاصيل حياتها ..وبالصدفة تقولها الفتاة متعجبة عثرت عليها وأحببت أخوتها ولكن رغم صبر الفتاة لن تستطع ان تفرض حبها وأخوتها على هذا الشخص حاولت مرارا التقرب إليها ولكن لاجدوى..استسلمت ساعتها وقررت الرحيل وتركها لانها خافت ان تجرحها وتجرح كبريائها فاعتبرتها تجربة متسرعة لم تحسب لها موازيين مثل سابقاتها والاغرب انها لم ترها وجها لوجه ولكن تعلقت بها كثيرا وتقولها الفتاة ودموعها تنزف لازلت احن لاخوتها...قررت فتاتنا الرحيل بعيدا وكسرت قلمها المتالم وتريد نسيان ماضيها الغابر وف نفسها أمل أن لاتكون وحيدة والا تلبس وشاح الطيبة الذي أصبح رثا ف زمانها..قررت أن تملء وحدتها بحب حقيقي...لايوجد أعظم من هذا الحب..نقطة ف آخر سطر من كتابتها لأنها ستودعها للأبد.....