المشاركة الأصلية بواسطة عبير كونان مشاهدة المشاركة
كان يا ما كان في بعد المكان وسالف الأزمان ...عاش حاكم ظالم مع زوجته وابنته الصغيرة في جزيرة تعمها الخيرات الوافرة وكان له قصر شاهق بوسط الجزيرة يمتلئ بالخدم والحرص.
وكان يتميز بظلمه الشديد فكان أهل الجزيرة يعيشون في بؤس وخوف من عقابه الذي سيحل بهم اذا وقفوا في طريقه...

وذات يوم أرسلت حاكمة العدالة رسولا لتحذير هذا الحاكم الظالم وأمره بالكف عن ظلمه للناس والا حلت عقوبتها وغضبها عليه..
لكن الحاكم احتقر هذا التهديد ورمى برسول الحاكمة لأسماك القرش ...

وعم هذا الخبر أرجاء الجزيرة وخاف الأهالي من غضب حاكمة العدالة التي تعرف بقدراتها السحرية العجيبة....
فولوا هاربين من الجزيرة وحتى أن حرص وخدم الحاكم هربوا من خوفا من العقاب تاركين الحاكم وأسرته....
لكن الوحيدة التي لم تهرب هي وصيفة زوجة الحاكم التي لم ترغب بالذهاب بسبب تعلقها ومحبتها للطفلة التي لم تبلغ الثانية من عمرها...وما إن غادر أهالي الجزيرة إلا والأمواج تتلاطم عليها وتغمرها بالماء وبحركة من عصا حاكمة العدالة الا والجزيرة محبوسة في عمق البحر.
وخيم الصمت والخوف على الأسرة فشعر الحاكم بالندم والحزن على ما فعله مع أهالي الجزيرة ورسول حاكمة العدالة فأحس بقيمتهم بعد فوات الأوان....وأخذ يرتجي حاكمة العدالة بمسامحته وإرجاعه لليابسة....
...ولكن هيهات أن توافق حاكمة العدالة بهذه السهولة ..وبعد تفكير من الحاكمة فتحت له باب الأمل في النجاة وذلك اذا استطاع شاب الغوص والوصول لقاع البحر وقبل بالزواج من ابنة الحاكم مع عدم الاباحة بما حدث,,,,فانها ستفك أسرهم وتكون المدة حوالي عشرين سنة ...فاذا انقضت ولم يأت أحد فسيبقون في قاع البحر حتى يهلكوا...
وبلغت ابنة الحاكم السابعة من عمرها ,,فترعرعت في قصر تحيط به المياه من كل جانب..وكانت لا تفقه شيئا عن الماضي..مع ذلك فقد كانت في غاية السعادة ىفقد كانت تقضي معظم وقتها في اللعب مع دلفين صغير يدعى(دلفينو)

...وبلغت العاشرة من عمرها ووالديها يحفانها بالأمان والرعاية فعلماها القراءة والكتابة وكانت غالبا ما تساعدها الوصيفة في ذلك .. لكن أبواها كان يمنعانها من الذهاب للعلية ولا تعلم السبب..

..وذات يوم تسللت للعُليـة لتستكشف سبب منعها من الذهاب اليها فتسللت وبكل هدوء حتى وصلت وما ان فتحت الباب حتى تعجبت وانبهرت مما تراه مكتبة كبيرة بها شتى أنواع الكتب فبدأت تتصفح في احدها فتعجبت من الكلمات فلم تفهم أي كلمة منها مثل:اليابسة ،الشمس،القمر....
فأسرعت الى الوصيفه وبدون أن تخبرها بذهابها سألتها عن معنى بعض الكلمات...فاندهشت الوصيفه ..فسألتها من أين سمعت بهذه الكلمات؟؟لكن راويندا لم تجبها ولا بكلمة...
فهزت الوصيفة رأسها وقالت:اذن ذهبت للعلية وحذرتك مرارا من الذهاب اليها...ولكن راويندا ازدادها فضولها لتعرف السبب في منعها,,وأخذت الوصيفة تؤنبها وأثنا حديثهما..سمع والد راونيدا الذي أصبح انسانا صالحا
فتدخل وقال للوصيفة:لا داعي لكل هذا،،فقد حان الوقت لتعلم راويندا بما حدث بالماضي...وحكى الأب لابنته بكل ما حدث
ولكن ما ان عرفت راويندا بالقصة حتى أجهشت بالبكاء لأنها لم تلعب مع أطفال بمثل سنها،،ولم ترى الطبيعة على اليابسة...
وكان دلفينو قد يستمع للقصة وقد حزن لحزن صديقته فقرر مساعدتها..

وفي اليابسة كان يعيش شاب فقير يدعى (أورانوس)وكان يتميز ببره وطاعته لوالده وبأخلاقه الحميده في تعامله مع الناس...
وذات يوم مرض أبيه فلم يستطع أن يأتي له بالطبيب لصعوبة ظرفهم المادية..وفكر مليا حتى تذكر عقد والدته الذي أعطته اياه قبل وفاتها فقرر أن يبيعه..وكم أحزنه قراره هذه فهو الذكرى الوحيدة من أمه,,,
ولكنه خشي أن يفقد والده مثل ما فقد والدته ..فذهب وباع العقد بثمن باهض فاستطاع أن يأتي بأمهر الأطباء ولكن للأسف لم يستطع الطبيب تشخيص مرض والده..ولكنه وصفه بعشبة تشفي جميع الامراض مهما كان نوعها باذن الله.. وهذه العشبة موجودة بالجزيرة الغارقة بالبحر فحذر الطبيب الشاب من الاقدام على ذلك لما ما سيواجهه من صعوبات قد لا ينجو منها فلم يفلح أحد قبله..ولكن أورانوس لم يبالي بكلام الطبيب فكان هدفه انقاذ ابيه..
ولحسن حظ اورانوس أن دلفينو كان ينتظر مجيء الشاب لقطف العشبة العجيبة التي توجد بالجزيرة ..
فسال دلفينو الشاب قائلا:أتريد العشبة العجيبة؟؟
فاندهش أورانوس وقال كيف عرفت؟؟
فأجاب ,,لأنني آتي للسطح كل يوم لأستطلع المكان لأزود صديقتي راونيدا بمعلومات عما يجري على السطح وأثنا تجوالي سمعت أناس بالقرب من هنا يتحدثون بأن شاب يريد المغامرة من أجل انقاذ أبيه عن طريق الحصول على العشبة الموجودة بالجزيرة..

فقال أورانوس::نعم أنا هو الشاب ولكن من راونيدا هذه؟؟!!
فحكى دلفينو القصة كاملة للشاب فتأثر أورانوس بما حل بها..وقال ما هو الحل لمساعدتها هي وأهلها؟؟

فقال دلفينو::الحل هو أنت..
فاندهش أورانوس وقال كيف لي أن أساعدها؟؟
فأجاب دلفينو::أن تقبل بالزواج من الأميرة مقابل أن أجلب لك العشبة العجيبة...
فوافق الشاب ولكنه استأذن من الدلفين أن يسمح له بالرجوع لوالده والبقاء معه حتى يتعافى ويرجع بعدها ليفي بوعده..

فوافق دلفينو ومضى الشاب لوالده حاملا له الدواء فأعطاه أبيه العشبة فشعر الوالد بتحسن ..فسأل ابنه كيف استطاع جلب العشبة..فسرد الابن لأبية قصة الدلفين والجزيرة المحبوسة في البحر...
ولكن سرعان ما تبادر للوالد إحساس غريب فأحس بمعرفته لهذه القصة فرجع بشريط الذكريات للوراء ..فتذكر قصة الحاكم الظالم الذى رمى به في البحر والذي كان هو نفسه رسول حاكمة العدالة...ولكن من حسن حظ الوالد انه التقمه حوت ورمى به على الشاطئ وذلك عندما كان في ريعان الشباب,,,

ولكن الأب لم يستطع منع ابنه من الذهاب لانه عليه الوفاء بوعده وانقاذ حياة الأميرة وأسرتها ...

فذهب أورانوس ولقي دلفينو بانتظاره وحمله الى القصر وعندما وصلا تفاجأ بأن حاكمة العدالة كانت في انتظاره
للتأكد من صحة الخبر وبعدها قامت حاكمة العدالة بإدارة عصاها السحرية لليمين وارتفعت الجزيرة حتى طفت على سطح البحر وعادت لمكانها الاصلي..
وتزوج أورانوس براونيدا وسرعان ما عم الخبر ورجع أهالي الجزيرة وأقيمت الاحتفالات وعاشوا بسعادة وهناء...

أنتظر آرائكم ....

للعلم كتبت هذه القصة قبل 4 سنوات