نحن لا نفكر في كثير من الأحيان بتلك الأمور التي نستطيع فعلها ولا يستطيعها غيرنا...
عندما رأيت تلك الفتاة التي فقدت بصرها ورأيت عزمها وإرادتها وإصرارها على الحياة..
أحسست ساعتها بأني فعلا ضعيفة مقارنة بها...
قد نشعر بالحسرة عندما نخسر أمور نحبها، ولكن هذا الشعور يتغير عندما ندرك ما خسره الآخرون
وإن هناك أمور دقيقة في الحياة قد نغفل عنها... لا نراها أو تتجاهلها عقولنا الصغيرة بتفكيرها المحدود
تذكرت ذلك الرجل المريض في المستشفى والذي كان يحمل طفلته بين ذراعيه.. كان يداعبها ويقبلها على خدها الصغير البريء بطريقة ودية راااائعة..
في تلك اللحظة لم أشعر بمن حولي... تلك العلاقة الودية بين البشر قد لامست قلبي برقة
انني فعلا أتمنى أن أفعل شيء يفيد الآخرين
...
كم هو شعور أناني... لو فكرنا فيه للحظة
أحيانا نشعر باليأس لأن الحياة قاسية علينا كما نقول
ولكن ... ربما لم نفهم الحياة كما يجب أن نفهمها
عندما نشعر بأننا نتعرض للظلم من قبل أحدهم سنشعر بالحزن وعدم الراحة
ان الظلم شعور غبي نزرعه بأنفسنا في قلوبنا... من المؤكد بأننا لن ننجح ونتقدم إذا ألقينا اللوم كله على الآخرين
لابد ان أشعر بأني أخذت من الحياة ما يكفيني ... لأقول الحمدلله
..
انه شيء في قمة الأدب مع الله أن أكون ممتن وأقول(الحمدلله)
..
أيضا تذكرت ذلك الرجل المجهد... كان يتصبب عرقا وهو يحاول أن ينهي ما تبقى له من أعمال كانت في يده
وفي طريقه إلى سيارته... شاهد قارورة فارغة في الشارع
لم أكن أتوقع بأن هذا الرجل المجهد والذي ظهرت على وجهه علامات اللامبالاة من الممكن أن يذهب إلى تلك القارورة الزجاجية ويبعدها عن الطريق
ولكنه فعلها وبكل مصداقية... لم يكن في قلبه شيء سوى أخلاق سامية تربى عليها..
إنها لحظة فقط.. لحظة واحدة حمل فيها تلك القارورة ووضعها في مكان بعيد بكل أدب... كان بإمكانه ان يرميها بعيدا... ولكنه إنسان خلوق..
أخلاق المرء تنبع من روحه لتظهر على ملامح وجهه ، وعلى جميع تصرفاته
كم أحب أن أكون خلوقة كذلك الرجل