للقوهمفهوم جذاب يهز النفس الى أمنية غاليه,يُنشِدُ الناس العز تحت ظلالها والكرامه في لحيفها ولجرس حروفها وقع يحرك اوتار القلب الى الكفاح المرير في الحياه المثقله بالأعباء المليئة بالصعاب والعقبات وهي عدة الحياه أمام عواصفها الهوجاء وامواجها المتلاطمه وصخبها المدوي,,, ولكن بعض المفاهيم حين يطلق العنان لها تتحول الى لهيب يلتهم الاخضر واليابس فتصير معولاً للخراب والدمار يفتك بكيان المجتمع ويمزق اوصاله ويميت فيه العواطف النبيله, والقوه الماديه من هذا النوع الذي يكمن فيه طاقة تقبل الإنطلاق الى الخير والشر على سواء...والاسلام يضع لكل طاقة جامحه حكمتها التي تلجمها عن النزوات وتوجهها الى سواء السبيل, فالقامه المعتدله والسواعد المفتوله والشباب اليافع والجرأة النادرة من عناصر القوه البدنيه الشخصيه, ولكنها في مفاهيم الإسلام الذي يرقى بمستوى الانسان الى ذروة الفضائل الخلقيه ليست المطلب الأسمى, وانما يعلوها طاقة اخرى من القوه النفسية التي تسيطر عليها وتمسك بزمامها..تلك هي طاقة الاراده في القدره على ضبط النفس التي يقول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم:"ليس الشديد بالصرعه إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" - متفق عليه.

فالغضب أحد الغرائز الكامنه في الانسان, ومجاهدة النفس في هذه الحاله هي الفضيله التي تقمع الشر بالحكمه والثبات, والاراده قوه نفسيه عاليه لها سلطتها في توجيه طاقة الانسان, وتعد تربيتها أهم عنصر في تكوين الشخصيه, فإذا ضعفت الاراده وقع الانسان فريسة للهواجس والاوهام ويخل من توازن الفرد ويقضي على رزانته, وليس من العسير على الانسان ان يرو نفسه على قوة الاراده النفسية في ضبط الميول الشاذه, والعواطف الجامحه وإن كان ذلك يحتاج إلى تربية طويلة المدى ومجاهدة نفسية شااقة, فمن يستثيره التافه فيأخذه الشطط في البطش والانتقام ويبتسمون بعد.. إبتسامة النصر وما علم أن هذا من القيم النفسية إلا انهزام نفسي ومظهر عجز فاضح للإراده النفسيه... أما ضبط النفس فهو إمارة الحزم وعنوان الصحه النفسيه ودليل قوة الاراده التي لا تدانيها قوة, وهكذا يسمو الاسلام بمفاهيمه في تربية الاراده, ( إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب).