المكان هادئ, بالكاد أستطيع سماع الهواء المتحرك, الشمس مشرقة و الجو لطيف, إعتدت على هذا. سمعي بات قويا , و دقات قلبي تتباطئ مع إسترخائي . أحيانا تتمثل لي ضربات القلب كإنفجارات بسيطة و متتاليه. الاندماج في هذا الشعور صعب. تستمر في الاصغاء إلى كل ما هو حولك , ينمو صوت صرير في أذنك , إن أطلت الاستماع إليه سيقودك إلى الجنون
تلك المراحل تبعثك إلى تفكير عميق , كلما طرئ صوت اطلت الاستماع إليه إلى ان ينتهي , تبدأ ببعثرت الكلمات في قالب التفكير , مالذي أريده؟ . ماذا سأفعل في حياتي؟
أحاول عابثا الاجابه
أستكمل الدراسه! , أتبع الناس من حولي و أقلدهم! . فتقليدي للناجح يعني نجاحي
لماذا لا أصنع عالمي الناجح الخاص بي؟
لا يفترض بنا أن نكون على تطابق تام بمن حولنا , لا يتوجب علي أن اكمل الدراسة لأنجح, فطعم النجاح أصبح بالنسبة لي عادي. لماذا تنص القاعدة على أن المثالية تكمن في النجاح الدراسي ؟ . قد لا أنجح علميا . الحياة لا تعني أن أصبح خريج, بل تعني أن أصبح منتجا . و أن أصبح منتجا هذا لا يعني بالضرورة أن الشهادة هي الحكم , فالدنيا أخذ و عطاء , العطاء يظل عطاءا مهما كان نوعه
الشهادة لا تعني المفتاح , بل تعني التأكد بأن عملي سيظل على منهاج سطره أناس قبلي , أين منهاجي الخاص , لماذا لا أضع منهاج لنفسي و لغيري . هل من الواجب أن أنصت لما كتبه الغير ؟
يا ترى هل تعلم الانتاجية في الكلية أمر ضروري؟ , أم هو مجرد ضمان بأن يصبح كل ما انتجه مطابق لمواصفات الجوده؟
تفاكير سلبية تدور في الذهن . لا علة بها . بل العلة في إنتهائها بدون معنى, أو الوصول إلى معنى و لكن دون تطبيق, يصبح الامر مضحكا إن شبهناه بما هو التالي, مجموعة شباب طاش الزمن بهم, أصبح تفكيرهم بالاناث أقوى , أعينهم تجول عابثة بالبحث عنهن, تلك هي , نعم إنها جميلة . سأبتكر في داخلي طريقة للوصول إليها (يقولها الشاب و يده على ذقنه) , طريقتي ستختلف عن من سبقوني, لعلي أجد الطريق إلى قلبها . بادر و حاول بعد أن دبر. نال الرفض القاطع . دل صديقه عليها , أنظر صديقي أنها هي من حدثتك عنها, إذهب و أنظر في طلبك لعلك تجد الايجاب. هو الاخر لم يستطع , لان مبادئها لا تسمح , بالرغم من إختلاف الطرائق , إلا أن الرفض نال الاثنين. هذه تجربة تتنافى مع ما قلته سابقا . أستطيع النجاح ولكن الطريقة لا تخلتف علي , هي من نجحت, فقد تمسكت بما تؤمن به, علي أن أقلد الغير لأنجح , ليس الطريقة أمر قابل للنقاش , إذ لا يتوجب علي الغش و الخداع
إنه طريق واحد فقط , المثابرة و ملازمة الاصرار . جهدي و إجتهادي لا يعني أنني أقلد الفعل , بل يعني أنني أقلد الهدف من الفعل . نقاش يطول أمده و تنقضي الساعات في ذلك المكان الهادئ و صوت الهواء و القلب قد إمتزجا بفعل التفكير العميق
ترهات حديثي لا تعني طريق الشتات , و الاصعب في الامر أن تعيد تجميع كلمات مبعثرة داخل القالب , تجد أنها زادت بعثره , فتحاول أن تجهد فكرك بتجميعها, محاولتك تزيد تلك البعثره , تقف مع نفسك لبرهة حتى تتفكر مرة أخرى , يا ترى إلى أي فوضاء أوصلت نفسي ؟
هل سينتهي طريقي مرة أخرى إلى أفكار متناقضة ؟
الحل الوحيد أن أنهي ذلك
عقلي الباطن و فكري الغريب
أرجو منك الخروج لتنتهي فترة الصمت المطبق
إختفى صوت الهواء , تسارعت دقات قلبي , أصبح الهمس مستحيلا , كإستحالة إكمالي الكتابه
تم الخروج