أكون أو لا أكون , عبارة لطالما أردت فهمها بإسلوب مغاير و معاكس و ربما خاطئ , كالازدواجية في الشخصية و تقديم التنازلات التي لا تنتهي , حدود ترسمها خارطة العلاقات , أعطي هذا أكثر من ذاك , أقول لهذا عن ذاك ليعلم ذانك أنني أنا هو منتهاك , منتهاك تعني نهاية تناقل الحديث (منتهى طريقك يا مرسال الحديث) , دواخل شخصيتي تمنعني من إكمال طريق الحديث المنقول (كقال فلان و سمعت من فلان) و أضع أمامي حاجز له , لن تتعداني و لن تصل إلى أحد غيري عن طريقي, لذلك إبتعد و ولي بلا رجعة يا منقول.

قد أصاب بصدمة إذا إستطعت إستنتاج ذلك الرقم الهائل . فلان إجتمع بي مع أربعة من أصحابي , ليخبرني عن فتاة إنتحرت , اصبح الكلام المنقول من واحد إلى خمسه , تفرق الخمسة ليجتمعوا مع أصاحبهم الخمسة الاخرين , فيصبح العدد خمسة ضرب خمسه , ناتجنا أصبح خمس و عشرون فلان يعرفون عن فلانه التي إنتحرت فقط في جلستين , الواحد إلى خمسة أصبح مركز الدائرة و كل من أولائك الخمسة و العشرون كونوا مراكزهم و بدأوا بالانتشار , البلاد كلها ستحتاج إلى 4 أو 5 جلسات فقط لتعلم كلها بأن فلانه إنتحرت

نصفهم سيعلمون أنها من الكلية الفلانيه و النصف الاخر سيعرف أنها إبنت فلان , و كلا النصفين إتفقا على معرفة طريقة الانتحار , في مرحلة ما ستصبح القصة ممله , عندها يبدأ البعض بعمل المونتاج اللازم لتصبح القصة مشوقه . وهذا هو محور حديثنا

نحن البشر إعتدنا القص و الحذف و الترقيع حتى نعتاد على السيناريو الكامل و المرضي (من الرضى) .
و طموحنا الفاشل إلى هذا أطاح بكل ما هو طبيعي حولنا , حولنا البيئة و الغابات إلى ساحات مقفره بعد أن كانت تعج بالحيوانات , لا نكاد نرضي رغباتنا بالكمال حتى تظر رغبات أخرى , لنجعل الكلاب أمر نستغله في مثالنا القادم .

(دمج تعديل القصص المتناقله بموضوع تغيير أجناس الكلاب عن قصد) على سبيل التمثيل بالتلاعب بكل ما هو حقيقي للوصول إلى الكمال في أنظارهم

منذ زمن و الانسان يقدر صداقة الكلب له , درسنا قصة العاجز الذي أنقذه كلبه من الغرق, وقد وصف بالوفاء للإنسان حتى تغنى الاغنياء بفصائلها النادره , هذا ذو أذن و أنياب جميله و لكنه قصير القامة , اما ذلك فله قامة ممشوقة و جميلة و لكن رأسه ليس مناسب , إذن لنزاوج الاثنان من سيبيريا و من أستراليا , و لنرى ماذا سينتج لنا ,,,,,,,,,,,,,, أهاااااا النتائج جميله , هذا المهجن أصبح ذو قامة و رأس جميل , ولكن ماذا عن الشعر الطويل و الملون , فكره , لماذا لا نأتي بالكلب الامريكي و نزاوجه مع الهجين , فالامريكي له شعر طويل , الناتج جميل جدا و كذلك النتيجة مرضيه إلى حد كبير , هاؤلاء الاغنياء و لن نقول الاغبياء , فالنقطة تضل في الاعلى بين النون و الباء على سبيل الرفعة و الشأن العظيم . تلاعبوا بالجينات و أصبحت مزيج معقد , و اليوم ظهرت و لأول مرة كلاب عمياء و صماء , ههههه , غريب , ألم تكن الكلاب ذات شهرة بالسمع القوي و النظر الحاد و الشم الحساس,


كل هذا حدث لهذا الحيوان البرئ , لأننا ببساطه أردناه كاملا , قطعنا و قصصنا و رقعنا , بإختصار , السيناريو لا زال لم يكتمل , لانه ليس مرضي لهم , من هم؟ , هم الطامعين و الشرهين

منذ أن لمع التشبيه السابق في رأسي , بدأت أمنع في نفسي النقل و أكتفي بالاصغاء فقط

يا ترى هل عزيزي القارئ سيفعل مثلي ؟
أم سينقل أسطري السابقة إلى مكان أخر ؟

سؤال إجابته ليست صعبه!


معالي الوزير