كثير الإنسان عندما يقرأ شيء ويعجب به ويتأثر به يبقى خالدا في ذاكرته وأنا هنا أعجبتني هذا القصة لانه تحمل الكثير من المعاني الإنسانية


خيم الهدوء علي الطائرة المتجهة إلي الشيشان..
و في ظل ترقب الركاب أطلق كابتن الطائرة عبر المايك رسالة الترحيب
السادة ركاب الطائرة( الشيشان 999 )
نرحب بكم معنا في رحلتنا
و نتمني من السادة الركاب ربط الأحزمة و الإلتزام بتعليمات الأمان
الان قد أقلعنا بنجاح و لله الحمد و ستستغرق الرحلة 10 ساعات ....
نتمني للجميع رحلة طيبة
و موفقة إن شاء الله
سرح الطفل أيوب بخياله للحظات _
و أيوب هو طفل شيشاني كان قد قرر العودة إلي بلده بعد زيارة سريعة لخاله
و الذي نفته سلطات الإحتلال الروسي خارج البلاد
أيوب ذلك الطفل الصغير التي تظهر عليه براءة الأطفال
و لأول وهلة قد تري عليه أيضا علمات الكفاح
و نظرات الصبر و الجهاد...
سطعت في رأسه فكرة أن يتوجه لكابتن الطائرة
ليبث تلك الرسالة إلي الركاب كان قد حملها في قلبه لأيام طوال
ترك أخته بمقعدها ...و ذهب لكابينة الطائرة
و تحت إصرار الطفل ... و علمات العزيمة التي تظهر بين عينيه
وافق كابتن الطائرة علي طلبه
أمسك أيوب بالمايك ليعلن رسالته إلي العالم أجمع ...لا فقط لركاب الطائرة

( أيوب و أخته ليلي)

إخواني ركاب الطائرة الكرام
أحييكم بتحية الإسلام و تحية الإسلام ...السلام
فالسلام عليكم جميعا و رحمة الله و بركاته
أنا .... طفل مسلم من الشيشان اسمى أيوب .
في يوم من الأيام سمعت شيخ المسجد فى درس العصر يقول لنا :
إن لكل منا يا أبنائى اخوة وأخوات فى كل بلاد المسلمين
ولم أسمع ما قاله بعد ذلك .. فقد سحرت كيف يكون لى إخوة غير ليلى !!..
ولماذا لم تخبرنى أمى عنهم..
وسألت زميلى عز الدين ما اسم اخوتك فى الجزائر ,,
نظر إلىّ متعجباَ.. فقلت له حسناً هل رأيت أختك فى فلسطين..
فعلا صوته بالضحك فى المسجد ..
فتنبه شيخ المسجد ونظر إلىّ بعتاب فسكت وعدت إلى أمى حائراً ..
أسألها عما قال الشيخ ..
ولماذا لم تخبرنى بأن لى اخوة !!!!
فابتسمت امى وقالت :
يابنى إن الشيخ محمود أراد ان يفسر لكم قول الله تعالى :
إنما المؤمنون إخوة
فالإسلام يربط بين المسلمين فى كل مكان بعلاقة الدين
فيصبحوا إخوة فى الدين
يحبون بعضهم .. فيفرح المسلم لخير المسلم .. ويحزن لألمه ..
ويساعده فى أموره حتى لو لم يره
فالمسلم الحقيقى يشعر بأخيه المسلم فى كل مكان
هذه هيا أمى الحبيبة دائما .. تدلنى على الصواب بحب.. فشكرتها..
واليوم ذهبت مبكراً لأعتذر للشيخ محمود عما فعلت أنا وعز الدين
وحينما وصلت...
لم اجد المسجد ..!!
تلفت حولى .. فلم أجد إلا حطاما المئذنة .. وبعض درجات السلم ..
ودخان متصاعد ...
ثم رأيت أربعة رجال .
مثل الوحوش يجرون الشيخ محمود من ثيابه الملطخة بالدم ..
حار عقلى .. حاولت الإقتراب من الشيخ .. فرفسنى وحش منهم ..
وقال لى شيخى ..
ابتعد يا أيوب .. هؤلاء اعدائنا .. وليسوا إخوة لنا
فضربه وحش أخر .. حتى سقط الشيخ محمود مغشياً عليه ..!!
ركضت إلى أمى مسرعا .. وأنا لا أسمع فى طريقى إلا أصوات الرصاص ..
وصراخ النساء والأطفال...
الجميع يركضون فى الشارع .. حتى جارنا عم على الرجل العجوز ..
حاول الركض
لكنه سقط على الأرض لكبر سنه وتعثر خطوته .. ركضت إليه مسرعا..
فصرخ فىّ :
أيوب أدرك امك وأختك .. لا تتركهم لأعدائنا أنهم يبيدون الإسلام.
ركضت إلى بيتى مسرعاً .. الحمد لله . ها هو الباب مفتوح .. دخلت وانا أصيح ..
أمى .. أين أنتى .. ليلى لقد عدت...
هل سمعتم ما حدث !!!
وقبل أن أصل إلى غرفة أمى .. سمعت صراخ ليلى .. وسمعت أمى تصيح :
ابتعد عنى أيها المجرم .. لن تلمسنى
وصلت على طلقات الرصاص .. وإذا بوحش أخر يجذب أمى من ملابسها وهى تدفعه عنها وتصيح :
لن تفعل هذا بى .. أنا امرأة طاهرة
تسمرت فى مكانى .. وقد رأيت أمى تصفع الرجل على وجه .. فصحت .. أحسنتِ يا امى
فسمعت ليلى صوتى وجرت نحوى .. واشتد غيظ الرجل فرمى أمى على الأرض
وأطلق الرصاص عليها وهو يضحك ضحكة شريرة
وأصحابه يسرقون كل ما فى البيت .. ثم خرجوا جميعاً..
فأسرعت إلى أمى أناديها لترد على .. فردت بصوت خافت .. أيوب :
والدك خرج مع المجاهدين .. أنت رجلنا .. اعتن بليلى .. لا تنس ياولدى ..
أرسل رسالة لإخوانك المسلمين
لو كانوا حقاً اخوتنا ... سيهبون لنجدتنا .. لا تنس يابنى
لك اخوة فى كل مكان..
امى .. حاولت أن أحدثها .. أن أسعفها ..
أن أقص عليها ما حدث للشيخ محمود وعم على جارنا
وكيف هدموا المسجد .. لم تجبنى ..
نظرت إلى السماء وقالت لا إله إلا الله محمد رسول الله
وابتسمت كعادتها ... وأغمضت عينيها .. ارتميت فى حضنها ..
والدم يسيل
من جسدها الطاهر
وليلى تصرخ .. فتذكرت وصية أمى
اعتن بليلى .. لو كانو حقاً اخوتنا سيهبون لنجدتنا
حملت ليلى إلى حيث لا أدرى .. كان الطريق طويلاً وشاقاً ..
الثلوج تكسو المكان والبرد قارس
والناس يتدافعون ويستند بعضهم على بعض
.. وأنا احمل ليلى..
يومين .. وأنا أخشى أن أتركها...
يومين وأنا أبحث لها عن طعام .. عن حليب .. عن ماء نظيف تشربه ..
وعلا صوتها بالصراخ فجاءتنى امرأة تشبه أمى وقالت :
أين امها ؟ قلت : قتلها الروس !! فردت .. يا للمسكينة .. هات أرضعها ..
فقد مات رضيعى بالأمس من شدة البرد .. وبكت .. واحتضنت ليلى لترضعها ..
الحمد لله فرحت لأن ليلى ستأكل .. ستعيش .. لن اكون وحدى ..
لن اكو وحدى ستكبر أختى .. نعم .. لك إخوة فى كل مكان يا ولدى !!
نعم تذكرت .

بحثت بين الانقاض عن قلمى وكراستى .. لاكتب لكم ..
يا اخواتى فى الله ... فى كل مكان ..
أنا اخوكم أيوب .. وهذه قصتى ..
قتلوا أمى .. وشيخى .. وجارى .. هدموا مسجدى أحرقوا بيتى وقريتى ..
إنهم يكرهون الإسلام .. هكذا قال الشيخ محمود..
وفى المخيم سمعت أن أبى يحاول هو وأصحابه أن يفعلوا شيئاً
مما يبشر بالأمل القادم
فى نصرة قضيتنا على أيدى المكافحين ..
إنهم يحبون الإسلام وانتم هل تحبون الإسلام ..؟؟
هل تعرفون إخوتكم فى الشيشان .. لقد علمت أنكم انقذتم إخوتكم فى

البوسنة والهرسك
فأنتم حقاً مسلمون .. فإن كنتم حقاً إخوتى .. ستهبون لنجدتى..
الأن قبل فوات الأون..
هكذا .. قالت أمى .. رحمها الله ...
أخوكم .... أيوب