في ذات يوم استوقفني موقف جميل رأيته في تلفزيون السلطنة وكان عمري حينها لا يتعدى العشر سنوات ،
رأيت مولاي وسيدي وقائدي السلطان قابوس - يحفظه الله ويرعاه ويمد في عمره - مجتمعاً في إحدى جولاته السنوية
مع جمع من الناس في إحدى ولايات السلطنة الجميلة ،
فخطرت ببالي عدة تساؤلات منها : ماذا يقول هؤلاء الناس للسلطان ؟ لماذا لا يجلسون في أحد القصور ؟
ما سبب قدوم السلطان إليهم ولماذا يجلسون على الأرض ؟وغيرها الكثير من الأسئلة التي تحيرني ،
فسألت حينها والدي العزيز عن هذه التساؤلات وكان أبي يجيبني عن كل ما يدور في خاطري من استفسارات .
ومما زاد حيرتي أيضا أن هذا الموقف لم أشاهده لأي رئيس دولة سواءا كانت هذه الدولة عربية أو غربية.
ومرت السنوات وتكررت لقاءات السلطان المفتوحة مع الشعب وكبر تفكيري ونظري للأمور
وأيقنت حينها مدولات هذه الجولات السامية التي تجعل من السيوح الجرداء مناراً مشعاً بالعطاء والسخاء
بكرم هذا القائد المعطاء ، الذي لم يتوانى لحظةً واحدة لإراحة شعبه ونماء وطنه ، وتوطيد العلاقات مع مختلف الدول ،
وبذلك أصبحت عمان رمزاً للسلام والأمان على مستوى العالم أجمع .
لقد كانت اللقاءات التي يقيمها السلطان مع المواطنين أشبه ببرلمان مفتوح ،
يستطيع أي مواطن أن يتحدث مع صاحب الجلالة في أي موضوع يشغله وبدون أي رسميات .
لقد وهبنا الله قائدا أمتزجت فيه جميع الخصال الحميدة ، فجمع بين الرحمة والحكمة والشجاعة والكرم ،
فهنيئا لعمان هذا القائد الفذ .
اللهم أحفظ عمان وسيدي السلطان ومد في عمره وسدد على طريق الخير خطاه .