هَذهِ وشوشةٌ ليلةٌ , قُمتُ على طرق
الحروفِ في جُمجُمتي حتّى استفقتُ !
من هُم مِثلُنا محرومونَ من نعمةِ النومِ
دُونَ منغصاتٍ !



:


كُنتُ استمعُ إلى هذهِ البانوراما الموسيقيةِ
الرائعة , وأنا اكتب هذه الوشوشاتِ
ليتكم تفْهمونَ ما يُقالُ !!


اقرأو نصي مع البانوراما / ستخْلقُ بُعداً
مُذهلاً للحروفِ !





[ame]http://www.youtube.com/watch?v=cLOj5qpXTig[/ame]







هذا ليل آخر يسقط غنياً بين يدي .. ثري بكل ترهلات الوجع
ِ واحتكارات الدمعِ لعيني .. عيني دون البشر أجمعين !
أو هكذا يُخيّل إليَّ !
أرى الفجر المنسل من خمار الليل كأنثى تستحي الرجل
ومع هذا يُغريها أن تسيل من بين جسدهِ
دُونَ وعي ..
ما الذي يُقامر عليهِ قدري مذ بدأ تكويني ..؟!
على أن يكون نصف ممتلئ أو أن يكون عقيم لا خير يُرجى منه .؟!
ثم أنني وبعد هذه الليلةِ الذي سّرب فيها عُفن ما إلى جسدي
أيقضني والمكان يضجُ بدوختي الناعسة , وأنا أقف على رجلٍ
واحدةٍ .. هذا الاحتمال الأقرب أن يكون يومي فاشلٌ لا محال !!
الوشوشات الصباحيةِ التي تخرجُ من عقلٍ مكتئبٍ
كثيراً ما تشي بحرب باردةٍ بين عقلي وقلبي , وهذا الأخيرُ
يقطعُ سلسلة الترابط البشري بين الشعور والمنطق
إذ لا بُد لأحدهما البقاء .. لا اثنينِ يقفان على جهتان
متضادتانِ ويتقاذفان حمم الوشاية , وأنا الخط الفيصل
لهما , في مُحاولةِ تبدو لي كسولةَ بعض الشيءِ في خلقِ
توازنِ لا أعرف من أين أجئ بهِ أصلاً !
حتى حربي فاشلة في حد ذاتها .!

عكرّت مزاج صباحي الملئ برائحة القهوة
ومن ثم هذا ليس جديداً
أنا ومزاجي كالقط والفأرِ
مذ أن لفظتُ أول نسمةِ في هذا الاتساع الضيقِ
لي في الحياةِ ..
على حد قولِ أُمي .. متى ما رغبتِ في شيءٍ لا يُوقفني
إلا البُعبع الواقف بمحاذاةِ الباب أو النافذةِ لأكل الأطفالِ
دونَ غيرهم!
هو المفترس الذي يأتي بهيبته ليمتص العود الغض منا
ويؤرق ليلنا إذا ما صحونا في ليلةِ شؤمٍ على حلمٍ تربع هو على عرشهِ !!
وحتى هذا الأخير قد عقد صلح الحديبيةِ معي , وأعلن
استسلامه , وتسلميهُ مفاتيح مكة لي , وأنا لم أزل في الرابعةِ
من عُمري !!
حينها كان مزاجي شيءٌ يُشبهُ الاضطراب لاكتشاف ما وراء
جدران هذا البيتِ !!
وأُمي التي تعقد ضفيرة من رجليها وتضطجع على وسادةٍ
شبه قاسيةٍ لتحكي لي هذا المزاج الذي خلق شيئاً في داخلها
من الرهبةِ عندما قررت أن أكون كريستوفر كلومبوس
لتقول : شليتي مميتج* وبطانيتج وطلعتي من عتبة الباب بدون لا حد يحس
تدورين على أبوج ..!

أجلس بالقرب من أُمي , وعيني تترصد كلاماً قد يجئ
منها بكل أريحيةٍ عن خبلي , وثوراتي واكتشافاتي التي
تزيد من رصيد الفرحِ المُعتلي ثغري ..
ليكون آخرها , الصاعقةَ التي بدت لي أنني أكثر جنوناً
من أن أكون ثوريةٌ أو مكتشفةٌ !!
حينما أخبرتني أنني شربتُ منظف الحماماتِ !!
لا عجب , وأن قدري الذي يُكنسُ كل سعادتي الآن
و يرش عليها من قطراتِ المنظفِ كجرثومةٍ وجب
أن تتكاثر في أرضٍ ليست بأرضي ..
إننا لا نهيئ الذاكرة , لنبكي على من نُحب
ولكن نُحب , لنهيئ للذاكرة مكاناً للبُكاءِ !

تريث !
انتعلني ذاكرةً لا تُشفى
اختزلني خلية خلية !
وعُد بي طفلةً بأثوابِ البياضِ مُشرعَةً !
هيئني لأنثى لا تُتقنُ سِوى حُبكَ

أنَاْ .. وَفيْ زَمَنٍ تَعْبَثُ فِيْهِ اْلحَياْةُ بِـ مُعْطياْتِهَاْ
لَمْ أخْتَرْ يَوماً أنْ أعْبَثَ بِـ حُروفيْ , بِـ حِدَّةِ
نَفْسيْ , بِـ تَطَرّفِ أفْكَاْري , كُنْتُ تِلْكَ الأُنْثَى
اْلتي لَاْ تَزْرَعُ نَفْسَهَاْ عَلَى خَرَاْئِبِ غِيْرِهَاْ , وَلَاْ
تَشْتَعِلُ مِنْ حَرَاْئِقِ اْلآخَريْنَ , كُنْتُ فِي أبْسَطِ
حَاْلَاْتِ اْلأُنْثَى اْلشَرْقيةِ , لَاْ يُمْكِن تَجْزِئَتُهَاْ
لِـ تَقْتَاْتَ مِنْهَاْ قِطْعَةً قِطْعَةً , وَلَاْ يُمْكِنُ
هَضْمُهَاْ كَاْمِلَةً ؛ حَتّى لَاْ تُصَاْبَ بِـ عُسْرٍ
اِسْتِيْعَاْبي !

حُبنا أيها السيّد المُسافر
في تلافيفِ اْلليلِ وقْت مَسروقٌ
مِن اْلدهرِ !
فَـ لابُد أن تُقيم حدَّ الفُراْق
علَينا , وَأنا ما احوجَني لكَ
وأضعفني بكَ , وأعشقني لكَ !




*مميتج : يعني رضّاعة بالإماراتي


6/8/2009