من عواقب الدنيا أن يصاب الإنسان بالغرور، وهناك من يصيبه هذا المرض ويعتقد انه أصبح رقما صعبا يصعب على المرء نيله، وانا اعرف جيدا أشخاصا صنعهم الناس وقبل ان يصنعهم الناس كانوا بسطاء متواصلين محبين للناس متواجدين في كل مكان، لكن بمجرد وصولهم لغاياتهم تنكروا لمن أوصلهم الى تلك المكانة العالية بل ذهبوا الى أبعد من مجرد النسيان وبدأوا بالغرور والكبرياء، مما جعلني أحزن لأن هؤلاء يعتقدون انهم منتصرون والحقيقة عكس ذلك تماما.
الغرور كلمة ينفر الناس ممن يتصف بها، الغرور نقيض التواضع، مرادف للتكبر والتعالي، الغرور لا يعني الثقة بالنفس، لكنه غالبا ما يكون شعورا بالنقص بداخل الشخص المغرور يريد ان يخفيه عن الناس في ثوب التكبر والغرور، الغرور مرض من امراض القلب المعنوية التي لا تؤلم المريض ولكن تؤلم من حوله، قد يغتر الإنسان بكثرة ماله او جماله او قوته ولكن مالا يعلمه المغتر انه ما رفع الله شيئا الا وضعه، وان دوام الحال من المحال، فلن يدوم المال مهما طال زمن الغنى ولن يدوم الجمال، فكثيرا من ملكات الجمال ومن النساء كن فتيات أحلام لكثير من الرجال وبعد مرور الزمن تصبح هذه المرأة الفاتنة عجوزا تستحي ان يراها الناس، وهكذا القوة وغير ذلك مما يغتر به الانسان.
زبدة الكلام: الغرور من أكثر الصفات التي كان يكرهها الرسول ( صلى الله عليه وسلم )، قال أنس بن مالك ( رضي الله عنه ): «خدمت الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عشر سنين فما سبني ولا ضربني ولا عبس في وجهي» فلننظر الى تواضع الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في تعامله مع انس بن مالك ( رضي الله عنه )، فالغرور نهايته الندم والانكسار .