تبدأ اليوم رحلة المنتخب الاسباني للحفاظ على لقب بطولة أوروبا في مهمة تراها الأغلبية بعيدة المنال بعد خيبة كأس العالم 2014 وكمية الاعتزالات التي عصفت بـ"لا روخا" والتي تمثّلت برحيل أعمدة المجموعة الحمراء، من تشافي هيرنانديز مروراً بتشابي ألونسو ودافيد فيا.


الوقوع في المجموعة عينها مع المنتخب الاسباني، حامل اللقب مرتين في السنوات الـ8 الماضية، يُعتبر عادة صفعة كبيرة للمنتخبات الا ان هذا العام يتطلع كل من كرواتيا، تركيا وتشيكيا الى استغلال فترة الشكوك التي دخلها بطل العالم عام 2010 في نفوس مشجعيه عقب أدائه في مونديال البرازيل والبماريات التي تلتها.


الثقة التي كانت تعتري جمهور اسبانيا ومعسكره باتت على المحك وامام المدرب فيسينتي ديل بوسكي مهمة كبيرة لإعادتها عبر اداء كبير ومغاير ومن خلال إثبات ان الكرة الاسبانية بالفعل ما زالت تُهيمن على أوروبا، فإن استفاد منتخب اسبانيا من مزيج الدماء الجديدة الممزوجة مع خبرة المخضرمين ولعب بالكثافة المطلوبة فبالتأكيد على المنتخبات الـ3 المتبقية في المجموعة ان تُصارع على المركز الثاني.



خليط من الشبان والمخضرمين للتخلّص من نقطة الضعف

يتمتع ديل بوسكي في هذه النُسخة من بطولة اوروبا بمزايا لم يكن يحظى بها في كأس العالم 2014 وهي مشاركة العديد من الوجوه الجديدة التي فازت بدورها باللقب الأوروبي الأخير عن فئة الشباب، من ألفارو موراتا، دافيد دي خيا، تياغو الكانتارا وكوكي الذين يطمحون لتحقيق لقب ثانٍ مع منتخب بلادهم.

الى ذلك يُعتبر إعتزال تشافي هيرنانديز بمثابة مسؤولية ملقاة على كاهل الثنائي آندريس انيستا – المتخصص في البطولات القارية- وسيرخيو بوسكيتس اللذان تقع على كاهلهما الحفاظ على أسلوب اللعب الاسباني الذي عُرف به.

إندفاع اللاعبين "الجدد" في تشكيلة ديل بوسكي يلزمها بدون شك "دوزنة" من قبل صُناع مجد المنتخب والأدرى بكيفية التحكم بنسقه انيستا وبوسكيتس لذين سلعبون بجولر "تشافي الجديد" الشاب كوكي.



والجدير ذكره ان 14 من بعثة المنتخب الحالية لم تفز بأي لقب مع اسبانيا ما يُعطي أبطال أوروبا دافعاً أكبر للحفاظ على لقبها والابتعاد عن فكرة "الشبع الأوروبي".

نقطة ضعف اسبانيا هي ان كل الخصوم باتت تعرف اسلوب لعبها فأضحت تواججها بالتكتل الدفاعي وخير دليل مباراة جورجيا التي انتهت بخسارة لا روخا بهدف نظيف، حينها أصبح الاستحواذ عقيماً يبحث له عن لاعب سريع يتمتع بأسلوب اللعب المباشر والقادر على المراوغة والاختراق.


ورقة "رأس الحربة" الضائعة

ساعة الحقيقة دقّت، من سيستلم مهمّة تسجيل الأهداف؟ أزمة رأس الحربة حقيقية في معسكر لا روخا، من تم استبعادهم أكثر ممن استدعوا، من فيرناندو توريس مروراً ببباكو الكاسير ووصلاً الى دييغو كوستا. الأسماء المستبعدة كبيرة والتبريرات لا ترتقي الى حجمها، فتوريس الذي تألّق هذا الموسم لم يتم تبرير عدم سفره الى فرنسا اما موسمي فالنسيا وتشيلسي فتحكما بمصير كوستا وألكاسير في يورو 2016.

من تم استدعاؤه إذاً؟ اريتز أدوريز نجم اتلتيكو بيلباو، ألفارو موراتا لاعب ريال مدريد الشاب المعار الى يوفنتوش وأخيراً وليس آخراً نوليتو مهاجم نادي سيلتا فيغو المطلوب بقوة في نادي برشلونة بديلاً لأحد أضلاع ثلاثي الـ"MSN".

اسم نوليتو لم يكن يومًا مطروحاً كنجم يحمل على كاهله مهمة حسم المور لمنتخب بلاده لكنه بات اليوم الإسم الخفي الذي ممكن الا يبدأ اولى مباريات اليورو لكن من المؤكد أنه سيلعب مباريات فريقه الأخيرة.



لماذا مشاهدة مباراة اسبانيا والتشيك نوليتو هو الأنسب تهديفياً في كتيبة ديل بوسكي؟

إعتبره ديل بوسكي "لاعب مختلف عن دافيد فيا لكن فعاليته كبيرة جداً، فمهاجم سيلتا فيغو سجّل 39 هدفاً في 100 مباراة مع فريقه الذي ساعده في معظم المباريات التي لعبها تحت الضغط، حيث لمع اسمه وتميّز بالأهداف القوية والمميزة بالإضافة الى سرعته الكبيرة ولعبه المباشر.

عقب مبارتي اسبانيا أمام بوسنيا وكوريا الجنوبية لم يكن على لسان ديل بوسكي سوى "فعالية" نوليتو الذي تمكن من تسجيل 4 أهداف معادلاً رقم المهاجمين الآخرين في فريقه ادوريز وموراتا.

أما القيمة المُضافة الأخرى التي يتميّز بها نوليتو لا تتمثّل فقط في الميزة التهديفية بل بقدرته العالية على المراوغة، ما يُذكّر بتصريح ديل بوسكي حين أشاد بالأدوار الأخرى التي يستطيع المهاجم صاحب الـ29 عاماً القيام بها.


وبلغة الأرقام يتفوق نوليتو على جميع زملائه في المنتخب وفيما يلي مقارنة بين مراوغات نوليتو وزملائه في المنتخب:

نوليتو (58)، بيدرو (52)، تياغو (49) وانيستا (41).


هو من أكبر اللاعبين سناً في تشكيلة منتخب بلاده وما زال ينتظر فرصته لكن مماا لا شك به انه سيكون ورقة رابحة كبيرة بيد دي بوسكي في حال قرر استغلالها.