الشبيبة :
أقيم مساء أمس بالنادي الثقافي الاحتفاء الأدبي بكتاب"تاريخ عمان السياسي" للأديب عبدالله بن محمد الطائي ، الصادر عن شركة الربيعان للنشر والتوزيع بالكويت ، وضم فصولاً مهمة عن تاريخ عمان وقضاياها، وبتنظيم من الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء في السابعة والنصف من مساء اليوم بقاعة النادي الثقافي – وبالتعاون مع منتديات الحارة العمانية. وتضمنت ورقة عمل حول ظروف نشر هذا الكتاب الذي وضعه مؤلفه في فترات مختلفة ولم يكتبه دفعة واحدة ، للمهندس مازن بن عبدالله الطائي نجل الأديب الراحل حيث تحدث في هذا الإطار عن الظروف التي حالت دون ذلك منها ما هو متعلق بالتاريخ والسياسية لعمان في الحقب الماضية.
فيما قدم الأستاذ أحمد بن عبدالله الفلاحي ورقة أخرى بعنوان : "مع عبدالله الطائي" يتحدث خلالها عن هذا الأديب العماني المهم الذي عاش في الفترة ما بين عامي 1924 و1973 .. فقد تطرق الأستاذ الفلاحي إلى فترة حياة الأديب والظروف الأدبية التي مر بها وأهم نتاجاته الأدبية وأعماله الفكرية خلال تلك الفترة.
فيما قد الشاعر سماء عيسى ورقة بعنوان : " الثقافة التاريخية عند الشاعر العماني .. عبدالله الطائي نموذجا " متطرقا إلى الأعمال ذات الأهمية الكبرى في حياة الأديب الطائي ومنها هذا الكتاب إضافة إلى أهمية التدوين التاريخي في حياته الأدبية وما له من عوامل إيجابية في إيجاد روافد قيمة في المتبة الثقافية العمانية . كما قدم صلاح الحجري ورقة عمل بعنوان "أعمال الطائي والنشر الرقمي" تطرق فيها إلى النشر الرقمي في أعمال الطائي مبينا الظروف الأساسية التي توافقت مع أعمال الطائي في خضم التعدادات الرقمية في هذه الفترة.
والمتتبع لكتاب "تاريخ عمان السياسي" للأديب عبد الله بن محمد الطائي يرى إن هناك قراءة للتاريخ السياسي لعمان على مر عصور متواصلة من خلال التعمق في الجذور التاريخية، مبينا علاقة عمان بالدول المجاورة موضحا الأطماع الخارجية والتدخلات من قبل من الفرس والأوروبيين.كما تطرق الطائي في كتابه إلى دور العمانيين في دحض التدخل الخارجي ، وبيان المقاومة العمانية لنيل الاستقلال وحكم أنفسهم بأنفسهم وفق أسس إسلامية ووطنية متوافقة معهم.
وفي جانب آخر يسلط الأديب الطائي الضوء على دور العمانيين في إيضاح التاريخ الإسلامي وعلاقة عمان بالدولة الأموية والعباسية مشيرا إلى استقلال عمان من خلال أئمة أربعة وصلوا إلى الحكم وفق أسس انتخابية ونظام حكم إسلامي بحت ، مشيرا إلى توسع العمانيين في المحيط الهندي وشرقي افريقيا، ومنطقة المحيط الهندي.ولم يغفل الطائي في كتابه الصراعات القبلية والفتن الداخلية بين المناطق العمانية والحروب الأهلية إضافة إلى التدخلات الخارجية التي لسعت نيرانها أجزاء كبيرة من الوطن العربي.
ويتوصل الكاتب في كتابه إلى المراحل النهائية التي شهدت وجود الأئمة ملخصا للسرد التاريخي وصولا إلى تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في البلاد مبينا الظروف الصعبة التي واجهته في بداية الحكم إلى دخول السلطنة مرحلة مختلفة بخطط مواكبة للتنمية.