كنا نعيش حياة اعتيادية جميلة تلامس وتناسب صغر سننا قضيناها في الدراسة ومشاهدة التلفاز والجلوس مع أسرنا بكل أنس وسرور وزيارة أقاربنا وأصدقائنا والخروج في نزهة أو للتسوق.
كانت حياة رائعة بحق أدركنا خلالها مدى سعادتنا وسعة رغد عيشنا ومرت السنوات واحدة تلو الأخرى ونحن في عيشة نحسد عليها وكانت نجاحاتنا مشرفة حقا فقد كان حب العلم والتعلم متعمقا في نفوسنا ولكن يالها من لحظات قصيرة لم تستكمل نشوتها وأنسها بعد سرعان ما أظهرت لنا التكنولوجيا والتطورات الحديثة الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) على غفلة وانقلبت الموازين حينها رأسا على عقب فكانت بمثابة قنبلة نووية انتشرت في أرجاء العالم واستأصلت حواس البشر ولم تبقي لهم من لذة الحياة شيء.
ولم يستطع أن يدرك البشر في لحظات قليلة ماهية هذه الشبكة الخطرة وصاروا يستنزفونها بكل ما فيها بلا ضمير ولا وعي وجداني ضاع شبابهم وفكرهم بانغماسهم بالجانب السلبي من هذا الداء النووي الفتاك فلم يحسنوا استعماله بل انجرفوا وراء المحرمات والشبهات وباعوا الغالي والنفيس من أجل هذه الشبكات تركوا أسرهم وحريتهم وابتعدوا عن البارئ الجبار.
وما يزيدنا تذمرا أن هذا الداء انتشر في أغلب الأجهزة حتى الهواتف المحمولة لم تسلم منه وصار جل اهتمامنا بهذه الهواتف لنعصف فكرنا بهذا الداء وصرنا لا نفارقها أبدا فعقولنا أصبحت في مهب الريح وعلمنا رميناه بكلتا يدينا ورائنا .
يال الهول! تخلينا عن مبادئنا وديننا بكل بساطة فأصبحت هذه الشبكات بمثابة المخدرات التي لا نستغني عنها سويعات وبدونها نعيش الملل والكآبة وبوجودها تكون مسكنا فعال لكل الأزمات.
لم نعد نشعر بمذاق الحياة ومتعتها فدوامة هذا الداء أصبحت المسيطر الوحيد لعقولنا.
هل من حل يرجعنا لرشدنا ستقولون لا وألف لا أتعرفون متى الناس تابوا عنه عندما وقعوا في شر أعمالهم وعرفوا ذنبهم القبيح سواء أكان في عرض أو شرف أو فقد عزيز
بعد ماذا تتوبوا بعد أن عكرتوا صفو حياتكم وحياة غيركم!
آه يا دهر كم عانى البشر من هذا الداء و أدمنوا في خطوطه الملتوية ولم يستطيعوا التخلص منها.
هل من حل؟ هل من منفذ؟
ويحكم ويحكم بحق خالقكم أخبروني؟؟؟