- إنّ الحبّ لا يتقن حظك اليوم التّفكير، والأخطر أنّه لا يمتلك ذاكرةً، إنّه لا يستفيد من حماقاته السّابقة، ولا من تلك الخيبات الصّغيرة التي صنعت يوماً جرحه الكبير.
- كان حظك اليوم الحبّ أفضل حالاً يوم كان الحمام ساعي بريد يحمل رسائل العشّاق، كم من الأشواق اغتالها الجوّال وهو يقرّب المسافات، نسيَ النّاس تلك اللهفة التي كان العشّاق ينتظرون بها ساعي بريد، وأيّ حدث جلل أن يخطّ المرء أحبّك بيده، أيّة سعادة وأيّة مجازفة أن يحتفظ المرء برسالة حبّ إلى آخر العمر.
- اليوم حظك اليوم أحبّك قابلة للمحو بكبسة زرّ، هي لا تعيش إلّا دقيقةً، ولا تكلّفك إلّا فلساً.
- يوم كان العشّاق يموتون عشقاً ما كان للحبّ من عيد، اليوم أوجد التّجار عيداً لتسويق الأوهام العاطفيّة، غير معنيّين بأنّهم بابتداع عيد للحبّ يُذكّرون غير العشاق بخساراتهم، ويقاصصونهم بفرح الآخرين، إنّه في الواقع أكثر الأعياد تجنّياً.
- الحبّ حظك اليوم هو اثنان يضحكان للأشياء نفسها، يحزنان في اللحظة نفسها، يشتعلان وينطفئان بعود كبريت واحد دون تنسيق أو اتفاق.
- الحبّ هو ذكاء المسافة، ألا تقترب كثيراً فتُلغي اللهفة، ولا تبتعد طويلاً فتُنسَى، ألا تضع حطبك دفعةً واحدةً في موقد من تُحب، أن تُبقيه مشتعلاً بتحريكك الحطب ليس أكثر، دون أن يلمح الآخر يدك المحرّكة لمشاعره ومسار قدره.
- أجمل حظك اليوم لحظة في الحبّ هي ما قبل الاعتراف به. كيف تجعل ذلك الارتباك الأوّل يطول، تلك الحالة من الدّوران التي يتغيّر فيها نبضك وعمرك أكثر من مرّة في لحظة واحدة، وأنت على مشارف كلمة واحدة.
- الأعياد دوّارة، عيد لك وعيد عليك، إنّ الذين يحتفلون اليوم بالحبّ، قد يأتي العيد القادم وقد افترقوا. والذين يبكون اليوم لوعة وحدتهم، قد يكونون أطفال الحبّ المدللين في الأعياد القادمة، علينا في الحالتين أن نستعدّ للاحتمال الآخر.
- أيّ علم حظك اليوم هذا الذي لم يستطع حتى الآن أن يضع أصوات من نحبّ في أقراص أو زجاجة دواء نتناولها سرّاً، عندما نُصاب بوعكةٍ عاطفيّة، من دون أن يدري صاحبها كم نحن نحتاجه!
- ادخلي الحبّ كبيرةً واخرجي منه أميرةً، لأنّك كما تدخلينه ستبقين، ارتفعي حتى لا تطال أخرى قامتك العشقيّة.
- في حظك اليوم الحبّ لا تفرطي في شيء، بل كوني مفرطةً في كلّ شيء، اذهبي في كلّ حالة إلى أقصاها، في التّطرف تكمن قوّتك ويخلد أثرك، إن اعتدلت أصبحت امرأةً عاديةً يمكن نسيانها واستبدالها!
سأقول لك أحبّك
-نزار قبّاني.
سَأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ"..
حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمَه
فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ.. أو يفعلونَهْ..
عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي
في تغيير حجارة هذا العالمْ
وفي تغيير هَنْدَسَتِهْ
شجرةً بعد شَجَرَة
وكوكباًحظك اليوم بعد كوكبْ
وقصيدةً بعد قصيدَة
سأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ"..
وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري
ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفَّسينه يمرُّ برئتيَّ أنا
وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة
هي يدي أنا..
سأقولها،حظك اليوم عندما أصبح قادراً،
على استحضار طفولتي، وخُيُولي، وعَسَاكري،
ومراكبي الورقيَّهْ..
واستعادةِ الزّمَن الأزرق معكِ على شواطئ بيروتْ..
حين كنتِ ترتعشين كسمَكةٍ بين أصابعي..
فأغطّيكِ، عندما تَنْعَسينْ،
بشَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ..
سأقولُ لكِ حظك اليوم "أُحِبُّكِ"..
وسنابلَ القمح حتى تنضجَ.. بحاجةٍ إليكِ..
والينابيعَ حتى تتفجَّرْ..
والحضارةَ حتى تتحضَّرْ..
والعصافيرَ حتى تتعلَّمَ الطيرانْ..
والفراشات حتى تتعلَّمَ الرَسْم..
سأقولُ لكِ حظك اليوم "أُحِبُّكِ"..
عندما تسقط الحدودُ نهائياً بينكِ وبين القصيدَهْ..
ويصبح النّومُ على وَرَقة الكتابَهْ
ليسَ الأمرُ سَهْلاً كما تتصوَّرينْ..
خارجَ إيقاعاتِ الشِّعرْ..
ولا أن أدخلَ في حوارٍ مع جسدٍ لا أعرفُ أن أتهجَّاهْ..
كَلِمَةً كَلِمَهْ..
ومقطعاً مقطعاً...
إنني لا أعاني من عُقْدَة المثقّفينْ..
لكنَّ طبيعتي ترفضُ الأجسادَ التي لا تتكلَّمُ بذكاءْ...
والعيونَ التي لا تطرحُ الأسئلَهْ..
إن شَرْطَ الشّهوَة عندي، مرتبطٌ بشَرْط الشِّعْرْ
فالمرأةُ حظك اليوم قصيدةٌ أموتُ عندما أكتُبُها..
وأموتُ عندما أنساها..
سأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ"..
عندما أبرأُ من حالة الفُصَام التي تُمزِّقُني..
وأعودُ شخصاً واحداً..
سأقُولُها، عندما تتصالحُ المدينةُ والصّحراءُ في داخلي.
وترحلُ كلُّ القبائل عن شواطئ دمي..
الذي حفرهُ حكماءُ العالم الثّالث فوق جَسَدي..
التي جرّبتُها على مدى ثلاثين عاماً...
فشوَّهتُ ذُكُورتي..
وأصدَرَتْ حكماً حظك اليوم بِجَلْدِكِ ثمانينَ جَلْدَهْ..
بِتُهْمةِ الأُنوثهْ...
لذلك. لن أقولَ لكِ (أُحِبّكِ).. اليومْ..
ورُبَّما لن أَقولَها غداً..
فالأرضُ تأخذ تسعةَ شُهُورٍ لتُطْلِعَ زهْرَهْ
والليل يتعذَّبُ كثيراً.. لِيَلِدَ نَجْمَهْ..
والبشريّةُ تنتظرُ ألوفَ السّنواتِ.. لتُطْلِعَ نبيَّاً..
فلماذا حظك اليوم لا تنتظرينَ بعضَ الوقتْ..
لِتُصبِحي حبيبتي؟؟
أحبّك أحبّك والبقيّة تأتي
-نزار قبّاني.
حديثك حظك اليوم سجادةٌ فارسيّه..
وعيناك عصفوتان دمشقيّتان..
تطيران بين الجدار وبين الجدار..
وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك،
ويأخذ قيلولةً تحت ظل السّوار..
وإنّي أحبّك..
لكن أخاف التّورط فيك،
أخاف التّوحد فيك،
أخاف التّقمص فيك،
فقد علمتني حظك اليوم التّجارب أن أتجنب عشق النّساء،
وموج البحار..
أنا لا أناقش حبّك.. فهو نهاري
ولست أناقش شمس النّهار
أنا لا أناقش حبّك..
فهو يقرّر في أيّ يوم سيأتي.. وفي أيّ يومٍ سيذهب..
وهو يحدد وقت الحوار، وشكل الحوار..
دعيني حظك اليوم أصبّ لك الشّاي،
أنت خرافيّة الحسن هذا الصّباح،
وصوتك نقشٌ جميلٌ على ثوب مرّاكشيه
وعقدك يلعب كالطّفل تحت المرايا..
ويرتشف الماء من شفة المزهريّه
دعيني أصبّ لك الشّاي، هل قلت إنّي أحبّك؟
هل قلت إنّي سعيدٌ لأنّك جئت..
وأنّ حضورك يسعد مثل حضور القصيده
ومثل حضور المراكب، والذّكريات البعيده..
دعيني حظك اليوم أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحب فيك..
دعيني، أعبّر عما يدور ببال الفناجين،
وهي تفكّر في شفتيك..
وبال الملاعق، والسّكريه..
دعيني أضيفك حرفاً جديداً..
على أحرف الأبجديّه..
دعيني أناقض نفسي قليلاً