يا صمت المقابر

يا صمت المقابرفي شوارعها الحزينة
أعوي، أصيح في لهف فأسمع في السكينة
ما تنثر الظلماء من ثلج وقار
تصدي على خطى وحيدات وتبتلع المدينة
أصداءهن كأن وحشا من حديد من حجار
سف الحياة فلا حياة من المساء الى النهار

ان مت يا وطني فقبر في مقابرك الكئيبة أقصى مناي
وان سلمت فان كوخا في الحقول هو ما أريد من الحياة
فدى صحارك الحريبة أرياض لندن والدروب
وان أصابتك المصيبة .. أنا قد أموت غدا

خير البلاد سكنتموها بين خضراء وماء
الشمس نور الله تغمرها بصيف أو شتاء
لا تبتغوا عنها سواها
هي جنة فحذار من أفعى تدب على ثراها
أنا ميت لا يكفر الموتى وأكفر بالمعاني
ان كان غير القلب منبعها ..فيا ألق النهار
اغمر بعسجدك صحار
فان من طين صحار جسدي ومن ماء صحار


معدلة من قصيدة لبدر شاكر السياب