تعالي
لا تخافي مني لا تبالي
لان في عينيك شيء أشتهيه
اعتصر منه خمرتي واعتقه اعتقه ضمن جرار روحي اخليه
فأنا هاهنا أنتظر
وشوقي اليك بركان وله يستعر
شدّيني إلى زنديك
وضعيني سوارا في معصميكي
شديني أسيرا
ثملا سكيرا
منك يغتفر
واعلى قممك يعتمر
تشهّيت الطفولة فيك
مذ طارت
عصافير الربيع
تجرّد الشجرّ!
ولم تعد تفوح رائحة التراب بعد المطر
*
وشيء في شراييني
يناجيني
يناديني
لأشرب من يدك ترمد الذكرى
لاشرب نبيذ شفتيكي ولا اطال السكرا
*
و حين رشفت عن شفتيك
وذاب من الشبق لؤلؤ عينيكي
رشفت
ماء التوت
والقلب منهك منكي متعب
أقبل، عندها، يشرب
و حين كتبت عن عينيك
نقط كل مااكتب
ارتجافات تذوب على جسد ابى ان يغلب
و شاركنا و سادتنا..
وسائل الحب يملء مخدعنا
جعلناه قهوتنا
يشرئب أمامي النهد
يقف كالفارس قسوة علي يشتد
أسميك الربيع
اضيع فيكي دون ان اضيع
وقبل ان اضيع
تشمخ الأعشاب و الورد
أسميك السماء
فضائي معك محدود الفضاء
اناديك ليلا اناجيكي من غير وعد
فتشمت الأمطار و الرعد
_خذي مني الرياح
خذني عند تفتح الصباح
و قّبليني
وذوبيني في اجراس شفاهك وعندها انسيني
لآخر مرة في العمر
تفتح الزهر
..و أدركها الصباح
و كانت الشمس
تمشط شعرها في الغرب
ونست من حيرتها ان مطلعها الشرق
وتزكرت ان
لها الحناء و العرس
و تذكرة لقصر الرق
_خذي مني الأغاني
فاني مازلت اعاني
و اذكريني..
وضيعيني
بين جبليك دعيني
اغتال حجارتك الصلبة
كلمح البرق
و أدركني المساء
اه منك يامساء
_خذي مني الربيع
لاني من دون عينيك اضيع
وودّعيني ..
ومزقي اشلائي مزقيني
| محمود درويش