تزوج جحا امرأة حولة ترى الشي شيئين ،
فلما كان يحين موعد الغداء أتى برغيفين ، فرأتهما أربعة ، ثم أتى بالإناء فوضعه أمامها ، فقالت له : ما تصنع بإناءين و أربعة أرغفة ؟ يكفي إناء واحد و رغيفان . ففرح جحا و قال : يالها من نعمة ! و جلس يأكل معها ، فرمته بإناء بما فيه من الطعام و قالت له : هل أنا فاجرة حتى تأتي برجل آخر معك لينظر إلي ؟
فقال جحا : يا حبيبتي، أبصري كل شئ اثنين ما عدا أنا.


يحكى أن جحا كانت له وزجتان تغاران عليه كثيرا وكان يسبب له ذلك مشاكل كثيرة في كل مرة يعود من العمل، ففكر في حيلة ليرضيهما معا ولا يتسبب ذلك في إحراجه أو جعلهما يختصمان بسبب غيرتهما. فكان عندما يدخل عند زوجته الأولى يهديها عقدا جميلا، وعندما يدخل إلى زوجته الثانية يهديها أيضا عقدا جميلا، وكان يوصي كل واحدة منهما عند كل مرة ألا تقول للأخرى بأنه قد أهداها عقدا. حتى صارت كل واحدة تظن أنها أعز زوجة لجحا، ويفضلها عن الأخرى.
وذات يوم بينما جحا خارجا يعمل، اجتمعت الزوجتان وجلستا يتحدثان ويتناقشان، فأرادت الزوجة الأولى أن تغيض الزوجة الثانية، فقالت لها أن جحا يعزها ويحبها أكثر منهما، فاغتاضة الزوجة الثانية وأجابتها بأنها هي من يحب جحا أكثر ويهديها الهدايا، فراحتا يختصمان ويتجادلان وهكذا حدث ما خشيه جحا.
ثم حتى ظهر جحا، فأمسكتا بخناقه، وقالتا له : يا قصة جحا من تحب منا أكثر من الأخرى ؟
فوجد جحا نفسه في موقف عصيب وفكر جديا كيف يخرج من هذا المأزق الذي لطالما احتال لكي لا يقع فيه، وبعد برهة خطرت لجحا فكرة ترضي الطرفين، فأسرع جحا وقال لهما : إني أحب من أهديت لها العقد أكثر من الأخرى.
فتركته زوجتاه واعتقدت كل واحدة منهما أنه يحبها وحدها.
وهكذا تمكن جحا العبقري من أن يخرج من هذا الموقف الذي لا يحسد عليه.
لا تخلوا مواقف جحا من الضحك والإستفادة من مواقفه العجيبة المثيرة للإستغراب، وهذه قصة أخرى لجحا حدثت له مع زوجته وإحدى نوادره الفريدة من نوعها