في الثمانيناتِ ومطلعِ التسعينات تفشى بينَ الناس إسبالُ الثيابِ في مخالفةٍ صريحةٍ لتحذيرِ النبي صلى الله عليه وسلم : (( إزرةُ المؤمن إلى أنصافِ ساقيهِ فلا حرجَ فيما بينه وبينَ الكعبين فما أسفلُ من ذلكَ ففي النار )) إن الحديث وغيرُه لتقرعُ القلوبَ هلعاً و خوفاً من ارتكابِ هذه المعصيةِ الكبيرة التي تعدُ من كبائرِ الذنوب فالنبي صلى الله عليه وسلم يتوعدُ صاحبَه بالنار فكيف يعرضُ إنسانٌ نفسَه لغضب الله تعالى لأمرٍ من السهلِ اجتنابه . و قد انتشرَ الوعيُ بخطورةِ هذا الأمر بين الناس . فأصبحنا نرى معظمَ الناس في مجتمعنا يلتزمون بهذا الأمرِ النبوي إلا القليلُ ممن يهملْ أمرَ الدين . فكان هذا بفضلِ من اللهِ و منه.
ولكن للأسف في الآونة الأخيرة بدأ هذا الأمر بالظهور مرةً أخرى , وخاصةً عند فئةِ الشباب حيث أصبحنا نرى كثيراً من طلاب المدارس وخاصةً مدارس الثانوية وأيضاً كثيراً من طلاب المرحلة الجامعية والذين أنهوا الثانوية عموما يطيلون أثوابهم حتى تتجاوز الكعبين بل وتلامسُ الأرض في مخالفه صريحه لتحذير النبي صلى الله عليه وسلم , وكأنهم يقولونَ للنبي صلى الله عليه وسلم لن نلتزمَ بذلك حتى وإن قلتَ لنا أن مصيرَ ذلك النارُ. وأضن أن من أهم أسباب ذلك جهل هؤلاء بخطورة هذا العمل شرعا نتيجه لضعف التعليم الديني , وعدم اهتمامِ كثير من أولياء الأمور بواجبِ النصح لأبنائِهم .
ومن العجائبِ أن يعصي إنسان ربه لأتفهِ الأسباب فبينما كنت أناقش هذا الأمر يوما مع مجموعةٍ من طلابِ الصف الثاني عشر قال لي أحدُ الطلاب إن رفعتَ ثوبي فوق الكعبين سيظهر شعر ساقي..!! .
ومن عجيب أمر الناس أيضاً أن تنعكسُ الأمورَ فتقصرُ النساء ملابسهن وان قيل لهن قالن إن أطلت يتسخُ ثوبي بينما يطيل بعض الرجال أثوابَهم إلى الأرض و لا يقولون ذلك رغم أن ملابسهم بيضاء !!
إن عصيانَ النبي صلى الله عليه وسلم عقوبتُهُ الخلودَ في نار جهنم , قال تعالى : { وَمَن يَعْص اللهَ وَرَسُولهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلْهُ عَذابٌ مُّهينٌ } النساء 14 وقال أيضاً : { وَمَن يَعْص اللهَ وَرَسُولهُ فإنَّ لهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أبَداً } وأخيرا تأمل في الحديث التالي:-
1- أخرج البخاري في صحيحه من طريق
أبي هريرة وابن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم – قال:- (( بينما رجل يجر إزاره إذ خسف به فهو يتجلجلُ في الأرضِ إلى يومِ القيامةِ ))
2- روى البخاري والنسائي عن أبي هريرة – رضي اللهُ عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما أسفلُ من الكعبين منَ الإزارِ فهو في النارِ) .