ما أقسى أن تحس بأنك وحيد بين أهلك وناسك.....
ما أحزن من أن لا يفهمك أقرب الناس إليك....

تحس بروحك تتقطع والحزن يمزق إحساسك ف تقف دموع عينيك دون حراك وتلصق أجفانك فلا تقوى على الإهتداء لدربك و تصبح أعمى بالرغم من إبصارك....

يتجمد قلبك ويصبح صلدا بالرغم من إحساسك بضرباته...
وتشتعل أحشاؤك نارا تحول داخلك إلى رماد ما تلبث أن تفقده هيئته نسمة هواء خفيفة فينتثر بالرغم من بقائك على هيئتك أمامهم.....

تحس بهم ولا يحسون بك....
ترسمهم في عينيك بألوان الطيف ولا يرسمونك إلا بالسواد.....

تواسيهم تكلمهم ولكنهم لا يفعلون ذلك لك.....

تراعي مشاعرهم وهم يرونك بلا مشاعر ويتفننون في تعذيبك.....

تصدقهم وتضع أملك بأن يبادلوك ذلك فلا تجد نفسك إلا متنكرا له منكر لحاله كاذب وإن صدق.....

وتستمر بطيبك وإحسانك تخدع نفسك وتعذبها برضاك....
حاولت أم لم تحاول أصبح الأمر عندك سواء.....

إعتدت كبت نفسك وإخفاء مشاعرك والتظاهر بالقوة فلم تجلب لك قوتك سوى العناء ...

لا يضعون لما تحسه وزنا ويستمرون بتركك في الوراء.....

تتبعهم بملئ إرادتك لأنك لا تملك لغير ذلك سبيل و دائما تشفع لهم بذكرى موقف نبيل....
أعانوك فيه فلم تر لطيب إحسانهم مثيل....
ورفع مقامهم في نفسك وجود شخص لا تملك له بديل...
غرس في نفسك الثقة و علمك بأن تكون بينهم أصيل....
إن جرحوك وعذبوك تبقى لهم خليل ....
وترسم إبتسامة في محياك عند مرآهم وإن كان الدمع على خدك يسيل.....