ريال مدريد الاسباني احد الاندية التي احتضن سورها اعظم لاعبي كرة القدم واشهرها، وكان دائما يعتبر في نظر الكثيرين فريق النخبة، لانه يسعى لشراء افضل الاسماء الكبيرة والمشهورة في عالم كرة القدم وظهرت سياسته منذ بداية الستينيات ومع بداية بطولة دوري ابطال اوروبا التي سيطر الفريق الملكي على لقبها في اول خمس نسخ ثم اتبعها باللقب السادس في النسخة العاشرة بمجموعة من نخبة لاعبي كرة القدم مثل المجري بوشكاش والارجنتيني دي ستيفانو والاسباني خنتو وغيرهم الكثيرون الذين اتوا ولعبوا في اسوار النادي الملكي وكانوا صناعا لامجاده.

ولكن الامور في السنوات الاخيرة بدت انها قد زادت عن الحد المعقول واصبح شراء النجوم غاية وليس وسيلة يستطيع من خلالها الفريق الابيض حصد الالقاب والتربع على عرش الكرة الاسبانية والاوروبية.

ادارة نادي ريال مدريد ورئيسها الذي يصل الى هذا المنصب عن طريق انتخابات يقوم اعضاء الجمعية العمومية للنادي باجرائها لتحديد سياسة النادي من حيث تعيين الجهازين الفني والاداري والاشراف على شراء اللاعبين وهي نقطة بدأ مرشحو رئاسة النادي باستغلالها عن طريق استخدام الاموال الطائلة لكي يستقدموا اشهر واكبر الاسماء ولا شك انها نقطة ايجابية في حال تم ذلك بشكل مدروس يخدم الفريق ويعطيه تجانسا اكثر.

ولكن الريال افتقد هذا الموضوع بشكل واضح وتراجع للمركز الثاني هذا الموسم بعد ان كان قد حقق لقب الموسم الماضي بكل جدارة وكانت الاصابات التي ألمت بالفريق وابتعاد ابرز نجومه في فترة من المسابقة السبب الذي جعل نتائج الفريق تتراجع ويخسر الفريق نقاطا كثيرة ومهمة جعلته يتراجع خلف منافسه التقليدي برشلونة، مما حدا ادارة النادي ولكي تسكت الاصوات الغاضبة على ان تضحي بالمدرب الالماني بيرند شوستر وتتعاقد مع الاسباني خواندي راموس كما قامت بشراء النجم الهولندي الصاعد كلاس يان هنتلار ليعود الفريق الى تحقيق الفوز والمنافسة على لقب الليجا.

لكن ريال مدريد تلقى ضربة قاصمة بخروجه المذل من مسابقة دوري ابطال اوروبا على يد ليفربول الانجليزي الذي تغلب عليه في عقر داره في البيرنابيو بهدف وحيد ثم سحقه في الانفيلد بنتيجة 4/0 ليودع الفريق بطريقة مخزية لا تليق باسم صاحب الرقم القياسي في البطولة بتسعة ألقاب.

وبالتاكيد فإن هذا الخروج من البطولة وغياب الفريق عن التأهل الى نهائياتها لمدة تزيد على ستة مواسم متتالية يطرح سؤالا مهما هو: ما هي مشكلة ريال مدريد؟ وهو امر قد نجد حله في سياسة شراء النجوم التي يتبعها النادي فقط ارضاء لجماهيره واعضاء جمعيته العمومية ويخرج مرشحو رئاسة النادي بنيتهم جلب كاكا وكريستيانو رونالدو نجمي الميلان ومانشستر يونايتد.

والسؤال هل ريال مدريد يعاني في خط وسطه لكي يجلب كاكا ورونالدو؟ وهل اسماء مثل روبين وفان در فارت وشنايدر ستكون على دكة الاحتياطي ام ستغادر النادي؟

الريال والقائمون عليه لم يستفيدوا من درس غريمهم الكاتالوني برشلونة والذي كانت لوقفة لابورتا رئيس النادي مع مدربه الشاب جوارديولا الذي آثر جلب اسماء اسبانية تخدم الفريق وتسد الفراغ الذي يعاني منه كما أبقى على التشكيلة وابرز نجومها لخلق التجانس وكانت النتائج الكبيرة التي جعلت برشلونة يتصدر الليجا وبنتائج كبيرة وتحطيم ارقام قياسية من حيث عدد الانتصارات وكذلك تأهل الفريق الى قبل نهائي دوري ابطال اوروبا ونهائي كأس اسبانيا البطولتين اللتين ودعهما الريال مبكرا، واذا سارت الامور في النادي الملكي على الوضع ذاته فقد يشهد الملكي نفس السقطات والاقالات التي شهدها هذا الموسم على حساب سياسة «زيادة الخير خيرين».