"وليم شكسبير" (1564–1616) هو من أعظم الشعراء والكتاب المسرحيين الإنكليز، ومن أبرز الشخصيات في الأدب العالمي إن لم يكن أبرزها على الإطلاق. يصعب تحديد عبقريته بمعيار بعينه من معايير النقد الأدبي، وإن كانت حكمه التي وضعها على لسان شخصيات رواياته ومسرحياته الخالدة التي تميزت بعمق تحليله للنفس البشرية وبشاعرية فياضة خصوصاً في تصوير المواقف التاريخية والعاطفية الخالدة حتى حبل من المسرح الإنكليزي فناً عالمياً رفيعاً، ومن المتفق عليه بين معظم الباحثين والدارسين أن مراحل إنتاجه الأدبي يمكن تقسيمها إلى مراحل أربع.
أولاها (1590–1594) وتحوي مجموعة من المسرحيات التاريخية منها "كوميديا الأغلاط" و"هنري السادس" و"ترويض النمرة" وغيرها. المرحلة الثانية: هي المرحلة الغنائية (1595–1600) وتشتمل على معظم قصائده الشهيرة وبعض مسرحياته الخفيفة، مثل "ريتشارد الثاني" و"حلم منتصف ليلة صيف" و"تاجر البندقية" التي ترجمت إلى العربية مع بعض روائعه الشهيرة مثل "روميو وجولييت" و"هنري الخامس" ويوليوس قيصر" وكما تهواه" وقد ترجمت جميعاً إلى العربية. المرحلة الثالثة: وهي أهم المراحل على الإطلاق، إذ تمثل قمة نضوجه الفني، فقد كتب فيها أعظم مسرحياته التراجيدية مثل "هاملت" و"عطيل" و"الملك لير" و"مكبث" و"أنطوني وكليوباترا"... وقد ترجم معظمها إلى العربية. المرحلة الرابعة: وهي المرحلة التي اختتم بها حياته الفنية (1609–1613) وقد اشتملت على مسرحيات هنري الثامن" و"العاصفة" مما ترجم إلى العربية، وعلى مسرحيتي "قصة الشتاء" و"سمبلين" وفي هذه المرحلة نجد العواطف النفسية العنيفة وقد خبت وتحولت في نفس الشاعر إلى نظرة تقبل ورضى وأمل وتأمل.
وقد اشترك كثير من كبار القراء في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في جمع مسرحياته ونقدها، هذا وإن اختلفت وجهات النظر وتعددت أساليب النقد فما لا شك فيه بأنه كان لشكسبير أثره الكبير في آداب جميع الأمم على الإطلاق، وتأثر به جميع الكتاب والشعراء والأدباء في كل البلدان وفي كل العصور. في القارة الأوروبية وفي الأمريكتين وفي غير ذلك من القارات في القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر خاصة، وفي غير ذلك من القرون. أما في الأدب العربي، فقد تأثر به أيضاً كثير من الأدباء، وترجمت معظم مسرحياته، وقدمت في المسرح والسينما والإذاعة. وبين طيات هذا الكتاب واحدة من روائع شكسبير المسرحية المعربة والتي تفتح فصولها على مشهد ملك ورجال ثلاث يقيمون عهداً على البقاء ثلاث سنوات ينقطعون فيها إلى العلم لأنه وكما يقول أحدهم "البطون السمينة لها رؤوس صغيرة، والأكل الشهي يبني المناكب ولكنه يدمر العقول". فهل يبقى هؤلاء على عهدهم ويبروا بقسمهم؟!! أم أن ظهور أميرة فرنسا ووصيفاتها جعلهم يحنثون بهذا العهد؟!! هذا ما ستكشف عنه فصول هذه المسرحية الشيقة التي جاءت مصاغة قصصي وبنصين عربي وإنكليزي، وهو موجه إلى الطلاب بأسلوب مبسط، وذلك بهدف تسهيل الاطلاع على هذا الإبداع الأدبي الذي لم ينضب معينه رغم مرور زمن عليه.