مباراة البرتغال وفرنسا تبدو فرنسا مرشحة قوية لإحراز اللقب الثالث بعد 1984 و2000، إذ ترشحها مكاتب المراهنات بأرقام مضاعفة عن البرتغال الباحثة عن أول ألقابها الكبرى، مع العلم أن الأخيرة خسرت نهائي 2004 بشكل مفاجىء على أرضها أمام اليونان (0-1)، عندما كان رونالدو في التاسعة عشرة.
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وخلال مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا، شهد ملعب "ستاد دو فرانس" في ضاحية سان دوني الباريسية ومناطق أخرى من العاصمة، اعتداءات تبناها تنظيم الدولة الإسلامية أودت بحياة 130 شخصا وأدت إلى سقوط مئات الجرحى.
لكن بعد مشوار الفرنسي المشجع في النهائيات، يتوقع أن يتحول الملعب إلى عرس كروي أوروبي، إذ تأمل فرنسا إحراز لقبها الكبير الثالث على أرضها بعد كأس أوروبا 1984 وكأس العالم 1998 على الملعب عينه.
قال مدرب فرنسا ديدييه ديشان بعد الفوز اللافت على ألمانيا بطلة العالم (2-0) في نصف النهائي: "هناك حماسة وسعادة في فرنسا. إنها قصة رائعة. لا ندعي إيجاد حلول لكامل الشعب الفرنسي، لكن لدينا القدرة على توليد المشاعر ومساعدتهم على تبديد مخاوفهم".
تبحث فرنسا أيضا عن تلميع صورتها بعد سلسلة من المخاضات الكروية العسيرة. نهائي مونديال ألمانيا 2006 الذي خسره الفرنسيون أمام إيطاليا بركلات الترجيح في مباراة طرد فيها زيدان بسبب "نطحه" ماركو ماتيراتزي، كان بمثابة نهاية الأمجاد بالنسبة لمنتخب "الديوك"، إذ خرج بعدها من الدور الأول لكأس أوروبا 2008 وكأس العالم 2010، ثم من ربع نهائي كأس أوروبا 2012 ومونديال 2014.
لكن مع جيل جديد يقوده أنطوان غريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني، تبدلت الأمور، وأصبح هجوم فرنسا إحدى العلامات الفارقة في البطولة، مع غريزمان وديميتري باييت وأوليفييه جيرو والشابين كينغسلي كومان وأنطوني مارسيال.
كان غريزمان (25 عاما) على أرض الملعب خلال اعتداءات باريس، ونجت شقيقته من موت محتم في الوقت عينه في مسرح باتاكلان، ثم أهدر ركلة جزاء في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد الإسباني، وكانت بدايته بطيئة في المباراة الافتتاحية ضد رومانيا (2-1).
لكن "غريزي" فرض نفسه نجما للبطولة بتسجيله 6 أهداف حتى الآن، بينها هدفا الفوز على إيرلندا في ثمن النهائي وعلى ألمانيا في نصف النهائي.
أصبح غريزمان أول لاعب يسجل 5 أهداف أو أكثر منذ التشيكي ميلان باروش في نسخة 2004 (5 أهداف)، واللاعب الوحيد الذي يتفوق عليه بعدد الأهداف في نسخة واحدة هو مواطنه بلاتيني (9 عام 1984).