الجراحة الليزرية ... الحياة على المريخ ... القنوات الفضائية ... هندسة الجينات ... الانترنت ...الهواتف المحمولة ...اشارات المرور ، جميعها سمات مميزة لعصرنا الحالي وهي نتاج الثورة العلمية والتكنولوجية التي بدأت في أواخر القرن العشرين والتي غيرت طريقتنا في العمل والتواصل ونظرتنا الى أنفسنا والى العالم من حولنا.
واذا ما عدنا بذاكرتنا الى وقت ليس ببعيد سندرك كيف اختلفت حياتنا عما كانت عليه ففي الثمانينات كانت أجهزة الحاسب الآلي تستخدم في المكاتب فقط أما اليوم فاننا نجدها تشكل جزءا رئيسيا من شبكة واسعة تعرف بالانترنت يمكنها توفير المعلومات والاخبار والصور وغيرها ويمكن استخدامها في المكاتب والمنازل وحتى في الاماكن العامة فلم يعد مشهد شخص يحمل حاسبا آليا مصغرا متصلا بالشبكة المعلوماتية أمرا مستغربا ، كما أن بعض الاجهزة المألوفة لدنيا الآن لم تكن متوفرة منذ سنوات بسبب ندرتها وارتفاع أسعارها وأصبحت اليوم تباع بشكل تجاري كالهواتف النقالة واجهزة التلفاز وتطورت أساليب المواصلات من عربات تجرها الخيول الى سيارات وقطارات و طائرات أسرع من الصوت .
كل هذا يدل على اننا نعيش في عالم متغير بمعدل متسارع جدا لابد لنا من فهمه والتكيف معه ومواكبته فأينما كنت وأيا ما كنت تقوم به فأنت تتمتع بثمار العلم وحتى ندرك مدى أهمية تعلم العلوم الجديدة سيكون من الضروري التفكير في الطرق التي تساهم بها العلوم في حياتنا .
كيف غيرت العلوم حياتنا ؟
عندما تفكر في العلوم قد يتبادر الى ذهنك أي فرع من فروعه المختلفة كعلم الكيمياء وعلم الجيولوجيا وعلم الفيزياء والأحياء وغيرها واذا تحدثنا على سبيل المثال عن علم الكيمياء الذي يهتم بدراسة تركيب المادة والتغيرات التي تحدث لها والطاقة المصاحبة لهذه التغيرات فهو علم تم بواسطته تحويل المواد الطبيعية الخام إلى مواد تلبي احتياجات الإنسان وتحقق رفاهيته ، فاستطاع الكيميائي أن ينتج من الفحم والنفط بعض المواد الجديدة كالأصباغ والأدوية والعطور واللدائن (البلاستيك) والمطاط الصناعي كما ساهمت الكيمياء في المجال الزراعي بواسطة الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية والعشبية وأمكن بواسطة علم الكيمياء إنتاج الألياف الصناعية فساهمت في مجال الألبسة والمنسوجات .
واذا كنا في صدد معرفة كيف تعمل الأشياء من حولنا مثل الكمبيوتر والتلفاز والليزر والطائرات والصواريخ الفضائية وايجاد تفسير لما يدور في هذا الكون من ظواهر عديدة مثل الجاذبية والضوء والنجوم والعواصف والأعاصير والزلازل فنحن نتحدث عن علم الفيزياء .
وربما سمعنا عن مصطلح الهندسة الوراثية في علم الأحياء والذي ساعد في التعرف على الجينات المسببة للأمراض ووسيلة علاجها وتعديل الصفات الوراثية ونقلها من كائن حي لآخر لتغيير بعض صفاته ووظائفه والقيام بعمليات التهجين الوراثي .
وقديما كانت الأمراض تفتك بالانسان دون معرفة اسبابها أو طرق علاجها أما الآن فقد ساهم علم الطب والأحياء الدقيقة وعلم الكيمياء في القضاء على الاوبئة التي كانت تحصد الملايين من خلال الطعوم والامصال للوقاية منها أو من خلال الادوية لعلاجها .
ولا يغيب عن اذهاننا كيف ساهم العلم في الثورة الصناعية من خلال ادخال تكنولوجيا الحاسب الآلي الى المصانع والذي مكنها من تطوير انظمتها لتقوم بعمل يلزم لانجازه عدد ليس بقليل من الايدي العاملة ورفع معدل الانتاج وزيادة جودته ، ومن خلال اطلاق الأقمار الصناعية التي ساهمت في ايجاد شبكة من الاتصالات تربط العالم بأسره حيث حولته الى قرية صغيرة من الصعب الاختفاء فيها خاصة اذا كنت تحمل أحد أجهزة تحديد المواقع !
تعلم العلوم يمكن أن يحدث فرقا
ربما قرأت احدى اعلانات الوظائف في الصحف اليومية ولاحظت أن أغلب المهن الحالية ان لم يكن جميعها تتطلب معرفة أو خبرة علمية لذلك فاننا نجاهد لمواكبة العلم والتكنولوجيا وتعليم ابناءنا ليكونوا مهيئين لاتخاذ أدوارهم كمواطنين وموظفين وأفرادا فاعلين في عالم سريع التغير.
وكما يقول العالم إسحق أزيموف : " بدون الجمهور المستنير علمياً ، لن يستمر العلماء في الحصول على الدعم المالي والمعنوي ، بل إنهم قد يضطهدون " . ولا شك أن الأمم التي لدى عامة الناس فيها فهم علمي مرتفع تستطيع الحفاظ على مركزها في السباق الاقتصادي والعسكري ، حيث أصبح العالم في سباق محموم للوصول الى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المثمرة التي تكفل الراحة والرفاهية للانسان وتضمن له التفوق على غيره.
لذلك فمن المهم أن تواكب أنظمتنا التعليمية الاحتياجات المتغيرة لطلابنا ليكونوا قادرين على تطبيق المعرفة فيتعلمون كيفية التفكير بصورة حاسمة وجمع المعلومات بدقة وحل المشكلات بطريقة ابداعية ولابد أن يكتسبوا مهارات جديدة كاستخدام الحواسيب والقدرة على الاتصال باستخدام كل ما هو متاح من وسائل الاعلام .
وخلاصة القول أن العلوم تعد ركناً أساسياً من أركان المعرفة الإنسانية في ميادينها كافة حيث ساهمت في تصحيح معلوماتنا عن الكون الذي نعيش فيه وعن الظواهر التي نحياها كما أفادتنا في التغلب على الصعوبات التي نواجهها وتقصي الحقائق حولها.
ومن الضروري أن نعلم أن الانجازات التي حققها الانسان لم تكن وليدة اللحظة ( رغم الاكتشافات التي توصل اليها بعض العلماء مصادفة !!) بل هي نتيجة تطور رافقه منذ بداية حياته على سطح الأرض ويعزى ذلك الى طبيعته الفضولية وقدرته على التفكير وتدوين وتسجيل الملاحظات ، حيث ساعدته تجاربه على مر الأزمنة في اكتشاف قوانين للكون والحياة ولم يتوقف عندها بل واصل بحثه ليصل الى أبعد منها .
واذا ما عدنا بذاكرتنا الى وقت ليس ببعيد سندرك كيف اختلفت حياتنا عما كانت عليه ففي الثمانينات كانت أجهزة الحاسب الآلي تستخدم في المكاتب فقط أما اليوم فاننا نجدها تشكل جزءا رئيسيا من شبكة واسعة تعرف بالانترنت يمكنها توفير المعلومات والاخبار والصور وغيرها ويمكن استخدامها في المكاتب والمنازل وحتى في الاماكن العامة فلم يعد مشهد شخص يحمل حاسبا آليا مصغرا متصلا بالشبكة المعلوماتية أمرا مستغربا ، كما أن بعض الاجهزة المألوفة لدنيا الآن لم تكن متوفرة منذ سنوات بسبب ندرتها وارتفاع أسعارها وأصبحت اليوم تباع بشكل تجاري كالهواتف النقالة واجهزة التلفاز وتطورت أساليب المواصلات من عربات تجرها الخيول الى سيارات وقطارات و طائرات أسرع من الصوت .
كل هذا يدل على اننا نعيش في عالم متغير بمعدل متسارع جدا لابد لنا من فهمه والتكيف معه ومواكبته فأينما كنت وأيا ما كنت تقوم به فأنت تتمتع بثمار العلم وحتى ندرك مدى أهمية تعلم العلوم الجديدة سيكون من الضروري التفكير في الطرق التي تساهم بها العلوم في حياتنا .
كيف غيرت العلوم حياتنا ؟
عندما تفكر في العلوم قد يتبادر الى ذهنك أي فرع من فروعه المختلفة كعلم الكيمياء وعلم الجيولوجيا وعلم الفيزياء والأحياء وغيرها واذا تحدثنا على سبيل المثال عن علم الكيمياء الذي يهتم بدراسة تركيب المادة والتغيرات التي تحدث لها والطاقة المصاحبة لهذه التغيرات فهو علم تم بواسطته تحويل المواد الطبيعية الخام إلى مواد تلبي احتياجات الإنسان وتحقق رفاهيته ، فاستطاع الكيميائي أن ينتج من الفحم والنفط بعض المواد الجديدة كالأصباغ والأدوية والعطور واللدائن (البلاستيك) والمطاط الصناعي كما ساهمت الكيمياء في المجال الزراعي بواسطة الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية والعشبية وأمكن بواسطة علم الكيمياء إنتاج الألياف الصناعية فساهمت في مجال الألبسة والمنسوجات .
واذا كنا في صدد معرفة كيف تعمل الأشياء من حولنا مثل الكمبيوتر والتلفاز والليزر والطائرات والصواريخ الفضائية وايجاد تفسير لما يدور في هذا الكون من ظواهر عديدة مثل الجاذبية والضوء والنجوم والعواصف والأعاصير والزلازل فنحن نتحدث عن علم الفيزياء .
وربما سمعنا عن مصطلح الهندسة الوراثية في علم الأحياء والذي ساعد في التعرف على الجينات المسببة للأمراض ووسيلة علاجها وتعديل الصفات الوراثية ونقلها من كائن حي لآخر لتغيير بعض صفاته ووظائفه والقيام بعمليات التهجين الوراثي .
وقديما كانت الأمراض تفتك بالانسان دون معرفة اسبابها أو طرق علاجها أما الآن فقد ساهم علم الطب والأحياء الدقيقة وعلم الكيمياء في القضاء على الاوبئة التي كانت تحصد الملايين من خلال الطعوم والامصال للوقاية منها أو من خلال الادوية لعلاجها .
ولا يغيب عن اذهاننا كيف ساهم العلم في الثورة الصناعية من خلال ادخال تكنولوجيا الحاسب الآلي الى المصانع والذي مكنها من تطوير انظمتها لتقوم بعمل يلزم لانجازه عدد ليس بقليل من الايدي العاملة ورفع معدل الانتاج وزيادة جودته ، ومن خلال اطلاق الأقمار الصناعية التي ساهمت في ايجاد شبكة من الاتصالات تربط العالم بأسره حيث حولته الى قرية صغيرة من الصعب الاختفاء فيها خاصة اذا كنت تحمل أحد أجهزة تحديد المواقع !
تعلم العلوم يمكن أن يحدث فرقا
ربما قرأت احدى اعلانات الوظائف في الصحف اليومية ولاحظت أن أغلب المهن الحالية ان لم يكن جميعها تتطلب معرفة أو خبرة علمية لذلك فاننا نجاهد لمواكبة العلم والتكنولوجيا وتعليم ابناءنا ليكونوا مهيئين لاتخاذ أدوارهم كمواطنين وموظفين وأفرادا فاعلين في عالم سريع التغير.
وكما يقول العالم إسحق أزيموف : " بدون الجمهور المستنير علمياً ، لن يستمر العلماء في الحصول على الدعم المالي والمعنوي ، بل إنهم قد يضطهدون " . ولا شك أن الأمم التي لدى عامة الناس فيها فهم علمي مرتفع تستطيع الحفاظ على مركزها في السباق الاقتصادي والعسكري ، حيث أصبح العالم في سباق محموم للوصول الى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المثمرة التي تكفل الراحة والرفاهية للانسان وتضمن له التفوق على غيره.
لذلك فمن المهم أن تواكب أنظمتنا التعليمية الاحتياجات المتغيرة لطلابنا ليكونوا قادرين على تطبيق المعرفة فيتعلمون كيفية التفكير بصورة حاسمة وجمع المعلومات بدقة وحل المشكلات بطريقة ابداعية ولابد أن يكتسبوا مهارات جديدة كاستخدام الحواسيب والقدرة على الاتصال باستخدام كل ما هو متاح من وسائل الاعلام .
وخلاصة القول أن العلوم تعد ركناً أساسياً من أركان المعرفة الإنسانية في ميادينها كافة حيث ساهمت في تصحيح معلوماتنا عن الكون الذي نعيش فيه وعن الظواهر التي نحياها كما أفادتنا في التغلب على الصعوبات التي نواجهها وتقصي الحقائق حولها.
ومن الضروري أن نعلم أن الانجازات التي حققها الانسان لم تكن وليدة اللحظة ( رغم الاكتشافات التي توصل اليها بعض العلماء مصادفة !!) بل هي نتيجة تطور رافقه منذ بداية حياته على سطح الأرض ويعزى ذلك الى طبيعته الفضولية وقدرته على التفكير وتدوين وتسجيل الملاحظات ، حيث ساعدته تجاربه على مر الأزمنة في اكتشاف قوانين للكون والحياة ولم يتوقف عندها بل واصل بحثه ليصل الى أبعد منها .
جالس أتكلم بالمنطق