لما كل هالأستعدادات التي أعدت للعيد الوطني الأربعين ؟ لما كل هذا التكاتف العجيب في هذه الأحتفالات ؟
تساؤلات بادرت في ذهن صغير قد أختلطت عليه الحياة , الذي رسم قدره أن يولد في موطن زاهر بالعطاء و الحداثة , فـ ظلت التساؤلات تخيم بين حنايا جمجمة لا يتعدى حجمها حجم فاكهة الشمام , فـ ظل لسانه الذي لا يجهده كثرة الكلام و الهذرة الزائدة يرشق بهذه التساؤلات لكل من مر أو صادفه لا يهمه إن كان عماني أو أجنبي الذي يشد إعجاب الطفل من شدة بياضه مع حمرة بشرته الذي لطالما أعتبرهم مصابين بمرض لا علاج له , فما كان إلا أن يرد عليه بكلام غير مفهوم فـتزيد من علامات الأستعجاب التي أنطبعت على ملامح وجهه الصغير , فإرتأى أن يوجه حيرته إلى جده الذي لطالما يمده بخرافات ما أنزل الله بها من سلطان لعله من يزيل حيرته , ما إن وصل عند الشيخ الكبير إلا أن رماه بوابل من أسئلة ثلاثة أرباعها لا ترتشف منها إجابة , إبتسامة ظهرت على محيا وجه جده لها معاني كثيرة , بدء الجد بالكلام قائلا : يابني أترى كل هذا في بلادك , حدائق و مدارس و مستشفيات... , فأجاب الطفل بتحريك رأسه فوق وتارة الى الأسفل ,
الجد : إن لها حكاية لـبطل اسطوري طبع بصمته في سماء التاريخ نثر قصة حبكه لخيوط من نور تنير آفاق واسعة , وهذه أعماله ستخلد في هذا الوطن الجميل , أنه رجل قد وضع التقدر والرقي نصب عينيه و لم يتخاذل في بناءه , قد بنى شعبآ قبل ان يبني موطنآ , حل على عمان في عام 1970 ما إن ظهر لاح في الآفاق مراسم الأمل و الآمان , نثر من عبقه الآخاذ درر العلم و الثقافة , حاز على إحترام العالم بأفعاله ,
تخرج الحروف منه نقشآ على واقع الوطن , مسيرة 40 عاما تملؤها الأزدهار و التطور ,إنه سلطان هذا البلاد و بانيها , أنه مصدر إلهام لشعب أستظل في حكمة قيادته و عدالة سياسته , إنه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس , وهذا الذي تراه من تطور و رفعة و نقلة باهرة في سماء الحضارة والحداثة كلها من منجزاته , لذلك ترى الشعب صغلرآ كبارآ يحتفلون بهذا اليوم السعيد ..~
خرج الطفل من عند جده فرحآ , ظلت تلك الأسطورة في مخيلته , فـأخمد من شعلة تلك الأسئة التي تراوده فـكان ذلك كفيلآ بإن يوقف قصة أخرى وهي إزعاج من حوله ,, ^^