مقال للكاتب :زاهر العبري


كــ عادة "البؤس" حيث يكون..
خرج البيان الشهري لــ "مجلس الوزراء" الموقر المعطر بكل روائح ابر "التخدير" المعتقة من محلول صناعة "الغباء" المنتج خصيصا لشعب يجهل أبسط "قواعد" ما يحيط به من قوانين أساسها "متحرك" وباطنها "مُعطل" ..
... خرج البيان بكل ما يحمله من أسطر "بللها البؤس" اعتادت أيدي "صائغها" "اللعب " على حواس الوطن وأبنائه..
ما أتعسه من مجلس حين يعتمد تشكيل "اللجان" المعطلة "الواحدة تلو الأخرى" .. وما "أتعسنا" حين نشرب "الكأس" ذاته شهريا، دون "تقدم" يذكر سوى تنامي "بنايات" "الخاصة"..
.
.
نعم .. ونعم .. ونعم
إنه مجلس بائس حين سعى ويسعى إلى "الالتفاف" على ما أسعدنا "ذات غفلة" من صلاحيات ممنوحة لمجلس عُمان .. فكيف ذلك وهو يشكل لجنة من "معاليهم" للتنسيق مع "الدولة" و "الشورى"؟!!
نعم..
إنه مجلس بائس حيث تقتات بعض "زمرته" على ظهور الجوعى وتعمي أعينهم بــ "الغبار المتطاير" من صحراء "اللجان" المتناثرة على كل حدب وصوب دون فائدة ترجى إلا "هم" إفساد القضية عبر طرق ملتوية تغطي على مطالب الشعب الساعي إلى "لجم" الفساد"، لتأتيه "الرشيدة" وتسقيه "طعم الانتظار" من على منابر العلن" ..
نعم..
إنه مجلس بائس حين يقول أنه يسعى لــ "الاستزراع السمكي" بينما "خواصه" تنعم بــ "التصدير" عبر قوافل "الجرافات" النائمة على كنوز بحري "عُمان والعرب"..
نعم ..
إنه مجلس بائس حين يصادق على "مصادرة"حديقة عامة ، وجد فيها المواطن متنفسا، ليأتي "جرف المستثمر المُقدس"، ويصادق بــ "إصبعه" بــ ألف "طز" على "جبين" بسطاء هذه المعمورة..

نعم ..
إنه مجلس بائس حين يدرس إنشاء وحدة لــ "تسويق التمور"، والأمور "متعثرة" في مشروع الــ "مليون نخلة"، "المتبعثرة" أوراقه بين أكثر من "لجنة" و "حاجز" ..
صرفوا .. وصرفوا من خزينة الدولة وإلى الآن ومنذ الإعلان عن المشروع لم نسمع إلا "فتات الإنجاز" ..
وما خفي أعظم!!

نعم ..
إنه مجلس بائس حين يدعو إلى التوسع في تقديم الخدمات الالكترونية، بينما "السوق الكاسدة لــ "سلعة الاتصالات" لا زالت تراوح مكامن "الفشل"، وسط مطالب مضى عليها سنوات من قبل "المُستهلك ..المُستَهلك" من فرط "الاحتكار"..

نعم ..
إنه مجلس بائس حين يستعرض .. ويدعو .. ويتدارس ..
ولا "يُنفذ" ..
يقول البؤس:
((ضرورة وضع آليات لدعم الجمعيات الاهلية))
وإلى الآن لم يدعم "مخصصات" كثيرة في الحكومة نفسها..
يضيف البؤس:
((تعيين استشاري للمدينة الطبية))
وإلى الآن مطالب الأطباء "عالقة" بين "معاليهم" ووزارتهم "الخاصة"
يؤكد البؤس:
((توفير أجهزة فحص الإشعاع بالموانئ والمطارات))
والمواطنون إلى الآن يموتون من "سموم" مصانعهم" و "غبار" كساراتهم" و "دخان" مرادهم ..
يختتم البؤس:
((وضع خطة وطنية للتصدي لوباء المخدرات))
كيف ذلك وأبناء الطبقة "المستنقع" يرفلون بــ "شتى" أنواعها دون حراك منكم ليصل "فتات" "سمومها" إلى "الفقراء"، الذين أغواهم "التفكك الأسري" و "سوء الحال"، وضعف "التعليم"، وغياب "الوازع" .. كما أغوت "الريالات" "الأعلون" من وباء هذا "الوطن" ..؟!!
.
.
نعم يا سادة ..
إنه "البؤس".. الذي غلب "الأرجاء" .. البؤس الذي أوجد "العزيز معاوية" في زاوية "مضادة" لــ "الحكومة" في وقت كان مفترضا أن تستثمر طاقته "الإبداعية الكبيرة" فيما يعيل هذا الوطن..
هو وغيره الكثير ..
هو "البؤس" الذي يتنامى، وسط عالم "يضج" بــ "الجوع" لـكل شيء .. حتى لــ "الثورات"..
.