قصيدة أراك طروباً – ليزيـد بن معاوية:

اراك طروبا والها كالمتيم
تطوف بأكناف السجاف المخيم
اصابك سهم ام بليت بنظرة
وما هذه الا سجيات من رمي
على شاطيء الوادي نظرت حمامة
فطالت عليّ حسرتي وتندمي
خذوا بدمي منها فاني قتيلها
ولا مقصدي الا تجود وتنعمي
ولا تقتلوها ان ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حل لها دمي
ولا تحسبوا اني قتلت بصارم
ولكن رمتني من رباها بأسهمي
مهذبة الالفاظ مكية الحشا
حجازية العينين طائية الفم
اغار عليها من ابيها وامها
ومن خطوة المسواك ان دار في الفم
اغار على اعطافها من ثيابها
اذا البستها فوق جسم منعمي
واحسد اقداحا تقبل ثغرها
اذا اوضعتها موضع اللثم في الفم
ولما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبة تحكي عصارة عن دمي
فقلت خضبت الكف بعديّ هكذا
يكون جزاء المستهام المتيم
فقالت وابدت في الحشا حرق الجوى
مقالة من في القول لم يتبرم
وعيشك ماهذا خضاب عرفته
فلا تك بالبهتان والزور متهمي
فقبلتها تسع وتسعين قبلة
مفرقة بالخد والكف والفم
ولكنني لما وجدتك راحلا
وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمي
بكيت دما يوم النوى فمستحه
بكفي فأحمرت بناني من دمي
ولو قبل مبكاها بكيت صبابة
لكنت شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت قبلي فهيجني البكاء
بكاها فقلت الفضل للمتقدم
بكيت على من زين الحسن وجهها
وليس لها مثل بعرب واعجم
اشارت برمش العين خيفة اهلها
اشارت محزون ولم تتكلم
وايقنت ان الطرف قد قال مرحبا
واهلا وسهلا بالحبيب المتيم