كشف «التقرير العربي الاول للتنمية الثقافية» الذي صدر مؤخرا ان عدد الأمّيين في العالم العربي وصل الى مئة مليون أمي ، وأن عادة القراءة لأمة "اقرأ" وأحفاد أصحاب المعلقات ما عادت من شيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، لأن هناك كتابا يصدر لكل 12 الف مواطن عربي بينما هناك كتاب لكل 500 بريطاني ولكل 900 ألماني،
أي ان معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4 في المئة من معدل القراءة في بريطانيا، بل إن نسبة ما نشر من أبحاث علمية واجتماعية في جامعات العالم العربي هذا العام هو 15 بالمائة مما نشر في العام الماضي!! صدقوا أو لا تصدقوا.
لماذا الكتابة إذا كان القارئ نائما؟ هذا ما يخطر على بالي بعد كل مرة أجد فيها نفسي قد كتبت مقالا ونشرته، دون أن أجد أحدا من أقرب الناس إلي قد سمع به أو قرأه. فأقرر الإقلاع عن الكتابة. لكن ما أن تخطر على بالي فكرة ما، حتى أهرع نحو حاسوبي مثل العاشق الولهان الذي عادت له حبيبته وتتسابق أصابعي العشرة في نقل أفكاري إلى لوحة المفاتيح. بعدها أراجع وأصحح وأضيف وأحذف حتى يصبح المقال مقبولا نسبيا.
أكتب عن العدالة والمساواة والعيش بسلام والاستقرار كحق طبيعي للإنسان وأقول بأن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعمل على تدمير جنسه خلافا لكل الحشرات والهوام والزواحف الأخرى التي تحافظ على جنسها ووجودها بشراسة. لكن عبثا أحاول إيقاظ ذلك القارئ النائم. ويمر المقال ويمضي الوقت دون أي تعليق لا سلبا ولا إيجابا، ولا تنز عن القارئ النائم ولا حتى شخرة.
أكتب عن الفساد المستشري كالسرطان في جسد هذ الأمة والذي يعطل كل مشاريع الإصلاح التي يطرحها ذوو النوايا الطيبة وأقول في مقالي بأن الفساد هو صفة إنسانية بامتياز. الإنسان وحده هو من يكذب ويرتشي ويبيع ويشتري ويسمسر خلافا لكل الأنواع الأخرى من زملائه الحيوانات الآخرين الموجودين معه كشركاء على ظهر هذا الكوكب. وحالما أنشر ذلك المقال حتى أظن بأنه سوف يثير ضجة وسوف يثير أكواما من التعليقات والتشجيعات والنقاشات أكثر من أكوام الأتربة التي تحملها الرياح كل يوم إلى أعيننا وأجهزتنا التنفسية لأنه يلامس أكثر الأمور حساسية من حولنا. وتمر الأيام والشهور والقارئ صامت صمت المقابر.
أخيرا وصلت لقناعة ويقين تامين أن من نكتب لهم ونعذب أنفسنا لأجلهم قد غيروا عنوانهم ولن تصلهم مقالاتنا ولا قصصنا ولا قصائدنا.
لن نجدهم بعد اليوم في المكتبات العامة ولا الخاصة ولا في معارض الكتب لأنهم لا يملكون ثمن الورق الذي يفترض أنه كتب عليه لأجلهم.
لن نجدهم ولا حتى في المقاهي لأنهم أعجز من أن يدفعوا ثمن القهوة التي سوف يشربونها هناك.
ويستمر نوم القارئ العربي بهدوء كنوم الطفل حتى بدون أحلام. وإذا ما صدف أن استيقظ هذا القارئ رغما عنه، ربما لقضاء حاجة، وعثر صدفة على صفحة ما أمامه وقرأها، ووجد فيها كلمة واحدة ذات معنى وجريئة، وبدلا من أن يتصل بالكاتب ليثني عليه ويشد على يده، نراه يتصل بالكاتب المسكين ليخيفه ويتنبأ له بمستقبل أسود، ثم ينصحه بأن يكون حذرا ويدير باله على حاله. ويعود إلى نومه الهادئ.
أي ان معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4 في المئة من معدل القراءة في بريطانيا، بل إن نسبة ما نشر من أبحاث علمية واجتماعية في جامعات العالم العربي هذا العام هو 15 بالمائة مما نشر في العام الماضي!! صدقوا أو لا تصدقوا.
لماذا الكتابة إذا كان القارئ نائما؟ هذا ما يخطر على بالي بعد كل مرة أجد فيها نفسي قد كتبت مقالا ونشرته، دون أن أجد أحدا من أقرب الناس إلي قد سمع به أو قرأه. فأقرر الإقلاع عن الكتابة. لكن ما أن تخطر على بالي فكرة ما، حتى أهرع نحو حاسوبي مثل العاشق الولهان الذي عادت له حبيبته وتتسابق أصابعي العشرة في نقل أفكاري إلى لوحة المفاتيح. بعدها أراجع وأصحح وأضيف وأحذف حتى يصبح المقال مقبولا نسبيا.
أكتب عن العدالة والمساواة والعيش بسلام والاستقرار كحق طبيعي للإنسان وأقول بأن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعمل على تدمير جنسه خلافا لكل الحشرات والهوام والزواحف الأخرى التي تحافظ على جنسها ووجودها بشراسة. لكن عبثا أحاول إيقاظ ذلك القارئ النائم. ويمر المقال ويمضي الوقت دون أي تعليق لا سلبا ولا إيجابا، ولا تنز عن القارئ النائم ولا حتى شخرة.
أكتب عن الفساد المستشري كالسرطان في جسد هذ الأمة والذي يعطل كل مشاريع الإصلاح التي يطرحها ذوو النوايا الطيبة وأقول في مقالي بأن الفساد هو صفة إنسانية بامتياز. الإنسان وحده هو من يكذب ويرتشي ويبيع ويشتري ويسمسر خلافا لكل الأنواع الأخرى من زملائه الحيوانات الآخرين الموجودين معه كشركاء على ظهر هذا الكوكب. وحالما أنشر ذلك المقال حتى أظن بأنه سوف يثير ضجة وسوف يثير أكواما من التعليقات والتشجيعات والنقاشات أكثر من أكوام الأتربة التي تحملها الرياح كل يوم إلى أعيننا وأجهزتنا التنفسية لأنه يلامس أكثر الأمور حساسية من حولنا. وتمر الأيام والشهور والقارئ صامت صمت المقابر.
أخيرا وصلت لقناعة ويقين تامين أن من نكتب لهم ونعذب أنفسنا لأجلهم قد غيروا عنوانهم ولن تصلهم مقالاتنا ولا قصصنا ولا قصائدنا.
لن نجدهم بعد اليوم في المكتبات العامة ولا الخاصة ولا في معارض الكتب لأنهم لا يملكون ثمن الورق الذي يفترض أنه كتب عليه لأجلهم.
لن نجدهم ولا حتى في المقاهي لأنهم أعجز من أن يدفعوا ثمن القهوة التي سوف يشربونها هناك.
ويستمر نوم القارئ العربي بهدوء كنوم الطفل حتى بدون أحلام. وإذا ما صدف أن استيقظ هذا القارئ رغما عنه، ربما لقضاء حاجة، وعثر صدفة على صفحة ما أمامه وقرأها، ووجد فيها كلمة واحدة ذات معنى وجريئة، وبدلا من أن يتصل بالكاتب ليثني عليه ويشد على يده، نراه يتصل بالكاتب المسكين ليخيفه ويتنبأ له بمستقبل أسود، ثم ينصحه بأن يكون حذرا ويدير باله على حاله. ويعود إلى نومه الهادئ.
تعليق