اظهرت الابحاث الاخيرة ان نقص الماء يؤثر في العمليات الحيوية للجسم، حتى قبل ان يشعر المرء بالاحاسيس الاولى للعطش، حيث يشعر الانسان بانخفاض مستوى التركيز وتضعف قدرة جهاز المناعة على مقاومة المرض والاحساس بالخمول مما يجعلنا اكثر عرضة للاجهاد.
ومع ذلك فان معظم الناس لا يشربون الكمية الكافية من الماء، اذ ان الانسان يحتاج الى ثلاثة ليترات من الماء يوميا ليقوم جسمه وعقله بالاداء الصحيح، وفي اشهر الصيف عندما يكون الطقس حارا وجافا ينبغي زيادة هذه الكمية لان نقص الماء يجعل المرء اكثر عرضة لخطر السموم، اذ يحتاج الكبد والكليتان الى كمية كبيرة منه لطرح السموم اليومية الناجمة عن الكحول والكافيين، والوجبات السريعة والعقاقير والمواد الاخرى التي تضاف للطعام من اجل النكهة، او اللون.
والماء ضروري ايضا للجهاز الهضمي ونقصه يؤدي الى الامساك والصداع والتهاب المفاصل وتهيج الامعاء وفي الوقت نفسه يصبح الجلد اكثر عرضة للتجاعيد.
ولكي تتجنب ذلك عليك ان تشرب الماء اكثر مما تشرب من اية سوائل اخرى لان المفارقة تكمن في ان معظم السوائل تؤدي فعليا الى الجفاف.. فالكافيين مثلا يساعد على ادرار البول ويسهم في تراكم الكادميوم احد المعادن الثقيلة غير المرغوب فيها ويضر بالكبد ويسبب قصورا كلويا وتشنجات في المعدة وارتفاعا في ضغط الدم ومع ذلك فان الكافيين رغم كل مخاطره المحتملة، يتدخل في عملية تجديد الخلايا، اما الكحول فيؤدي الي نقص الماء في الجسد ويشعر كل من يتناول كمية كبيرة من المشروبات الكحولية، بذلك الشعور السييء في صباح اليوم التالي نتيجة لظاهرة الانسحاب الكحولي.
ولا يقتصر الامر على اهمية الماء اللازم للجسد بل وعلى نوعية ذلك الماء ايضاً، حيث اظهرت الدراسات الحديثة ان حوالي 800 مركب كيميائي توجد في ماء الصنبور، وهذه المركبات تأتي من مبيدات الاعشاب ونفايات المصانع وملوثات الجو، ومسكنات الآلام ويكون بعضها ناجما عن عملية تكرير المياه ذاتها، بينما يأتي بعضها الآخر من الانابيب القديمة، وهناك مخاوف متزايدة حول وجود هذه المركبات ايضا في المضادات الحيوية والاستروجين.
وكان باحثون في جامعة لوما ليندا بولاية كاليفورنيا الاميركية قد كشفوا عن ان الاكثار من شرب الماء دون غيره من المشروبات يقلل خطر الاصابة بأمراض القلب
تعليق