فيزياء نوعية |
هناك وعى عام و اهتمام يتزايد مع الوقت بمشكلة محدودية العلم المعاصر و عدم قدرته على تفسير العديد من الظواهر التي نراها في الحياة. فطريقة التفكير المعاصر أدت إلى انقسام في نظرتنا للحياة، أصبحنا لا نعترف إلا بما هو قابل للقياس، و كمّي كعلم. أما الفنون والعلوم الإنسانية والدين فنعتبرها غير علمية على أساس أن لها طبيعة نوعية ذاتية. وجهة النظر هذه قائمة على أساس أن علوم اليوم التقليدية لا تتعامل مع كل مستويات الطاقة الموجودة في الطبيعة. فنطلق كلمة "علمي" على كل ما يمكن قياسه كميا، متجاهلين أن عدم القدرة على قياس الشيء إنما هو في الحقيقة قصور في إمكانيات أدواتنا القياسية. |
إن الطبيعة لا تفهم وحدات قياسنا العلمية، فالسنتيمتر والبوصة والفولت …الخ غير موجودة في الطبيعة وإنما هي الطريقة التي نتبعها نحن لفهم الطبيعة عن طريق جعلها كمية. وعندما تتعرف الطبيعة على الكم يكون ذلك من خلال تفاعلها مع "الجانب النوعي لهذا الكم". ففي الطبيعة مثلا نجد أن كل رقم له ترددات نوعية يمكن أن تنتقل عن طريق التفاعل ويمكن أن تنتج تأثيرات معينة على نظم طاقة أخرى. فمفهوم الكم والكيف هما في الحقيقة وجهان لعملة واحدة. |
فيثاغورس Pythagoras كان أول من قدم للعالم الغربي طريقة المصريين القدماء في الربط بين الخاصية الموسيقية و القيم العددية. استخدم آلة موسيقية بسيطة ، مصنوعة من وتر واحد مشدود على قطعة من الخشب و بواسطتها بيّن أن كل نوعية صوت تكون مرتبطة بطول معين على هذا الوتر موضحا بهذا أننا لدينا في الآلة الموسيقية أداة يمكنها أن تحول الكمية إلى النوعية والعكس صحيح. كل آلة موسيقية تقوم بنفس هذا التحويل. |
لفهم خصائص هذا المقياس النوعي ننظر إلى النغمات الموسيقية وعلاقتها بكمية ترددات الصوت أو بطول الوتر الموسيقى، فنجد حقيقة و هي أن الأوتار عند فواصل معينة تتفاعل مع مره ونصف أو نصف الوتر وهكذا إلى ما لا نهاية وفى نفس الوقت تتأثر باقى الأوتار وتبدأ فى الإهتزاز وبنفس النسب السابقة يؤثر كل وتر على مثيله من التردد هذا التكرار أو هذا التأثير الدوري المتكرر هو سبب ما يجعلنا نتحدث عن الأوكتيفات Octave على البيانو، فنجد النغمات الأولى ثم الثامنة ثم الخامسة عشر.. وهكذا يحدثون نفس التأثير النوعي علينا. |
ويمكننا تطبيق قوانين الرنين Resonance كما هي موجودة في الصوت على الألوان، ونفهم أن الألوان المتشابهة يمكنها أن تدخل في علاقة رنين بعضها مع بعض مما يعظم تأثيرها. كما في الموسيقى، سنجد أن الحركات و الأشكال و الاحساسات و الأفكار..الخ يمكنها أيضا أن تدخل في علاقة رنين بعضها مع البعض مما يضخم التفاعل الذبذبي و تبادل المعلومات الذي يحدث بينهم من خلال الرنين. |
على الرغم من أن نفس القوانين تطبق على كل مقاييس الحواس فإننا سنركز على مقاييس اللون والصوت ونترك ممقاييس أخرى مثل اللمس و الشم و التذوق لأنهم لا يستخدمون على نطاق واسع في أدوات القياس النوعي و سوف نشير إليهم عند اللزوم أو من خلال التحدث عن الأدوات التي تستخدمها. |
لنفهم الفرق بين إدراك اللون والتأثير النوعي للون على أجهزتنا نقول ان ما يدخل المخ هو ذبذبات تترجم فى بنك معلومات المخ إلى نوعية معينة ترى الألوان والأذن تسمع ما يماثل اللون صوت فمثلا ترجمة اللون الأحمر إلى صوت متمثل فى نغمة دو وهكذا جميع الذبذبات تترجم بصريا أو سمعيا أو حسيا على حسب وظيفة كل حاسة . |
وعندما يحرم شخص من حاسة من حواسه فانه مع ذلك يستطيع أن يحس تأثير ما من خلال أحد حواسه الأخرى أو من خارج إدراك الحواس ومثال على ذلك: أن الأشخاص المصابون بعمى الألوان يمكنهم مع ذلك أن يحسوا الفرق بين الألوان وهناك بعض الأشخاص لهم حساسية خاصة يمكنهم أن يحسوا الألوان بأيديهم حتى وعيونهم مغمضة. أصبح لدينا إذن هنا خصائص مجردة فوق حسية تظهر نفسها على أي مقياس حسي ولذلك فيمكننا أن نترجم أي لون إلى نغمة موسيقية أو رائحة أو ملمس أو طعم أو شكل!!! يكون ذلك واضحا إذا تذكرنا أننا ندرك الألوان عن طريق انكسار زوايا الضوء(ذات الموجات المختلفة الأطوال) من خلال منشور زجاجي. و بما أن الزوايا هي وحدة بناء الأشكال تصبح بالتالي ترجمة الألوان إلى أشكال عملية واضحة وعلى ذلك نجد أنه كما في الألوان فالصوت والرائحة و الملمس والطعم يمكن ترجمتهم إلى أشكال (ومن هنا أيضا يمكن ترجمتهم إلى حركة و هذه خطوة أخرى أبعد). في النظرة النوعية للعالم فان كل شيء في الكون في علاقة و تفاعل كسيمفونية هائلة متناغمة . |
عندما يكون هناك نظامين للطاقة في علاقة رنين يحدث تبادل معلومات بينهما مما يجعلهما لا يعودان إلى حالتهما الأولية أبدا لأن كل منهما أصبح يحتفظ بجزء من المعلومات التي تحدث تغير في جهازه وتبقيهما مرتبطين إلى الأبد، وهذا يشبه إلى حد كبير ما لوحظ في فيزياء الكوانتومالتى تهتم بأصغر طاقة وتعتبره كون كامل فى حد ذاته . |
أتذكر في عام 1961، عامي الأول لدراسة العمارة في الجامعة الفيدرالية للتكنولوجيا (FIT) كان يدرّس لنا مادة الفن البروفيسور "هانز آس" وهو شخصية بارزة في مجال الفنون التجريدية في سويسرا وألمانيا وطلب منا عمل تدريبات على تحويل المؤلفات الموسيقية إلى فن مرئي. فكنا نستمع إلى ألحان باخ "Bach "، كالفوجيه، ونحولها إلى فن تجريدي عن طريق تحويل العلاقات الموسيقية إلى ألوان وأشكال وتكوينات نسب حسابية. ولم أدرك مدى أهمية هذه التدريبات الفنية و الدور الذي لعبته في تشكيل مفاهيمي الجديدة للتبادل بين المقاييس النوعية إلا بعد سنوات لاحقة. |
سأبدأ باستخدام أحد هذه المقاييس من الآن فصاعدا وهو مقياس اللون لأوضح الفرق بين الراديستيزيا المادية "Physical Radiesthesia " والراديستيزيا العقلية "Mental Radeisthesai" وذلك لمعرفتي الكاملة بهذا المقياس من خلال عملى كمعماري، و لأن العالمان الفرنسيان "ليون دى شومريه" وانطوان دى بليزال " Leon de Chaumery and Antoine de Bellizal " استخدماه وهما مكتشفي علم فيزياء قياس تأثير النوعية على نظام طاقة الإنسان في فترة الأربعينيات و الخمسينيات " وتم ضبط بندولات لونية بناء على أطوال الموجات الوترية وسمى علم الاهتزازات الضئيلة Micro vibratary physics (كما هو عنوان كتابهما) أو "الراديستيزيا الفيزيائية" " . وهناك أعمال أخرى للمهندس لويس تورين Louis Turrenne" " باستخدام مقاييس بنيت على القطبية وقام "فوايوم" Voillaume باستخدام مقياس بنى على أطوال البندول. ثم بعد ذلك في ألمانيا استخدم "شنايدر" Schneider نظريات "ليتشر" the Lecher antenna في موجات الراديو مزدوجة الهوائي لتطوير "مؤشر قياس ليتشر" Lecher antenna الذي استخدم لقياس أطوال الموجات التي تتفاعل معها مجالات طاقة أجسامنا. و يمكن ضبطه على مقياس لوني لقياس النوعية. |
إن "مؤشر قياس ليتشر" هو الأداة الرئيسية الآن التي تستخدم في قياس نوعية تفاعلات الطاقة بواسطة الممارسين الأوروبيين لعلم "الراديستيزيا الفيزيائية" لتميزه عن الشكل الأكثر انتشارا للراديستيزيا و هو "الراديستيزيا العقلية" (المعروف في إنجلترا وأمريكا أكثر بكلمة "داوزينج" Dowsing حيث تستخدم البندولات كأداة للتخاطب مع مستويات العقل الباطن من خلال شفرة تعطي معنى لحركات البندول في صورة تنويم مغناطيسي ذاتي. إن أسلوب تعلم كيفية استخدام البندول للدلالة على رد فعل من العقل الباطن هو أسلوب قيّم للدخول في حوار مع العقل الباطن أو لرسم خريطة لمستويات العقل الباطن وإمكانياته. ولكن هذه الطريقة للأسف طريقة غير موضوعية وتميل إلى الإيحاء الذاتي وبسبب طبيعته الذاتية غير الموضوعية اكتسب شهرة غير طيبة حيث اعتبر من فنون التكهن بالغيب. إن انتشار و رواج هذا الأسلوب من "الراديستيزيا" جعل من الضروري الفصل بينه و بين المدخل العلمي الذي يستخدم مقياس على مستوى إدراك يسبق مستوى المعنى الذاتي (الذي يختلف من شخص إلى آخر) كما سنرى لاحقا. |
وسمى "شومريه" و "بليزال" علمهما "بفيزياء الاهتزازات الضئيلة" ليفرقوا بينه وبين الفيزياء العقلية. أما البعض الآخر فاستخدم مصطلح "الراديستيزيا الفيزيائية" بالنسبة للشكل العلمي وكلمة راديستيزيا فقط أو "راديستيزيا عقلية" أو المصطلح الأكثر شيوعا "داوزينج" للشكل النفسي العقلي. |
كما أن هذا التفريق كان ضروريا للتشابه الواضح بين أدوات كل منهما. ففي "الراديستيزيا المادية" الأدوات تضبط للقياس و هي لا تعتمد على القدرات النفسية للممارس المعرضة للتأثر بالإيحاء الذاتي. |
الحقيقة المطلقة والحقيقة المدركة " Absolute and perceived reality " |
حواسنا هي نافذة إدراكنا من خلالها نتعرف على مجال واسع من الترددات تكون أعضائنا حساسة لها. تتفاوت مجالات حساسية الكائنات المختلفة كل حسب البيئة التي يعيش فيها و أساسيات التأقلم معها و المهارات اللازمة لبقائه فيها: |
الحقيقة المطلقة هي مجموع كل مجالات تردد الطاقة في الكون. على الرغم من أننا نتفاعل مع مجالات الحقيقة المطلقة كوحدة كاملة إلا أننا لا نعرف عنها إلا القدر القليل جدا اللازم لحواسنا وهو ما نسميه الحقيقة المدركة وذلك بسبب الحدود التي تفرضها حواسنا. ولنقرب الفكره نقول : إذا مرّرنا الضوء، والذي ليس له لون، في منشور زجاجي سينكسر الضوء بزوايا مختلفة لتظهر ألوان الطيف. فالمكونات التي تنحني في زوايا مختلفة تبعا لطول موجة كل منهم تنفصل لتصبح مرئية كألوان مختلفة كل لون على حدة . فإذا عكسنا العملية ووضعنا كل الألوان مع بعض سيدمج كل لون مع عكسه "الألوان المكملة لبعضها البعض" و سنحصل على الضوء الأصلي عديم اللون ولكن به كل الألوان. وبالمثل إذا وضعنا كل مجالات التردد للحقيقة المطلقة مع بعضها البعض سنحصل على ما لا لون له ولا صوت له، كل شئ و لا شئ أي ما يطلق عليه الفيزيائيون energy soup (مزيج من الطاقة). الحقيقة المطلقة هي كل الطاقات. وكل كائن حي يتفاعل معها من خلال الحواس المختلفة لينتقى منها كل ما يحتاجه لينتج بعد ذلك الحقيقة المدركة الخاصة به التي تمكنه من التفاعل الأنسب مع البيئة المحيطة به. |
لفهم كيفية حدوث هذه العملية وأين تكمن المقاييس المختلفة سنقوم بفصل عمليات الحواس إلى مستويات مختلفة من التفاعل . |
. المستوى الأول :هو عضو الحواس حيث يتم انتقاء مجال تردد محدد من مجال التردد الكلى للطاقة الموجودة في الحقيقة المطلقة. كل عضو حسي مصمم بحيث ينتقى المجال الترددي المحدد الذي يتفاعل معه. |
في المستوى الثاني: تتحول المعلومات الآتية من المستوى الأول للتفاعل وتنتقل في شكل رسائل كهربائية على طول عصب يؤدى إلى منطقة في المخ في هذا المستوى الثاني، رد الفعل العصبي لمعلومات الحواس المختلفة يكون متماثل: قد يكون بالزيادة أو النقص للدفعات العصبية الكهربائية. العصب لا ينقل اللون أو الصوت أو الرائحة أو الطعم أو الملمس. كل الأعصاب متماثلة فكلها تنقل دفعات كهربائية حاملة لمجموعة معلومات مشفّرة كرد فعل للطاقة المستقبلة من عضو الحس |
المستوى الثالث : هو المكان الذي يتم فيه تقييم رد الفعل العصبي وفقا لمقياس نوعي للون والصوت والرائحة والطعم والملمس. هنا يترجم نفس رد الفعل العصبي الآتي من المستوى الثاني إلى مجموعة مختلفة من المقاييس. في المستوى الثالث الترجمة تكون مجردة وموضوعية لكل الناس لأنهم جميعا لديهم نفس التركيب التشريحي. في هذا المستوى لا تعبر المقاييس بطريقة كمية فقط عن مستوى الزيادة والنقص في الاندفاعات العصبية الكهربائية Electrical Nervous Impulses" " فحسب ولكن تشير أيضا إلى أوجه أخرى غير كمية ذات طبيعة نوعية. |
المستوى الرابع : هو مستوى المعنى للإدراك. كل أنواع المعلومات من مقاييس الإدراك المختلفة تصب في المخ مع بعضها البعض وتتبادل العلاقة مع مكونات الذاكرة في مخزوننا الشخصي من المعلومات الدائم الاتساع ليخرج الشكل النهائي للحقيقة المدركة كما نعيها. كأصوات وألوان وروائح وهكذا . |
في المستوى الخامس الحقيقة المدركة تنعكس و تظهر في الخارج على المناطق |
وينطبق ذلك أيضا على الزمان و المكان اللذان يخلقان طبقا لحقيقة وجودنا ويختلفان عن صورة الزمان و المكان للمخلوقات الأخرى أو الأبعاد الأخرى. في أحلامنا مثلا يمر الوقت بسرعات مختلفة والمكان يتبع قوانين مختلفة عن قوانين حالة اليقظة. فمفهوم الزمان والمكان لكل كائن يختلف باختلاف البيئة . |
في الراديستيزيا الفيزيائية نقيس نوعية التفاعل في المستوى الثالث وهو قبل مستوى وضوح المعنى والذي يكون عادة ملون بمخزون المعلومات لدينا. ليصبح مقياس عالمي للقياس النوعي. لأن كل شيء طاقة، والطاقة هي تردد والتردد هو التفاعل بين القطبين الموجب والسالب. ولكن من السهل استبدال اللون الأحمر بالقطب الموجب واللون الأزرق أو البنفسجي بالقطب السالب، أو اللون الأحمر للتعبير عن الزيادة في الطاقة والأزرق عن انخفاضها. فعند استخدامنا لتلك المقاييس بطريقة شمولية مطلقة يمكننا الدخول إلى عالم أبعد من حدود العلم الكمي ولكن بطريقة نوعية. الطريقة النوعية تسمح بالتفاعل مع كل مستويات الطاقة الموجودة في الطبيعة والتي تتضمن المستويات المادية و الحيوية والحسية والفكرية والروحية بطريقة مجردة وموضوعية الغير محددة بزمان و لا بمكان. |
البايوجيومتري ومفهوم توازن الطاقة: |
البايوجيومتري علم يقوم أساسا على قوانين الفيزياء النوعية وهو يدخل الإتزان إلى جميع النظم الحيوية عن طريق لغة تصميم لأشكال هندسية ذات زوايا وأبعاد محسوبة على حسب كل مجال تطبيقى وهو علم يهتم بالإنسان كوحدة قياستأثير البيئة المحيطة على وظائفه الحيوية فلا معنى لأى علم لا يكون فى خدمة الإنسانية وحل مشاكلها فمثلا لا يحس الإنسان مكونات الملح ولكن يحس ويشعر به كتأثير نوعى عليه فى مدى ملوحيته وهكذا لذلك فهذا العلم يهتم أساسا بضبط إيقاع الإنسان مع البيئة المحيطة والتى يتزايد فيها ضغوط التلوث بكافة أنواعه وأخطرها التلوث الكهرومغناطيسى على صحة الإنسان . |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
بايو جيومترى
تقليص
X
-
بايو جيومترى
اعوذ بالله من الشيطان الرجيمالكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد