إن فهمك لطبيعة شخصيتك الحقيقية يساعدك على التأقلم بفعالية وامتياز مع العالم من حولك بدون أن تكون إنسان آخر غير هويتك الحقيقية بالفعل.
هنالك وسائل عديدة لدراسة السلوك وتحديد الهوية ، وهذه الوسائل لا تخبرك من أنت بالفعل ولكن ما يمكن أن تكون عليه هويتك الحقيقية. لذلك، فإن القرار النهائي يرجع للشخص نفسه وحتى نفهم الآخرين ونحسن التعامل معهم، يجب أن نفهم أنفسنا.
مكونات الشخصية الطبيعية :
المكون الأول, من أين تستمد طاقتك وحيويتك؟
هل من تفاعلك مع الآخرين، أم من تفاعلك مع نفسك من الداخل ؟
كيف يرى المفتوح على العالم Extroverted نفسه:
يقول المفتوح على العالم Extroverted عن نفسه: "الحديث مع الناس وتبادل الأفكار معهم من الأمور التي تستهويني وتمدني بالطاقة والحيوية والنشاط. فأنا أفضل مثل هذه اللقاءات بحيث أستطيع أن أتكلم وأتحدث إلى مجموعة كبيرة من الناس. وليس هذا فحسب، بل إنني أجد
مثل هذا الأمر يثير في نفسي النشاط والحيوية. إما إذا انتهت الجلسة ، فأنا أشعر بنقص في طاقتي وحيويتي وأود لو أنني أستطيع أن أرجع إلى الناس حتى أتحدث معهم مرة أخرى لأشحن بطاريتي.
أنا أفضل أن اسافر مع الناس وأجلس معهم. فالنشاط الجماعي يستهويني كثيراً. وتراني في مثل هذا المجلس أتكلم كثيراً وبطريقة سريعة ، بل إنني قد أتكلم في أكثر من موضوع في الوقت نفسه. فتراني أناقش هذا وذاك، بل إنه من السهل على التعرف علي أي شخص غريب وكأنني أعرفه منذ فترة طويلة. وأنا غالباً ما أقدم نفسي للآخرين فأقول لهم أن اسمي فلان .. لأنني أبتدأ الكلام غالباً.ترى في كلامي الحماس والحيوية والنشاط بحيث يصبح الحديث مفعماُ بالحيوية. وقد أتكلم في أكثر من موضوع واحد في الوقت نفسه ، وهو الأمر الذي يجعل الحديث ثرياً وذو طعم مميز.
عموماً غالبية أصحابي يقولون لي أنني:
صاحب طاقة خارجية كبيرة سواء في الكلام أو في الحركة.
أتكلم بكثرة وأحياناً يطغى وجودي على الحاضرين لرغبتي أن أتعرف عليهم.
أفكر بصوت عالي وأتكلم بصوت عالي أيضاً، فانا أفكر بصورة صحيحة وأرتب أفكاري عن طريق الحديث والحوار مع الآخرين.
كيف يرى المتحفظ Introverted:
يقول المتحفظ Introverted عن نفسه: "أنا أفضل الهدوء والجلوس في مكان منعزل لكي أركز في نفسي وأفكر بعمق بعيداً عن الإزعاج. فأنا لا أستطيع أن أفكر بصورة صحيحة في وسط اللقاءات الاجتماعية والسبب في ذلك كثرة الحديث والازعاج بحيث لا يترك فرصة لي للتركيز أو لاستكشاف أفكاري من الداخل وتأملها بعمق. بل أجد نفسي صامتا مع الآخرين طوال الوقت، وأقوم بالاستماع لهم وأرد عليهم بدلاً من بدأ الحوار معهم.
أما ما يزعجني، فهو أنني لا أفضل الحديث مع الغرباء حتى أتعرف عليهم جيداً. وتجدني مع الإنسان الذي لا أعرفه صامتاً أو أتكلم بكلمات قليلة. ولذلك فإنني لا أفضل الجلوس طويلاً أو الحديث طويلاً لأنني أتعب من كثرة الحديث الكلام. وأود لو أذهب إلى مكان منعزل وهادئ حتى أستجمع قواي وأركز مرة أخرى، وأفكر في نفسي بعمق . وبذلك أشحن بطاريتي مرة أخرى وأعود قادراً على التفاعل معهم مرة أخرى.
فأنا لا أفضل الحديث بصوت عالي بل أتكلم بصوت هادئ ومنخفض. وهذه هي طبيعة كلامي مع الناس. وكذلك أنا أفضل الحديث في موضوع واحد بحيث أتكلم به بعمق حتى ننتهي منه ثم نتكلم عن الموضوع الآخر. وتجدني أعاني مع الآخرين الذين يتكلمون بسرعة في عدة مواضيع ولا يتركونني أكمل كلامي لأنهم يتكلمون بلساني.
عموماً غالبية أصحابي يقولون عني أنني :
صاحب طاقة خارجية بسيطة، بل أنني غامض لما لا يعرفني جيداً وهذا صحيح لأنني أفضل أن أحتفظ بطاقتي وحيويتي داخل نفسي.
غالباً ما أقوم برد الكلام بدلاً من أن أبتدأ الحديث، وغالباً ما يتعرف علي الآخرون. ولا أجد في نفسي رغبة لأن أقوم بتعريف نفسي حتى أعرف الشخص الآخر جيداً. غالباً ما أفضل الاستماع على الكلام، فأنا أرد الكلام على الآخرين. لذلك تجدني أتكلم أقل وأستمع أكثر.
المكون الثاني: كيف تنتبه للأشياء من حولك، وكيف تجمع المعلومات من العالم الخارجي ؟
كيف يرى الحسي Sensor نفسه:
يفضل صاحب هذا المكون من الشخصية التعامل مع حواسه الخمسة ورؤية وتحليل العالم من حوله عن طريقها. فهو يرى بعينه، ويسمع بأذنه،
ويشم بأنفه، ويتذوق بلسانه ويلمس بيديه. هكذا يتعامل مع العالم عن طريق هذه الحواس الخمسة. وهو يهتم أساساً بما يحدث من حوله الآن، وكذلك ما حدث في الماضي وما هو واقعي وحقيقي. وترى اهتمامه ينصب أساسا في الحقائق وواقع الأشياء وليس الخيال أو التصورات.
وهذا ما يجعله صاحب ذاكرة قوية. وهو يفضل أساساً التعامل مع الأرقام والحقائق والمعلومات الواقعية في عمله، بل ويتذكرها جميعاً حتى وإن لم تكن لها علاقة مباشرة مع عمله. وكذلك فإن لديه مهارة في رؤية الجوانب العملية للأفكار وللأشياء من حوله. وهو يفضل أن يرى الجوانب العلمية لأي موضوع خصوصاً في الدراسة أو حتى أثناء حضوره للمحاضرات أو الندوات.
شعاره أن الأفعال أعلى صوتاً من الكلمات أو حتى النظريات. ولذلك فهو يفضل حل المشاكل عن طريق التركيز على التفاصيل والعمل الجاد والدقة في عمل التفاصيل. وهو ما يجعه يركز أساساً على النتيجة من أي عمل يقوم به. وهو الأمر الذي يجعله يبحث عن حقيقة الأشياء والجوانب
العملية لأي عمل يقوم به.
والملاحظ عليه أنه يضع خبرته العلمية أولاً عند تقييمه للأمور من حوله، أما الخيال فهو أقل أهمية بالنسبة له. وهذا ما يجعله أحياناً لا يرى
الاحتمالات أو البدائل ولا يفضل التغييرات الجديدة الحاصلة في العالم من حوله. وهو ما قد يقوله عنه الآخرون أنه تقليدي في عمله أو أسلوبه قديم ولا يواكب التطورات الحديثة.
كيف يرى الحدسي Intuitive نفسه:
يفضل صاحب هذا المكون من الشخصية التعامل مع معاني الأمور وأنماط الأشياء وارتباطاتها. فهو يرى العالم من خلال حدسه وفهم معاني وبواطن الكلام وقراءة ما بين السطور. وتراه أحياناً غارق في أحلامه وتصوراته بدلاً من التعامل مع واقع الأشياء. وهو يفضل أن يرى ما هو ممكن و الجديد في الحياة وكذلك في النظرة المستقبلية للأمور.
تفكيره يميل إلى الجانب النظري أكثر من الجانب العملي. وهو يفضل أن يكون في عمله مبدعاً ويحدث تغيير وتطوير فيه. أما عن ذاكرته، فهو غالباً ما يتذكر انطباعه ووجهة نظره عن الأحداث وليس التفاصيل الدقيقة أوما حدث بالفعل.وتراه يفضل قراءة ما بين السطور وحل المشاكل بطريقة إبداعية باستخدام خياله وحدسه ورؤيته للأمور. وهو يفضل التعامل مع الأشياء الجديدة والمختلفة ويمل بسرعة من التكرار والروتين. ويميل أيضاً إلى رؤية الصورة الكلية للأشياء. وترى في كلامه الكثير من كلمات الاستعارة والتشبيه والقياس. وهذا ما يجعل الآخرين يتهمونه أحياناً بأنه خيالي زيادة عن اللزوم ولا يرى حقائق الأشياء وواقع الأمور من حوله.
المكون الثالث: كيف تتخذ القرار ؟
كيف يرى المفكرThinker نفسه:
يفضل صاحب هذا المكون من الشخصية البحث عن الحقيقية وينظر إلى الأمور من وجهة نظر منطقية وعقلانية حيادية. ولذلك فهو يعتقد أن القرار السليم هو الذي يبنى بعيداً عن العواطف والمجاملات والتي تؤثر سلباً في القرار الذي سوف تتخذه.ولذلك فهو دائما ما يتصرف بناء على حقائق الأشياء أو بناء على استخدام العقل والمنطق وما هو معقول وليس بناء على ما أحب وأكره. وهذا ما
تلاحظه عليه في كلامه وهو رغبته الكبيرة في أن يكون كلامه منطقياً ومتناسقاً ويهتم بالتحليل المنطقي للسبب والنتيجة لكل الأشياء من حوله. ولذلك فإنك قد تراه ينتقد الآخرين، وقد يبدو بارداً ظاهرياً ولا يبدو عليه التأثر للأحداث من حوله. بل قد تراه ثابت الجأش، وصلباً ولا يهتز بسهولة مما قد يفسره الآخرون على انه عدم اكتراث لمشاعر وعواطف الناس.
وترى في كلامه الطريقة العلمية فهو يتكلم أحياناً وكأنه في مختبر علمي. وهذا ما يجعله يبحث عن الإجابات المنطقية والتفسيرات العقلانية للأشياء من حوله. وهو يفضل اتخاذ القرار عن طريق استخدام عقله ووزن الإيجابيات والسلبيات وليس المجاملات والعواطف. فهو يفضل أن يكون عادلاً وحازماً وعلى حق بدلاً من أن يكون مجاملاً أو دبلوماسياً، لأنه يعتقد أن قول الحقيقة أكثر أهمية بالنسبة له من المجاملات. الأمر الذي قد يفسره الآخرون على انه عدم اكتراث بمشاعر الناس وعواطفعهم بل قد يتهمونه بأنه بدون قلب أو مشاعر. وهذا اتهام باطل وغير صحيح على الاطلاق. فهو يفضل الكلام المنطقي أكثر بكثير من الكلام العاطفي فالعدل والانصاف أهم بنظره من المجاملات حتى وإن تسبب ذلك في عدم رضى الآخرين.
كيف يرى الوجداني Feeler نفسه:
يركز صاحب هذا المكون من الشخصية تصرفه على ما هو مهم بالنسبة له، فهو يفضل النظر في الجوانب الشخصية للأمور ومدى تأثير قراره على الآخرين. فهو قد يتخذ قراره بناء على ما يعتقده مهماً للناس من حوله وما هو وجهات نظرهم وكذلك بناء على القيم والمبادئ. ويهتم كثيراً بمشاعر الآخرين وعواطفهم. فالقرار السليم بالنسبة له هو الذي يضع الناس أولاً.وتراه يحرص كثيراً على علاقته بالآخرين وارتباطه بهم لأنه يحرص على الانسجام مع الناس وعدم اتخذا مواقف بعيدة عنهم. فالديلوماسية وتقدير مشاعر الناس والمجاملات والتسامح وغفران الذنوب كلها تعتبر وسائل فاعلة لصنع علاقة فاعلة وقوية معهم. تراه دافئ المشاعر، عطوفاً في تصرفات ، سمح ومن السهولة أن يتنازل عن وجهة نظره ويتجنب جرح مشاعر الآخرين أن احراجهم حتى وإن كان ذلك في مصلحتهم.
وإذا ما أراد قول الحقيقة، فلسوف يقوم بقولها بطريقة لينة حتى لا يجرح شعورهم أو احساسهم.
وتراه يبحث عن ما هو مهم للناس ، وقد يتخذ قراره بناء على ما "يرتاح إليه" في قلبه. وأحيانأ تره كثير المجاملات للآخرين وكلامه مليء بالعبارات العاطفية والناعمة. فهو يعتقد أن الدبلوماسية أفضل من جرح الناس وصدمهم بقول الحقيقة بطريقة جارحة. وهو ما قد يفسره البعض على أنه ضعف ولف ودوران من جانبه وعدم قدرة على المواجهة وأحياناً يعتبرون تصرفاته ضعف كبير في شخصيته. وهذا خطأ كبير واتهام باطل وغير صحيح. فإن المجاملة والدبلوماسية أفضل بنظره من الكلام العقلاني الجاف. فهل هناك أهم من كسب قلوب الناس وحسن التعامل معهم.
المكون الرابع: كيف تنظم العالم من حولك ؟
كيف يرى الحاسم Judger نفسه:
الحاسم Judger انسان نظامي ومرتب. ترى غالبية حياته تسير على نظام مسبق، فهو يعرف كل يوم جدوله بالضبط ، وماذا يجب أن يقوم به من أعمال لأنه قد حدد سلفاً جدول أعماله. فهو لا يفضل أن يترك شيئاً للظروف أو للمفاجآت، لذلك تجده يكره تغيير الخطط في آخر دقيقة. بل يفضل الالتزام بالخطة الموضوعة والسير عليها. والوقت لديه ثمين للغاية. بل إنه يؤمن بالقول أن الراحة تأتي بعد الانتهاء من الأعمال. ولعل الحاسم من الناس الذين يفضلون حسم الأمور بحيث ينتهي من أداء الأعمال. لذا تراه يتخذ قرارته بسرعة لأنه يكره التسويف والتأجيل.لذلك فإن أشد ما يعانيه هو في عدم وجود خطة لأداء الأعمال أو عدم الالتزام بها. بل إن المفاجآت والتغييرات بدون تحضير أو تخطيط تسبب له
الربكة. فحياته غالباً ما تكون مرتبة ومنظمة. وهو ما يجعل الآخرين يرونه على أنه:
إنسان جاد ورسمي.
متعته الأساسية في حسم الأمور والانتهاء من الأعمال.
الراحة هي في إنجاز العمل والانتهاء منه.
كيف يرى التلقائي Perceiver نفسه:
أما التلقائي Perceiver فحياته مختلفة تماماً. فهو يفضل أن يترك اختياراته مفتوحة تحسباً لأية ظروف غير متوقعة أو مفاجآت. وتراه يسير في حياته يتفاعل مع الأحداث من حوله ويستجيب لها بتلقائية وعفوية بدون ترتيب مسبق أو تحضير. فهو لين المعاملة وسهل المعشر. يسير مع الآخرين حيث ساروا. ولديه القدرة على الاستجابة للمتغيرات، بل إنه يفضل المفاجآت أو تغيير الخطط.
وأشد ما يفضله في أي عمل هو في بدايته. فهو يفضل الاستكشاف والبحث ووتحرى البدائل المتوفرة وتجربة الأشياء. فهو فضولي بطبعه. أما عن التزامه بالوقت، فهو غالباً غير دقيق. فالوقت لديه مرن، وليس من الضروري الالتزام به بدقة. لذلك تراه ينجز الأعمال في آخر دقيقة أحياناً وبنشاط وبقوة.
وهو ما يجعل الآخرين يرونه على أنه:
إنسان فوضوي، ولا يحب أن يلتزم الترتيب أو بجدول الأعمال.
قد لا يلتزم بأي نظام يقيد حريته.
غالباً ما يدفعونه دفعاً للالتزام بالخطط الموضوعة سلفاً.
أما عن مواعيده، فهو غالباً ما يتأخر عنها فالوقت مرن بالنسبة له وقد لا يتعامل معه بدقة.
الراحة هي في الاستمتاع بالعمل واكتشاف المعلومات والبحث عنها.
[align=center]بقلم د. زياد النجار[/align]
هنالك وسائل عديدة لدراسة السلوك وتحديد الهوية ، وهذه الوسائل لا تخبرك من أنت بالفعل ولكن ما يمكن أن تكون عليه هويتك الحقيقية. لذلك، فإن القرار النهائي يرجع للشخص نفسه وحتى نفهم الآخرين ونحسن التعامل معهم، يجب أن نفهم أنفسنا.
مكونات الشخصية الطبيعية :
المكون الأول, من أين تستمد طاقتك وحيويتك؟
هل من تفاعلك مع الآخرين، أم من تفاعلك مع نفسك من الداخل ؟
كيف يرى المفتوح على العالم Extroverted نفسه:
يقول المفتوح على العالم Extroverted عن نفسه: "الحديث مع الناس وتبادل الأفكار معهم من الأمور التي تستهويني وتمدني بالطاقة والحيوية والنشاط. فأنا أفضل مثل هذه اللقاءات بحيث أستطيع أن أتكلم وأتحدث إلى مجموعة كبيرة من الناس. وليس هذا فحسب، بل إنني أجد
مثل هذا الأمر يثير في نفسي النشاط والحيوية. إما إذا انتهت الجلسة ، فأنا أشعر بنقص في طاقتي وحيويتي وأود لو أنني أستطيع أن أرجع إلى الناس حتى أتحدث معهم مرة أخرى لأشحن بطاريتي.
أنا أفضل أن اسافر مع الناس وأجلس معهم. فالنشاط الجماعي يستهويني كثيراً. وتراني في مثل هذا المجلس أتكلم كثيراً وبطريقة سريعة ، بل إنني قد أتكلم في أكثر من موضوع في الوقت نفسه. فتراني أناقش هذا وذاك، بل إنه من السهل على التعرف علي أي شخص غريب وكأنني أعرفه منذ فترة طويلة. وأنا غالباً ما أقدم نفسي للآخرين فأقول لهم أن اسمي فلان .. لأنني أبتدأ الكلام غالباً.ترى في كلامي الحماس والحيوية والنشاط بحيث يصبح الحديث مفعماُ بالحيوية. وقد أتكلم في أكثر من موضوع واحد في الوقت نفسه ، وهو الأمر الذي يجعل الحديث ثرياً وذو طعم مميز.
عموماً غالبية أصحابي يقولون لي أنني:
صاحب طاقة خارجية كبيرة سواء في الكلام أو في الحركة.
أتكلم بكثرة وأحياناً يطغى وجودي على الحاضرين لرغبتي أن أتعرف عليهم.
أفكر بصوت عالي وأتكلم بصوت عالي أيضاً، فانا أفكر بصورة صحيحة وأرتب أفكاري عن طريق الحديث والحوار مع الآخرين.
كيف يرى المتحفظ Introverted:
يقول المتحفظ Introverted عن نفسه: "أنا أفضل الهدوء والجلوس في مكان منعزل لكي أركز في نفسي وأفكر بعمق بعيداً عن الإزعاج. فأنا لا أستطيع أن أفكر بصورة صحيحة في وسط اللقاءات الاجتماعية والسبب في ذلك كثرة الحديث والازعاج بحيث لا يترك فرصة لي للتركيز أو لاستكشاف أفكاري من الداخل وتأملها بعمق. بل أجد نفسي صامتا مع الآخرين طوال الوقت، وأقوم بالاستماع لهم وأرد عليهم بدلاً من بدأ الحوار معهم.
أما ما يزعجني، فهو أنني لا أفضل الحديث مع الغرباء حتى أتعرف عليهم جيداً. وتجدني مع الإنسان الذي لا أعرفه صامتاً أو أتكلم بكلمات قليلة. ولذلك فإنني لا أفضل الجلوس طويلاً أو الحديث طويلاً لأنني أتعب من كثرة الحديث الكلام. وأود لو أذهب إلى مكان منعزل وهادئ حتى أستجمع قواي وأركز مرة أخرى، وأفكر في نفسي بعمق . وبذلك أشحن بطاريتي مرة أخرى وأعود قادراً على التفاعل معهم مرة أخرى.
فأنا لا أفضل الحديث بصوت عالي بل أتكلم بصوت هادئ ومنخفض. وهذه هي طبيعة كلامي مع الناس. وكذلك أنا أفضل الحديث في موضوع واحد بحيث أتكلم به بعمق حتى ننتهي منه ثم نتكلم عن الموضوع الآخر. وتجدني أعاني مع الآخرين الذين يتكلمون بسرعة في عدة مواضيع ولا يتركونني أكمل كلامي لأنهم يتكلمون بلساني.
عموماً غالبية أصحابي يقولون عني أنني :
صاحب طاقة خارجية بسيطة، بل أنني غامض لما لا يعرفني جيداً وهذا صحيح لأنني أفضل أن أحتفظ بطاقتي وحيويتي داخل نفسي.
غالباً ما أقوم برد الكلام بدلاً من أن أبتدأ الحديث، وغالباً ما يتعرف علي الآخرون. ولا أجد في نفسي رغبة لأن أقوم بتعريف نفسي حتى أعرف الشخص الآخر جيداً. غالباً ما أفضل الاستماع على الكلام، فأنا أرد الكلام على الآخرين. لذلك تجدني أتكلم أقل وأستمع أكثر.
المكون الثاني: كيف تنتبه للأشياء من حولك، وكيف تجمع المعلومات من العالم الخارجي ؟
كيف يرى الحسي Sensor نفسه:
يفضل صاحب هذا المكون من الشخصية التعامل مع حواسه الخمسة ورؤية وتحليل العالم من حوله عن طريقها. فهو يرى بعينه، ويسمع بأذنه،
ويشم بأنفه، ويتذوق بلسانه ويلمس بيديه. هكذا يتعامل مع العالم عن طريق هذه الحواس الخمسة. وهو يهتم أساساً بما يحدث من حوله الآن، وكذلك ما حدث في الماضي وما هو واقعي وحقيقي. وترى اهتمامه ينصب أساسا في الحقائق وواقع الأشياء وليس الخيال أو التصورات.
وهذا ما يجعله صاحب ذاكرة قوية. وهو يفضل أساساً التعامل مع الأرقام والحقائق والمعلومات الواقعية في عمله، بل ويتذكرها جميعاً حتى وإن لم تكن لها علاقة مباشرة مع عمله. وكذلك فإن لديه مهارة في رؤية الجوانب العملية للأفكار وللأشياء من حوله. وهو يفضل أن يرى الجوانب العلمية لأي موضوع خصوصاً في الدراسة أو حتى أثناء حضوره للمحاضرات أو الندوات.
شعاره أن الأفعال أعلى صوتاً من الكلمات أو حتى النظريات. ولذلك فهو يفضل حل المشاكل عن طريق التركيز على التفاصيل والعمل الجاد والدقة في عمل التفاصيل. وهو ما يجعه يركز أساساً على النتيجة من أي عمل يقوم به. وهو الأمر الذي يجعله يبحث عن حقيقة الأشياء والجوانب
العملية لأي عمل يقوم به.
والملاحظ عليه أنه يضع خبرته العلمية أولاً عند تقييمه للأمور من حوله، أما الخيال فهو أقل أهمية بالنسبة له. وهذا ما يجعله أحياناً لا يرى
الاحتمالات أو البدائل ولا يفضل التغييرات الجديدة الحاصلة في العالم من حوله. وهو ما قد يقوله عنه الآخرون أنه تقليدي في عمله أو أسلوبه قديم ولا يواكب التطورات الحديثة.
كيف يرى الحدسي Intuitive نفسه:
يفضل صاحب هذا المكون من الشخصية التعامل مع معاني الأمور وأنماط الأشياء وارتباطاتها. فهو يرى العالم من خلال حدسه وفهم معاني وبواطن الكلام وقراءة ما بين السطور. وتراه أحياناً غارق في أحلامه وتصوراته بدلاً من التعامل مع واقع الأشياء. وهو يفضل أن يرى ما هو ممكن و الجديد في الحياة وكذلك في النظرة المستقبلية للأمور.
تفكيره يميل إلى الجانب النظري أكثر من الجانب العملي. وهو يفضل أن يكون في عمله مبدعاً ويحدث تغيير وتطوير فيه. أما عن ذاكرته، فهو غالباً ما يتذكر انطباعه ووجهة نظره عن الأحداث وليس التفاصيل الدقيقة أوما حدث بالفعل.وتراه يفضل قراءة ما بين السطور وحل المشاكل بطريقة إبداعية باستخدام خياله وحدسه ورؤيته للأمور. وهو يفضل التعامل مع الأشياء الجديدة والمختلفة ويمل بسرعة من التكرار والروتين. ويميل أيضاً إلى رؤية الصورة الكلية للأشياء. وترى في كلامه الكثير من كلمات الاستعارة والتشبيه والقياس. وهذا ما يجعل الآخرين يتهمونه أحياناً بأنه خيالي زيادة عن اللزوم ولا يرى حقائق الأشياء وواقع الأمور من حوله.
المكون الثالث: كيف تتخذ القرار ؟
كيف يرى المفكرThinker نفسه:
يفضل صاحب هذا المكون من الشخصية البحث عن الحقيقية وينظر إلى الأمور من وجهة نظر منطقية وعقلانية حيادية. ولذلك فهو يعتقد أن القرار السليم هو الذي يبنى بعيداً عن العواطف والمجاملات والتي تؤثر سلباً في القرار الذي سوف تتخذه.ولذلك فهو دائما ما يتصرف بناء على حقائق الأشياء أو بناء على استخدام العقل والمنطق وما هو معقول وليس بناء على ما أحب وأكره. وهذا ما
تلاحظه عليه في كلامه وهو رغبته الكبيرة في أن يكون كلامه منطقياً ومتناسقاً ويهتم بالتحليل المنطقي للسبب والنتيجة لكل الأشياء من حوله. ولذلك فإنك قد تراه ينتقد الآخرين، وقد يبدو بارداً ظاهرياً ولا يبدو عليه التأثر للأحداث من حوله. بل قد تراه ثابت الجأش، وصلباً ولا يهتز بسهولة مما قد يفسره الآخرون على انه عدم اكتراث لمشاعر وعواطف الناس.
وترى في كلامه الطريقة العلمية فهو يتكلم أحياناً وكأنه في مختبر علمي. وهذا ما يجعله يبحث عن الإجابات المنطقية والتفسيرات العقلانية للأشياء من حوله. وهو يفضل اتخاذ القرار عن طريق استخدام عقله ووزن الإيجابيات والسلبيات وليس المجاملات والعواطف. فهو يفضل أن يكون عادلاً وحازماً وعلى حق بدلاً من أن يكون مجاملاً أو دبلوماسياً، لأنه يعتقد أن قول الحقيقة أكثر أهمية بالنسبة له من المجاملات. الأمر الذي قد يفسره الآخرون على انه عدم اكتراث بمشاعر الناس وعواطفعهم بل قد يتهمونه بأنه بدون قلب أو مشاعر. وهذا اتهام باطل وغير صحيح على الاطلاق. فهو يفضل الكلام المنطقي أكثر بكثير من الكلام العاطفي فالعدل والانصاف أهم بنظره من المجاملات حتى وإن تسبب ذلك في عدم رضى الآخرين.
كيف يرى الوجداني Feeler نفسه:
يركز صاحب هذا المكون من الشخصية تصرفه على ما هو مهم بالنسبة له، فهو يفضل النظر في الجوانب الشخصية للأمور ومدى تأثير قراره على الآخرين. فهو قد يتخذ قراره بناء على ما يعتقده مهماً للناس من حوله وما هو وجهات نظرهم وكذلك بناء على القيم والمبادئ. ويهتم كثيراً بمشاعر الآخرين وعواطفهم. فالقرار السليم بالنسبة له هو الذي يضع الناس أولاً.وتراه يحرص كثيراً على علاقته بالآخرين وارتباطه بهم لأنه يحرص على الانسجام مع الناس وعدم اتخذا مواقف بعيدة عنهم. فالديلوماسية وتقدير مشاعر الناس والمجاملات والتسامح وغفران الذنوب كلها تعتبر وسائل فاعلة لصنع علاقة فاعلة وقوية معهم. تراه دافئ المشاعر، عطوفاً في تصرفات ، سمح ومن السهولة أن يتنازل عن وجهة نظره ويتجنب جرح مشاعر الآخرين أن احراجهم حتى وإن كان ذلك في مصلحتهم.
وإذا ما أراد قول الحقيقة، فلسوف يقوم بقولها بطريقة لينة حتى لا يجرح شعورهم أو احساسهم.
وتراه يبحث عن ما هو مهم للناس ، وقد يتخذ قراره بناء على ما "يرتاح إليه" في قلبه. وأحيانأ تره كثير المجاملات للآخرين وكلامه مليء بالعبارات العاطفية والناعمة. فهو يعتقد أن الدبلوماسية أفضل من جرح الناس وصدمهم بقول الحقيقة بطريقة جارحة. وهو ما قد يفسره البعض على أنه ضعف ولف ودوران من جانبه وعدم قدرة على المواجهة وأحياناً يعتبرون تصرفاته ضعف كبير في شخصيته. وهذا خطأ كبير واتهام باطل وغير صحيح. فإن المجاملة والدبلوماسية أفضل بنظره من الكلام العقلاني الجاف. فهل هناك أهم من كسب قلوب الناس وحسن التعامل معهم.
المكون الرابع: كيف تنظم العالم من حولك ؟
كيف يرى الحاسم Judger نفسه:
الحاسم Judger انسان نظامي ومرتب. ترى غالبية حياته تسير على نظام مسبق، فهو يعرف كل يوم جدوله بالضبط ، وماذا يجب أن يقوم به من أعمال لأنه قد حدد سلفاً جدول أعماله. فهو لا يفضل أن يترك شيئاً للظروف أو للمفاجآت، لذلك تجده يكره تغيير الخطط في آخر دقيقة. بل يفضل الالتزام بالخطة الموضوعة والسير عليها. والوقت لديه ثمين للغاية. بل إنه يؤمن بالقول أن الراحة تأتي بعد الانتهاء من الأعمال. ولعل الحاسم من الناس الذين يفضلون حسم الأمور بحيث ينتهي من أداء الأعمال. لذا تراه يتخذ قرارته بسرعة لأنه يكره التسويف والتأجيل.لذلك فإن أشد ما يعانيه هو في عدم وجود خطة لأداء الأعمال أو عدم الالتزام بها. بل إن المفاجآت والتغييرات بدون تحضير أو تخطيط تسبب له
الربكة. فحياته غالباً ما تكون مرتبة ومنظمة. وهو ما يجعل الآخرين يرونه على أنه:
إنسان جاد ورسمي.
متعته الأساسية في حسم الأمور والانتهاء من الأعمال.
الراحة هي في إنجاز العمل والانتهاء منه.
كيف يرى التلقائي Perceiver نفسه:
أما التلقائي Perceiver فحياته مختلفة تماماً. فهو يفضل أن يترك اختياراته مفتوحة تحسباً لأية ظروف غير متوقعة أو مفاجآت. وتراه يسير في حياته يتفاعل مع الأحداث من حوله ويستجيب لها بتلقائية وعفوية بدون ترتيب مسبق أو تحضير. فهو لين المعاملة وسهل المعشر. يسير مع الآخرين حيث ساروا. ولديه القدرة على الاستجابة للمتغيرات، بل إنه يفضل المفاجآت أو تغيير الخطط.
وأشد ما يفضله في أي عمل هو في بدايته. فهو يفضل الاستكشاف والبحث ووتحرى البدائل المتوفرة وتجربة الأشياء. فهو فضولي بطبعه. أما عن التزامه بالوقت، فهو غالباً غير دقيق. فالوقت لديه مرن، وليس من الضروري الالتزام به بدقة. لذلك تراه ينجز الأعمال في آخر دقيقة أحياناً وبنشاط وبقوة.
وهو ما يجعل الآخرين يرونه على أنه:
إنسان فوضوي، ولا يحب أن يلتزم الترتيب أو بجدول الأعمال.
قد لا يلتزم بأي نظام يقيد حريته.
غالباً ما يدفعونه دفعاً للالتزام بالخطط الموضوعة سلفاً.
أما عن مواعيده، فهو غالباً ما يتأخر عنها فالوقت مرن بالنسبة له وقد لا يتعامل معه بدقة.
الراحة هي في الاستمتاع بالعمل واكتشاف المعلومات والبحث عنها.
[align=center]بقلم د. زياد النجار[/align]
تعليق