إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مجادله في البرمجة اللغوية العصبية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مجادله في البرمجة اللغوية العصبية

    [align=center]قرأت في أحد المواقع مجادلات حول صحة البرمجة اللغوية العصبية
    ووددت أن أنقلها إليكم في سبيل العلم

    ضد


    اقتباس:

    [إن سلسلة المحاضرات والدورات التي تحذر من 'الفكر العقدي الوافد' وتبين منهجية التعامل معه تتحدث عن الوافدات الفكرية عمومًا وتطبيقاتها في الصحة والرياضة من منظور علمي وعقائدي واجتماعي، والحديث فيها أصالة عما يسمى بـ'الطاقة' وتطبيقاتها ويتبعه حديث موجز عن دورات البرمجة اللغوية العصبية 'NLP' ودورات المشي على النار، إذ العلاقة بين هذه الوافدات وثيقة، والمظلة التي تظلها واحدة وإقبال الناس عليها جميعها بدوافع متشابهة والنتيجة الخطرة التي تنتظر السائرين في طريقها متقاربة.

    والبرمجة اللغوية العصبية على ما بدا حتى الآن ـ بعد دراسة وتقص ـ ليست من الفكر الذي أصله عقدي كما في الماكروبيوتيك والريكي والتشي كونغ وسائر تطبيقات الطاقة، إلا أنها البوابة لكل هذه الأفكار من وجه، ومن وجه آخر فقد داخلتها ـ في بعض تطبيقاتها ـ لوثات مختلفة من معتقدات الشرق، ثم إنها تقود في مستوياتها المتقدمة ـ ما بعد مستوى المدرب ـ إلى مزيج من الشعوذة والسحر فيما يسمى بالهونا والشامانية التي هي معتقدات الوثنية الجديدة في الغرب.

    وفيما يلي وقفة موضوعية مع البرمجة اللغوية العصبية تحددها ثلاث محاور:

    الأول: يتضمن وقفة مع المنهج العلمي.

    والثاني: وقفة مع الآثار الاجتماعية.

    والثالث: يشكل وقفة من منظور العقيدة الإسلامية.

    أولاً: وقفة مع المنهج العلمي Scientific Method

    ويقصد بالمنهج العلمي تلك الإجراءات التي أجمع العلماء على استخدامها عبر العصور؛ لتكوين تشكيل أو تمثيل صحيح لما يجري من وقائع وظواهر في العالم.

    وحيث إن القناعات الشخصية، والقناعات الجماعية تؤثر على انطباعاتنا، وعلى تفسيرنا أو ترجمتنا للظواهر الطبيعية، فإن استخدام إجراءات معيارية قياسية منهجية يهدف للتقليل من هذا التأثر عند تطوير نظرية ما.

    ومن المعلوم أن مراحل المنهج العلمي في الدراسات الكونية والإنسانية والاجتماعية تبدأ بالمشاهدات والملاحظات للظواهر، ثم تصاغ على أساسها الفرضيات، ثم إذا ثبتت بتجارب صحيحة وكانت لنتائجها مصداقية أو عدلت، ثم تمر النظرية أيضًا بتجارب وتختبر نتائجها لتكون حقيقة أو تقف عند حدود النظرية أو تلغى. والمنهج العلمي يؤكد وجود الأخطاء الإحصائية عند ذكر النتائج واعتمادها، وهذه يمكن توقعها أو قياسها ومن ثم تضاف للنتيجة ويتم تعديلها. كما ينبه على الأخطاء النابعة من الرغبة الشخصية،أو تأثير النتيجة المأمولة Wishfull thinding حيث يفضل الباحث نتيجة على أخرى، و[الزلل التراجعي] Regressive fallacy الذي يكون مجرد ربط من الباحث بين الملاحظة وشيء مقترن بها دون أن يكون بينهما علاقة سوى الاقتران أما أسوأ الأخطاء على الإطلاق أن تكون الاختبارات عاجزة عن إثبات الفرضية، ويدعي الباحث إثبات الفرضية بها، ويغض الطرف عن نتائج الاختبارات التي لا تتناسب مع الفرضية التي يرغب في إثباتها.

    كما أنه من الأخطاء الكبيرة عدم إجراء التجارب 'عدم وضع الفرضية تحت الاختبار'، وبالتالي الخروج بنظرية من المشاهدات اعتمادًا على المنطق البسيط والإحساس العام 'الانطباع'.

    وليست الوقفة مع المنهج العلمي في تقويم هذه الوافدات من قبيل التكلف والتعسف كما يدعي البعض؛ فالإسلام يدعونا إلى المنهجية العلمية بدعواته المتنوعة للتأمل والتفكر والعلم والتعقل والتذكر، وقد وضع العلماء المسلمون أصول المنهج العلمي الصحيحة سواء فيما يتعلق بالنقل أو العقل، إذ لم تكن الدعاوى تقبل لمجرد التدليل عليها بنصوص الوحيين أو أدلة العقل دون تحقيق وتدقيق، فالتحقيق: إثبات المسألة بدليلها، والتدقيق: فحص وجه الدلالة من الدليل ومدى مناسبته للمسألة 'الدعوى' وكان شعارهم: إذا كنت ناقلاً فالصحة 'توثيق النص' أو مدعيًا فالدليل، وكانوا روادًا في التمييز بين الحقائق والدعاوى، وأخذ الحق ورد الباطل مهما مزج بينهما المبطلون ولبسوا..

    وبالنظر للبرمجة اللغوية العصبية في ضوء هذه الوقفة مع المنهج العلمي نجدها تفتقر إليه في عمومها وأغلب تفصيلاتها، وربما لهذا لم تلق ترحيبًا في الأوساط العلمية في معظم دول العالم وتفصيل نقدها من الناحية العلمية يمن تلخيصه فيما يلي:

    ـ كثير من المشاهدات التي بنيت عليها فرضيات NLP ليس لها مصداقية إحصائية تجعلها فرضيات مقبولة علميًا.

    ـ تعامل الفرضيات وتطبق ويدرب عليها الناس على أنها حقائق رغم أنها لا ترقى لمستوى النظرية.

    ـ نظرياتها مقتبسة من مراقبة بعض الظواهر على المرضى النفسيين الذين يبحثون عن العلاج. ثم عممت على الأصحاء الذين يبحثون عن التميز.

    ـ أكثر روادها من القادرين على دفع رسومها:

    ـ الباحثين عن الحلول السريعة Quik fix بدلاً عن العمل Hard Work.

    وأنا هنا أقدم تقيمين اتبعا منهجًا علميًا في نقد البرمجة: الأول هو التقديم المقدم للجيش الأمريكي من الأكاديميات القومية ففي عام 1987م بعد انتشار دورات تطوير القدرات رغب الجيش الأمريكي في تحري الأمر فقام معهد بحوث الجيش الأمريكي The US Army Research Istetute بتمويل أبحاث تحت مظلة 'تحسين الأداء البشري' على أن تقوم بها الأكاديميات القومية US National Academies التي تتكون من كل من الأكاديميات القومية للعلوم والهندسة والطب والبحث العلمي وتعتبر هذه الأكاديميات بمثابة مستشارة الأمة الأمريكية، وقد تكونت من هذه الأكاديميات مفوضية العلوم الاجتماعية والسلوكية والتعليم، ثم تم تكوين فريق علمي كان اختيار أعضائه على أساس ضمان كفاءات خاصة وضمان توازن مناسب، وعهد لمجموعات مختلفة بمراجعة البحوث وحسب الإجراءات المعتمدة لدى أكاديميات البحوث الأربعة.

    وقد قدم الفريق ثلاثة تقارير:

    الأول في عام 1988م، الثاني في عام 1991م، الثالث في عام 1994م.

    التقرير الأول طرح تقويمًا للعديد من الموضوعات والنظريات والتقنيات منها البرمجة اللغوية العصبية الذي ذكر عنها ما نصه: 'أن اللجنة وجدت أنه ليس هناك شواهد علمية لدعم الادعاء بأن الـNLPاستراتيجية فعالة للتأثير على الآخرين، وليس هناك تقويم للـNLP كنموذج لأداء الخبير'.

    واستمر البحث والتحري في مجال تحسين الأداء البشري وبعد ثلاث سنوات يشيد التقرير الثاني بنتائج التقرير الأول والقرارات التي اتخذها الجيش الأمريكي بخصوص عدد من التقنيات السلبية ومنها الـNLP حيث أوصى بإيقاف بعضها، وتهميش بعضها، ومنع انتشار البعض الآخر.

    وبعد ثلاث سنوات أخرى اكتفى التقرير الثالث ـ نصًا ـ في موضوع البرمجة اللغوية العصبية بما قدم في التقريرين الأول والثاني.

    والثاني: صاحبه الدكتور 'روبرت كارول' أستاذ الفلسفة والتفكير الناقد بكلية ساكرمنتوا الذي قال:

    'رغم أني لا أشك أن أعدادًا من الناس قد استفادوا من جلسات الـNLP، إلا أن هناك العديد من الافتراضات الخاطئة أو الافتراضات التي عليها تساؤلات حول القاعدة التي بنيت عليها الـNLP فقناعاتهم عن اللاوعي والتنويم والتأثير على الناس بمخاطبة عقولهم شبه الواعية لا أساس له، كل الأدلة العلمية الموجودة عن هذه الأشياء تظهر أن ادعاءات الـ NLP غير صحيحة فبرغم تراجع الجيش الأمريكي عنها بعد تجربتها، وعدم إيمان كثير من الشركات بها، وعدم الاعتراف بها كعلم في الجامعات ولا كعلاج في المستشفيات يقبل عليها جماهير المفتونين من المسلمين 'راجع في ذلك مقالة منشورة في مجلة النيويورك تايمز في عددها الصادر 29 سبتمبر 1986م في مقالة بعنوان المبادئ الروحية تجتذب سلاسة جديدة من الملتزمين'.

    فهذه هي شهادة بعض أهلها فيها، وهذه نتائج تحريات جهات من أفضل الجهات العلمية، وفي بلد من أبرز البلاد تقدمًا في منهجيات البحث والتحري وصدق ابن القيم عندما قال معلقًا متعجبًا بعد ذكره للأحاديث والآثار المحذرة من التشوف لما في كتب أهل الكتاب من أدبيات أو فوائد وأخلاقيات فقال: 'فكيف لو رأى اشتغال الناس بزبد أفكارهم وزبالة أذهانهم عن القرآن. والحديث'. ووالله ما أشد العجب وما أعظم الخطب، ولكنها سنة كونية في هذه الأمة فها هي تقتات فتات موائد اللئام ليس في البرمجة وحسب، بل في كل ما يتبقى ويثبت عزوف عقلاء الغرب عنه؛ فقد اعتمدت مقررات الرياضة الحديثة للتدريس في المدارس الابتدائية في بداية السبعينيات الميلادية بعد أن ألغت الدول الإسكندنافية تدريسها في الستينيات الميلادية! وها نحن نفتح المدارس العالمية القائمة على التعليم المختلط في حين خطب الرئيس الأمريكي أمته! محذرًا من عواقب التعليم المختلط، واعدًا بالدعم للمدارس التي تتبنى الفصل بين الجنسين!!

    ومن العجيب أنه على الرغم من عدم ثبوت فرضيات الـNLP إلا أنها تعقد الدورات للتدريب عليها وكأنها حقائق ثابتة بتجارب مستفيضة! وليس في واقع العامة فقط وإنما في واقع أساتذة الجامعات والدعاة ومن المضحك المبكي أن تنادي المفتونات من التربويات بتقريرها مقررًا في التعليم، واعتبارها بندًا مهمًا في بنود تقييم الكفاءة!! مما أعتقد أنه لم يكن يخطر لمؤلفيها أنفسهم على بال.

    ثانيًا: وقفة مع الآثار الاجتماعية الـNLP:

    أشاع انتشار الدورات في البلاد فوضى عارمة كما صرح بذلك كثير من التربويين والمسؤولين الذين يبذلون جهودًا حثيثة لإيقاف هذه الفوضى فقد سربت الـNLP إلى أيدي عامة الناس ومنهم طلبة دون سن النضج بعد تقنيات التنويم والعلاج بالإيحاء وغيره من الأدوات الخاصة بالأطباء والمرشدين النفسانيين الذين يؤهلون تأهيلاً علميًا وافيًا؛ قبل أن يعتمدوا كمرشدين أو أطباء نفسانيين من الجهات الرقابية المسؤولة. وقد تحول نتيجة لانتشارها السريع عدد من المرضى النفسانيين بعد عدد من الدورات إلى مرشدين نفسيين واجتماعيين!! وهم الذين كانوا وما زالوا فاشلين في دراستهم، ومنهم فاشلون في حياتهم الأسرية والوظيفية إلا أنهم حققوا نجاحًا منقطع النظير في التدريب والمعالجة بتقنيات الـNLP كما أن كثيرًا منهم في الطريق إلى تحقيق ثروة هائلة حيث تنتشر دوراتهم دون أن يتكلفوا هم مسؤوليات إنشاء المؤسسة أو المركز، ويكثر الإقبال على معالجاتهم بعيدًا عن العيادات المرخصة؟!

    ومن وجه آخر فإن لـNLP نظامًا تسويقيًا متميزًا يعتمد على التسويق متعدد المستويات وهو أسلوب متميز ناجح لبيع الدورات التدريبية! إلا أنه يجب أن يكون واضحًا في حقيقة ما تبيعه الـNLP للمتلهفين على دوراتها هو الوهم 'الأمل' بالصحة للمريض، والوهم 'الأمل' بالتميز للأصحاء، وقد يكون هذا نافعًا للبعض يمنحهم قدرة على التفاؤل ومن ثم العمل! إلا أنه يجب أن تكون حقيقة المبيع واضحة وإلا كان بيع غرر. وتبقى نقطة أخيرة في هذه الوقفة الاجتماعية فثمة أمر خطير نتج عن هذا الوافد الغريب 'البرمجة اللغوية العصبية' في مجتمعنا وهو أثر أخلاقي نتج عن كثرة اختلاط الرجال بالنساء، وإن كان بفاصل مكاني حيث طبيعة التدريب ومادته تتطلب التواصل ودوام التفقد، وطبيعة المعالجة النفسية والاجتماعية تتطلب ألفة واندماجًا ومصارحات أدت في حالات كثيرة إلى مفاسد لا ينكرها إلا مكابر.

    كما أن تدريباتها التي بنيت على مرضى ثم اطردت على الأصحاء قد تسبب على المدى البعيد وربما القريب إغراق مرضى في أحلام اليقظة في أوساط الناضجين لا المراهقين فقط، كما أنها أشاعت جوًا يساعد على الجرأة في ممارسة استرخاءات جماعية وفردية إن ثبت لها فائدة فهي لا ينبغي أن تكون إلا في الخلوات، كما أنها نشرت ـ بدعوتها لترديد عبارات القوة والقدرة وتعليقها في الغرف ـ جوًا من الذاتية والتعالي لا يقبل إلا من مرضى، ولكم أن تتأملوا هذه المواقف التدريبية لتحكموا بأنفسكم 'يقف المدرب الذي يظهر عبر الشاشة حافي القدمين يسير كهيئة الحصان طالبًا من المتدربات ـ مشرفات تربويات ومديرات مدارس ووكيلات ومعلمات ـ أن يخلعن الأحذية ويمارسن التدريب وهن يرددن: أنا قوية .. أنا قوية .. متخيلات أنفسهن في قوة الحصان ورشاقته وفي دورة أخرى' يظهر المدرب على الشاشة وهو راكع رافعًا يديه إلى أعلى كأنهما جناحان يرفرف بهما؛ طالبًًا من جمهور المشرفات والمعلمات أن يفعلن ذلك فإذا بهن جميعًا راكعات يرفرفن بأيديهن إلا الأعلى؛ متخيلات أنفسهن في خفة الحمامة تاركات همومهن وضغوط العمل خلفهن محلقات في عالم من أحلام اليقظة قد يصلح لمعالجة المرضى النفسانيين لا لأهل التربية والتعليم..' وفي ثالثة يطلب من الجميع أن يسترخوا وهم يتخيلون أجسادهم نافورة تخرج مشكلاتهم من داخل أنفسهم إلى الخارج وما هي إلا نصف ساعة حتى تنتهي المشكلات!!

    ولولا أن المقام يضيق عن ذكر المزيد لذكرت مقتطفات أخرى تجعل الحليم حيران مما يجري تحت شعار التدريب ورفع الكفاءات ومما يقدم من مسوخ العلم!

    وقد ظهر في المجتمع المسلم من جراء البرمجة وأخواتها من ينادي بالسفر خارج الجسد OBE، ومن يزعم أنه اعتمر وهو في فراشه، مما جعل أحد الأطباء النفسانيين يقول: إننا ربما نسمع في القريب أن 'مرض انفصام الشخصية' حالة مثالية، ويتصدى للتدريب عليها أهلها الذين هم المرضى وهم الأطباء؟ ولا نعلم ماذا تخبئ الأيام إن لم يتدارك المسؤولون هذا الأمر الخطير، ويتفطن لأبعاده المفتونون.

    ثالثًا: وقفة مع البرمجة اللغوية العصبية من منظور شرعي عقائدي
    فمن المعلوم الثابت عقلاً ونقلاً أنه كما قال ابن تيمية: 'من شأن الجسد إذا كان جائعًا فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر، حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم، وربما ضره أكله، أو لم ينتفع به، ولم يكن هو المغذي له الذي يقيم بدنه، فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجاته، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به، بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع؛ فإنه تعظم محبته له ومنفعته به، ويتم دينه، ويكمل إسلامه'، وإن لم يكن من شر وراء البرمجة اللغوية العصبية إلا الاستعاضة بغير المشروع عن المشروع لكفاها شرًا، فإننا ـ والله ـ بخير ما فتئنا نعالج بأدوية الكتاب والسنة أدواء أبداننا ـ مع جواز التداوي بالأسباب الدنيوية شرط أن تكون أسبابًا حقيقية، ولا تكون مما حرم علينا ـ ويظل العلاج الأوحد لأرواحنا وفكرنا ما كان من الكتاب والسنة، فمازلنا نوقظ بهديهما قلوبنا، ونُفَعل بهما طاقاتنا وطاقات من نربي، وما زلنا نغترف من معينهما الصافي وصفات التآلف والتواصل والقدرة على التأثير وغيره، مستهدين بسير السلف، مستروحين عظيم الأجر في الاتباع.

    وثمة أخر آخر خطير وهو أن رواد هذا العلم الغربيين ـ إن صح تسميته علمًا ـ هم دعاة الوثنية الجديدة 'الهونا ـ الشامانية' التي تدعو أولاً إلى تفعيل القوى الكامنة عن طريق الإيحاء، والتنويم لتمام القدرة على التغيير من خلال التعامل مع اللاوعي وتنتهي بالاستعانة بأرواح الأسلاف ـ بزعمهم ـ والسحر وتأثيرات الأفلاك، وإن كان ذلك بما يسمى قوى النفس والقوى الكونية عند المدربين من غير المسلمين الذين ليس لهم أثارة من علم النبوات الصحيح عن العوالم الغيبية وليس لهم محجة بيضاء ينطلقون منها.

    فالبرمجة اللغوية هي الخطوة الأولى في طريق دورات الطاقة وما يتبعها من استشفاءات شركية بخصائص مزعومة للأحجار والأشكال الهندسية والأهرام ورياضات استمداد الطاقة الكونية 'الإلهية' المزعومة، ومن ثم فإن سلم بعض الداخلين في البرمجة من آثارها السلبية على الفكر والمعتقد فقد فتحوا الطريق لغيرهم ممن سيتبع خطاهم إلى طريق لا يعلم منتهاه إلا الله، وصدق ابن عباس رضي الله عنهما إذ قال: 'من أخذ رأيًا ليس في كتاب الله ولم تمض به سنة رسول الله؛ لم يدر على ما هو منته إذا لقي الله'، وحيثما تغيب المنهجية العلمية، ويضعف التقدير لكنوز النقل تتفشى السطحية وتظهر التبعية ويكثر الدجل، ولقد رأينا في هذه الدورات عجبًا، فهذا يخلل دورته التدريبية بما أسماه 'إشراقات' أولها في مهارة الاستفادة من أشعة لا إله إلا الله والثانية في مهارة استغلال طاقة الأسماء الحسنى وآخر يزعم أنه يعلم ويدرب على تلك المهارة في الحفظ مثل التي كانت عند الإمام الشافعي ويخرج من دورات القراءة الضوئية قادرين على حفظ القرآن في ثلاثة أيام!

    وفي الختام فإن من ه أدنى بصيرة ليرى بكل وضوح واع الإسفاف الفكري، والضرر النفسي والاجتماعي، ناهيك عن المتعلقات العقدية المتنوعة باختلاف المدارس والمدربين؛ فيقف ملتاعًا مرتاعًا من العواقب الوخيمة التي تنتظر السائرين في هذا الطريق، الذي رواده في الغرب سحرة ومشعوذون راحوا يقتحمون عالم الغيب بعقولهم القاصرة، وبإعانة شياطينهم. ثم راحوا يروجون لما وصلوا له من كشوف بمعارف سقيمة؛ ظانين أن ما حصلوه من قوى إنما هو من عند أنفسهم وباكتشاف قدراتهم الكامنة، شأنهم في ذلك شأن باطنية الفلاسفة الذين قال عنهم شيخ الإسلام: 'باطنية الفلاسفة يفسرون الملائكة والشياطين بقوى النفس .. وانتهى قولهم إلى وحدة الوجود فإنهم دخلوا من هذا الباب حتى خرجوا من كل عقل ودين'.

    ومن هنا فإنني أذكر العقلاء من هذه الأمة أننا نعيش فتنًا كقطع الليل المظلم تجعل الحليم حيران، مما يتطلب تحريًا دقيقًا بعيدًا عن تدليس المفتونين بهذه الوافدات، ولو كانوا أهل صلاح ودعوة، أو صمتًا منجيًا من بين يدي الله عز وجل. فالطريق وعرة خطرة أولها مستويات أربعة للبرمجة اللغوية العصبية قد لا يظهر فيها ذلك الأمر الخطير 'خصوصًا إذا كان المدرب حريصًا على أسلمتها'، ولكن بعد أن تألفها النفوس تأخذ منها نهمتها تكون النهاية مروعة فقد تكون خروجًا من كل عقل ودين كما حدث للفلاسفة القدامى أو بعضهم عبر مستويات دورات الهونا والشامانية التدريبية.

    ومما ينبغي التنبه له أن هذه الأفكار الوافدة لا يظهر خطرها منذ البداية كسائر البدع، قال أحد السلف: 'لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه ولكن يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه، ثم يدخل عليك ببدعته فلعلها تلزم قلبك. فمتى تخرج من قلبك؟'.

    ثم إن تقنيات هذه الأفكار مدروسة بعناية كسائر تقنيات 'النيو إيج' العصر الجديد الذين يشكلون طائفة ذات أثر ودين جديد في الغرب لا يهتم أصحابه بما يوجد أو يتبقى في أذهان أتباعهم من أفكار الديانات السماوية وغيرها، إنما يهتمون بما يضاف إليه من أفكار؛ حيث يثقون أن منهجهم الجديد والزمن كفيلان بترسيخ المفاهيم الجديدة وتلاشي المفاهيم القديمة.

    وقد اختلفت أقوال بعض أهل العلم بشأن البرمجة اللغوية العصبية ما بين تحريم وجواز بينما توفق الكثيرون، ومن المعلوم أن الحكم الشرعي فرع عن تصوره ـ ولا بد من تصور كامل لا تصور مجتزأ ـ ومن المعلوم أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، لذا أدعو أهل العلم إلى دراسة متأنية في ضوء أبواب سد الذرائع وأحكام التعامل مع السحرة، ووجوب تحرير الولاء والبراء، وحكم العلم الذي سيؤخذ مختلطًا بمسألة استحضار الأرواح والسحر هي عند المدرب الكافر 'إيقاظ قوى النفس وتفعيل الطاقات الكامنة'، وغيرها من المسائل والأصول التي نود أن يراجع القائلون بجوازها ما أبدوه من رأي خشية أن يزل عالَم بزلة عالِم.

    وللعلم فإن رسوم دورة إعداد المدربين عام 2003م للشخص الواحد 35 ألف ريال ـ قرابة عشرة آلاف دولار ـ للمدرب في مصر، و20 ألف ريال للمدرب البريطاني في الخليج يدفعها إخواننا وأخواتنا عن طواعية لرؤوس الحرب على الإسلام فيما هم يعلقون منشورات الدعوة لمقاطعة البيبسي!!

    لذا أوجهها دعوة في الختام: لابد من التوقف للتبصر والتأمل في حقائق هذه الوافدات التي تتزيا بزي العلم، وتتشح بوشاح النفع والفائدة، فقد كان الوقوف منهجًا متبعًا عند أخيار الأمة ـ رضوان الله عليهم ـ على امتداد التاريخ وبخاصة عندما تشتد المحن، وتدلهم الفتن، وتختلط الأمور، ويشتبه الحق بالباطل .. عندها تشتد الحاجة إلى الوقوف .. لطلب العون من الله ولاستبصار حقائق الأمور، وتبين طريق الحق.. واللسان يلهج داعيًا بقلب مخبت متضرع: 'اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه'، {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8].

    'اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك'.

    أما أن تهزم نفسياتنا، وتتزعزع ثقتنا بمنهجنا، وننظر بتشوف إلى عدونا؛ مستلهمين نهجه، متتبعين خطاه، مقلدين سلوكه فهذه والله الهزيمة، وهذه هي المصيبة .. كيف ارتفع الأقزام إلى مقام القدرة، فأصبح المهتدون يتسابقون للاقتداء بالمغضوب عليهم والضالين..

    فالتفكير على الطريقة المادية النفعية .. والتغذية على الطريقة الماكروبيوتيكية .. ولابد فيها من وصفة 'الميزو' الذهبية..

    والتأمل والتفكر على الطريقة البوذية .. لابد منها لتحقيق الإخوة الإنسانية.

    والصحة واللياقة على الطريقة الطاوية .. وفلسفات الشنتوية..

    والتفاؤل والإيجابية على طريقة أهل البرمجة اللغوية .. لا بد منها لتكوني قادرة وقوية.

    عجبًا ألم يأتنا بها الحبيب صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية..

    فلنعش حياتنا على هدي الإسلام، ممتنين للملك العلام، مقتفين خطى خير الأنام، مستغنين بنعمة الله علينا بإكمال الدين وتمام النعمة عن فتات موائد اللئام.

    ومن هنا فإنني أوجز رأيي في بالبرمجة اللغة العصبية في جملة واحدة هي: لا للـ'NLP' ونعم للإرشاد النفسي الاجتماعي الصحيح. وأؤكد أنه رأي ارتأيته بعيدًا عن إطلاق أحكام شرعية بالجواز أو الحرمة فللفتوى أهلها، وإنما هو رأي مبني على دراسة مستفيضة لأصول هذا الفن ونهاياته
    .]



    مع


    اقتباس:

    [السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    الأخ الكريم بداية أود أن أشكر لك جهودك في نقل موضوع طويل مثل هذا فجزاك الله كل خير.......

    الذي أريد لفت نظرك إليه ...... حضرتك نقلت الموضوع لكن لم تشر إلى كاتب الموضوع .. وسأقوم بهذه المهمة عنك...... فالموضوع للدكتورة فوز بنت عبد اللطيف كردي وهي كما عرّفت عنها المجلة : أستاذة العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية التربية بجدة وكاتبة سعودية.

    وأحببت أن أوضح ذلك تحرياً للأمانة العلمية في النقل أولاً وثانياً انطلاقاً من مبدأ: إذا عرف السبب بطل العجب...

    والقصد هنا ولمن لا يعرف فقط يقوم بجولة بحثية في فضاء الإنترنت وسيرى حملة الهجوم من قبل الدكتورة الفاضلة على كل العلوم الحديثة التي انتشرت مؤخراً تحت شعار (محاربة الفكر العقدي الوافد)....


    لست بصدد مناقشة مدى صحة أو بطلان هذه الحرب المعلنة ولكن اسمحوا لي أن أطرح وجهة نظري الخاصة بالبرمجة اللغوية العصبية NLP ودائماً أذكر وأقول: اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.....



    فأنا لست من أهل الخبرة والباع الطويل في هذا الموضوع فقد خضت دورات كثيرة ومتعددة في مجال NLP على أيدي مدربين مختلفين إلى درجة تؤهلني للحصول على شهادة ممارس متقدم في NLP وقد أحصل عليها يوماً ما .... فلم يكن هدفي من هذه الدورات إضافة بنود جديدة لسيرتي الذاتية بل كنت أرنو لزيادة المعرفة والعلم والإبحار في علم جديد لم أكن أعرف عنه أي شيء من قبل......


    الأخوة الكرام.....

    يقول الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)


    إذا لم نبدأ بخطوات إيجابية فلطالما سنبقى كما نحن وحالنا كما هو دون تغيير أو تطور ....
    فيا أمة المسلمين لا تتأملوا بالنصر ولا تحلموا به حتى ما دمنا على حالنا...

    أتسائل دوماً ألم نكن نحن المسلمين متفوقين بالعلم على أوربا؟!؟.... ألم تكن حضارتنا عريقة؟!؟ ... ألم يكونوا ينهلون من علومنا ويستفيدون منها؟!؟....

    ما الذي حصل؟!؟..... كيف انقلبت الآية ؟!؟.... كيف صرنا تبعاً لهم بعد أن كانوا هم الأتباع ؟!؟.... كيف حققوا السيادة علينا وتقدموا علمياً وتكنولوجياً ؟!؟....

    المسألة بسيطة ....لأننا أهملنا ما بيدنا من علوم وانغمسنا بالتوافه والمناقشات والجدال ... بينما هم اهتموا بأخذ كل جديد ولم يهملوا أبسط الأشياء وتابعوا وحققوا نجاحات باهرة ....
    هم وصلوا إلى الفضاء ونحن لازلنا نخوض ونلعب وننشغل بخلافات فكرية وجدالات عقيمة.....


    يتحجج الكثيرين بأن مؤسسي علم البرمجة اللغوية العصبية NLP هم من اليهود وأن هذا يؤثر علينا وعلى عقيدتنا ......
    ولكل من يقول كذلك أقول ..... أين عقلك؟!؟.... ألا تستطيع أن تميز الصحيح من الخاطئ؟!؟... ألا تستطيع أن تكشف الأفكار الغريبة وتضعها في محاكمة عقلية بسيطة تخلص منها باستنتاج نافع ؟!؟.... أم أننا حين نتلقى العلوم نأخذ كل ما يقدم إلينا ونحن مستسلمين لصحة ما يقدم .... صدقني كل ما هو خبيث لا يمنك أن يخفي نفسه لأن رائحته النتنة ستكشفه قريباً وإن كان مبهراً أو معطراً بالطيب لا بد أن ينكشف ... ما لم تكن أنوفنا مزكومة....
    هل ننتظر أن يسيطر علينا من نالوا هذا العلم وحصلوا عليه فقط من أجل أن يكسبوا وينتصروا علينا ونقف نتفرج عليهم وكأن الأمر لا يعنينا بشيء ......
    لمَ نترك لهم كل شيء نافع حتى يستغلوه من أجل أن يدمرونا ..... لمَ لا نكون نحن السبّاقين إلى هذه العلوم ونأخذ منها ما يتماشى مع عقيدتنا ومبادئنا ونوظفها ونستثمرها ونستغلها للسيطرة عليهم لنتفوق عليهم .... وتكون المعركة لصالحنا.....
    أذكر كذلك أن مخترعي أحدث الأسلحة هم يهود أيضاً .... هل نتوانى عن الاستفادة من أسلحتهم ليقتلونا بها ؟؟؟؟ ونحن ننظر عليهم بحجة أن من اخترع هذه الأسلحة هم يهود؟؟؟؟ علم البرمجة اللغوية العصبية NLP سلاح من نوع خفي مالم نعرف استخدامه بشكل جيد سيستخدمه غيرنا ويوجهه باتجاهنا فهل عندنا ما ندافع به عن أنفسنا لتلقي هذه الهجمات؟؟؟؟؟
    لمَ لا نفكر بشكل مختلف .... إلى متى سنظل نشكك ونحارب كل جديد؟!؟.....

    لم َلا نأخذ كل نافع منه ونستثمره لخدمتا ونرمي بالسيئ ؟!؟.......

    لم لا نحرك العقول ونستفيد مما يأتي إلينا دون أن نجعله يسيطر علينا؟!؟.....

    لمَ لا نكون إيجابيين ولا نكون سلبيين ؟!؟.....

    (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)
    البداية يجب أن تكون من عندنا وإلا.......


    أكتفي الآن بهذا القدر ولو تركت لقلمي العنان لطال الحديث أكثر لكني كبحت جماحه ......
    شكري وامتناني للقراء على سعة صدورهم وتحملهم لما قلت

    وتحياتي للجميع...............
    ]


    و
    مع أخرى

    اقتباس:

    [كثر انتشار هذا الموضوع في المنتديات وكثرت الردود حوله منها ما هو مؤيد ومنها ما هو معارض وبشدة واختلفت الآراء وتعددت وجهات النظر وقد لفت نظري رد للدكتورعوض بن محمد القرني أحببت أن أنقله هنا للفائدة:



    ما هكذا يا فوز تورد الإبل

    لقد اطلعت على ما كتبته الأخت فوز كردي فكان أول ما تبادر إلى ذهني هو بيت الشعر العربي الشهير:



    أوردها سعد وسعد مشتمل

    ما هكذا يا سعد تورد الإبل


    لقد قرأت ما كتبته الأخت فوز حرفاً حرفاً متلهفاً أن أجد علماً مفيداً أو فائدة جديدة فإذا بي أفاجأ بخلل فظيع في الفهم وتناقض عجيب في القول أخطاء شرعية علمية وأخطاء منهجية.

    إن الغيرة متأججة والعبارات ملتهبة في كل سطر من مقال الأخت فوز وهي مأجورة إن شاء الله على ذلك لكن الغيرة حين تفتقد إلى الدليل والبرهان والرؤية الشاملة المتوازنة والعدل والإنصاف فإنها حينئذ تصبح محكمة من محاكم التفتيش ومشنقة من مشانق الاستبداد وسرداب من سراديب الظلم والظلام .

    وإني إذا تأملت ما كتبته الأخت فوز مع ما نقل لي من محاضراتها واطلعت عليه في مذكرتها لأكاد أن أجزم بأنها تمثل الصورة السابقة من الغيرة غير المستبصرة والتناقض المتدافع .

    ولن أتحدث عن البرمجة اللغوية من الناحية الشرعية فهذه لها دراسة تعد للنشر بإذن الله ولن أتحدث الآن عن محاضرات ودورات ومذكرات الأخت فوز فلها أيضاً دراسة أخرى.

    لكنني سأقصر الحديث عن ما نشرته في ملحق الرسالة ومختصراً أيضاً وقبل ذلك أحب أن أقدم بهذه التوطئة عن قضية البرمجة اللغوية العصبية فأقول : إن العلوم عموما تنقسم إلى قسمين:-

    علوم ذات هوية وخصوصية تعبر عن عقيدة وقيم ورؤية للإنسان والكون والحياة وعلاقتها بالغيب.

    وعلوم حياتية لا خصوصية لها وليس لها معتقد ولا قيم دينية تنطلق منها ، بل هي علوم تقوم على معطيات عقلية أو تجريبية أو مادية حياتية ، ويمكن توظيفها في أي سياق ديني أو ثقافي أو حضاري فتأخذ معنى لها يتفق مع ذلك السياق ، فإذا جردت من ذلك السياق وعادت إلى أصلها العلمي المجرد أمكن إعادة توظيفها في سياق ديني أو ثقافي أو اجتماعي آخر ، وبالنسبة للمسلمين فيشترط أن يكون من يقوم بعملية النقل والتلقي لها يجمع بين حسن القصد والرسوخ في ذلك العلم الحيادي الوافد والفقه في علوم الشريعة ، وحتى لو لم تتوافر هذه المعاني في شخص واحد واجتمعت في فريق متعاون فيكفي ذلك .

    وبناء على هذه المقدمة فإنني أقول وأنا مطمئن لما اقول : إن علم البرمجة اللغوية العصبية من العلوم الحيادية المشتركة بين الثقافات المختلفة كعلم الطب والهندسة والمحاسبة والإدارة وغيرها من العلوم .وهو علم نافع ً ومفيد في شحذ طاقات الإنسان وتدريبه على استخدام إمكاناته وفهم الآخرين بسهولة ، وهو يعطي الإنسان آليات تجريبية فاعلة لحل المشكلات الزوجية والأسرية ومشكلات العلاقات الإنسانية وإصلاح ذات البين .. كما يمكن الاستفادة منه في التربية والتعليم والدعوة وهي آليات يمكن أيضاً أن تستخدم في الشر والإفساد ، إلى غير ذلك من الفوائد وبالبحث والاستقراء تبين لي أن كثيرا من مباحث هذا العلم موجودة في الكتاب الكريم والسنة المطهرة .

    ولئن كان بعض الناس يشككون في هذا العلم فإنما أتوا من جهلهم بالشرع ، أو جهلهم بالبرمجة اللغوية العصبية ، أو جهلهم بالأمرين معا ، أو لأغراض في نفوسهم .

    أما ما كتبته الأخت فوز فأهم ملحوظاتي عليه تتلخص في النقاط الآتية متجاوزاً للأخطاء اللغوية الكثيرة في مقالها :-

    أولاً: قالت وقفة مع المنهج العلمي ..... حيث يتميز المنهج العلمي أنه دقيق ومتجانس ويمكن الاعتماد عليه إذ ليس فيه كلاماً وملقى على عواهنه )

    فأقول كلامها هنا ليس بدقيق ولا متجانس ملغى على عواهنه .

    فهي لم تحدد لنا من أي مصدر ولا أي عالم قال بهذه الأوصاف وهذه صفة في مقالها كله أحكام مطلقة وعبارات قطعية ونهائية وكأن جميع الناس متفقون عليها دون أن تكلف نفسها ذكر مرجع علمي واحد أو عالم واحد قال بقولها فأين الدقة والمنهجية والعلمية وأنت التي جاءت أفكارك وهي "" المتوشحة بلباس العلم "

    لقد قالت بعد أسطر من قولها هذا " ويقصد بالمنهج العلمي تلك الإجراءات التي أجمع العلماء على استخدامها عبر العصور"

    وهنا تساؤلات ملحة مشروعة :-

    1. من قال لك أن المنهج لا يسمى علمياً إلا إذا أجمع عليه العلماء في كل العصور . إن طالباً مبتدئاً في الدراسات الجامعية يعلم من خلال دراسته لمادة البحث والمصادر أن هذا الكلام كلام إعلامي حماسي لكنه ليس دقيقاً ولا علمياً .

    جميع العلماء من جميع الملل والنحل وفي جميع التخصصات وفي جميع العصور وإذا خالف واحد منهم فليس بمنهج علمي لاحظ أيها القارئ الكريم كلمة " أجمع " رحم الله من قال : ’’ لو كان الإنسان يعلم أن كلامه من عمله الذي يحاسب عليه لما تفوه بكثير مما قال ,,.

    2. لقد زعمت أن كلامها علمي منهجي فهل أجمع عليه جميع العلماء في كل عصر حسب شرطها الذي وضعته.

    3. حصرها المنهج العلمي فيما ذكر خطير جداً لأنها تحدثت وإن كان بعبارة غير علمية ولا دقيقة عن بعض تعريفات المنهج العلمي المادي التجريبي .

    لكن هناك مناهج للبحث والاستقراء في العلوم الإنسانية وهناك منهج للتلقي والفهم للوحي الإلهي .

    والذي يظهر أن الأخت فوز متأثرة إلى حد كبير بالرؤية الغربية المادية الدنيوية للعلوم وأن أكثر قراءاتها فيها ولذلك افتقرت للتأصيل الشرعي الشامل في الحديث عن هذا الموضوع واكتفت بالصياح والولولة والاستعداء على من تخالفهم كما سيظهر في ثنايا الحديث عن هذا الموضوع .

    وإليك عباراتها عن المنهج العلمي لنتأكد من أنها لا ترى علمياً إلا ما كان مادياً بحتاً يدخل تحت التجربة والحس وهذا المنهج يستبعد الوحي .من العلمية تماماً فها هي تقول : (من المعلوم أن مراحل المنهج العلمي تبدأ بالمشاهدات والملاحظات للظواهر ثم تصاغ على أساسها الفرضيات ثم إذا ثبت بتجارب صحيحة وكانت لنتائجها مصداقية إحصائية ...)

    فهي تتحدث عن ظواهر طبيعية مادية بحته ومختبرات وتجارب وفرضيات وأنا لا أنكر أن هذا قد يكون طريقاً للعلم لكن الكارثة هي في اعتباره الطريق الوحيد للعلم والمنهج العلمي الوحيد .

    بل إن ذلك هو ما يشعر به عنوان مقالها حين جعلت الوقفات العلمية والاجتماعية غير الشرعية فقالت : (وقفات علمية واجتماعية وشرعية مع البرمجة اللغوية العصبية ) إنها دسيسة العلمانية التي تسللت إلى عقول أبنائنا وبناتنا عبر التأثر بالثقافة والفكر الغربي دون أن يشعروا بذلك و لا يفرقوا بين ما يجوز أخذه وما لا يجوز هذه الدسيسة التي تجعل الشرع خصيماً أو قسيماً للعلم . فهل تنبهت الأخت فوز لهذا الأمر وقد نصبت نفسها وصية على الأمة ومفكريها ومثقفيها دون أن تستطيع أن تفرق بين المنهج العلمي في المشاهدات والمنهج العلمي في الغيبيات والسمعيات .

    فتحدثت على أن المنهج العلمي هو ما كان في المشاهدات فقط وهو منهج الغربيين الذين لا يؤمنون بغيب ولا يعتمدون على سمع إنما هو التجربة والفرض والمشاهدة بل أنها أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا هو المنهج الذي يمكن (( الاعتماد عليه))

    ومع أن الأخت فوز ذكرت مشكورة أن( الإسلام يدعونا إلى المنهجية العلمية ) فإنها لم تجد في تحديد المنهج العلمي من ترجع إليه إلا المصطلحات الغربية وتفضلت في كتابتها بالإنجليزية والعربية لتنال براءة تجاوز سطحية التفكير حيث وصفت البرمجة بأنها " لم تلق ترحيباً في الأوساط العلمية في معظم دول العالم ولاقت رواجاً حيث تكون سطحية التفكير والرغبة في الجديد والرغبة في الوصفات السريعة " وهكذا يكون التناقض .

    لا يمكن أن يقبل أي شئ إلا إذا لاقى رواجاً في العالم المتمدن الغربي ثم وفي الوقت نفسه ترد البرمجة لأنها نشأت في أحضان الغرب وكانت من الوافدات الغربية .

    ثانياً : لقد تهكمت فوز بكل من يخالف رأيها دون اعتبار لعلمهم ولا لمكانتهم ولا لقدراتهم الفكرية ما داموا لم يوافقوها حتى وإن كانوا دكاترة وأساتذة في الشريعة أو في الطب أو في علم النفس أو قضاة شرعيين فالبرمجة في نظرها لا تلقى الرواج "حيث تكون سطحية التفكير"

    (ونظرياتها مقتبسة من مراقبة بعض الظواهر على المرضى النفسيين الذين يبحثون عن العلاج وقد تحول نتيجة لانتشارها السريع عدد من المرضى النفسانيين بعد عدد من الدورات إلى مرشدين نفسيين واجتماعيين وهم الذين كانوا وما زالوا فاشلين في دراستهم ومنهم فاشلين في حياتهم الأسرية والوظيفية " " بعيداً عن تدليس المفتونين بهذه الوافدات ولو كانوا أهل صلاح ودعوة "

    بل إن الأخت فوز تجاوزت كل هذه الافتراء على مدربي البرمجة الذين أكثرهم يحمل شهادة دكتوراه في علوم أخرى وبعضهم في علم العقيدة بالذات تجاوزت كل ذلك إلى وصف هذا العلم بالسحر والكفر وإن حكمه يجب أن يبحث ( في ضوء أبواب سد الذرائع وأحكام التعامل مع السحرة ووجوب تحديد الولاء والبراء .) وإني لأسأل الأخت فوز أين المنهج العلمي القائم على المشاهدات والتجارب للوصول للنتائج التي أجمع عليها كل العلماء !!!

    وأين الدقة العلمية وهي تقول " هذا وقد اختلفت أقوال بعض أهل العلم بشأن البرمجة اللغوية العصبية ما بين تحريم وجواز بينما توقف الكثيرون " من هم هؤلاء الذين حرموا ومن هم الذي أجازوا ومن هم الذي توقفوا لما لم تذكر لنا أسماءهم لنتأكد من صحة قولها وهي صاحبة الدقة والمنهجية ولما لم تذكر لنا أسماءهم لنتأكد أنهم من أهل العلم لماذا الكثير بزعمها توقف وأين الإجماع الذي زعمت الاستناد إله سابقاً.

    ثم ها هي تنتقص هؤلاء العلماء الذين زعمت توقفهم وتزكي نفسها فتقول " ومن المعلوم أن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره ولا بد من تصور كامل لا تصور متجزء لبعض الجزئيات النافعة " .

    ولا أعلم كيف تحقق لها التصور الكامل هل درست البرمجة التي جعلت فيها كل خطيئة من السحر وتحضير الأرواح والهونا والشامانية وتحضير الأرواح أم أنها عرفت ما فيها بالإلهام والكرامة أم هي التخرصات والأوهام؟

    إن كان بالدراسة فما الذي حلل لها ما حرمت على غيرها مع أني اعلم أنها لم تدرس منها إلا دورة الدبلوم وإن كان غير ذلك فتلك الكارثة (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )). يا ترى لو قام أكثر من ثلاثة آلاف متدرب ومتدربة في السعودية ممن اتهمتهم فوز بكل هذه الفواقر برفع قضايا عليها ماذا سيكون موقفها! وإنك لتعجب من كل هذه التناقضات التي رمت الكاتبة بنفسها فيها فبعد أن أخرجت علم البرمجة وأهله من كل نقل وعقل وسفّهت رأي كل من خالفها وأباحت لنفسها ما حرّمت على غيرها عادت لتقول ’’ وأؤكد أنه رأي ارتأيته بعيداً عن إطلاق أحكام شرعية بالجواز أو الحرمة فللفتوى أهلها ,, . إذا لم يكن كل ما قلتيه فتوى فما هي الفتوى، أيضاً ألم تتدخلي حتى في طبيعة دورات البرمجة وقلتِ أنها ’’ بيعاً غرراً,, ألم تقولي أن نهاية البرمجة خروجا من (( كل عقل ودين )) ألم تقولي ’’ إن البرمجة اللغوية هي الخطوة الأولى في طريق دورات الطاقة وما يتبعها من استشفاءات شركية ,, وغير ذلك الكثير مما خطه قلمك بل لقد أفتيت بما يحجم عن الفتوى فيه كبار الأئمة والعلماء بدون بصيرة ولا علم ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم إذا كان هذا مجرد رأي رايتيه من غير دليل ولا منهج لا شرعي ولا مادي فعلى أي أساس هذا التكفير والتضليل والتفسيق والإخراج من الملة أما كان الأولى بكِ أن تسألي أهل العلم أو تتوقفين عن الفتوى ، ثم مع التهوين من شأن كل مخالف فها هي تزكي نفسها في غرور عجيب حين تقول ’’ وإنما هو رأي مبني على دراسة مستفيضة لأصول هذا الفن ونهاياته ,, وهذه الدعوى لا يعلمها ولا يسلم بها المتخصصون في هذا العلم إلا إن كانت هذه الدراسة المستفيضة تمت في الأحلام وعلى أيدي غير المتخصصين.

    ثالثا : لقد قامت الأخت فوز باستعداء السلطة والعلماء والتربويين والمسئولين ضد هذا الخطر الداهم والفوضى العارمة والهزيمة والمصيبة مع أنها تعلم أن أكثر المتخصصين في هذا العلم هم من أصحاب التديّن والكثير منهم من أصحاب العلم الشرعي وقد مرت بالأمة موجات فكرية واضحة من المادية والعلمانية والحداثة لوثت فيها مقدسات الدين وأصول العقيدة ولم نرى لها في مواجهة ذلك كلمة واحدة. فهل يا ترى وراء الأكمة ما ورآها ويُلبس لكل حالة لبوسها أرجو ألا يكون ذلك.

    وأقول للأخت فوز لقد وقع في يدي مذكرة لها مليئة بالطوام العلمية الشرعية والمنهجية البحثية ولو كان الاستعداء منهجاً لذوي الألباب لوجد صاحب المقال لقوله مجالاً. وكان الأولى بها بدلاً من هذا الهياج والصياح أن توثق أقوالها وتدلل عليها.

    رابعاً : لقد امتلاء مقال الأخت فوز بالتناقضات والمغالطات ومن أمثلة ذلك أنها تبني مقالها كله على رفض البرمجة لأنها وافد من الغرب ثم تجعل أكثر مقالها استشهادات من أقوال الغربيين لكنها مع الأسف استشهادات غير موثقة وها هي تقول ’’ أن البرمجة وهم لا يرقى ليكون فرضية,, ثم تعود فتقول ’’ بعدها بأسطر أن نظريات البرمجة مقتبسة من مراقبة بعض الظواهر ,, وها هي تحلل وتحرم بل وتكفر ثم تعود فتقول أنها لا تحلل ولا تحرم وها هي تغالط فتنسب لمجهولين أقوالاً خطيرة مثل من اعتمر وهو في فراشه ومثل من يزعم مهارة استغلال طاقة الأسماء الحسنى ومهارة الاستفادة من أشعة لا إله إلا الله ، دون أن تحدد من هم هؤلاء وهل هم يقولون ذلك من منطلق أن ذلك من البرمجة. ثم تواصل في أسلوب خطابي إنشائي استفزازي بل إسفافي التهجم على جميع مدربي البرمجة ومتدربيها فتقول: ’’ إن من له أدنى بصيرة ليرى بكل وضوح واقع الإسفاف الفكري والضرر النفسي والاجتماعي ناهيك عن المتعلقات العقدية المتنوعة باختلاف المدارس والمدربين فيقف ملتاعاً مرتاعاً من العواقب الوخيمة التي تنتظر السائرين في هذا الطريق,,

    وهكذا لم تستبق في قاموسها شيئاً من الذم والتجريم والتحريم لم تستعمله دون أن تكلف نفسها عناء إثبات شيء من ذلك بدليل أو برهان اللهم إلا الإسقاطات الإيحائية المطلقة بلا خطام ولا زمام.

    وأخيراً فإن البرمجة اللغوية العصبية اجتهاد بشري يصيب ويخطئ والعصمة لكتاب الله وسنة رسوله لا غير والنقد المنهجي العلمي ظاهرة صحية يجب أن نحرص عليها لكن عندما يصبح النقد أحقاداً تنفث أو مغالطات تروّج أو تناقضات تسوّق أو فتح لأبواب جهنم وإغلاق لأبواب الجنة بغير دليل ولا برهان فإن الأخذ على يد السفيه وحماية عقول الناس والحيلولة دون امتطاء الدين مطية للأغراض أقول إن ذلك حينئذٍ واجب شرعي على أهل العلم وطلابه.

    وأخيراً فإني أعتب على ملحق الرسالة عدم الموضوعية في نشر صور بعض أعضاء هيئة كبار العلماء في المقال إيحاءاً بأن لهم موقفاً من البرمجة اللغوية ولا شك أن الإعلام يعتمد على الإثارة كثيراً لكن الإثارة الذكية شيء والكذب المغلف أو المكشوف شيء آخر.

    د. عوض بن محمد القرني
    ]

    نورس[/align]
    On prograss ......

  • #2
    مرحباً أختنا نورس! لك وحشة

    امهلينا الفرصة لقراءة المقال الطويل قبل الردّ، واسمحي لي بتكبير الخط ...

    بالنسبة لي، لم أكن على إطّلاع كافٍ بالبرمجة اللغوية العصبية رغم تكرار هذا المصطلح كثيراً ومروره عليّ.

    و نشكركِ
    قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏}

    تعليق


    • #3
      [align=center]موضوع طويل سأقره ولي عوده
      شكرا مقدما
      [/align]
      [align=center]http://www.uae-up.com/up2/uploads/58527d7585.gif[/align]

      تعليق


      • #4
        موضوع طويل ....... وكذلك جديد بالنسبة لي ......... سأحاول التعمق في الموضوع .... ولي عودة


        Each of us is an angel with one wing. The only way we could fly is to hold each other and share wings. So if you have trouble flying, I will always share mine with you

        تعليق


        • #5
          يسلمووووووووو اختي نوورس
          ممنوع وضع إعلانات في التوقيع والصور الرمزية

          تم تحرير التوقيع بواسطة الكـووس
          إدارة عاشق عمان

          تعليق


          • #6
            [align=center]قرأت الفقرة الأولى
            وخرجت منها بأن البرمجة اللغوية فشلت في أمريكا ولم تكن لها نظريات ولاتجارب تأكد صحتها
            وأيضا أن المسلمون يسارعون الى تطبيقها 0

            سأقرأ في وقت لاحق الفقرة الثانية
            شكرا لكم[/align]
            [align=center]http://www.uae-up.com/up2/uploads/58527d7585.gif[/align]

            تعليق


            • #7
              [align=center]اهلا بيك

              يعني الجيش الأمريكي حاول الاستفادة من البرمجة اللغوية فوجد أن معظمها فاشلة لأنها تقوم على فرضيات ليس لها تقويم 0

              سنقرأ الباقي وسنكمل معكم الحديث وأتمنى من البقية التحاور في الموضوع [/align]
              عدد زوار مواضيعي

              تعليق


              • #8
                للآن هل اكملتم القراءة؟
                On prograss ......

                تعليق

                يعمل...
                X