هل لديك دافع للاستذكار؟
من المعروف سيكولوجيا أن الإنسان يتعلم إذا كانت لديه رغبة في التعلم ، وكانت لديه القدرة على التعلم ، وأتيحت له الفرصة للتعلم ، وقدم إليه الإرشاد فيما يتعلم ، غير أن القدرة والفرصة والإرشاد لا تجدي جميعا إن لم يكن لدى المتعلم دافع للعلم والتعلم 000 ولذا وقياسا على ذلك نقول : لا استذكار بدون دافع حقيقي 0
فالدافع شرط ضروري لكل تعلم واستذكار 00 وكلما كان الدافع قوياً زادت فاعلية المذاكرة أي مثابرة الطالب واهتمامه بها 00 على أن تتذكر أن الدافع إن زادت شدته على حد معلوم عطل وعاق عملية المذاكرة ، فالخوف الشديد من الفشل في الامتحان قد يعطل الطالب عن التحصيل السليم 0
إن الدافع القوي للاستذكار يزيد من اليقظة وتركيز الانتباه ، ويؤخر ظهور التعب ، ويحول دون ظهور الملل , ويجعل الطالب أكثر تقبلاً وهضماً لموضوعات المادة التي هو بصددها مما يزيد من مثابرته وقدرته على مقاومة ضروب الإغراء التي تصرفه عن المذاكرة 0
كيف يتم تهيئة النفس للاستذكار ؟
لا يبدأ الطالب بالمذاكرة إلا إذا كانت نفسه مهيأة للاستذكار ، فلا يكون متعبا فيغلب عليه النوم بعد قليل ، و لا يكون مغموماً فيصعب عليه فهم ما يقول ، و لا يكون مشغول البال أو مفعم القلب بالفرح الشديد أو الحزن فلا يقبل عقله ما قرأته عيناه , حتى لو ردد الدرس محاولا فهمه 0
وأفضل السبل لتهيئة النفس للاستذكار ، أن يبدأ الطالب فيتوضأ ، ليتجدد نشاطه وحيويته ، ثم يستحضر تال النية الدافعة للمذاكرة ، داعيا الله عز وجل أن يعينه ويوفقه ، مبتدئاً مذاكرته ببسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على رسول الله ( ص ) 0
وما نؤكد عليه بشكل خاص عدم إرغام النفس على المذاكرة تحت أي حال من الأحوال فإن ذلك يؤدي إلى الملل وإضاعة الوقت والجهد دون تحقيق جدوى ملائمة الجهد المبذول 0
ولذ ينصح التربويون وعلماء النفس بأن يعمل الطالب على حل جميع مشكلاته بقدر المستطاع قبل البدء في الاستذكار ، فالمشكلات النفسية والعاطفية والاجتماعية وغيرها، لا بد من العمل على إيقاف تأثيرها ، وذلك بالعمل على حلها تماماً ومن طرق ذلك الإفضاء بها إلى غيره خاصة من يكبرونه في العمل والثقافة
والخبرة في الحياة , ففي مجرد الإفضاء بالمشكلة قضاء على فعاليتها و حيوتها 0
فتهيئة النفس لعملية الاستذكار لها تأثير فعال في مساعدة الطالب على تركيز الانتباه ، وتتدخل في حالة الطالب النفسية عوامل عديدة ليس من السهل حصرها ، وأهمها :
نوع العلاقات التي تسود جو الأسرة وبصفة خاصة علاقة الوالدين بعضهما ببعض 0
اتجاهات الوالدين نفسيتهما نحوه 0
اتجاهات سائر أفراد الأسرة من إخوة وأخوات نحوه 0
فإذا ساد جو السرة الاطمئنان وشاع فيه الحب والعطف فلا بد أن نتوقع في هذه الحالة تهيئة نفس الابن الطالب فلا يتشتت انتباهه ، ولا يضيع ذهنه في صور من الشرود والتشتت العقلي 00 بينما يكون العكس صحيحاً تماماً إذا سادت المنازعات والمشاجرات بين أفراد السرة وبخاصة الوالدين ، أو كانت اتجاهاتها نحو الابن الطالب لا تحمل معاني الحب والأمان 0
تهيئة مكان الاستذكار :
مما لا شك فيه أن تهيئة البيئة ومكان الاستذكار لا يقل أهمية من التهيئة النفسية ، فقد كون الطالب مهيأ نفسياً للمذاكرة ولكن البيئة من حوله لا تحقق له ذلك ، إذ أن المنزل الذي تكثر فيه الضوضاء يشتت انتباه الطالب ويقلل من تركيزه في الدرس 00 كما أن البيئة التي يكثر فيها الشجار والمنازعات تؤدي الطالب انفعاليا وتفقده الاستقرار والأمان فينشغل فكره بذلك أملاً في التخلص منها مبتعداً بالتالي عن التفكير والتركيز بعلومه 0
ولذا كانت الظروف البيئية بمختلف أشكالها يمكن أن تؤثر إيجابا أو سلباً ن فهي تتدخل في مدى نجاح استذكار الفرد لدروسه أو فشله ، فالهدوء أو الضوضاء ، والإضاءة المناسبة أو غير المناسبة , ووجود مكان مناسب أو عدم وجوده على الإطلاق ــ لضيق المسكن مثلاً وكثرة عدد أفراد الأسرة ــ كل ذلك له تأثير مباشر على عملية الاستذكار 0
ومما سبق طرحه ينبغي مراعاة ما يلي :
1. تهيئة جو الغرف الهادئ : يستحسن أن يكون الاستذكار في غرفة مستقلة ــ إذا تيسر ـ فالضجيج ينتج عنه مضايقات تؤثر في عملية التركيز لتداخله في منطقة الشعور التي تحتلها عملية الاستذكار 0
2. الإضاءة : يعد ضوء النهار الضوء الأمثل للاستذكار ، حيث ينصح الأطباء بالحرص على استغلال ضوء النهار حرصاً على سلامة العينين 0
3. لون الغرفة : ثبت سيكولوجيا أن الاهتمام بمسألة لون الغرفة له تأثير على الأعصاب مما أدى إلى استعماله في العلاج تحت اسم ( العلاج بالألوان ) وذلك استناداً على أن النفس تكون أكثر إشرافاً في اليوم المشمس المضيء 0
4. تنظيم وترتيب ما يحيط بمكان الاستذكار : يستحب عدم وجود كتب غير الكتب المخصصة للمادة التي سيتم مذاكرتها وفقا لجدول الاستذكار 0
5. التهوية : تعد تهوية غرفة الاستذكار من الأولويات التي ينبغي مراعاتها بصورة دائمة ، فالاستذكار في غرفة سيئة التهوية لا يلبث الطالب إلا أن يشعر الطالب بالنعاس والخمول والتعب والضجر والضيق 0
6. التهيئة الجسمية : ينبغي الاهتمام بهذه الناحية بالتأكيد من سلامة الصحة ، وعدم وجود اضطرابات جسمية أو نواحي قصور تعطل الفرد وتشل جهوده 0
الطرق المثلى للاستذكار
الاستذكار الحقيقي عملية تفكير وتحليل وتقليب وتأويل ، وعلى قدر ما يبذل الطالب من جهد في استذكاره يزداد فهمه وتثبت المعلومات في ذهنه 00 أما من يحاول المذاكرة من مجرد القراءة السلبية فمثله كمثل من يحاول تعلم مهارة يدوية بترك يده يقودها ويحركها شخص آخر 00
وهناك العديد من الأساليب والطرق للمذاكرة الفاعلة والتي تساعد الطالب على تحصيل المادة المطلوب استذكارها ثم القدرة على استرجاع ما تم استذكاره ، وما يميز هذه الطرق عدم حاجتها إلى جهد مضن ، كما أنها تختزل الوقت وتسهل في الوقت ذاته التذكر والاستيعاب 00 ومن هذه الطرائق ما يلي :
( 1 ) طريقة الاستذكار المركز ( المتواصل ) والاستذكار الموزع :
كما يتضح من اسم هذه الطريقة إما أن يتخلل فترات الاستذكار فترة يستريح الطالب فيها ، ولتكن كل ساعة خمس دقائق لتجديد النشاط الذهني والجسمي ، وإما أن يتبع الطالب طريقة الاستذكار المتواصل وفيها يظل الطالب ساعات طويلة يستذكر دروسه دون توقف ودون فاصل بين علم وآخر أو بين درس وآخر حتى ينتهي من كل دروسه 0
( 2 ) الطريقة الكلية والطريقة الجزئية :
تقوم الطريقة الكلية على أساس تناول المادة من أولها إلى آخرها ، وتقرأ كلها مرة واحدة رغم تعدد فقراتها ، ثم تقرأ مرة ثانية وربما ثالثة حتى يتوصل الطالب إلى دراسة الفكرة ككل أو حفظها بعد ذلك 0
بينما الطريقة الجزئية تقوم على أساس تجزئة المادة على وحدات منفصلة يدرس أو يحفظ الطالب كلا منها على حده رغم أن كلا منها يمثل فكرة غير متكاملة 0
( 3 ) طريقة التسميع الذاتي :
تتلخص هذه الطريقة في محاولة الطالب استرجاع ما حفظه أو فهمه من مادة يحصلها وذلك أثناء التحصيل أو بعده بمدة معقولة 0
ولهذا التسميع عدة فوائد أهمها :
يبين للطالب مقدار ما حصله ومقدار ما غاب عنه أو صعب عليه فيزيده عناية وتكرار 0
شعور الطالب بأنه سيسمع لنفسه بعد قليل يعتبر دافعا على بذل الجهد للحفظ
أنها تقوم النشاط الذاتي للطالب ، وهو أفضل أنواع التعلم والدراسة 0
المبادئ الضرورية للاستذكار
إن لعملية الاستذكار مجموعة من المبادئ التي تعتبر في الوقت ذاته قواعد تسهل موضوعات المواد التي يراد استيعابها أو حفظها 0 وهذه المبادئ هي :
1. تقوى الله :
إن تقوى الله هي السبيل للعلم والفوز العظيم مصداقا لقوله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب ) 0
وتقوى الله توصل المرء إلى الشعور بأن الله معه طول الوقت وأنه يسدد خطاه ويعينه على الصعوبات المذاكرة والحياة عموما0
2. استخدام أسلوب النشاط الذاتي :
يعد التعلم القائم على بذل الجهد والنشاط الذاتي أفضل أنواع التعلم 00 إن أسلوب استخدام النشاط الذاتي في تحصيل الطالب لعلومه سبيل يفتح آفاق تفكيره ، وفرصة مران لذهنه ، ودفعا له على العمل في تنمية مقدرته على البحث والتنقيب 0
3. مبدأ الفهم والتنظيم :
إن الذي يعين على فهم المادة وسهولة تعلمها هو تنظيمها والربط بينها وبين غيرها من المواد المتصلة بها0ونقصد بتنظيم المادة الدراسية أن يلخصها الطالب بلغته الخاصة وأن يقسمها أقساما مناسبة ,وأن يبحث عما بين هذه الأقسام من أوجه الشبه أو التضاد 0
4. مبدأ التكرار في التحصيل :
عن الشخص العادي يستطيع أن يتعلم أشياء وأعمالا بسيطة من مرة واحدة ، غير أن الأعمال المعقدة التي تتصل بالتفكير الذهني كالاستذكار تحتاج في العادة إلى تكرارها إلى عدة مرات 0
5. معرفة الغرض من استذكار المادة :
إن معرفة الغرض من استذكار المادة يسهل عملية الحفظ والتحصيل ، ويزيد من درجة الفهم والجهد وتركيز الانتباه 0
6. إشباع الحفظ والمذاكرة بالإعادة والتمرين :
إن مضي الطالب في التحصيل حتى لو يشعر انه حفظ أو فهم يجوده ، فالمضي في المذاكرة له أثر واضح في الاحتفاظ بما حصله وأدعى إلى ثباته في الذهن وبعده في النسيان 0
7. البدء في باستذكار المواد الصعبة في فترة التفتح الذهني :
تحتاج بعض المواد إلى عمليات ذهنية وإلى التفكير طويلا حتى يتم استيعابها 00 والذهن المرهق لا يستطيع أن يبذل الجهد المطلوب للاستيعاب السليم 0
8. الثقة بالنفس :
إن ثقة الطالب بقدرته الذهنية تبعث في نفسه روح الإبداع وتستخرج قواه المخبوءة وتملا رؤياه بالإمكانات وتنزع من ذهنه أن هناك شيئا صعب المنال 0
إن الثقة بالنفس لا تنبع إلا بالثقة بالله سبحانه وتعالى الذي يثبت من جد واجتهد 0
مشكلات الفهم والحفظ
أولا : مشكلات الفهم :
وإذا عرف الطالب السبب الحقيقي الذي يمنعه من الفهم عليه أن يسعى لعلاجه بنفسه أو بمساعدة الغير وألا يترك ذهنه بين تيارات المعاناة من عدم الفهم فترة طويلة 0
قد يكون السبب المانع لفهم الطالب مجموعة من المشكلات أهمها :
1.غموض في المعنى :
قد يكون الغموض ناتجا عن عدم تناول ما قبله بالدراسة والاستيعاب ، فالكلمة لا تفهم إلا في سياق الجملة ، كذلك لا تفهم الجملة إلا في سياق فقراتها ، ولا تفهم الفقرة إلا من خلال فهم الفقرة السابقة وهكذا 0
وعلى هذا ينبغي دراسة الموضوع ككل وليس عناصر متناثرة أو فقرات منفصلة
2. انخفاض مستوى الذكاء :
إن المذاكرة ما هي إلا عملية تفكير كما يقول علماء النفس 00 حيث يتطلب عملية الاستذكار فهم العلاقات الكائنة في طيات موضوع من الموضوعات ، كما تتطلب مقدرة على الاستيعاب الامتثال في الذهن 0
3. افتقاد الإرشاد :
إن التعلم المقترن بالإرشاد بكثير من التعلم بدونه ، ذلك أن الطالب إن ترك وشأنه قد يعوقه فهم بعض النقاط التي تفوق تحصيله واستيعابه للمادة 0
ومن المؤسف حقا أن تتفشى ظاهرة الانقطاع عن المدرسة بهدف الاستذكار في البيت في الأسابيع الخيرة من كل فصل دراسي خاصة في المرحلتين الإعدادية والثانوية ، ولا سيما طلبة الشهادة الثانوية العامة 0 وما نؤكد عليه هو أهمية الاستمرار في الحضور إلى المدرسة وحضور حصص المراجعة وحصص التقوية التي تنظمها المدارس
4. تشتيت الذهن والقلق :
مما لا شك فيه أن عدم التركيز وتشتيت الذهن والقلق الذي يصيب الطالب إما لكثرة الكثيرات من حوله أثناء المذاكرة أو الضوضاء الناجمة عن أصوات أجهزة الراديو أو التلفاز أو الخلافات أو الشجار بين أفراد الأسرة أو بيئة ذات تأثيرات سلبية على عملية الفهم والاستيعاب 0
5. الإصابة بأمراض عضوية :
إن الطالب الذي يعاني من الآم في جسمه تشغله تلك الآلام عن التركيز فيما هو بصدده من دروس وموضوعات ، وبالتالي لا يمكنه من فهم واستيعاب شيء يتفق مع الوقت والجهد الذي يبذله لذا فإننا نؤكد على أهمية تهيئة الجسم للمذاكرة بمعالجة ما يعوق الاستذكار من أمراض بالذهاب إلى الطبيب المختص للوقوف على العلة وعلاجها حتى يتهيأ الطالب تماما للمذاكرة 0
ثانيا: مشكلات الحفظ :
ثمة بعض الأمور التي تعرقل عملية الحفظ وتجعل منه مشكلة من ذلك :
1. الحفظ قبل الفهم :
إن الحفظ الأصم الذي يعتمد على التكرار دون فهم المراد والمعنى ، لا يثبت في الذهن مثلما يثبت الحفظ المبني فهم ما يحفظ 00 ويعتبر هذا سببا رئيسا في عرقلة عملية الحفظ 0
2. الإهمال في الحفظ بعد الفهم :
يتوهم بعض الطلبة بأنه بإمكانه الحفظ في وقت لاحق فيرجئ ذلك إلى وقت قريب من الامتحان اعتماد على إمكانية حفظها ، فطالما قد فهم المعنى يسهل الحفظ 0
3. الضجر والضيق من الحفظ :
مما لا شك فيه أن الطالب الضجور الملول من عملية الحفظ لا يمكنه أن يختزن في ذاكرته شيئا ، فالميل إلى الشيء والتحمس له يعتبر أساس النجاح والتفوق فيه 0
4. عدم استعمال القلم والورقة :
الطالب الذي يعتمد على ذاكرته دون الاستعانة باشراك اكثر من حاسة كاستخدام اليد في تسجيل ما حفظه في ورقة ؛ ثقة منه بأن المعلومات قد استقرت في ذهنه هو أكثر عرضه للنسيان فضلا عن بذله جهدا أكبر من ذلك الذي يستعين بالقلم والورقة 0
من المعروف سيكولوجيا أن الإنسان يتعلم إذا كانت لديه رغبة في التعلم ، وكانت لديه القدرة على التعلم ، وأتيحت له الفرصة للتعلم ، وقدم إليه الإرشاد فيما يتعلم ، غير أن القدرة والفرصة والإرشاد لا تجدي جميعا إن لم يكن لدى المتعلم دافع للعلم والتعلم 000 ولذا وقياسا على ذلك نقول : لا استذكار بدون دافع حقيقي 0
فالدافع شرط ضروري لكل تعلم واستذكار 00 وكلما كان الدافع قوياً زادت فاعلية المذاكرة أي مثابرة الطالب واهتمامه بها 00 على أن تتذكر أن الدافع إن زادت شدته على حد معلوم عطل وعاق عملية المذاكرة ، فالخوف الشديد من الفشل في الامتحان قد يعطل الطالب عن التحصيل السليم 0
إن الدافع القوي للاستذكار يزيد من اليقظة وتركيز الانتباه ، ويؤخر ظهور التعب ، ويحول دون ظهور الملل , ويجعل الطالب أكثر تقبلاً وهضماً لموضوعات المادة التي هو بصددها مما يزيد من مثابرته وقدرته على مقاومة ضروب الإغراء التي تصرفه عن المذاكرة 0
كيف يتم تهيئة النفس للاستذكار ؟
لا يبدأ الطالب بالمذاكرة إلا إذا كانت نفسه مهيأة للاستذكار ، فلا يكون متعبا فيغلب عليه النوم بعد قليل ، و لا يكون مغموماً فيصعب عليه فهم ما يقول ، و لا يكون مشغول البال أو مفعم القلب بالفرح الشديد أو الحزن فلا يقبل عقله ما قرأته عيناه , حتى لو ردد الدرس محاولا فهمه 0
وأفضل السبل لتهيئة النفس للاستذكار ، أن يبدأ الطالب فيتوضأ ، ليتجدد نشاطه وحيويته ، ثم يستحضر تال النية الدافعة للمذاكرة ، داعيا الله عز وجل أن يعينه ويوفقه ، مبتدئاً مذاكرته ببسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على رسول الله ( ص ) 0
وما نؤكد عليه بشكل خاص عدم إرغام النفس على المذاكرة تحت أي حال من الأحوال فإن ذلك يؤدي إلى الملل وإضاعة الوقت والجهد دون تحقيق جدوى ملائمة الجهد المبذول 0
ولذ ينصح التربويون وعلماء النفس بأن يعمل الطالب على حل جميع مشكلاته بقدر المستطاع قبل البدء في الاستذكار ، فالمشكلات النفسية والعاطفية والاجتماعية وغيرها، لا بد من العمل على إيقاف تأثيرها ، وذلك بالعمل على حلها تماماً ومن طرق ذلك الإفضاء بها إلى غيره خاصة من يكبرونه في العمل والثقافة
والخبرة في الحياة , ففي مجرد الإفضاء بالمشكلة قضاء على فعاليتها و حيوتها 0
فتهيئة النفس لعملية الاستذكار لها تأثير فعال في مساعدة الطالب على تركيز الانتباه ، وتتدخل في حالة الطالب النفسية عوامل عديدة ليس من السهل حصرها ، وأهمها :
نوع العلاقات التي تسود جو الأسرة وبصفة خاصة علاقة الوالدين بعضهما ببعض 0
اتجاهات الوالدين نفسيتهما نحوه 0
اتجاهات سائر أفراد الأسرة من إخوة وأخوات نحوه 0
فإذا ساد جو السرة الاطمئنان وشاع فيه الحب والعطف فلا بد أن نتوقع في هذه الحالة تهيئة نفس الابن الطالب فلا يتشتت انتباهه ، ولا يضيع ذهنه في صور من الشرود والتشتت العقلي 00 بينما يكون العكس صحيحاً تماماً إذا سادت المنازعات والمشاجرات بين أفراد السرة وبخاصة الوالدين ، أو كانت اتجاهاتها نحو الابن الطالب لا تحمل معاني الحب والأمان 0
تهيئة مكان الاستذكار :
مما لا شك فيه أن تهيئة البيئة ومكان الاستذكار لا يقل أهمية من التهيئة النفسية ، فقد كون الطالب مهيأ نفسياً للمذاكرة ولكن البيئة من حوله لا تحقق له ذلك ، إذ أن المنزل الذي تكثر فيه الضوضاء يشتت انتباه الطالب ويقلل من تركيزه في الدرس 00 كما أن البيئة التي يكثر فيها الشجار والمنازعات تؤدي الطالب انفعاليا وتفقده الاستقرار والأمان فينشغل فكره بذلك أملاً في التخلص منها مبتعداً بالتالي عن التفكير والتركيز بعلومه 0
ولذا كانت الظروف البيئية بمختلف أشكالها يمكن أن تؤثر إيجابا أو سلباً ن فهي تتدخل في مدى نجاح استذكار الفرد لدروسه أو فشله ، فالهدوء أو الضوضاء ، والإضاءة المناسبة أو غير المناسبة , ووجود مكان مناسب أو عدم وجوده على الإطلاق ــ لضيق المسكن مثلاً وكثرة عدد أفراد الأسرة ــ كل ذلك له تأثير مباشر على عملية الاستذكار 0
ومما سبق طرحه ينبغي مراعاة ما يلي :
1. تهيئة جو الغرف الهادئ : يستحسن أن يكون الاستذكار في غرفة مستقلة ــ إذا تيسر ـ فالضجيج ينتج عنه مضايقات تؤثر في عملية التركيز لتداخله في منطقة الشعور التي تحتلها عملية الاستذكار 0
2. الإضاءة : يعد ضوء النهار الضوء الأمثل للاستذكار ، حيث ينصح الأطباء بالحرص على استغلال ضوء النهار حرصاً على سلامة العينين 0
3. لون الغرفة : ثبت سيكولوجيا أن الاهتمام بمسألة لون الغرفة له تأثير على الأعصاب مما أدى إلى استعماله في العلاج تحت اسم ( العلاج بالألوان ) وذلك استناداً على أن النفس تكون أكثر إشرافاً في اليوم المشمس المضيء 0
4. تنظيم وترتيب ما يحيط بمكان الاستذكار : يستحب عدم وجود كتب غير الكتب المخصصة للمادة التي سيتم مذاكرتها وفقا لجدول الاستذكار 0
5. التهوية : تعد تهوية غرفة الاستذكار من الأولويات التي ينبغي مراعاتها بصورة دائمة ، فالاستذكار في غرفة سيئة التهوية لا يلبث الطالب إلا أن يشعر الطالب بالنعاس والخمول والتعب والضجر والضيق 0
6. التهيئة الجسمية : ينبغي الاهتمام بهذه الناحية بالتأكيد من سلامة الصحة ، وعدم وجود اضطرابات جسمية أو نواحي قصور تعطل الفرد وتشل جهوده 0
الطرق المثلى للاستذكار
الاستذكار الحقيقي عملية تفكير وتحليل وتقليب وتأويل ، وعلى قدر ما يبذل الطالب من جهد في استذكاره يزداد فهمه وتثبت المعلومات في ذهنه 00 أما من يحاول المذاكرة من مجرد القراءة السلبية فمثله كمثل من يحاول تعلم مهارة يدوية بترك يده يقودها ويحركها شخص آخر 00
وهناك العديد من الأساليب والطرق للمذاكرة الفاعلة والتي تساعد الطالب على تحصيل المادة المطلوب استذكارها ثم القدرة على استرجاع ما تم استذكاره ، وما يميز هذه الطرق عدم حاجتها إلى جهد مضن ، كما أنها تختزل الوقت وتسهل في الوقت ذاته التذكر والاستيعاب 00 ومن هذه الطرائق ما يلي :
( 1 ) طريقة الاستذكار المركز ( المتواصل ) والاستذكار الموزع :
كما يتضح من اسم هذه الطريقة إما أن يتخلل فترات الاستذكار فترة يستريح الطالب فيها ، ولتكن كل ساعة خمس دقائق لتجديد النشاط الذهني والجسمي ، وإما أن يتبع الطالب طريقة الاستذكار المتواصل وفيها يظل الطالب ساعات طويلة يستذكر دروسه دون توقف ودون فاصل بين علم وآخر أو بين درس وآخر حتى ينتهي من كل دروسه 0
( 2 ) الطريقة الكلية والطريقة الجزئية :
تقوم الطريقة الكلية على أساس تناول المادة من أولها إلى آخرها ، وتقرأ كلها مرة واحدة رغم تعدد فقراتها ، ثم تقرأ مرة ثانية وربما ثالثة حتى يتوصل الطالب إلى دراسة الفكرة ككل أو حفظها بعد ذلك 0
بينما الطريقة الجزئية تقوم على أساس تجزئة المادة على وحدات منفصلة يدرس أو يحفظ الطالب كلا منها على حده رغم أن كلا منها يمثل فكرة غير متكاملة 0
( 3 ) طريقة التسميع الذاتي :
تتلخص هذه الطريقة في محاولة الطالب استرجاع ما حفظه أو فهمه من مادة يحصلها وذلك أثناء التحصيل أو بعده بمدة معقولة 0
ولهذا التسميع عدة فوائد أهمها :
يبين للطالب مقدار ما حصله ومقدار ما غاب عنه أو صعب عليه فيزيده عناية وتكرار 0
شعور الطالب بأنه سيسمع لنفسه بعد قليل يعتبر دافعا على بذل الجهد للحفظ
أنها تقوم النشاط الذاتي للطالب ، وهو أفضل أنواع التعلم والدراسة 0
المبادئ الضرورية للاستذكار
إن لعملية الاستذكار مجموعة من المبادئ التي تعتبر في الوقت ذاته قواعد تسهل موضوعات المواد التي يراد استيعابها أو حفظها 0 وهذه المبادئ هي :
1. تقوى الله :
إن تقوى الله هي السبيل للعلم والفوز العظيم مصداقا لقوله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب ) 0
وتقوى الله توصل المرء إلى الشعور بأن الله معه طول الوقت وأنه يسدد خطاه ويعينه على الصعوبات المذاكرة والحياة عموما0
2. استخدام أسلوب النشاط الذاتي :
يعد التعلم القائم على بذل الجهد والنشاط الذاتي أفضل أنواع التعلم 00 إن أسلوب استخدام النشاط الذاتي في تحصيل الطالب لعلومه سبيل يفتح آفاق تفكيره ، وفرصة مران لذهنه ، ودفعا له على العمل في تنمية مقدرته على البحث والتنقيب 0
3. مبدأ الفهم والتنظيم :
إن الذي يعين على فهم المادة وسهولة تعلمها هو تنظيمها والربط بينها وبين غيرها من المواد المتصلة بها0ونقصد بتنظيم المادة الدراسية أن يلخصها الطالب بلغته الخاصة وأن يقسمها أقساما مناسبة ,وأن يبحث عما بين هذه الأقسام من أوجه الشبه أو التضاد 0
4. مبدأ التكرار في التحصيل :
عن الشخص العادي يستطيع أن يتعلم أشياء وأعمالا بسيطة من مرة واحدة ، غير أن الأعمال المعقدة التي تتصل بالتفكير الذهني كالاستذكار تحتاج في العادة إلى تكرارها إلى عدة مرات 0
5. معرفة الغرض من استذكار المادة :
إن معرفة الغرض من استذكار المادة يسهل عملية الحفظ والتحصيل ، ويزيد من درجة الفهم والجهد وتركيز الانتباه 0
6. إشباع الحفظ والمذاكرة بالإعادة والتمرين :
إن مضي الطالب في التحصيل حتى لو يشعر انه حفظ أو فهم يجوده ، فالمضي في المذاكرة له أثر واضح في الاحتفاظ بما حصله وأدعى إلى ثباته في الذهن وبعده في النسيان 0
7. البدء في باستذكار المواد الصعبة في فترة التفتح الذهني :
تحتاج بعض المواد إلى عمليات ذهنية وإلى التفكير طويلا حتى يتم استيعابها 00 والذهن المرهق لا يستطيع أن يبذل الجهد المطلوب للاستيعاب السليم 0
8. الثقة بالنفس :
إن ثقة الطالب بقدرته الذهنية تبعث في نفسه روح الإبداع وتستخرج قواه المخبوءة وتملا رؤياه بالإمكانات وتنزع من ذهنه أن هناك شيئا صعب المنال 0
إن الثقة بالنفس لا تنبع إلا بالثقة بالله سبحانه وتعالى الذي يثبت من جد واجتهد 0
مشكلات الفهم والحفظ
أولا : مشكلات الفهم :
وإذا عرف الطالب السبب الحقيقي الذي يمنعه من الفهم عليه أن يسعى لعلاجه بنفسه أو بمساعدة الغير وألا يترك ذهنه بين تيارات المعاناة من عدم الفهم فترة طويلة 0
قد يكون السبب المانع لفهم الطالب مجموعة من المشكلات أهمها :
1.غموض في المعنى :
قد يكون الغموض ناتجا عن عدم تناول ما قبله بالدراسة والاستيعاب ، فالكلمة لا تفهم إلا في سياق الجملة ، كذلك لا تفهم الجملة إلا في سياق فقراتها ، ولا تفهم الفقرة إلا من خلال فهم الفقرة السابقة وهكذا 0
وعلى هذا ينبغي دراسة الموضوع ككل وليس عناصر متناثرة أو فقرات منفصلة
2. انخفاض مستوى الذكاء :
إن المذاكرة ما هي إلا عملية تفكير كما يقول علماء النفس 00 حيث يتطلب عملية الاستذكار فهم العلاقات الكائنة في طيات موضوع من الموضوعات ، كما تتطلب مقدرة على الاستيعاب الامتثال في الذهن 0
3. افتقاد الإرشاد :
إن التعلم المقترن بالإرشاد بكثير من التعلم بدونه ، ذلك أن الطالب إن ترك وشأنه قد يعوقه فهم بعض النقاط التي تفوق تحصيله واستيعابه للمادة 0
ومن المؤسف حقا أن تتفشى ظاهرة الانقطاع عن المدرسة بهدف الاستذكار في البيت في الأسابيع الخيرة من كل فصل دراسي خاصة في المرحلتين الإعدادية والثانوية ، ولا سيما طلبة الشهادة الثانوية العامة 0 وما نؤكد عليه هو أهمية الاستمرار في الحضور إلى المدرسة وحضور حصص المراجعة وحصص التقوية التي تنظمها المدارس
4. تشتيت الذهن والقلق :
مما لا شك فيه أن عدم التركيز وتشتيت الذهن والقلق الذي يصيب الطالب إما لكثرة الكثيرات من حوله أثناء المذاكرة أو الضوضاء الناجمة عن أصوات أجهزة الراديو أو التلفاز أو الخلافات أو الشجار بين أفراد الأسرة أو بيئة ذات تأثيرات سلبية على عملية الفهم والاستيعاب 0
5. الإصابة بأمراض عضوية :
إن الطالب الذي يعاني من الآم في جسمه تشغله تلك الآلام عن التركيز فيما هو بصدده من دروس وموضوعات ، وبالتالي لا يمكنه من فهم واستيعاب شيء يتفق مع الوقت والجهد الذي يبذله لذا فإننا نؤكد على أهمية تهيئة الجسم للمذاكرة بمعالجة ما يعوق الاستذكار من أمراض بالذهاب إلى الطبيب المختص للوقوف على العلة وعلاجها حتى يتهيأ الطالب تماما للمذاكرة 0
ثانيا: مشكلات الحفظ :
ثمة بعض الأمور التي تعرقل عملية الحفظ وتجعل منه مشكلة من ذلك :
1. الحفظ قبل الفهم :
إن الحفظ الأصم الذي يعتمد على التكرار دون فهم المراد والمعنى ، لا يثبت في الذهن مثلما يثبت الحفظ المبني فهم ما يحفظ 00 ويعتبر هذا سببا رئيسا في عرقلة عملية الحفظ 0
2. الإهمال في الحفظ بعد الفهم :
يتوهم بعض الطلبة بأنه بإمكانه الحفظ في وقت لاحق فيرجئ ذلك إلى وقت قريب من الامتحان اعتماد على إمكانية حفظها ، فطالما قد فهم المعنى يسهل الحفظ 0
3. الضجر والضيق من الحفظ :
مما لا شك فيه أن الطالب الضجور الملول من عملية الحفظ لا يمكنه أن يختزن في ذاكرته شيئا ، فالميل إلى الشيء والتحمس له يعتبر أساس النجاح والتفوق فيه 0
4. عدم استعمال القلم والورقة :
الطالب الذي يعتمد على ذاكرته دون الاستعانة باشراك اكثر من حاسة كاستخدام اليد في تسجيل ما حفظه في ورقة ؛ ثقة منه بأن المعلومات قد استقرت في ذهنه هو أكثر عرضه للنسيان فضلا عن بذله جهدا أكبر من ذلك الذي يستعين بالقلم والورقة 0
تعليق