إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح قصيدة انشودة المطر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح قصيدة انشودة المطر

    شرح قصيدة أنشودة المطر
    أفكار رئيسية :
    تبدأ القصيدة بالسكون ( وقت السحر ) حيث تختفي ملامح الحياة
    ثم تأخذ في الحركة ، وظهور ملامح الحياة ( تورق الكروم ، وترقص الأضواء ، ... )
    وكانت البداية بالمقدمة الغزلية
    ثم مزج الذكريات الجميلة بمظاهر حزينة ، بذكر النواحي التي تبعث السرور، والنواحي المحزنة

    الصور
    ـــ صورة المحبوبة ، يتلاشى حبها في عباب بحر متلاطم من الهموم والأحزان ، والتواصل معها لا يتم إلا بزوال الظلم
    ـــ صورة يتيم ماتت أمه ففقد مصادر الحنان والحياة .
    ـــ صورة صياد يائس حزين ، لا يلقى ما يعوضه رزقه

    الشرح :

    عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر
    عينا المحبوبة والمقصود الوطن ، شبههما بغابتي نخيل وقت السحر(وهو قبل الصبح) حيث الهدوء
    وسواد العينين كسواد النخيل في هذا الوقت
    س/ لماذا يتغزل بها ويصورها في وقت السحر ؟
    السحر (اختلاط الظلام بالنور فكأن بينهما صراع) يعني (اختفاء مظاهر الحياة في الوطن )
    أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر
    شبههما كشرفتين(البناء الخارج من أحد جوانب البيت بأعلاه) ابتعد عنهما القمر
    عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
    هما لم يبتسما ، ولكن حين تبسمان تخرج أوراق الكروم وتخضرّ
    وترقصُ الأضواءُ .. كالأقمارِ في نهر
    والأضواء ترقص ، وفي رقصتها تشبه الأقمار التي ينعكس شعاعها ويتموج على النهر
    يرجُّهُ المجدافُ وَهْناً ساعةَ السحر...
    هذا النهر يرجه المجداف (وجمعه مجاديف) وقت السحر
    كأنّما تنبضُ في غوريهما النجوم
    كأنما تتحرك في عمقيّ هذين العينين النجوم
    الفكرة : يقارن الشاعر صورة الوطن في وقت السحر حيث اختفاء ملامح الحياة ، وصورته حينما تتحرك الحياة بأرجائه .

    وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف
    وعيناها غارقتان في ضباب (حيث تصعب الرؤية) من حزن شديد
    كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ المساء
    والصراع بين عينيها والضباب كالصراع بين البحر والمساء ، فالمساء أطلق يديه فوق البحر ليسيطر عليه
    دفءُ الشتاءِ فيه و ارتعاشةُ الخريف
    والبحر يجمع المتناقضات : به نشعر بالدفء في موسم الشتاء ، والارتعاش في موسم الخريف
    و الموتُ و الميلادُ و الظلامُ و الضياء
    بالبحر صراع بين الموت والميلاد ، وبين الظلام والضياء
    س/ لماذا قدّم الموت على الميلاد ، والظلام على الضياء ؟ أي أن المحنة يعقبها الفرج ، عليك أن تصارع
    الموت والظلام كي يتحقق لك الميلاد والنور .
    فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ البكاء
    فيحس برعشة البكاء كامل روحه
    ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
    ولذة وحشية بالبكاء تلامس السماء لشدتها
    س/ ما الذي أثار رعشة البكاء في نفسه ؟
    تنعكس الأشياء (دفء الشتاء و.. ) على نفسية الشاعر فيحس برغبة في البكاء كي يستريح
    س/ هل للبكاء نشوة ؟ نعم، إذا عند التعبير عن انفعال شديد لا يستطيع كتمانه ، وقد يكون بكاء فرح أو حزن
    كنشوةِ الطفلِ إذا خاف من القمر
    كلذة الطفل الخائف من القمر
    س/ هل للطفل لذة حين يبكي ؟ كي تحقق له مطالبه
    الفكرة : الوطن لا يستطيع أن يفرح بسبب ما يعانيه من ظلم

    كأنَّ أقواسَ السحابِ تشربُ الغيوم
    أي تجمع السحب
    وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر
    أي تكونان المطر
    وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكروم
    وضحك الأطفال بشدة في أماكن العنب ، عرائش مفردها عريشة وهي ما يستظل به
    ودغدغت صمتُ العصافيرِ على الشجر
    أنشودةُ المطر
    مطر
    مطر
    مطر
    دغدغه : غمزه في بطنه أو إبطه ليتحرك وينفعل
    أي حرك تساقط المطر العصافير من صمتها
    أنشودة المطر : شبه المطر حين يتساقط كأنه ينشد
    الفكرة : المطر ينشر الفرح حين يسقط ، والدليل فرحة الأطفال والعصافير

    تثاءبَ المساءُ و الغيومُ ما تزال
    تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال
    صور المساء كإنسان متثاقل يعاني الكسل والنعاس ، والغيوم تنزل قطرات المياه التي تشبه الدموع
    س/ لماذا تبكي الغيوم وهي تنزل المطر ؟
    الخيرات التي سيأتي بها المطر تذهب لمن لا يستحقها
    كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
    شبه الغيوم وهي تصب المطر بطفل يتلفظ بكلام غير واضح قبل نومه
    س/ هل ماتت أم الشاعر في يوم ممطر ؟
    فالمطر مرتبط بالتداعيات الموجودة في ذهن الطفل
    بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام
    فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال
    قالوا له : " بعد غدٍ تعود" -
    لابدّ أنْ تعود
    فهو محتاج لأمه التي أفاق (بدأ يشعر بما حوله ويفهم ) وأصرّ في السؤال عنها ، فأخذوا يعدونه بعودتها
    و إنْ تهامسَ الرفاقُ أنّها هناك
    في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ اللحود،
    تسفُّ من ترابها و تشربُ المطر
    ومن همس الرفاق عرف أنها ماتت ودفنت جنب التل ، تأكل من ترابها وتشرب المطر
    تراب جسد أمه اتحد مع الأرض الأم الكبرى ، فأصبح الشاعر ابنا للاثنتين .
    الفكرة : المطر د يهيج مشاعر الحزن ، والدليل تذكر الشاعر لأمه التي ماتت عنه وهو صغير

    أتعلمين أيَّ حزنٍ يبعثُ المطر ؟
    يسأل الصياد محبوبته : أتعلمين أي حزن ينشئ المطر بنزوله
    فالمطر مثلا فقد يقطع الطرقات ، ويخرب أكواخ الفقراء
    س/ ما الغرض من الاستفهام ؟
    وكيف تنشجُ المزاريبُ إذا انهمر؟
    وكيف تبكي المزاريب ومفردها مزراب وهو الذي يتسرب من الماء بأعلى البناء إذا سقط المطر بغزارة
    و كيف يشعرُ الوحيدُ فيه بالضياع ؟
    الوحيد الذي يعاني الوحدة والبعد عن الأهل والأصدقاء ، فهو يحس بالتشرد عن الوطن
    بلا انتهاء _ كالدمِ المُراق ، كالجياع
    هذا الشعور بالضياع لا انتهاء له ، مثل الدم المسال والجياع
    كالحبّ ، كالأطفالِ ، كالموتى – هو المطر
    س/ هل المشبه هو : ( الشعور بالضياع أم المطر ) ؟
    الفكرة : المطر لا يستفاد منه ، لأن خيرات الأرض بعد أن يسقيها المطر يأكلها الطامعون دون الكادحين
    أكادُ أسمعُ العراقَ يذخرُ الرعود
    يجمع ويوفر الرعود
    و يخزنُ البروقَ في السهولِ و الجبال
    بالعراق الخير الوفير بكل أرجائه
    حتى إذا ما فضّ عنها ختمَها الرجال
    نزع الرجال ختمها ، أي حان وقت الحصاد واقتسام الغنيمة
    لم تترك الرياحُ من ثمود
    في الوادِ من أثر
    الرياح رمز للطامعين ، وثمود رمز للشعب الكادح
    نهب الطامعون كل الخير الذي جمعه الوطن بشعبه الكادح
    س/ هل قضت الرياح على ثمود ؟ لا ، بل قضت على عاد ، ولا ندري إن كان أخطأ الشاعر ، أو قصد بها أمرا آخر
    الفكرة : كالفكرة السابقة

    أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر
    و أسمعُ القرى تئنّ ، و المهاجرين
    يصارعون بالمجاذيفِ و بالقلوع
    عواصفَ الخليجِ و الرعود ، منشدين
    مطر .. مطر .. مطر
    يصور صراع الكادحين(النخيل والقرى) للشقاء ، وللمستعمرين القادمين لنهب خيرات الوطن (المهاجرين) ، إنه صراع من أجل الحياة والبقاء ، فلا بد للشعوب المقهورة أن تثور على الظلم ، والمطر يعني الحرية والنعيم

    إضاءة على النص:
    أتعلمين أيَّ حزنٍ يبعثُ المطر ؟
    وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر
    وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع
    يخاطب الشاعر محبوبته وهذه المراة تحمل دلالات رمزية والمقصود بها العراق
    وقد رسم صورة غير مألوفة للمطر، فالصورة المألوفة أن يجلب المطر الخير والسعادة والفرح، لأنه مبشر بالخير ولكنه بالنسبة للشاعر يسبب الحزن لأنه غريب يشعر فيه بالضياع والخيرات التي يجلبها المطر يسلبها المحتلون ولا يستفيد منها المواطنون الا الكدح والتعب .
    (الوحيد رمز للشاعر)
    وهذا الحزن الذي يسببه المطر (وهو رمز للانبعاث) بسبب سقوط الضحايا
    والاستفهام في المقطع غرضه البلاغي التقرير.
    لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
    ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
    تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
    إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
    ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
    يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



    عمـــــــــان.............وأنا بعد

  • #2
    التقديم

    التعريف بالشاعر :
    بدر شاكر السياب شاعر عربي عراقي ولد1929م بقرية ( جيكور) بالبصرة ، كانت طفولته سعيدة يحب مراقبة السفن والمراكب وقد تركت حكايات جدته انطباعات عميقة الأثر في نفسه جسدها شعرا فيما بعد ، أتم تعليمه الثانوي فيها ثم التحق بدار المعلمين ببغداد وتخصص في اللغة العربية والإنجليزية وزادت شهرته من خلال المجالس الأدبية عمل معلما كما عمل في الاستيراد والتصدير بميناء البصرة ، وخسر في الجميع لمواقفه السياسية فقد كانت الحركات اليسارية العربية في العراق مشتعلة وقد انضم السياب إلى الموجة الشيوعية والتي انعكست على شعره فاتسم بالبعد عن مقتضى الإيمان ثم حدثت بعض المفارقات التي أبعدته عن الفكر الشيوعي فقد كان طريدا من قبل الحكومة مما دفعه للجوء إلى إيران . أصيب السياب بداء عضال أقعده فكان الجسر الذي عبر من خلاله إلى التوبة وتفجرت من خلاله المعاني الإيمانية ، يعد من رواد شعر التفعيلة ، وقد تأثر السياب بالأدب العربي و الأوروبي والإنجليزي والصيني مما كان عاملا لنزوعه إلى الأسطورة والرمز ، له عدة دواوين منها : أزهار ذابلة وأساطير وأنشودة المطر وقد جمعت في مجلدين .

    مناسبة القصيدة
    اتخذ بدر شاكر السياب من المطر رمزا واسعا قادرا على حمل هواجس النفس الإنسانية . فيتخذ الشاعر من موطنه العراق حبيبة يتغنى بها ويتمنى أن يعم وطنه الخير والخصب والنماء منطلقا من همه الفردي الخاص إلى عرض بعض الهموم الاجتماعية مثل : الفقر والجوع على الرغم من وجود الخير الكثير في بلده .

    السحر : قبل الصبح (ج) أسحار ، ينأى : يبتعد ، تورق : تكثر أوراقها " دلالة على الإزهار والإثمار" ، الكروم : شجر العنب ، يرجه : يهزه بشدة ويحركه ، المجداف : خشبة يحرك بها القارب (ج) مجاديف ، وهناً : نصف الليل ووَهِنَ بمعنى أصابه الوجع ويقال "دخل في الوهن من الليل " ، تنبض : تحرك الشيء في مكانه ، غور : القعر والعمق (ج) غيران وأغوار ، تغرقان : يغلب عليها الماء حتى يهلكها ، الضباب : سحاب يغشى الأرض كالدخان ، أسى : حزن ، شفيف : شديد ، سرَّح : أرسل ، ارتعش : ارتجف واضطرب ، تستفيق : أفاق فلان أي عاد إلى طبيعته من غشية لحقته ، ملء : قدر ما يأخذه الإناء ، رعشة : رجفة ، نشوة : أول السكر والارتياح للأمر والنشاط له والمراد بها الرغبة ، وحشية : عارمة لا يسيطر عليها ، تعانق : تحتضن حباً ، أقواس : مفردها قوس وهو جزء من محيط الدائرة ، الغيوم : السحب مفردها غيمة ، تذوب : تسيل ، كركر : ضحك بشدة ، عرائش : مفردها عريشة وهو ما يستظل به ، دغدغ : غمزة تسبب انفعالا ، أنشودة : الشعر المتناشد بين القوم (ج) أناشيد
    لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
    ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
    تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
    إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
    ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
    يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



    عمـــــــــان.............وأنا بعد

    تعليق

    يعمل...
    X