نحن العرب لانقرأ...هذا واقع لامفر منه ويجب الاعتراف به .. فالبنقد الذاتي يمكن أن نقف على أسباب المشكل ومسبباته
الواقع الثقافي والمعرفي في كل بقاع العالم يتحرك ، بينما منطقة العالم العربي لا تزال تحبو في مختلف جوانب الحياة ومن ذلك علاقة شعوبنا بالكتاب والقراءة...المتابع لحال علاقة المواطن في منطقتنا بالكتاب والقراءة يتملكه الحزن الشديد للمعلومات والتقارير الرسمية التي تقول بان مستويات القراءة في تدن مستمر، بل ونصاب بالصدمة ...اطلعت على تقرير منظمة مختصة هي (اليونسكو) في مسح لها عن القراءة في منطقة العالم العربي ؛ حيث جاء في التقرير " ان المواطن في المنطقة العربية يقرأ (6) دقائق في السنة "...وحسب تقرير التنمية البشرية 2003 فمتوسط القراءة السنوية للمواطن العربي هو 10 دقائق
بينما نجد ان المواطن الاوربي يخصص عدة ساعات من يومه للقراءة .
اين تكمن الاسباب ، وهل شعوبنا مسؤولة عن ذلك ؟...ارى انه
بالرغم من الارقام المتواضعة في نشر الكتب في منطقة العالم العربي ، فإن عملية النشر هذه لا تعيش وضعا مستقرا وحرا ، بل يعيش الكاتب والناشر باستمرار تحت ضغوط عديدة ، فالعديد من الكتب مُنعت من النشر لاسباب مختلفة سياسية ودينية ، وبعض الكتب يتم مصادرتها في بعض البلدان العربية تحت حجة انها ممنوعة من دخول البلد . زد على ذلك ارتفاع اسعار الكتب في بعض البلدان العربية ، الى جانب تدني دخل المواطن العادي ، مما يمنعه من اقتناء الكتاب وتحويله الى حاجة ضرورية ، وهكذا يتحول الكتاب عنده الى سلعة ترف ..عليه الاستغناء عنها لتوفير الاحتياجات الاساسية لاسرته . جانب اخر يجب ذكره وهو خدمات المكتبات العامة حيث انها غير متطورة في منطقتنا ، ولو بالحد الادنى قياسا مما هو متوفر في البلدان المتطورة . وامام تدني علاقة المواطن مع الكتاب صرنا نطالع بين الحين والاخر اخبارا عن غلق العديد من محلات بيع الكتب لابوابها وتحولها الى محلات لبيع الكاسيتات وبطاقات الهاتف ، وتخليها عن بيع الكتب . وامام ذلك ومع تلهف المواطن للمعرفة والبحث عن الاخبار والتطورات في العالم والحياة ، صار الانترنيت والفضائيات مصدرالمعلومات الاساسية له ، ويوما بعد يوم صار الابتعاد عن الكتاب شيئا معتادا ، فصار من الطبيعي ان يحكي لك شخص عن حدث تاريخي استنادا الى قصة مسلسل شاهده ، وليس استنادا إلي كتاب في التاريخ قرأه ، وهكذا . في المجتمعات المتطورة العلاقة مع الكتاب ممارسة انسانية يومية ، والكتاب يصاحب المواطن الاوربي الى كل مكان، وتجده يقرأ في ساعات الفراغ ، في وسائط النقل ، في لحظات الانتظار ، وغير ذلك ، دون ان يفوت فرصة ليلتهم بها عدد من الصفحات ، ويسجل لنفسه الملاحظات والهوامش ، فالعلاقة عند الانسان الاوربي مع الكتاب تبدا منذ سنوات حياته الاولى ، فمشهد كتب القصص عن سريرالاطفال شيئا مالوفا وعاديا وضروريا ، ومن لوازم التربية ، حيث يقوم افراد الاسرة ، الاب او الام غالبا ، بقراءة قصة للطفل قبل النوم، وليزداد تعلق الانسان بالكتاب كلما تقدم في الحياة ، يساعده على ذلك نوعية منهاج التعليم والتربية ، التي تزرع في روحه حب البحث والتعلم والتزود بالمعرفة.
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) العلق:1- 5
الشئ المثير للعجب هو أن مثقفينا أصبحوا يقتنون الكتب ليزينوا بها بيوتهم فقط.. والكارثة الكبري ان هذه الكتب المصففة علي الرفوف لا أحد يقربها ونحن أمة أقرأ .. وهذا مؤشر خطير يدل علي ضعف هذه الأمة التى لا تهتم بالعلم والتعليم ولا تدعم حب القراءة في النشئ .. بل يكون جل اهتمامهم بقشور المعرفة وتفاهات الأمور .
والكثير منا لا يعرف كيف يقرأ أو ماذا يقرأ لأننا لم نتعلم تذوق الكلمة و لم نهيئ العقول للقراءة المتأنية... ولم نتعود قبول الرأي والرأي الاخر لاستيعاب ما نقرأ إذا ما بدأنا في قراءة فكر ما.
وللأسف فإن الأمية الثقافية متفشية بين المتعلمين العرب مما يكثف جمود العقل العربي وعدم استثمار هذه العقول في صنع تنميه تنهض بالأمه وتضعها في مصاف الدول المتقدمه.
يقول أحد العلماء: إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي في المدرسة بألف مرة! .. فالثقافة مكملة للتعليم ولا تنفصم عنه أبداً ..
وللإجابة عن لماذا لا نقرا؟؟ اعتقد ان عدم القراءة يرجع إلي:
1. أسباب تربوية : وذلك بتقديم مناهج تعليمية غير جذابه ..بل وتحد من العبقرية والابتكار.. والتنشئة الخاطئة التى تقوم علي الاهتمام بقشور الموضوعات وعدم طرح موضوعات قيمة للمناقشه واستفزاز العقول وإثارة جو الإثارة العقلية.. وعدم تنظيم الوقت للقراءة .. فالعربي لا يتقن إدارة الوقت وهذه كارثة. .. وعدم وجود القدوة القارئه المثقفة.
2. أسباب اقتصادية: غلاء أسعار الكتب وعدم استطاعة الفرد لاقتناء الكتاب.
3. أسباب فكرية : كأن يعتقد البعض انه لا طائل من القراءة .. وأنها مجرد تسليه .
لابد وان يتعلم أبناؤنا أن الإنسان القارئ تصعب هزيمته وأن أمة لا تعرف ماضيها تجهل مستقبلها .. وأن الأمة التى تقرأ تملك زمام القيادة.. فلم يعد خافيا علي أحد ان رصيد الدول الان لا يقاس بما تملكه من ثروات طبيعية فحسب بل بما تملكه من عقول مفكريها الذين يصنعون الفكر والمعرفة .. فالعقل البشري ثروة بيلوجية لا يجب إهدارها.
مع تحيات ولد العمدة
الواقع الثقافي والمعرفي في كل بقاع العالم يتحرك ، بينما منطقة العالم العربي لا تزال تحبو في مختلف جوانب الحياة ومن ذلك علاقة شعوبنا بالكتاب والقراءة...المتابع لحال علاقة المواطن في منطقتنا بالكتاب والقراءة يتملكه الحزن الشديد للمعلومات والتقارير الرسمية التي تقول بان مستويات القراءة في تدن مستمر، بل ونصاب بالصدمة ...اطلعت على تقرير منظمة مختصة هي (اليونسكو) في مسح لها عن القراءة في منطقة العالم العربي ؛ حيث جاء في التقرير " ان المواطن في المنطقة العربية يقرأ (6) دقائق في السنة "...وحسب تقرير التنمية البشرية 2003 فمتوسط القراءة السنوية للمواطن العربي هو 10 دقائق
بينما نجد ان المواطن الاوربي يخصص عدة ساعات من يومه للقراءة .
اين تكمن الاسباب ، وهل شعوبنا مسؤولة عن ذلك ؟...ارى انه
بالرغم من الارقام المتواضعة في نشر الكتب في منطقة العالم العربي ، فإن عملية النشر هذه لا تعيش وضعا مستقرا وحرا ، بل يعيش الكاتب والناشر باستمرار تحت ضغوط عديدة ، فالعديد من الكتب مُنعت من النشر لاسباب مختلفة سياسية ودينية ، وبعض الكتب يتم مصادرتها في بعض البلدان العربية تحت حجة انها ممنوعة من دخول البلد . زد على ذلك ارتفاع اسعار الكتب في بعض البلدان العربية ، الى جانب تدني دخل المواطن العادي ، مما يمنعه من اقتناء الكتاب وتحويله الى حاجة ضرورية ، وهكذا يتحول الكتاب عنده الى سلعة ترف ..عليه الاستغناء عنها لتوفير الاحتياجات الاساسية لاسرته . جانب اخر يجب ذكره وهو خدمات المكتبات العامة حيث انها غير متطورة في منطقتنا ، ولو بالحد الادنى قياسا مما هو متوفر في البلدان المتطورة . وامام تدني علاقة المواطن مع الكتاب صرنا نطالع بين الحين والاخر اخبارا عن غلق العديد من محلات بيع الكتب لابوابها وتحولها الى محلات لبيع الكاسيتات وبطاقات الهاتف ، وتخليها عن بيع الكتب . وامام ذلك ومع تلهف المواطن للمعرفة والبحث عن الاخبار والتطورات في العالم والحياة ، صار الانترنيت والفضائيات مصدرالمعلومات الاساسية له ، ويوما بعد يوم صار الابتعاد عن الكتاب شيئا معتادا ، فصار من الطبيعي ان يحكي لك شخص عن حدث تاريخي استنادا الى قصة مسلسل شاهده ، وليس استنادا إلي كتاب في التاريخ قرأه ، وهكذا . في المجتمعات المتطورة العلاقة مع الكتاب ممارسة انسانية يومية ، والكتاب يصاحب المواطن الاوربي الى كل مكان، وتجده يقرأ في ساعات الفراغ ، في وسائط النقل ، في لحظات الانتظار ، وغير ذلك ، دون ان يفوت فرصة ليلتهم بها عدد من الصفحات ، ويسجل لنفسه الملاحظات والهوامش ، فالعلاقة عند الانسان الاوربي مع الكتاب تبدا منذ سنوات حياته الاولى ، فمشهد كتب القصص عن سريرالاطفال شيئا مالوفا وعاديا وضروريا ، ومن لوازم التربية ، حيث يقوم افراد الاسرة ، الاب او الام غالبا ، بقراءة قصة للطفل قبل النوم، وليزداد تعلق الانسان بالكتاب كلما تقدم في الحياة ، يساعده على ذلك نوعية منهاج التعليم والتربية ، التي تزرع في روحه حب البحث والتعلم والتزود بالمعرفة.
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) العلق:1- 5
الشئ المثير للعجب هو أن مثقفينا أصبحوا يقتنون الكتب ليزينوا بها بيوتهم فقط.. والكارثة الكبري ان هذه الكتب المصففة علي الرفوف لا أحد يقربها ونحن أمة أقرأ .. وهذا مؤشر خطير يدل علي ضعف هذه الأمة التى لا تهتم بالعلم والتعليم ولا تدعم حب القراءة في النشئ .. بل يكون جل اهتمامهم بقشور المعرفة وتفاهات الأمور .
والكثير منا لا يعرف كيف يقرأ أو ماذا يقرأ لأننا لم نتعلم تذوق الكلمة و لم نهيئ العقول للقراءة المتأنية... ولم نتعود قبول الرأي والرأي الاخر لاستيعاب ما نقرأ إذا ما بدأنا في قراءة فكر ما.
وللأسف فإن الأمية الثقافية متفشية بين المتعلمين العرب مما يكثف جمود العقل العربي وعدم استثمار هذه العقول في صنع تنميه تنهض بالأمه وتضعها في مصاف الدول المتقدمه.
يقول أحد العلماء: إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي في المدرسة بألف مرة! .. فالثقافة مكملة للتعليم ولا تنفصم عنه أبداً ..
وللإجابة عن لماذا لا نقرا؟؟ اعتقد ان عدم القراءة يرجع إلي:
1. أسباب تربوية : وذلك بتقديم مناهج تعليمية غير جذابه ..بل وتحد من العبقرية والابتكار.. والتنشئة الخاطئة التى تقوم علي الاهتمام بقشور الموضوعات وعدم طرح موضوعات قيمة للمناقشه واستفزاز العقول وإثارة جو الإثارة العقلية.. وعدم تنظيم الوقت للقراءة .. فالعربي لا يتقن إدارة الوقت وهذه كارثة. .. وعدم وجود القدوة القارئه المثقفة.
2. أسباب اقتصادية: غلاء أسعار الكتب وعدم استطاعة الفرد لاقتناء الكتاب.
3. أسباب فكرية : كأن يعتقد البعض انه لا طائل من القراءة .. وأنها مجرد تسليه .
لابد وان يتعلم أبناؤنا أن الإنسان القارئ تصعب هزيمته وأن أمة لا تعرف ماضيها تجهل مستقبلها .. وأن الأمة التى تقرأ تملك زمام القيادة.. فلم يعد خافيا علي أحد ان رصيد الدول الان لا يقاس بما تملكه من ثروات طبيعية فحسب بل بما تملكه من عقول مفكريها الذين يصنعون الفكر والمعرفة .. فالعقل البشري ثروة بيلوجية لا يجب إهدارها.
مع تحيات ولد العمدة
تعليق