أتت ابنه الى والدتها وهي تجر من ورائها أذيال الخيبه والإنكسار , ألقت البنت بنفسها بين أحضان الأم كي تلمس دفئا وودا , ولتخبرها بأن الدنيا هزمتها واستولت على ماتبقى من روحها , وبصمت الأم الحنون وطول بالها المعهود تحركت وهي ممسكه بابنتها واتجهت بها إلى المطبخ بهدوء ورويه .
أعدت الأم ثلاثة قدور ووضعت جزره في الأول وبيضه في الثاني وحبات بن في الثالث , سكبت ماء في القدور ووضعتها على النار .
الأبنه شعرت أن والدتها لم تبد اهتماما واضحا لحزنها , أرادت أن تقول لوالدتها أن الوقت لايحتمل درسا آخر في أصول الطهي وفروعه , لكن شيئا ما جعل الأبنه تكتم مشاعرها وتلزم الصمت لوهله .
بعد أن غلى الماء أخرجت من القدور الجزره والبيضه وحبات البن ووضعتهن في طبق , وطلبت من ابنتها أن تتحسس كل واحده منهن . ثم قالت الأم : أولم تري ياابنتي ماحدث ؟ الجزره كانت صلبه وشامخه لكن صمودها تلاشى بعد أن أقحمت في وضع لم تقو على تحمل حرارته والعيش بين أجوائه . ففقدت صلابتها وصارت كالقشه هشه وسهلة العطب . أما البيضه فكانت ذات قشره رقيقه معرضه للأنكسار في أية لحظة , وحين مرت بنفس ظروف الجزره صار حالها أفضل , اشتدت وتصلبت من الخارج فقط , بينما داخلها ظل طريا ولينا . لكن حبات البن لها حكايه أخرى أحتفظت بصلابتها وقوتها منذ البدايه وحتى بعد ماقاست حالة الغليان تلك وكابدت جوها الحارق . وماميزها أيضا عن الأخريات هو أنها أثرت في الماء المغلي فغيرته تماما فلم يعد كما هو بل صار قابلا لإستعمال آخر . ثم أضافت الأم قائلة : لك الخيار ياابنتي , إما أن يكون حالك كحال الجزره تدعين الحياة تصرعك بتقلبات ألوانها وتحولك إلى مخلوق ضعيف محطم وجوده وعدمه سيان . أو أن تكوني كالبيضه التي تبدو أمام الآخرين بأنها سحقت خصومها وتخطت صعوباتها بينما حين تنظر إلى نفسها تجد الروح مهشمه والعزيمه مفتته من الداخل . والخيار الثالث هو أن تكوني كحبات البن صامده , تحولين هزائمك إلى إنتصارات وتجعلين من فشلك نبراسا يفتح لك منافذ أخرى لنيل النجاح , وأن تواصلي لتؤثري في معطياتك دون أن تتأثري ومن تم توجدي لك دنيا ذات مذاق خاص ولون آخر .
ودمتم سالمين
منقول للفائدة،،
أعدت الأم ثلاثة قدور ووضعت جزره في الأول وبيضه في الثاني وحبات بن في الثالث , سكبت ماء في القدور ووضعتها على النار .
الأبنه شعرت أن والدتها لم تبد اهتماما واضحا لحزنها , أرادت أن تقول لوالدتها أن الوقت لايحتمل درسا آخر في أصول الطهي وفروعه , لكن شيئا ما جعل الأبنه تكتم مشاعرها وتلزم الصمت لوهله .
بعد أن غلى الماء أخرجت من القدور الجزره والبيضه وحبات البن ووضعتهن في طبق , وطلبت من ابنتها أن تتحسس كل واحده منهن . ثم قالت الأم : أولم تري ياابنتي ماحدث ؟ الجزره كانت صلبه وشامخه لكن صمودها تلاشى بعد أن أقحمت في وضع لم تقو على تحمل حرارته والعيش بين أجوائه . ففقدت صلابتها وصارت كالقشه هشه وسهلة العطب . أما البيضه فكانت ذات قشره رقيقه معرضه للأنكسار في أية لحظة , وحين مرت بنفس ظروف الجزره صار حالها أفضل , اشتدت وتصلبت من الخارج فقط , بينما داخلها ظل طريا ولينا . لكن حبات البن لها حكايه أخرى أحتفظت بصلابتها وقوتها منذ البدايه وحتى بعد ماقاست حالة الغليان تلك وكابدت جوها الحارق . وماميزها أيضا عن الأخريات هو أنها أثرت في الماء المغلي فغيرته تماما فلم يعد كما هو بل صار قابلا لإستعمال آخر . ثم أضافت الأم قائلة : لك الخيار ياابنتي , إما أن يكون حالك كحال الجزره تدعين الحياة تصرعك بتقلبات ألوانها وتحولك إلى مخلوق ضعيف محطم وجوده وعدمه سيان . أو أن تكوني كالبيضه التي تبدو أمام الآخرين بأنها سحقت خصومها وتخطت صعوباتها بينما حين تنظر إلى نفسها تجد الروح مهشمه والعزيمه مفتته من الداخل . والخيار الثالث هو أن تكوني كحبات البن صامده , تحولين هزائمك إلى إنتصارات وتجعلين من فشلك نبراسا يفتح لك منافذ أخرى لنيل النجاح , وأن تواصلي لتؤثري في معطياتك دون أن تتأثري ومن تم توجدي لك دنيا ذات مذاق خاص ولون آخر .
ودمتم سالمين
منقول للفائدة،،
تعليق