دخلت الإسلام .. بسلوك جلالة السُّلطان قابوس
بسم الله الرحمن الرحيم
2d.gif 2d.gif 2d.gif
الفريد فرانتز: دخلت الإسلام .. بسلوك جلالة السُّلطان قابوس
هذا المقال من كتاب لماذا أسلم هؤلاء؟ من الموساد إلى الإسلام
فرانتز
هو الإنجليزي الفريد فرانتز، المولود عام 1940م،لأبوين من الأسر الإنجليزية العريقة المتمسكة بتقاليد الأرستقراطية، التي شب عليها،وتمرد عليها وهو في السادسة عشرة من عمره، يريد أن يعيش عمره، بلا قيود تربطهبتقاليد ما عادت لها معنى في نظره، وحاولت أسرته أن تعيده عن شطحاته لكنه تمردتمردا لا رجعة فيه، فحول القصر العريق، إلى صالةيرقص فيها ويسكر مع رفاق عمره منالجنسين، ونصح المقربون والديه، أن يتركاه لفترة، يعود بعدها إلى صوابه، لكنه إستمرالسهر داخل القصر وخارجه، ولما حان وقت إلتحاقه بالكلية التي لا يدخلها إلاالأثرياء، وأبناء الملوك والسلاطين والرؤساء رفض الإتحاق بها، رغم أنها كانت أمنيتهذات يوم، وبعد ضغوط إلتحق بها، وتعرف على زملائه من أبناء أثرياء العالم، وتوطدتعلاقته بأحد الأمراء العرب. راجيا أن يشاركهم نزواته وسهراته، إلا أنه وجده ملتزمابالدراسة لا يقرب الخمر، ولا النساء، ويصلي ويقرأ في كتاب الله، في هدوء. ويقولالفريد: وجدت هذا الأمير، على عكس ما كنت أسمع عن العرب، وبخاصة الأمراء منهم،وأعادني الأمير العربي بتصرفاته والتزامه إلى سابق عهدي، فقد خجلت من نفسي أمامأخلاق هذا العربي، الذي جعلني أفيق من سكرات التمرد، وأعادني إلى ديني، حينما سألتهعن دينه فقال لي في هدوء: إعرف دينك أولا والتزم به ثم تعرف بعد ذلك على الإسلام،أو ما شئت من أديان، المهم أن تعرف دينك وتعمل بما يقول به، وتصلي فالأديان جميعامصدرها واحد، وعلى صاحب أي دين أن يعمل بما يقوله دينه لتستقيم الحياة باستقامته وتمسكه بدينه والعمل به.
ويقول الإنجليزي الفريد فرانتز: ونزلت كلمات زميلي هادئة على عقلي، وبالفعل عدت إلى ديني الذي عرفت عنه، وعدت إلى القراءة في الإنجيل،ورحت أتردد على الكنيسة من جديد، وأدركت أسرتي هذا التغير، فسعد والداي والتزما منأجلي بالقراءة والصلاة، ولما عرفا أن زميلا عربيا مسلما هو الذي أعادني إلى صوابي،طلبا مني توطيد علاقتي به، ودعوته ليتعرفا عليه، وراحا يقرآن عن بلده، ويتعرفان عليها، حتى إذا حضر إليهما تحدثا معه وهما يعرفان تاريخها، وتاريخ حاكمها والد هذا الزميل العربي.
وسعد به أبواي، وسعدا بزمالته لي وصداقته التي فرضتها عليه، فقبلها دون أن يظهر إستياءه، فقد كنت لحوحا وفضوليا،للتعرف على خصوصياته.
وسألته ذات يوم سؤالا إستقبله بغرابة حينما قلت له: هل تصرفاتك هذه تصرفات ولي عهد، أم ماذا؟ أعني نصحك لي فقد تغيرت أحوالي بما أشرت به علي من نصح.
ورغم غرابة السؤال إلا أن إجابته كانت سريعة وجاهزة فقال: ليست أخلاق ولي عهد، كما فهمت، بل هي أخلاق ديننا الإسلامي، فالدين عندنا أخلاق ونصيحة،وقد حدثتك بأخلاق الإسلام، وليس لولي العهد فيها أي مكان، فالكل أمام الإسلام سواء،الملك والسلطان وعامة الناس بالأخلاق الإسلامية وتنفيذها واتباعها، هم ولاة العهد الحقيقي لخالق هذا الكون، فالإنسان في الإسلام هو خليفة الله في الأرض، وعلى منيتعهد أمام الله بالوحدانية، عليه أن يكون ملتزما بكل ما تحمله شهادة أن لا إله إلاالله، وأن محمدا عبده ورسوله، وهما شهادتان من يقلهما بإخلاص، ويتبعهما بسلوكإسلامي مخلص، يكون ولي عهد الله، فالأفراد إلى زوال ولا يبقى إلا خالق هذا الكونالواحد الذي لا شريك له، وإن أردت الإستزادة إقرأ، ففي القراءة عن الإسلام ما يجعلك تحترم أبناء هذا الدين العظيم مهما كان شأنهم، أولياء عهد آبائهم أو أفراد عاديون.
ويقول الإنجليزي الفريد فرانتز: لم أستطع مواصلة تعليمي بالكلية ذات النظام الصارم والدقيق، وتركتها غير آسف إلا على فراق زميلي الأمير العربي الجادوالملتزم بأخلاق دينه.
واتجهت إلى دراسة أخرى في كلية عادية نظرية ودرست فيها التجارة والإدارة لأشرف على شركات أسرتي وأديرها بعد تخرجي ومارست حياتي بعد ذلك وفكرت في الإتصال بزميل دراستي الأولى ولم أستطع بعد ذلك سبيلا فقررت زيارة دولته وجلست أقرأ عنها، وعن الدين الإسلامي الذي يدين به شعبها، فإذا بي أجد أن لهاتاريخا يضرب بجذوره في أعماق الزمن وإذا بي أجدهم، كانوا قبل الإسلام يعبدون الأوثان إلى أن حمل إليهم سفير رسول الله إلى ملكيهم "جيفر وعبد" إبني الجلندى اللذين إستقبلا مبعوث رسول الإسلام بحفاوة بالغة، واتبعا على الفور الدين الإسلامي الذي وصلت إليهم آنذاك أصداء وجوده ودعوة رسوله، فجلس إليهم عمرو بن العاص ليشرح لهم تعاليم الدين الحنيف ويعلمهم كيفية السير على نهج قرآن الدين الخاتم وتبع شعب عمان الإسلام بعد ذلك وقال فيهم رسول الله حديثا صحيحا هو: "رحم الله أهل الغبيراء - عمان قديما - آمنوا بي ولم يروني".
ورسالة رسول الإسلام إلى عمان هي: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى جيفر وعبد إبني الجلندى: السلام علىمن إتبع الهدى، وبعد، فإني أدعوكما إلى الإسلام أسلما تسلما فإني رسول الله إلىالناس كافة، بعثني لإنذار الناس بما ينتظر الكافرين من عذاب، فإن قبلتما الإسلام كما أؤمل، فإن الله سيدمر ملككما وستدك خيوله أرضكما وسينصر الله تعالى دينه على مملكتكما".
لقد أعادتني رسالة بني الإسلام إلى سنوات مضت على تعرفي على زميل دراستي الملتزم بتعاليم دينه الذي نصحني وأنا أسأله عن دينه، أن أعرف ديني أولاألتزم به وأعرف بعد ذلك ما شاء إلي التعرف عليه.
وذات يوم قررت التعرف على الإسلام فذهبت إلى المركز الإسلامي في لندن،والتقيت بشيخ جليل وعالم مصري كبير من رجال الأزهر الشريف هو الدكتور عبدالجليلشلبي وجلست إلى الرجل أسأل وهو يجيب برحابة صدر وصبر واتساع أفق، والسعادة ترفرفعليه بكلماته التي يجيبني بها على أسئلتي التي لو سألتها عن ديني لرجل من الكنيسة لضاق صدره بي، لكني وجدت الإجابات من الدكتور شلبي شافية وصابرة أثلجت صدري ولميقطع جلستنا إلا النداء لصلاة الظهر، فاستأذن الرجل ليؤدي الصلاة ولم أنتظره بلذهبت لأرى الصلاة الجامعة فإذا الكل في خشوع في وقوفهم وفي ركوعهم وسجودهم كأنهمرجل واحد مع اختلاف الجنسيات التي كانت تصلي لكنه كان تواجدا غير عادي بهرني.
وعاج الدكتور شلبي ليكمل لي ما أريد من إجابات عن الإسلام ورسول السلام، كنت أود المزيد من الإجابات لولا أن الدكتور شلبي كان على موعد خارج المركزواتفقت معه على لقاء آخر وتعددت لقاءاتي مع العالم الأزهري الجليل الذي حملني بعضالكتب التي تقدم الإسلام وتعاليمه في يسر وسهولة، ونصحني إن أردت الإستزادة بشراءبعض الكتب الأخرى وكتب لي أسماؤها وأماكن المكتبات التي تبيعها وتعلل بأن هذه الكتبلا توجد بالمركز وإلا ما كان بخل علي بها.
واشتريت الكتب وقرأت وغصنا معالإسلام في رحلة عظيمة مع سيرة رسوله الكريم، وما كنت أفرغ من كتاب، إلا وأقرأ آخروما انقطعت جلساتي مع الدكتور شلبي الذي كان سعيدا جدا لتقدم معرفتي بالإسلاموإقبالي على ذلك بكل الحب والمودة والمعرفة وقال جملة جميلة: لقد قرأت عن الإسلاموكتابه بالإنجليزية وصرت بهذا الحب للدين الخاتم، ولست أدري ماذا سيحدث لك، لو قرأتما قرأت باللغة العربية لعله الإسلام، ساعتها سيحسبك الناس شيخا أزهريا مثلنا،والله نسأل أن يهديك لتعلم العربية فيها تغوص فهما للإسلام ومعرفة بكتابه وسنةرسوله وبسيرته.
ويوم نطقت قلبا وعقلا وروحا ونفسا وجسدابالشهادتين شعرت أني أولد من جديد، وأني أزيح عن كاهلي سنوات التمرد لأبدأ حياةجديدة بمولد نظيف جديد خال من الوثنية معترفا بكل ما يملك من جوارح بوحدانية الخالقالخالصة المجردة من كل شك فهو الواحد الذي لا شريك له وهو الذي لم يلد ولميولد.
لقد وجدت في الإسلام أمانا وحياة حقيقية يتمتع بها المسلم المؤمنالمنقذ لتعاليم الدين، المحافظ على سلوكياته فالتطبيق العملي للإسلام، يضفي على صاحبه وقارا وهيبة وجلالا، نابعين من الإيمان المطلق بالله الذي لا شريك له وبقدرته على الخلق.
إن الله الذي هداني هو الذي اختارني لهذه الهداية هو يهدي إلى دينه من يريد، وقد كان السبب في هذه الهداية سلوك زميل دراستي الأولى الذي أراه بعد ذلك سلطانا يدير دفة الحكم في سلطنة عمان، بحكمة وقوة مستمدة بالتأكيد من جذورها الإسلامية التي جعلت لكلماته شابا وطالبا، صدى في حياتي لتقودني إلى الدخول في دينالله الخاتمـ لأتمتع بمميزات الإسلام الإنسانية ويكرمني ربي فأتزوج مسلمة من بني جلدتي وأنجب منها البنين والبنات، الذي أدعو الله تعالى أن يبارك لي فيهم، وقد أديت فريضة الحج أكثر من مرة، واعتمرنا كثيرا وكتبت رسالة للسلطان قابوس بن سعيد بنتيمور، حكيت فيها ما فعلته كلماته لي ونحن طلبة.
ويقول رجل الأعمال الإنجليزي أبو محمد: زرت مصر ورزت الأزهرالشريف وتمتعت وأسرتي بصيام شهر رمضان بمصر في رحاب الأزهر وما زلت أتردد على مصرلأني أجد راحة وطمأنينة مع شعبها الطيب المتدين الذي لا تستطيع فيها أن تفرق بين المسلم والمسيحي فمصر بوتقة تذوب فيها العصبية ويموت فيها التعصب وإن أراد له البعض الظهور فلفترة لا تطول بعدها يعود الكل إلى صدر الأم العظيمة مصر، التي قيل عنها " مصر أم الدنيا " وهي بالفعل الأم التي لا تفرق بين أبنائها حتى وإن إختلفت دياناتهم حمى الله هذا البلد ورفع عنه الغمة.
اعتزاازي وافتخاآآري،،،،
الفريد فرانتز: دخلت الإسلام .. بسلوك جلالة السُّلطان قابوس
هذا المقال من كتاب لماذا أسلم هؤلاء؟ من الموساد إلى الإسلام
لكاتبه أحمد حامد - مطبوعات الشعب - القاهرة
نُشِرَ في جريدة عُمان - ملحق شُرُفات
يوم الأربعاء 26 من ربيع الثاني 1427هـ الموافق 24 من مايو 2006م - العدد 178
نُشِرَ في جريدة عُمان - ملحق شُرُفات
يوم الأربعاء 26 من ربيع الثاني 1427هـ الموافق 24 من مايو 2006م - العدد 178
فرانتز
هو الإنجليزي الفريد فرانتز، المولود عام 1940م،لأبوين من الأسر الإنجليزية العريقة المتمسكة بتقاليد الأرستقراطية، التي شب عليها،وتمرد عليها وهو في السادسة عشرة من عمره، يريد أن يعيش عمره، بلا قيود تربطهبتقاليد ما عادت لها معنى في نظره، وحاولت أسرته أن تعيده عن شطحاته لكنه تمردتمردا لا رجعة فيه، فحول القصر العريق، إلى صالةيرقص فيها ويسكر مع رفاق عمره منالجنسين، ونصح المقربون والديه، أن يتركاه لفترة، يعود بعدها إلى صوابه، لكنه إستمرالسهر داخل القصر وخارجه، ولما حان وقت إلتحاقه بالكلية التي لا يدخلها إلاالأثرياء، وأبناء الملوك والسلاطين والرؤساء رفض الإتحاق بها، رغم أنها كانت أمنيتهذات يوم، وبعد ضغوط إلتحق بها، وتعرف على زملائه من أبناء أثرياء العالم، وتوطدتعلاقته بأحد الأمراء العرب. راجيا أن يشاركهم نزواته وسهراته، إلا أنه وجده ملتزمابالدراسة لا يقرب الخمر، ولا النساء، ويصلي ويقرأ في كتاب الله، في هدوء. ويقولالفريد: وجدت هذا الأمير، على عكس ما كنت أسمع عن العرب، وبخاصة الأمراء منهم،وأعادني الأمير العربي بتصرفاته والتزامه إلى سابق عهدي، فقد خجلت من نفسي أمامأخلاق هذا العربي، الذي جعلني أفيق من سكرات التمرد، وأعادني إلى ديني، حينما سألتهعن دينه فقال لي في هدوء: إعرف دينك أولا والتزم به ثم تعرف بعد ذلك على الإسلام،أو ما شئت من أديان، المهم أن تعرف دينك وتعمل بما يقول به، وتصلي فالأديان جميعامصدرها واحد، وعلى صاحب أي دين أن يعمل بما يقوله دينه لتستقيم الحياة باستقامته وتمسكه بدينه والعمل به.
ويقول الإنجليزي الفريد فرانتز: ونزلت كلمات زميلي هادئة على عقلي، وبالفعل عدت إلى ديني الذي عرفت عنه، وعدت إلى القراءة في الإنجيل،ورحت أتردد على الكنيسة من جديد، وأدركت أسرتي هذا التغير، فسعد والداي والتزما منأجلي بالقراءة والصلاة، ولما عرفا أن زميلا عربيا مسلما هو الذي أعادني إلى صوابي،طلبا مني توطيد علاقتي به، ودعوته ليتعرفا عليه، وراحا يقرآن عن بلده، ويتعرفان عليها، حتى إذا حضر إليهما تحدثا معه وهما يعرفان تاريخها، وتاريخ حاكمها والد هذا الزميل العربي.
ويقبل زميلي الطالب آنذاك، قابوس بن سعيد بن تيمور، سلطان عمان حاليا، دعوتي لزيارتنا في قصرنا، ويزورنا بالفعل، ولا يبهره القصر بفخامته، ولاالثراء الذي نحن عليه، بل كان عاديا جدا، إبتسامة هادئة، حديث متزن، كل كلمة كأنها موزونة بذهب العالم كله، دون تكلف أو تصنع.
وسعد به أبواي، وسعدا بزمالته لي وصداقته التي فرضتها عليه، فقبلها دون أن يظهر إستياءه، فقد كنت لحوحا وفضوليا،للتعرف على خصوصياته.
وسألته ذات يوم سؤالا إستقبله بغرابة حينما قلت له: هل تصرفاتك هذه تصرفات ولي عهد، أم ماذا؟ أعني نصحك لي فقد تغيرت أحوالي بما أشرت به علي من نصح.
ورغم غرابة السؤال إلا أن إجابته كانت سريعة وجاهزة فقال: ليست أخلاق ولي عهد، كما فهمت، بل هي أخلاق ديننا الإسلامي، فالدين عندنا أخلاق ونصيحة،وقد حدثتك بأخلاق الإسلام، وليس لولي العهد فيها أي مكان، فالكل أمام الإسلام سواء،الملك والسلطان وعامة الناس بالأخلاق الإسلامية وتنفيذها واتباعها، هم ولاة العهد الحقيقي لخالق هذا الكون، فالإنسان في الإسلام هو خليفة الله في الأرض، وعلى منيتعهد أمام الله بالوحدانية، عليه أن يكون ملتزما بكل ما تحمله شهادة أن لا إله إلاالله، وأن محمدا عبده ورسوله، وهما شهادتان من يقلهما بإخلاص، ويتبعهما بسلوكإسلامي مخلص، يكون ولي عهد الله، فالأفراد إلى زوال ولا يبقى إلا خالق هذا الكونالواحد الذي لا شريك له، وإن أردت الإستزادة إقرأ، ففي القراءة عن الإسلام ما يجعلك تحترم أبناء هذا الدين العظيم مهما كان شأنهم، أولياء عهد آبائهم أو أفراد عاديون.
ويقول الإنجليزي الفريد فرانتز: لم أستطع مواصلة تعليمي بالكلية ذات النظام الصارم والدقيق، وتركتها غير آسف إلا على فراق زميلي الأمير العربي الجادوالملتزم بأخلاق دينه.
واتجهت إلى دراسة أخرى في كلية عادية نظرية ودرست فيها التجارة والإدارة لأشرف على شركات أسرتي وأديرها بعد تخرجي ومارست حياتي بعد ذلك وفكرت في الإتصال بزميل دراستي الأولى ولم أستطع بعد ذلك سبيلا فقررت زيارة دولته وجلست أقرأ عنها، وعن الدين الإسلامي الذي يدين به شعبها، فإذا بي أجد أن لهاتاريخا يضرب بجذوره في أعماق الزمن وإذا بي أجدهم، كانوا قبل الإسلام يعبدون الأوثان إلى أن حمل إليهم سفير رسول الله إلى ملكيهم "جيفر وعبد" إبني الجلندى اللذين إستقبلا مبعوث رسول الإسلام بحفاوة بالغة، واتبعا على الفور الدين الإسلامي الذي وصلت إليهم آنذاك أصداء وجوده ودعوة رسوله، فجلس إليهم عمرو بن العاص ليشرح لهم تعاليم الدين الحنيف ويعلمهم كيفية السير على نهج قرآن الدين الخاتم وتبع شعب عمان الإسلام بعد ذلك وقال فيهم رسول الله حديثا صحيحا هو: "رحم الله أهل الغبيراء - عمان قديما - آمنوا بي ولم يروني".
ورسالة رسول الإسلام إلى عمان هي: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى جيفر وعبد إبني الجلندى: السلام علىمن إتبع الهدى، وبعد، فإني أدعوكما إلى الإسلام أسلما تسلما فإني رسول الله إلىالناس كافة، بعثني لإنذار الناس بما ينتظر الكافرين من عذاب، فإن قبلتما الإسلام كما أؤمل، فإن الله سيدمر ملككما وستدك خيوله أرضكما وسينصر الله تعالى دينه على مملكتكما".
لقد أعادتني رسالة بني الإسلام إلى سنوات مضت على تعرفي على زميل دراستي الملتزم بتعاليم دينه الذي نصحني وأنا أسأله عن دينه، أن أعرف ديني أولاألتزم به وأعرف بعد ذلك ما شاء إلي التعرف عليه.
ويقول الإنجليزي الفريد فرانتز: باعتباري صرت رجل أعمال فقد قدرلي أن أجوب آفاق العالم من أقصاه إلى أقصاه، وكلمات الطالب العربي الملتزم - قابوس بن سعيد بن تيمور - محفورة في ذهني، يتردد صداها في كل رحلة أقوم بها محلقا من بلدآخر.
وذات يوم قررت التعرف على الإسلام فذهبت إلى المركز الإسلامي في لندن،والتقيت بشيخ جليل وعالم مصري كبير من رجال الأزهر الشريف هو الدكتور عبدالجليلشلبي وجلست إلى الرجل أسأل وهو يجيب برحابة صدر وصبر واتساع أفق، والسعادة ترفرفعليه بكلماته التي يجيبني بها على أسئلتي التي لو سألتها عن ديني لرجل من الكنيسة لضاق صدره بي، لكني وجدت الإجابات من الدكتور شلبي شافية وصابرة أثلجت صدري ولميقطع جلستنا إلا النداء لصلاة الظهر، فاستأذن الرجل ليؤدي الصلاة ولم أنتظره بلذهبت لأرى الصلاة الجامعة فإذا الكل في خشوع في وقوفهم وفي ركوعهم وسجودهم كأنهمرجل واحد مع اختلاف الجنسيات التي كانت تصلي لكنه كان تواجدا غير عادي بهرني.
وعاج الدكتور شلبي ليكمل لي ما أريد من إجابات عن الإسلام ورسول السلام، كنت أود المزيد من الإجابات لولا أن الدكتور شلبي كان على موعد خارج المركزواتفقت معه على لقاء آخر وتعددت لقاءاتي مع العالم الأزهري الجليل الذي حملني بعضالكتب التي تقدم الإسلام وتعاليمه في يسر وسهولة، ونصحني إن أردت الإستزادة بشراءبعض الكتب الأخرى وكتب لي أسماؤها وأماكن المكتبات التي تبيعها وتعلل بأن هذه الكتبلا توجد بالمركز وإلا ما كان بخل علي بها.
واشتريت الكتب وقرأت وغصنا معالإسلام في رحلة عظيمة مع سيرة رسوله الكريم، وما كنت أفرغ من كتاب، إلا وأقرأ آخروما انقطعت جلساتي مع الدكتور شلبي الذي كان سعيدا جدا لتقدم معرفتي بالإسلاموإقبالي على ذلك بكل الحب والمودة والمعرفة وقال جملة جميلة: لقد قرأت عن الإسلاموكتابه بالإنجليزية وصرت بهذا الحب للدين الخاتم، ولست أدري ماذا سيحدث لك، لو قرأتما قرأت باللغة العربية لعله الإسلام، ساعتها سيحسبك الناس شيخا أزهريا مثلنا،والله نسأل أن يهديك لتعلم العربية فيها تغوص فهما للإسلام ومعرفة بكتابه وسنةرسوله وبسيرته.
ويقول رجل الأعمال الإنجليزي الفريد فرانتز: تعلمت اللغةالعربية لأتعرف على الإسلام بلغته، وأتحدث الآن العربية وأكتب بها وأقرأ بها، كواحدمن أبنائها وشعرت بمتعة حقيقية وأنا أقرأ الإسلام والقرآن باللغة التي تحدث بهاالوحي إلى خاتم الأنبياء والرسل.
ويوم نطقت قلبا وعقلا وروحا ونفسا وجسدابالشهادتين شعرت أني أولد من جديد، وأني أزيح عن كاهلي سنوات التمرد لأبدأ حياةجديدة بمولد نظيف جديد خال من الوثنية معترفا بكل ما يملك من جوارح بوحدانية الخالقالخالصة المجردة من كل شك فهو الواحد الذي لا شريك له وهو الذي لم يلد ولميولد.
لقد وجدت في الإسلام أمانا وحياة حقيقية يتمتع بها المسلم المؤمنالمنقذ لتعاليم الدين، المحافظ على سلوكياته فالتطبيق العملي للإسلام، يضفي على صاحبه وقارا وهيبة وجلالا، نابعين من الإيمان المطلق بالله الذي لا شريك له وبقدرته على الخلق.
إن الله الذي هداني هو الذي اختارني لهذه الهداية هو يهدي إلى دينه من يريد، وقد كان السبب في هذه الهداية سلوك زميل دراستي الأولى الذي أراه بعد ذلك سلطانا يدير دفة الحكم في سلطنة عمان، بحكمة وقوة مستمدة بالتأكيد من جذورها الإسلامية التي جعلت لكلماته شابا وطالبا، صدى في حياتي لتقودني إلى الدخول في دينالله الخاتمـ لأتمتع بمميزات الإسلام الإنسانية ويكرمني ربي فأتزوج مسلمة من بني جلدتي وأنجب منها البنين والبنات، الذي أدعو الله تعالى أن يبارك لي فيهم، وقد أديت فريضة الحج أكثر من مرة، واعتمرنا كثيرا وكتبت رسالة للسلطان قابوس بن سعيد بنتيمور، حكيت فيها ما فعلته كلماته لي ونحن طلبة.
ويقول رجل الأعمال الإنجليزي أبو محمد: زرت مصر ورزت الأزهرالشريف وتمتعت وأسرتي بصيام شهر رمضان بمصر في رحاب الأزهر وما زلت أتردد على مصرلأني أجد راحة وطمأنينة مع شعبها الطيب المتدين الذي لا تستطيع فيها أن تفرق بين المسلم والمسيحي فمصر بوتقة تذوب فيها العصبية ويموت فيها التعصب وإن أراد له البعض الظهور فلفترة لا تطول بعدها يعود الكل إلى صدر الأم العظيمة مصر، التي قيل عنها " مصر أم الدنيا " وهي بالفعل الأم التي لا تفرق بين أبنائها حتى وإن إختلفت دياناتهم حمى الله هذا البلد ورفع عنه الغمة.
ملاحظة ( للكاتب) :
لقد إلتقيت بهذا الرجل على إرتفاع أربعة وثلاثين ألف قدم، فوقسطح البحر حيث تجاوزنا على متن طائرة من لندن إلى القاهرة والمسافة طويلة وكنت بصددقراءة كتاب، فإذا بي أستمع إلى قصة إسلام هذا الرجل الذي أسعدتني كثيرا، ولم يقطعهاإلا مطب هوائي إنخلع له قلب الرجل، وسمعته يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداعبدالله ورسوله، وأخرج المصحف من جيبه وراح يقرأ، ولم أستطع أن أحول ناظري عنه، إلاأن قلبي كان يرقص فرحا لتحول الرجل إلى الإسلام.
لقد إلتقيت بهذا الرجل على إرتفاع أربعة وثلاثين ألف قدم، فوقسطح البحر حيث تجاوزنا على متن طائرة من لندن إلى القاهرة والمسافة طويلة وكنت بصددقراءة كتاب، فإذا بي أستمع إلى قصة إسلام هذا الرجل الذي أسعدتني كثيرا، ولم يقطعهاإلا مطب هوائي إنخلع له قلب الرجل، وسمعته يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداعبدالله ورسوله، وأخرج المصحف من جيبه وراح يقرأ، ولم أستطع أن أحول ناظري عنه، إلاأن قلبي كان يرقص فرحا لتحول الرجل إلى الإسلام.
اعتزاازي وافتخاآآري،،،،
تعليق