شرعت شرطة عجمان في التحقيق في وفاة توأم رضيعين الجمعة الماضية، وقال مسؤول فيها إن «المحققين ينتظرون تقارير المختبر الجنائي ونتائج فحوص الدم المتوقعة اليوم، وسط شكوك في وجود علاقة بين موتهما ومبيدات حشرية، استخدمها جارهما (النيجيري) في رش منزله، قبل ساعات من الوفاة».
وأضاف المسؤول ـ الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ـ أن «مالكي شركة المبيدات موقوفون على ذمة التحقيق في انتظار وصول التقارير، للتأكد من وجود أي علاقة لنوع المبيد المستخدم في موت الطفلين».
وكان ثلاثـة توائـم لعائلة فلسطينيـة (خمسة أشهر) أصيبوا بأعراض صحية مفاجئة دفعت ذويهم إلى الإسراع بهم إلى مستشفى خليفة في عجمان، ولكنّ اثنين منهم توفيا في الطريق، وهما علي وسهيل (ذكران)، في حين نجح قسم الطوارئ في إسعاف التوأم الثالث، وهي أنثى تدعى حلا.
وأغلقت شرطة عجمان منزلي والد التوائم الحسن علي بكر، وجاره النيجيري بعد الحادثة احترازياً قبل أن تعيد فتحه، أمس، إثر تأكدها من خلوهما من روائح المبيدات.
وروى والد التوائم لـ«الإمارات اليوم» تفاصيل الحادثة، قائلاً: «إنه شعر في صباح الخميس الماضي، أي اليوم الذي سبق وفاة طفليه، بآلام ودوخة وضيق في الصدر وتعرق شديد، فنقلته عائلته إلى مستشفى خليفة في عجمان، إذ أُجريت له الفحوص اللازمة، ومن ثم غادر المستشفى».
وأوضح أنه «عندما عدت إلى البيت شعرت زوجتي بأعراض مماثلة للأعراض التي شعرت بها، فنقلتها إلى المستشفى، ومكثت حتى فجر اليوم التالي، ثم عدنا إلى البيت، وإذا بالأطفال في حالة صحية سيئة، فنقلناهم إلى المستشفى، لكنّ الطفلين فارقا الحياة قبل وصولنا إليه».
ولم يستبعد بكر أن يكون للروائح التي تسربت من الشقة المجاورة، من خلال المنوّر، علاقة بما تعرّضت له الأسرة، بما في ذلك وفاة الطفلين. وأضاف «مع إيماني العميق بالقضاء والقدر، إلا أن ذلك لا يلغي ضرورة محاسبة مَنْ يتسبب في أذى الآخرين، بغض النظر عن حجم الأذى، وذلك في حال كانت المبيدات سبباً في موت طفلي».
وبدوره، قال مدير مستشفى خليفة في عجمان، حمد تريم الشامسي، إن «المستشفى أنقذ حياة الطفلة حلا، التي غادرت قسم العناية المركّزة إلى قسم الأطفال بعد استقرار حالتها».
وأكد مدير إدارة الصحة العامة والبيئة في دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، المهندس خالد معين الحوسني، أن «الدائرة وضعت اشتراطات لمكافحة آفات الصحة العامة بحسب مواصفات ومقاييس محددة، منها أن تلتزم شركة المكافحة بتقديم قائمة بأسماء وأنواع المبيدات الحشرية التي تريد استخدامها، مرفقة بشهادة تسجيل صادرة من وزارة البيئة والمياه، ونشرة المبيد الفنية الكاملة الصادرة من الشركة المصنعة». كما تشترط الدائرة على الشركة مراعاة التخزين الصحيح للمبيدات، وأن يكون ذلك في مستودع جيد التهوية، وفيه جهاز تبريد يضمن له حرارة أقل من 20 درجة مئوية طوال أيام السنة، وحفظ المبيدات في عبواتها الأصلية ووضعها على أرفف نظيفة.
وأشار إلى أن «الدائرة تحظر على الشركات مكافحة أي حشرات إلا بعد أخذ موافقة رسمية منها، حفاظاً على الأرواح البشرية، وخشية أي أضرار قد تلحق بالناس، نتيجة أساليب المكافحة الخاطئة غير المطابقة لشروط إدارة الصحة العامة والبيئة».
تعليق