تويت
زواج المقايضة ( أو ما يعرف عند بعض الدول "بالشغار")..
إن كان حلاً فهو الأسوأ
إن كان حلاً فهو الأسوأ
زواج عن طريق المقايضة بمعنى أن تتزوج الفتاة من شاب هو أخ للفتاة التي يريدها أخوها, ونجد مثل هذه الظاهرة تكثر في الأرياف والمناطق البعيدة عن مركز المدينة وكذلك لا يخلو وجودها
ببعض المناطق داخل المدينة وقد يكون لعدة أسباب بنظر الأهل والإخوة, منها هو حل مشكلة عدم زواج ابنته أو تأخرها بالزواج كذلك اعتقادهم أن زواجاً كهذا يزيد العلاقات الاجتماعية ترابطاً وتعاضداً وتصبح أكثر تعمقاً .. يكون هذا الزواج من أجل مصلحة أو من أجل ايجاد حل لمشكلة لكنه الأسوأ بين الحلول , فهو زواج غير مناسب وغير متكافئ على كافة النواحي والأصعدة وهذا ليس حديثاًَ عرضياً أو مجرد تنظير إنما هو من واقع المشكلات التي نتجت عن مثل هذا الزواج وذلك من خلال من تحدثنا معهن وذلك في إحدى مناطق ريف دمشق .
زواجي من أجل أخي
إحدى الزوجات قالت: زواجي كان ممتازاً وكنت سعيدة بحياتي مع زوجي,صحيح أنه كان أكبر مني بخمس سنوات إلا أنني تزوجته حتى لا يفوتني قطار الزواج وكان أخي اشترط بزواجه من أخت زوجي أن أتزوج أنا أخاها وهكذا تم الزواج وكان زوجي رغم حالته المادية السيئة وأوضاع عمله المتغيرة إلا أنه كان محباً لي وحنوناً يعمل جهده ليسعدني وليؤمن حاجات منزلنا مع ذلك كله ,كان عندي باستمرار خوف وقلق من تزعزع علاقة أخي بزوجته لأنها ليست على ما يرام ولذلك ما إن حدث خلاف بينهما حتى بدأ أخي يحرضني على زوجي ويطلب مني إحداث خلاف بيننا وذلك حتى يقوم زوجي باجبار أخته على العودة إلى منزل زوجها, وعندها بدأت مشكلاتي مع زوجي وبدأ كل منا يتحسس من الطرف الآخر مهما عمل .
طلاقي بسبب أخي
أما رويدة فتقول إن شاباً حالته المادية فوق الوسط وقد وافقت عليه بعد أن درس كل أفراد أسرتي حالته ووضعه لأنه لم يكن قريباً من بيئتنا , لذلك بعد دراسة وفحص له ولوضعه تبين لهم أنه جيد ومناسب لكنهم اشترطوا لزواجه مني أن يتزوج أخي من أخته التي لم يتجاوز عمرها عشرين سنة وهي صغيرة كوننا من الريف فإن موضوع الجامعة هو قليل الانتشار بيننا لذلك وافق خطيبي على تزويج أخي من أخته بعد أن تعب كثيراً لاقناع أهله وأخته بمثل هذا الزواج والسبب بذلك أن أخي أمي ويعمل بالفاعل أي إن قوت يومه يحصل عليه عندما يعمل وإن لم يجد عملاً فإنه سيجوع.
ومرت الأيام وأنجبت طفلاً إلا أن أخي وزوجته لم ينجبوا الأطفال وبذلك بدأت مشكلاتهم وبدأت معها مشاكلي فكلما صرخ أخي فإن زوجي سيسمعه كوننا بنفس المسكن وكل واحد منا يقطن غرفة لذلك تبدأ المشكلات بيني وبين زوجي وهكذا إلى أن كثرت الخلافات وتوسعت حتى تم الطلاق بين أخي وزوجته عندها لم يسأل زوجي عني ولا عن ابنه وطلقني.
زوجوني كيفما كان
ريما تقول : تعرف أخي على فتاة أعجبته وأراد الزواج منها فبدأ بزيارتها في منزل أهلها وتعرف عليهم جيداً فأعجبوه وطلب يد الفتاة للزواج ووافقت بعد اشتراطهم وجود منزل خاص بهم وحدهم وليس عندنا إلا منزلنا الذي نسكن فيه أنا وأخي وأمي . قرر أخي إبعادي عنه وذلك بتزويجي وبدأ يبحث لي عن عريس ليزوجني إياه فما وجد إلا أخا زوجته الذي يكبرني بثلاثة عشر عاماً وأخذ يهون علي الفكرة وأن الأمور لا تقاس هكذا إنما هو انسان جيد ومن أسرة جيدة وأنه سيعاملني معاملة جيدة وبالمقابل كان يتمنى علي ألا أتردد أبداً لأن أي تردد سيعطل زواجه لذلك وافقنا, وزواجي حتى اليوم مستمر وقد أنجبت ثلاثة أولاد لكنني لا أشعر حتى اللحظة أنني تزوجت من أجلي .
تزوجتها مهراً لأختي
بعد أن تردد كثيراً يقول إنه متزوج زواج مقايضة أي من أجل أخته حتى لايدفع مهراً لها وذلك بسبب كثرة أخواته البنات وضعف الحالة المادية لديه وأوضح لنا أحمد قائلاً إن الحياة صعبة ووضعنا المادي سيىء ولدي أخوات عددهن كثير لذلك فإن تزويج إحداهن أفضل من أن يبقى الجميع في المنزل فزوجتها لشاب مقابل أن أتزوج أخته مع أنها لا تناسبني أبداً لكن الحياة هكذا أفضل وبالطبع فإن زواجي وزواج أختي لم يكلفنا شيئاً لأنه ما بحيلتنا أن ندفع أي شيء وهي سكنت عند أهله وزوجتي سكنت مع أهلي, وأتمنى أن تنفرج الأمور علينا وأزوج بقية أخواتي زواج مقايضة أو بغير ذلك لأن الحياة صعبة.
زواج المقايضة من الناحية الشرعية
الدكتور محمد حبش مدير مركز الدراسات الاسلامية قال مؤكداً أن زواج المقايضة هو زواج المقايضة وهو صيغة جاهلية حرمها الاسلام والمقصود بالطبع أن يُنكح الرجل أخته لرجل مقابل أن ينكحه أخته فيكون المهر بهذه الحالة هو الزواج الثاني وهذا حرام لأنه مقيد لإرادة المرأة بالحالتين لأنه تعليق حياة على حياة أخرى, وهذا النكاح هو واحد من النكاحات التي حرمها الإسلام وبالطبع لا يتضمن هذا النهي عن زواج الإنسان من أخت صهره, هذا النكاح جائز بشرط أن يكون لكل نكاح عقد مستقل وألا يرتبط كل منهما بالآخر مهراً أو عقداً أو طلاقاً, والهدف هو تحقيق استقلال الأسرة بالإسلام بحيث لا تتعرض للاهتزاز لأسباب تحريضية وبالطبع يسري تحريم زواج المقايضة على نظائره من الأنكحة كما لو أن شخصاً زوج ابنته بهذا الشرط أو ابنة أخته.
وبالتالي فإن أي نكاح يشترط لثبوته أو لجوازه نكاحاً آخر فهو فاسد في الشرع,والمحكمة الشرعية لا تعترف به لكنه موجود بالتقاليد وهو لا يستند إلى أصل شرعي وذلك لأنه بمثل هكذا زواج عندما يفسد إحداهما تفسد الأخرى لهذا فإن القاضي الشرعي مأمور أن يجري العقد مستقلاً وإذا شعر أن هناك شرطاً خفياً غير منصوص عليه يشترط لضمان العقد إنجاز عقد آخر فعليه أن يرفض ذلك وأن ينبه لفساد العقد المشروط بعقد آخر.
من الناحية الشرعية فإن هذا العقد فاسد وليس باطلاً والفرق بين البطلان والفساد أن الباطل لا أثر له ويعتبر بحكم العدم أي غير موجود, أما الفاسد فيصح العقد ويبطل الشرط الآخر ويعتبر الزواج صحيحاً ويلغى شرط تقييده بالنكاح, ومن كان زواجه وفق عقد المقايضة, فإنه يجب عليه شرعاً التحلل ( أي فسخ العقد) من ذلك وبقاء العقد ولا يناله إثم مخالفة قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) لأن العقود التي أمرنا بالوفاء بها هي العقود الشرعية الصحيحة وليست العقود الفاسدة .
سبب فساده عدم المهر
الدكتور عبد القادر الكتاني( أستاذ دراسات عليا في الشريعة الاسلامية) وضح أن نكاح المقايضة ليس عقداً إنما هو عرف جاهلي فأن يقوم الرجل يتزويج أخته أو ابنته مقابل أن يتزوج هو دون مهر, وعلته هي عدم المهر فإن حصل كانت هناك عقود مبنية على هذا العرف الفاسد فنحن نقترح على من ارتكبها أن يقوم بأداء المهر لزوجته وبذلك يكون قد صحح عقده.
من الناحية النفسية
الباحثة هزار المبيض تقول: زواج المقايضة هو زواج له آثاره السلبية والسيئة جداً على المرأة ,كونه يتم من أجل إتمام علاقة زواج أخرى وبالطبع المرأة في هذا الزواج لاتعامل بأنها امرأة وهي بحاجة لمهر وتحضيرات, إنما زواج (المقايضة) يختصر مكرهاً الكثير من الأمور التي تحبها وترغب بها المرأة والتي هي من حقها شرعاً وقانوناً وهي على الأقل المهر,لذلك فإن هذا الزواج أيضاً آثاره سلبية على الرجل وبالتالي على العلاقة الزوجية وتستمر آثارها وهم الأطفال الذين يتحملون في البداية التبعات النفسية والاجتماعية للآباء والأمهات من جراء مثل هكذا زواج وفيما بعد تنعكس نتائجه كاملة عليهم لذلك لابد من النظر و التمهل قبل أن يتم مثل هكذا زواج والتروي جيداً قبل إجرائه.
للأمانة العلمية منقوووول
تعليق