الرؤيا-الأربعاء, 20 يوليو/تموز 2011 04:11
عبدالرضا بن حيدر اللواتي
ـ
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، بهذا المطلع من القصيدة العريقة افتتحت الأمة العربية ثوراتها العظيمة والتي دخلت التاريخ من أوسع الأبواب. فمن كان يتوقع هبوب رياح ثورات أوروبا الغربية إلى الدول العربية التي طالما كانت تعشق الصمت والاستبداد معا؟ بالرغم من كون أن هذه القصيدة المذكورة التي قيلت منذ سنين طويلة ما زالت تدرّس في مدارسنا منذ زمن بعيد، إلا أن مرورنا عليها كان مرور الكرام، فلم يكن لأي من الطلاب فرصة تطبيق ما يتعلمه من هذه النصوص، وفهمه الوحيد كان يتعلق بحفظ هذه العبارات المتلألئة، وإعادة تدوينها في ورقة إجابة الامتحان البيضاء، فللأسف كان الجيل الحالي بعيدا كل البعد عن التفكر والتمعن فيما كتبته هذه الأنامل الذهبية.
نعم فلو علم رجال الثورات الماضية بما كتبته أنامل هؤلاء، لسخرت منا وغضبت لسكوت أمتنا العربية عن ما خلفته أنظمتها الاستبدادية قبل فترة أقل من عام ، فمنذ مطلع العام الحالي باتت أمثال هذه القصائد شعارات تنادي بها الشعوب، منذ قيام الثورة التونسية التي كان مصدرها أحد الشباب الذي قدم نفسه بالإقدام على حرقها، وبذلك ُخَلد اسمه في التاريخ وفي كل مرة أشرقت فيها الشمس وغربت، وهذه الثورة انتقلت إلى دول أخرى وانتشرت في دول الشرق الأوسط الأخرى، وباتت خطرا وشيكا تهدد كراسي كل من يمارس الأعمال القمعية.
الشاب التونسي الذي أحرق نفسه عبّر بطريقته الخاصة، فيما هناك آخرون يعبرون عن أرائهم من خلال الكتابة والتعبير . وهنا نرى أن لحرية التعبير عن الرأي دور كبير في تطور الشعوب، فهي كثيرا ما كان لها دور في صناعة القرارات بعكس القرارات الصادرة عن الإرادة المنفردة ، فحرية التعبير عن الرأي لم تمارس منذ مائة عام أو مائتين، بل كانت متواجدة منذ عصر صدر الإسلام. فالقرآن لم يهمل هذا الأمر المهم ، بل أكد عليه مرارا وتكرارا في عدة مواضع (أفلا يتفكرون)، (أفلا يتدبرون)، كذلك فان خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- كان له دور كبير في تثبيت هذا العمل، ويتجلى ذلك في إحدى المواقف التي جاء فيها إعرابي ووقف بين يدي الرسول وهو يرتجف، فالتفت إليه الرسول وقال له (هون عليك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد في مكة ). فالتعبير عن الرأي هي الحالة التي تصدر من الإنسان السوي من خلالها يعبر فيها عن آرائه ويظهر مشاعره وأحاسيسه. أما حالة الكبت وحالة الإخفاء فهي حالة غير طبيعية، وحالة استثنائية لا يكون سببها إلا الضعف النفسي. فحرية الرأي كثيرا ما تكون عن طريق الخطاب مباشرة وتتحول أحيانا بالتعبير من خلال الإعتصامات السلمية والشعارات التي يحملها المعتصون، وإن لم تكن صريحة فتكون ضمنية من خلال الأعمال الفنية، المتمثلة في الرسم والتمثيل المسرحي والمقالات وغيرها ، ومن هذا المنطلق نلاحظ أن هذه الأعمال تساعد على تنمية فكر الإنسان، ولها دور كبير في تجديد نفسيته. فكبت مشاعر الإنسان تسبب مضاعفات وردة فعل سلبية، لهذا رأينا من خلال الثورات سقوط عدد من الضحايا لأجل التعبير عن الرأي.
فبالرغم من أهمية هذه الحريات، إلا أن القانون وضع لها حدودا واستوجب عليها العقوبة، فإذا تعدت حرية التعبير عن الرأي عن حدود القانون كانت بالتالي مخالفة تستحق عليها الردع ، فالتعدي على حدود القانون هي بمثابة انتهاك لحقوق الأفراد، فكما قيل تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين، وقد شهدت بلادنا في الأشهر الماضية أحداثا اشتملت على الإعتصامات السلمية التي قام بها بعض الشباب في عدة ولايات ومحافظات، مطالبين بإجراء عدة إصلاحات من شأنها الرقي بالمستوى في شتى المجالات التي تخص المجتمع و التي عكست المستوى الفكري الراقي الذي يمتلكه المواطنين في هذه البلاد الحبيبة ، إلا أنه لا تخلو أي منطقة من العالم من أصحاب النفوس الضعيفة التي لا يهمها سوى التخريب والقيام بالتخريب أثناء تلك الإعتصامات، ورغم ذلك لاحظنا ردة فعل حكومتنا الرشيدة والمتمثلة في التوجيهات والمراسيم التي أصدرها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وتحقيق كل ما هو مستطاع تحقيقه في أيام معدودة شملت تغييرات جذرية في هيكل الحكومة ليقف الجميع مذهولا ومعجبا مما حدث في البلاد. ، فهنيئا لنا جميعا بما تم ويتم تحقيقه في هذا الشأن.
عبدالرضا بن حيدر اللواتي
ـ
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، بهذا المطلع من القصيدة العريقة افتتحت الأمة العربية ثوراتها العظيمة والتي دخلت التاريخ من أوسع الأبواب. فمن كان يتوقع هبوب رياح ثورات أوروبا الغربية إلى الدول العربية التي طالما كانت تعشق الصمت والاستبداد معا؟ بالرغم من كون أن هذه القصيدة المذكورة التي قيلت منذ سنين طويلة ما زالت تدرّس في مدارسنا منذ زمن بعيد، إلا أن مرورنا عليها كان مرور الكرام، فلم يكن لأي من الطلاب فرصة تطبيق ما يتعلمه من هذه النصوص، وفهمه الوحيد كان يتعلق بحفظ هذه العبارات المتلألئة، وإعادة تدوينها في ورقة إجابة الامتحان البيضاء، فللأسف كان الجيل الحالي بعيدا كل البعد عن التفكر والتمعن فيما كتبته هذه الأنامل الذهبية.
نعم فلو علم رجال الثورات الماضية بما كتبته أنامل هؤلاء، لسخرت منا وغضبت لسكوت أمتنا العربية عن ما خلفته أنظمتها الاستبدادية قبل فترة أقل من عام ، فمنذ مطلع العام الحالي باتت أمثال هذه القصائد شعارات تنادي بها الشعوب، منذ قيام الثورة التونسية التي كان مصدرها أحد الشباب الذي قدم نفسه بالإقدام على حرقها، وبذلك ُخَلد اسمه في التاريخ وفي كل مرة أشرقت فيها الشمس وغربت، وهذه الثورة انتقلت إلى دول أخرى وانتشرت في دول الشرق الأوسط الأخرى، وباتت خطرا وشيكا تهدد كراسي كل من يمارس الأعمال القمعية.
الشاب التونسي الذي أحرق نفسه عبّر بطريقته الخاصة، فيما هناك آخرون يعبرون عن أرائهم من خلال الكتابة والتعبير . وهنا نرى أن لحرية التعبير عن الرأي دور كبير في تطور الشعوب، فهي كثيرا ما كان لها دور في صناعة القرارات بعكس القرارات الصادرة عن الإرادة المنفردة ، فحرية التعبير عن الرأي لم تمارس منذ مائة عام أو مائتين، بل كانت متواجدة منذ عصر صدر الإسلام. فالقرآن لم يهمل هذا الأمر المهم ، بل أكد عليه مرارا وتكرارا في عدة مواضع (أفلا يتفكرون)، (أفلا يتدبرون)، كذلك فان خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- كان له دور كبير في تثبيت هذا العمل، ويتجلى ذلك في إحدى المواقف التي جاء فيها إعرابي ووقف بين يدي الرسول وهو يرتجف، فالتفت إليه الرسول وقال له (هون عليك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد في مكة ). فالتعبير عن الرأي هي الحالة التي تصدر من الإنسان السوي من خلالها يعبر فيها عن آرائه ويظهر مشاعره وأحاسيسه. أما حالة الكبت وحالة الإخفاء فهي حالة غير طبيعية، وحالة استثنائية لا يكون سببها إلا الضعف النفسي. فحرية الرأي كثيرا ما تكون عن طريق الخطاب مباشرة وتتحول أحيانا بالتعبير من خلال الإعتصامات السلمية والشعارات التي يحملها المعتصون، وإن لم تكن صريحة فتكون ضمنية من خلال الأعمال الفنية، المتمثلة في الرسم والتمثيل المسرحي والمقالات وغيرها ، ومن هذا المنطلق نلاحظ أن هذه الأعمال تساعد على تنمية فكر الإنسان، ولها دور كبير في تجديد نفسيته. فكبت مشاعر الإنسان تسبب مضاعفات وردة فعل سلبية، لهذا رأينا من خلال الثورات سقوط عدد من الضحايا لأجل التعبير عن الرأي.
فبالرغم من أهمية هذه الحريات، إلا أن القانون وضع لها حدودا واستوجب عليها العقوبة، فإذا تعدت حرية التعبير عن الرأي عن حدود القانون كانت بالتالي مخالفة تستحق عليها الردع ، فالتعدي على حدود القانون هي بمثابة انتهاك لحقوق الأفراد، فكما قيل تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين، وقد شهدت بلادنا في الأشهر الماضية أحداثا اشتملت على الإعتصامات السلمية التي قام بها بعض الشباب في عدة ولايات ومحافظات، مطالبين بإجراء عدة إصلاحات من شأنها الرقي بالمستوى في شتى المجالات التي تخص المجتمع و التي عكست المستوى الفكري الراقي الذي يمتلكه المواطنين في هذه البلاد الحبيبة ، إلا أنه لا تخلو أي منطقة من العالم من أصحاب النفوس الضعيفة التي لا يهمها سوى التخريب والقيام بالتخريب أثناء تلك الإعتصامات، ورغم ذلك لاحظنا ردة فعل حكومتنا الرشيدة والمتمثلة في التوجيهات والمراسيم التي أصدرها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وتحقيق كل ما هو مستطاع تحقيقه في أيام معدودة شملت تغييرات جذرية في هيكل الحكومة ليقف الجميع مذهولا ومعجبا مما حدث في البلاد. ، فهنيئا لنا جميعا بما تم ويتم تحقيقه في هذا الشأن.
تعليق