واجب عناية المحامي في الشريعة الإسلامية
لم تفرض الشريعة الإسلامية على المحامي أن يعتني بالوكالة عناية الأب الصالح بل جاءت الشريعة الغراء بنصوص عامة تحض المحامي على العناية الحسنة بما وكل به .
قال الدكتور وهبه الزحيلي : ( على الوكيل بذل العناية المناسبة في التنفيذ وذلك يختلف بحسب نوع الوكالة ، فإذا كانت الوكالة بلا أجر وجب على الوكيل أن يبذل في تنفيذها العناية التي يبذلها في أعماله الخاصة . أما إذا كانت الوكالة بأجر ، فيجب على الوكيل أن يبذل في تنفيذها عناية الرجل المعتاد ، وذلك لأن الوكالة عقد يشبه الوديعة والأمانة في بعض صورها وأحكامها ، لذا اعتمد في الحكم ما هو مقرر في الوديعة : وهو أن للوديع أن يحفظ الوديعة في المحل الذي يحفظ فيه ماله ) .
إن المحامي المؤمن الصادق يكره الكسل ويحتقره ويستعيذ بالله منه ويدعو بدعاء الرسول صلى الله غليه وسلم ( اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ) .
لقد ذم الله سبحانه وتعالى التكاسل والتباطؤ وجعلها من صفات المنافقين فقال في كتابه العزيز : ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثباتاً أو انفروا جميعاً . وإن منكم لمن فضل الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينـه مودة يا ليـتني كنت معهم فأفـوز فـوزاً عظيماً ) . ] سورة النساء ، الآية 73 [
لقد دعا الله سبحانه المؤمنين إلى أن ينفروا مجاهدين في سبيل الله ثباتاً - أي جماعات متفرقة - أو جميعاً - أي عصبة واحدة في نفيرٍ عام - وذلك حسب مقتضيات المصلحة وأنحى باللائمة على المبطئين ، وهم من المنافقين الموجودين في صفوف المؤمنين .
ولا جرم بأن عمل المحامي يعتبر جهاداً إذا ما وقف بوجه الظلمة الطواغيت ناصراً الضعفاء والمساكين وأصحاب الحقوق لذلك عليه أن يبذل أقصى ما يستطيع لنصرة الحق وإعادته إلى أصحابه .
فالملاحظ أن هذه المادة لم تطلب من المحامي أن يعنى بالوكالة عناية الأب الصالح بل جعلت الأمر يدور ضمن الطاقة المناسبة لإحقاق الحق وإعادة الأمور إلى نصابها . عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( يحب الله العامل إذا عمل أن يحسن ) .
والرسول الكريم شجع العاملين - ومنهم المحامي - على بذل العناية الحسنة لجعل العمل جيداً ومتقناً . ولم يفرضه على العامل بذل جهد الأب الصالح أو غيره .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ) .
فعلى المحامي أن يكون إلى جانب موكله ، بل عليه ألا يظلمه ولا يسلمه وعليه أن يفرج كرب موكله ويرفع عنه الظلم كي يفرج الله عنه كربات يوم القيامة . كما يجب على المحامي أن يستر لموكله ذلاته حتى يستره الله يوم القيامة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه فأغلظ منهم به أصحابه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعوه فإن لصاحب الحق مقالاً ، ثم قال : أعطوه سناً مثل سنه . قال : يا رسول الله إلا أمثل من سنه ، فقال : أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاءً ) .
من حسن القضاء أن يكون المحامي أميناً على مصالح موكله وأوراقه ومستنداته وأمواله وأن يعيدها إليه فور الانتهاء من الدعوى ، أو حسب الاتفاق ، فلا ينقص منها شيئاً أو يبقي عنده أحدها لتكون دليل إدانة ، فيأخذ منه ما يريد عن طريق استقلاله بهذه الأوراق ولمستندات .
فيجب أن يدرك المحامي أن عمله لا يجوز أن يمارس خارج الأطر الشرعية والمبادئ الإسلامية ، فالشرع في مفهومنا الإسلامي هو قاعدة الاحتكام والتحاكم وهو مناط الاجتهاد والفتوى وهو أساس تحديد العلاقات مع الغير .
تحياتي الحاره .. أبوصلبوخ
لم تفرض الشريعة الإسلامية على المحامي أن يعتني بالوكالة عناية الأب الصالح بل جاءت الشريعة الغراء بنصوص عامة تحض المحامي على العناية الحسنة بما وكل به .
قال الدكتور وهبه الزحيلي : ( على الوكيل بذل العناية المناسبة في التنفيذ وذلك يختلف بحسب نوع الوكالة ، فإذا كانت الوكالة بلا أجر وجب على الوكيل أن يبذل في تنفيذها العناية التي يبذلها في أعماله الخاصة . أما إذا كانت الوكالة بأجر ، فيجب على الوكيل أن يبذل في تنفيذها عناية الرجل المعتاد ، وذلك لأن الوكالة عقد يشبه الوديعة والأمانة في بعض صورها وأحكامها ، لذا اعتمد في الحكم ما هو مقرر في الوديعة : وهو أن للوديع أن يحفظ الوديعة في المحل الذي يحفظ فيه ماله ) .
إن المحامي المؤمن الصادق يكره الكسل ويحتقره ويستعيذ بالله منه ويدعو بدعاء الرسول صلى الله غليه وسلم ( اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ) .
لقد ذم الله سبحانه وتعالى التكاسل والتباطؤ وجعلها من صفات المنافقين فقال في كتابه العزيز : ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثباتاً أو انفروا جميعاً . وإن منكم لمن فضل الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينـه مودة يا ليـتني كنت معهم فأفـوز فـوزاً عظيماً ) . ] سورة النساء ، الآية 73 [
لقد دعا الله سبحانه المؤمنين إلى أن ينفروا مجاهدين في سبيل الله ثباتاً - أي جماعات متفرقة - أو جميعاً - أي عصبة واحدة في نفيرٍ عام - وذلك حسب مقتضيات المصلحة وأنحى باللائمة على المبطئين ، وهم من المنافقين الموجودين في صفوف المؤمنين .
ولا جرم بأن عمل المحامي يعتبر جهاداً إذا ما وقف بوجه الظلمة الطواغيت ناصراً الضعفاء والمساكين وأصحاب الحقوق لذلك عليه أن يبذل أقصى ما يستطيع لنصرة الحق وإعادته إلى أصحابه .
فالملاحظ أن هذه المادة لم تطلب من المحامي أن يعنى بالوكالة عناية الأب الصالح بل جعلت الأمر يدور ضمن الطاقة المناسبة لإحقاق الحق وإعادة الأمور إلى نصابها . عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( يحب الله العامل إذا عمل أن يحسن ) .
والرسول الكريم شجع العاملين - ومنهم المحامي - على بذل العناية الحسنة لجعل العمل جيداً ومتقناً . ولم يفرضه على العامل بذل جهد الأب الصالح أو غيره .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ) .
فعلى المحامي أن يكون إلى جانب موكله ، بل عليه ألا يظلمه ولا يسلمه وعليه أن يفرج كرب موكله ويرفع عنه الظلم كي يفرج الله عنه كربات يوم القيامة . كما يجب على المحامي أن يستر لموكله ذلاته حتى يستره الله يوم القيامة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه فأغلظ منهم به أصحابه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعوه فإن لصاحب الحق مقالاً ، ثم قال : أعطوه سناً مثل سنه . قال : يا رسول الله إلا أمثل من سنه ، فقال : أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاءً ) .
من حسن القضاء أن يكون المحامي أميناً على مصالح موكله وأوراقه ومستنداته وأمواله وأن يعيدها إليه فور الانتهاء من الدعوى ، أو حسب الاتفاق ، فلا ينقص منها شيئاً أو يبقي عنده أحدها لتكون دليل إدانة ، فيأخذ منه ما يريد عن طريق استقلاله بهذه الأوراق ولمستندات .
فيجب أن يدرك المحامي أن عمله لا يجوز أن يمارس خارج الأطر الشرعية والمبادئ الإسلامية ، فالشرع في مفهومنا الإسلامي هو قاعدة الاحتكام والتحاكم وهو مناط الاجتهاد والفتوى وهو أساس تحديد العلاقات مع الغير .
تحياتي الحاره .. أبوصلبوخ
تعليق