رسالة لكل من أحب القانون (2)
يا ذا القانوني ،
حينما تودعك حياة الدراسة التي أضنت كاهلكـ ،، وتنتشي روحك فرحا بتقلدكـ أحد الوظائف أو المناصب ، فتذكر : ما هكذا تورد الإبل ، وتذكر : لم تصل بعد إلى شئ ، واعلم : أن الطريق قد بدأ فقط من تلك اللحظة ،،
حينما ترجعني ذاكرتي ذات السنين الأربع للوراء ، أتذكر جنباتها ، كلية العظماء ، فعلى الرغم من بنائها المهترئ الذي عافت عليه السنون ، كنت أتشدق بكل زاوية من زواياه ، وكنت أرفع ناظري بشموخ وأنا أدخل من بوابته العظيمة لقاعة الاستقبال ، والتي تشعر –رغم بساطتها- أنها تحتضنك كابنها البار ،، كان الامل والطموح يحدوني ، أن أتخرج من هذا الصرح ، وبالرغم من أنه تهدم اليوم وأصبح أنقاضاً ، بيد أن ذكرياته تخشى المغادرة ، وكل يوم ، بل كل جزء من الثانية قضيته فيها ، لا زالت راسخاّ في أعمق نقطة بذاكرتي ،،
كنت أصغي لشرح أساتذتي وأسرح للبعيد ، ترى متى سأصل لما وصلوا إليه ، حينما أمر بمكتب الدكتور / علي آل عيسى، أتمتم في نفسي : متى سأدخل هذا المكتب أستفسر عن قبولي في منح الماجستير ، وحينما أمر بجنب وزارة أو شركة أو مكتب محاماة ، تهل دمعة حارقة توشوشني بهمس : هل سيكون لي مكان هاهنا ، أم أن المنزل سيحتضنني ككثيرين !!
ورأيته الحلم قد تحق أخيراً ، وأهدتني الأيام هدية نفيسة ، ورزقني الله من فضله وإحسانه ، وجُمع لي الأمران : إكمال الدراسة ، والعمل ، ولله الفضل والمنة .أخبرتكم في خاطرة سابقة عن مدى الإحباط والإحساس بالفشل الذي انتابني حال استلمت العمل ، من افتقاري لأساسيات القانون ، واضمحلال فكري بأبسط أبجدياته ،
واليوم وإذ قطعت شوطاً ليس بالطويل ، ولكنه ليس بالهين كذلك ، فلقد اجتزت أصعب مرحلة في حياتي المهنية ، أرجع للقول : أنني لم أصل بعد إلى شئ ، فلا زلت أستشعر القصور ، والحاجة لتعلم المزيد ،ودائما ما يراودني ذات التساؤل : هل فعلا ما درسته يسمى قانوناً !!!
وها أنا ذي أحمل لكم باقة من نصائح ، لكل من أراد أن يكون قانونياً بمعنى الكلمة ، ولكل من يحمل هم الأمانة العلمية والعملية ،
- أصغِ جيداً لكل كلمة تُقال ، ولا تركز كثيراً على شخصية المحاضر ، أو لمدى ارتياحك من عدمه ، ولا تجعل المواقف الشخصية بينك وبينه تحول دون فهمك الجيد لما يقال ، كن موضوعياً في تلقي المعلومات ، ولا تكن عاطفياً ، دوّن الجزئيات ، والحيثيات والتفاصيل ، حتى وإن استشعرت أنها لن تفيدك كثيراً في المقرر ، أو لن تدخل في مادة الاختبار!! فما تعتبره اليوم مهمشا وبسيطا ، سيصبح غداً هو الأساس، وستفهم ذلك في حينه.
- لا تشغل بالك كثيرا بالنزاعات والأقاويل والإشاعات ، ولا تتأثر بمن يحبط عزيمتك من انك سوف لن تستفيد شيئاً من المقرر أو لن تحصل على وظيفة مناسبة في المستقبل، واعلم أن الفرص لن تأتيك على طبق من ذهب، بل أنت من ستسعى إليها زحفاً ، وتذكر في ذات الوقت أن كل شئ مقسوم ومقدر ومكتوب ، فاطمئن.
- اغرق في المكتبة ، وبين المواقع الالكترونية المفيدة ، ابحث وابحث وابحث ، ولا تقرأ فقط المقرر الدراسي، بل توسع واقرأ واستزد،اقرأ في يوم واحد على الأقل في الأسبوع موضوعا جديدا ذا صلة ولو من بعيد جدا بما تدرسه ، ولا تستخسر وقتا أو جهدا بذلته حتى ولو استشعرت حينها بأن القراءة لن تجدي، تأكد من أنك ستسخدم كل معلومة وفي وقتها الصحيح.
- اهتم بالأنشطة ، ولكن ليس على حساب الدراسة ، وإذا أحسست بتعارض بينها أو صعوبة الجمع بينهما ، فقدم الدراسة.
- لا تشعر بالقلق أو الإحباط حينما لا تحصل على علامات جيدة في مقرر ما ، تأكد انك ستسفيد من الأخطاء أكثر مما لو حصلت على العلامة الكاملة.
- في إجازات نهاية الأسبوع ، إذا لم يكن مقررا عليك في الأسبوع التالي اختبار أو عرض ، فحاول أن تبتعد قليلا عن الكتب ، ولا ترهق نفسك بالمذاكرة، حتى تعود بعدها بذهن متفتح صاف.
- لا تنشغل كثيرا بالخلافات التي تحدث ، ولا تكون عداوات أو أحقادا مع أحد ، فإنها ستؤثر عليك بشكل أو بآخر، وستثنيك عن الدراسة.
- حاول أن تسير على الخطة المعدة من قبل العمادة سلفا ، لأن تخبطك فيها سيؤثر على فهمك المتسلسل للمواد.
- لا تكترث كثيرا لأساليب الأساتذة ، فستجد منهم المعقد، والمحابي، وفقير المعرفة، والفض، اهتم بالمادة حتى وإن لم يهتم بها الأستاذ، ولا تسعد كثيرا بالأوراق المحذوفه من المقرر، لأنك ستتمنى لو لم تحذف يوما، حاول قراءة المحذوف إذا وجدت الوقت الكافي.
- اهتم بالصحبة الصالحة فهي ستعينك كثيرا على المنغصات.
- لا تكترث لبعض العبارات الوقحة " متفلسف" "مسوي نفسه مثقف" "خف علينا"!!!!
- ارسم هدفك بوضوح ، وشق الدرب إليه باجتهاد.ت
لك كانت بعض الهمسات ، وللحديث بقية.
حينما تودعك حياة الدراسة التي أضنت كاهلكـ ،، وتنتشي روحك فرحا بتقلدكـ أحد الوظائف أو المناصب ، فتذكر : ما هكذا تورد الإبل ، وتذكر : لم تصل بعد إلى شئ ، واعلم : أن الطريق قد بدأ فقط من تلك اللحظة ،،
حينما ترجعني ذاكرتي ذات السنين الأربع للوراء ، أتذكر جنباتها ، كلية العظماء ، فعلى الرغم من بنائها المهترئ الذي عافت عليه السنون ، كنت أتشدق بكل زاوية من زواياه ، وكنت أرفع ناظري بشموخ وأنا أدخل من بوابته العظيمة لقاعة الاستقبال ، والتي تشعر –رغم بساطتها- أنها تحتضنك كابنها البار ،، كان الامل والطموح يحدوني ، أن أتخرج من هذا الصرح ، وبالرغم من أنه تهدم اليوم وأصبح أنقاضاً ، بيد أن ذكرياته تخشى المغادرة ، وكل يوم ، بل كل جزء من الثانية قضيته فيها ، لا زالت راسخاّ في أعمق نقطة بذاكرتي ،،
كنت أصغي لشرح أساتذتي وأسرح للبعيد ، ترى متى سأصل لما وصلوا إليه ، حينما أمر بمكتب الدكتور / علي آل عيسى، أتمتم في نفسي : متى سأدخل هذا المكتب أستفسر عن قبولي في منح الماجستير ، وحينما أمر بجنب وزارة أو شركة أو مكتب محاماة ، تهل دمعة حارقة توشوشني بهمس : هل سيكون لي مكان هاهنا ، أم أن المنزل سيحتضنني ككثيرين !!
ورأيته الحلم قد تحق أخيراً ، وأهدتني الأيام هدية نفيسة ، ورزقني الله من فضله وإحسانه ، وجُمع لي الأمران : إكمال الدراسة ، والعمل ، ولله الفضل والمنة .أخبرتكم في خاطرة سابقة عن مدى الإحباط والإحساس بالفشل الذي انتابني حال استلمت العمل ، من افتقاري لأساسيات القانون ، واضمحلال فكري بأبسط أبجدياته ،
واليوم وإذ قطعت شوطاً ليس بالطويل ، ولكنه ليس بالهين كذلك ، فلقد اجتزت أصعب مرحلة في حياتي المهنية ، أرجع للقول : أنني لم أصل بعد إلى شئ ، فلا زلت أستشعر القصور ، والحاجة لتعلم المزيد ،ودائما ما يراودني ذات التساؤل : هل فعلا ما درسته يسمى قانوناً !!!
وها أنا ذي أحمل لكم باقة من نصائح ، لكل من أراد أن يكون قانونياً بمعنى الكلمة ، ولكل من يحمل هم الأمانة العلمية والعملية ،
- أصغِ جيداً لكل كلمة تُقال ، ولا تركز كثيراً على شخصية المحاضر ، أو لمدى ارتياحك من عدمه ، ولا تجعل المواقف الشخصية بينك وبينه تحول دون فهمك الجيد لما يقال ، كن موضوعياً في تلقي المعلومات ، ولا تكن عاطفياً ، دوّن الجزئيات ، والحيثيات والتفاصيل ، حتى وإن استشعرت أنها لن تفيدك كثيراً في المقرر ، أو لن تدخل في مادة الاختبار!! فما تعتبره اليوم مهمشا وبسيطا ، سيصبح غداً هو الأساس، وستفهم ذلك في حينه.
- لا تشغل بالك كثيرا بالنزاعات والأقاويل والإشاعات ، ولا تتأثر بمن يحبط عزيمتك من انك سوف لن تستفيد شيئاً من المقرر أو لن تحصل على وظيفة مناسبة في المستقبل، واعلم أن الفرص لن تأتيك على طبق من ذهب، بل أنت من ستسعى إليها زحفاً ، وتذكر في ذات الوقت أن كل شئ مقسوم ومقدر ومكتوب ، فاطمئن.
- اغرق في المكتبة ، وبين المواقع الالكترونية المفيدة ، ابحث وابحث وابحث ، ولا تقرأ فقط المقرر الدراسي، بل توسع واقرأ واستزد،اقرأ في يوم واحد على الأقل في الأسبوع موضوعا جديدا ذا صلة ولو من بعيد جدا بما تدرسه ، ولا تستخسر وقتا أو جهدا بذلته حتى ولو استشعرت حينها بأن القراءة لن تجدي، تأكد من أنك ستسخدم كل معلومة وفي وقتها الصحيح.
- اهتم بالأنشطة ، ولكن ليس على حساب الدراسة ، وإذا أحسست بتعارض بينها أو صعوبة الجمع بينهما ، فقدم الدراسة.
- لا تشعر بالقلق أو الإحباط حينما لا تحصل على علامات جيدة في مقرر ما ، تأكد انك ستسفيد من الأخطاء أكثر مما لو حصلت على العلامة الكاملة.
- في إجازات نهاية الأسبوع ، إذا لم يكن مقررا عليك في الأسبوع التالي اختبار أو عرض ، فحاول أن تبتعد قليلا عن الكتب ، ولا ترهق نفسك بالمذاكرة، حتى تعود بعدها بذهن متفتح صاف.
- لا تنشغل كثيرا بالخلافات التي تحدث ، ولا تكون عداوات أو أحقادا مع أحد ، فإنها ستؤثر عليك بشكل أو بآخر، وستثنيك عن الدراسة.
- حاول أن تسير على الخطة المعدة من قبل العمادة سلفا ، لأن تخبطك فيها سيؤثر على فهمك المتسلسل للمواد.
- لا تكترث كثيرا لأساليب الأساتذة ، فستجد منهم المعقد، والمحابي، وفقير المعرفة، والفض، اهتم بالمادة حتى وإن لم يهتم بها الأستاذ، ولا تسعد كثيرا بالأوراق المحذوفه من المقرر، لأنك ستتمنى لو لم تحذف يوما، حاول قراءة المحذوف إذا وجدت الوقت الكافي.
- اهتم بالصحبة الصالحة فهي ستعينك كثيرا على المنغصات.
- لا تكترث لبعض العبارات الوقحة " متفلسف" "مسوي نفسه مثقف" "خف علينا"!!!!
- ارسم هدفك بوضوح ، وشق الدرب إليه باجتهاد.ت
لك كانت بعض الهمسات ، وللحديث بقية.
تعليق