تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحساسية تدمر الأمة
بقلم المحامي أكرم حسن عيادي
انتشر هذا المرض بكثرة في هذا العصر حيث غلبت المادية على القيم والأخلاق وعلى تعاليم ديننا الحنيف فالإسلام أوصانا بالأخوة والوحدة والمحبة والعفو والتسامح ونهانا عن التباغض والسخرية وسوء الظن والغيبة والنميمة والفرقة.
وإنا نرى بأن مرض التحسس من أخطر الأمراض بل هو يجمع الشر كله فهو يؤدي إلى سوء الظن والى الغيبة والنميمة والى الفرقة والبغضاء والكراهية فهو بمثابة السوس الذي يخترق الأمة ويسعى إلى تدميرها.
ولكن ما هو مرض التحسس أو الحساسية ؟ فنحن نسمع كثيرا ما يقولون بأن فلان حساس أو أن فلان يتحسس من موضوع معين ....الخ، فالتحسس كما نرى هو استنكار و عدم تقبل ما يصدر عن الآخرين من أذى قولا أو فعلا أو إشارة أو امتناع عن عمل ؛ ومن الأمثلة على ذلك أن يتفوه شخص الى صديقه بكلمة مازحا فيقطع هذا علاقته معه نهائيا او تتصرف امرأة تصرفا غير مقصود فيكون الطلاق مصيرها او يختلف شقيقان على مبلغ من المال فيقاطعان بعضهما الدهر كله ، ومن الأمثلة على الامتناع عن عمل كأن يتزوج شخص فلا يحضر صديقه لعرسه أو تأتي فلانة من السفر فلا يهنئها أقرباؤها بالسلامة أو يتوفى لآخر قريب فلا يعزيه زميله في العمل أو يمر أخ من مدينة فلا يزور أخته المتواجدة في تلك المدينة أو ينجح ابن الجيران فلا يهنئه جيرانه ،كل ذلك يعتبر من المجاملات الواجب القيام بها ولكن الواجب الأهم ان لا يكون عدم القيام بها سببا للقطيعة ومدخل من مداخل ابليس للفتنة بين بني البشر الذين يجلس لهم ابليس في كل مكان وزمان ليثير البغضاء بينهم وهم يصدقوه ويتبعوه الى أن يهوي فيهم الى جهنم وبئس المصير، فهذه الحساسية التي نقلل من شأنها ولا نحسب لها حسابا ينتج عنها غضب والغضب يغلق كل وسائل الاتصال و يولد حقد والحقد يولد قطيعة والقطيعة تولد أمة متصارعة متنازعة متفرقة ضعيفة يسهل اختراقها من الأعداء كما هو حالنا الان حيث استبيحت فلسطين وبعدها العراق وها هي لبنان تقاوم فمتى نستيقظ ونغير ما بأنفسنا عسى الله أن يغير أحوالنا ؟وكيف نستطيع علاج هذا الفيروس المدمر والقضاء عليه بل والوقاية منه أيضا ؟
علينا أولا أن نكون مخلصين في عبادتنا لله عز وجل وأن يكون الله جل جلاله عندنا أغلى من كل شيء وأغلى من أنفسنا ومن أولادنا ومن كرامتنا وأن نكون مسلمين بالفعل وأن نربي أنفسنا وأولادنا بأن نتحلى بأخلاق المسلمين وننشر الأخوة والمودة بين المسلمين قال عليه السلام: المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بغضه بعضا، ونعمل بتعاليم ديننا وبوصايا نبينا فنلتمس لإخواننا الأعذار لا أن نشبك لهم المصائد ونستغل أي زلة عليهم لنخرج قيح قلوبنا الصدئة عليهم والتي لا تذكر الله ولا تقرأ القرآن بقلوب مخلصة بل بقلوب منافقة. فلنراجع تصرفاتنا ولنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب فان كنا من تلك الفئة التي تصطاد للآخرين زلاتهم علينا أن نستبدل النفاق الذي في قلوبنا بالأيمان والإخلاص ولنتذكر ذلك المقاتل الذي القي في جهنم لأنه لم يكن مخلصا في جهاده بل ليقال عنه بطل بالرغم من أنه قتل في المعركة فراجع نفسك وصفي نيتك وجدد إخلاصك حتى يرضى عنك الله سبحانه وتعالى فان رضي عنك أرضى كل الناس عليك .
وعلينا أيضا من أن نكسر غرورنا وكبريائنا قال عليه السلام " من تواضع لله رفعه " ومفهوم المخالفة من تكبر أذله الله وصغره بين عباده والعياذ بالله ، ولنتذكر بأن سيد بني البشر محمد عليه السلام الذي هو أعز منا جميعا قد أوذي كثيرا حتى أدميت قدماه الطاهرتين ووضع الأذى على رأسه الطاهر ولكنه كأن يقول :اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، لذلك علينا أن لا نتكبر على بني البشر ونعتبر خطأهم بحقنا غير مغفور مهما قدموا من اعذار وكأننا ملوك مبجلون بل علينا أن نسامح بعضنا و أن نتواضع للمسلمين وأن نحب و نحترم بعضنا بعضا وأن ننزع الغرور الذي في صدورنا فان فضلك الله على أخيك بنعمة فاشكر الله ولتتواضع بدلا من أن تتكبر عليه فيصيبك ما أصاب صاحب الجنتين الذي تكبر على صاحبه بماله وولده فاهلك الله جنتيه.
وعلينا أيضا أن نحسن الظن بالآخرين وأن نجتنب سوء الظن قال تعالى :" يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم...." فكما أن عدم الإخلاص والكبر يضاعفان مرض التحسس فان سوء الظن كذلك يشعله لذلك علينا تجنبه كما امرنا الله عز وجل وما أمرنا بتجنبه الا لخطورته وهنا اذكر بأن بوذا الذي عبده ملايين الناس لحكمته كان أشهر حكمة عنده ( أحسنوا الظن بالناس ) . لأن حسن الظن يبيض القلب ويجعل كل التصرفات مبنية على الفطرة الصحيحة على عكس سوء الظن الذي يسود القلب ويجعله عليلا فتكون كل تصرفاته خاطئة ولا تتوافق مع الفطرة .
وان من أفضل الأدوية لعلاج مرض التحسس سيء الذكر التسامح وسعة الصدر فان تلفظ احدهم ضدك بكلمة فإنها لا تؤثر عليك بل قد يكون ذلك بدافع الغيرة والحسد لأنه يؤمن بقرارة نفسه بأنك أحسن منه فلا تتحسس لذلك وتذكر قول الشاعر : اذا اتتك مذمتي من ناقص فتلك الشهادة لي باني كامل
وان نصب عليك احدهم بمبلغ من المال فلا يعني ان حياتك قد انتهت فالكاتب الأمريكي الشهير انتوني روبنز يروي بكتابه ( أيقظ قواك الخفية ) بأن شريكه الذي نصب عليه بمآت الالاف من الدولارات وكاد يكلفه دمار شركته لم يتردد بالسلام عليه عندما صادفه يوما ما في الطائرة، وهنا أقول الم يأتي اليوم الذي نستعيد فيه أخلاقنا التي أخذ الغرب يطبقها فسمو بها وهجرناها نحن فسقطنا .
هيا فلنعزم ولنكن أسودا شجعان ورجالا عظماء ولنقل للغرب هذه أخلاقنا أمرنا فيها ديننا ونحن اولا بها منكم فنسامح اخواننا ونزيل مرض التحسس من قلوبنا ونحب ونحترم بعضا البعض ولنحرص دائما على سلامة قلوبنا والتي هي أكثر ما يدخل الناس الجنة ولنبادر بالاتصال بمن قطعنا لعل هنالك ما يؤلمه أو يتعب باله ولنوقف تسلطنا على إخواننا بالأذى و الذم والغيبة والنميمة والحقد والحسد حتى لا يسلط الله علينا من لا يخافه ولا يرحمنا ، ولنكن عباد الله اخوانا .
الحساسية تدمر الأمة
بقلم المحامي أكرم حسن عيادي
انتشر هذا المرض بكثرة في هذا العصر حيث غلبت المادية على القيم والأخلاق وعلى تعاليم ديننا الحنيف فالإسلام أوصانا بالأخوة والوحدة والمحبة والعفو والتسامح ونهانا عن التباغض والسخرية وسوء الظن والغيبة والنميمة والفرقة.
وإنا نرى بأن مرض التحسس من أخطر الأمراض بل هو يجمع الشر كله فهو يؤدي إلى سوء الظن والى الغيبة والنميمة والى الفرقة والبغضاء والكراهية فهو بمثابة السوس الذي يخترق الأمة ويسعى إلى تدميرها.
ولكن ما هو مرض التحسس أو الحساسية ؟ فنحن نسمع كثيرا ما يقولون بأن فلان حساس أو أن فلان يتحسس من موضوع معين ....الخ، فالتحسس كما نرى هو استنكار و عدم تقبل ما يصدر عن الآخرين من أذى قولا أو فعلا أو إشارة أو امتناع عن عمل ؛ ومن الأمثلة على ذلك أن يتفوه شخص الى صديقه بكلمة مازحا فيقطع هذا علاقته معه نهائيا او تتصرف امرأة تصرفا غير مقصود فيكون الطلاق مصيرها او يختلف شقيقان على مبلغ من المال فيقاطعان بعضهما الدهر كله ، ومن الأمثلة على الامتناع عن عمل كأن يتزوج شخص فلا يحضر صديقه لعرسه أو تأتي فلانة من السفر فلا يهنئها أقرباؤها بالسلامة أو يتوفى لآخر قريب فلا يعزيه زميله في العمل أو يمر أخ من مدينة فلا يزور أخته المتواجدة في تلك المدينة أو ينجح ابن الجيران فلا يهنئه جيرانه ،كل ذلك يعتبر من المجاملات الواجب القيام بها ولكن الواجب الأهم ان لا يكون عدم القيام بها سببا للقطيعة ومدخل من مداخل ابليس للفتنة بين بني البشر الذين يجلس لهم ابليس في كل مكان وزمان ليثير البغضاء بينهم وهم يصدقوه ويتبعوه الى أن يهوي فيهم الى جهنم وبئس المصير، فهذه الحساسية التي نقلل من شأنها ولا نحسب لها حسابا ينتج عنها غضب والغضب يغلق كل وسائل الاتصال و يولد حقد والحقد يولد قطيعة والقطيعة تولد أمة متصارعة متنازعة متفرقة ضعيفة يسهل اختراقها من الأعداء كما هو حالنا الان حيث استبيحت فلسطين وبعدها العراق وها هي لبنان تقاوم فمتى نستيقظ ونغير ما بأنفسنا عسى الله أن يغير أحوالنا ؟وكيف نستطيع علاج هذا الفيروس المدمر والقضاء عليه بل والوقاية منه أيضا ؟
علينا أولا أن نكون مخلصين في عبادتنا لله عز وجل وأن يكون الله جل جلاله عندنا أغلى من كل شيء وأغلى من أنفسنا ومن أولادنا ومن كرامتنا وأن نكون مسلمين بالفعل وأن نربي أنفسنا وأولادنا بأن نتحلى بأخلاق المسلمين وننشر الأخوة والمودة بين المسلمين قال عليه السلام: المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بغضه بعضا، ونعمل بتعاليم ديننا وبوصايا نبينا فنلتمس لإخواننا الأعذار لا أن نشبك لهم المصائد ونستغل أي زلة عليهم لنخرج قيح قلوبنا الصدئة عليهم والتي لا تذكر الله ولا تقرأ القرآن بقلوب مخلصة بل بقلوب منافقة. فلنراجع تصرفاتنا ولنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب فان كنا من تلك الفئة التي تصطاد للآخرين زلاتهم علينا أن نستبدل النفاق الذي في قلوبنا بالأيمان والإخلاص ولنتذكر ذلك المقاتل الذي القي في جهنم لأنه لم يكن مخلصا في جهاده بل ليقال عنه بطل بالرغم من أنه قتل في المعركة فراجع نفسك وصفي نيتك وجدد إخلاصك حتى يرضى عنك الله سبحانه وتعالى فان رضي عنك أرضى كل الناس عليك .
وعلينا أيضا من أن نكسر غرورنا وكبريائنا قال عليه السلام " من تواضع لله رفعه " ومفهوم المخالفة من تكبر أذله الله وصغره بين عباده والعياذ بالله ، ولنتذكر بأن سيد بني البشر محمد عليه السلام الذي هو أعز منا جميعا قد أوذي كثيرا حتى أدميت قدماه الطاهرتين ووضع الأذى على رأسه الطاهر ولكنه كأن يقول :اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، لذلك علينا أن لا نتكبر على بني البشر ونعتبر خطأهم بحقنا غير مغفور مهما قدموا من اعذار وكأننا ملوك مبجلون بل علينا أن نسامح بعضنا و أن نتواضع للمسلمين وأن نحب و نحترم بعضنا بعضا وأن ننزع الغرور الذي في صدورنا فان فضلك الله على أخيك بنعمة فاشكر الله ولتتواضع بدلا من أن تتكبر عليه فيصيبك ما أصاب صاحب الجنتين الذي تكبر على صاحبه بماله وولده فاهلك الله جنتيه.
وعلينا أيضا أن نحسن الظن بالآخرين وأن نجتنب سوء الظن قال تعالى :" يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم...." فكما أن عدم الإخلاص والكبر يضاعفان مرض التحسس فان سوء الظن كذلك يشعله لذلك علينا تجنبه كما امرنا الله عز وجل وما أمرنا بتجنبه الا لخطورته وهنا اذكر بأن بوذا الذي عبده ملايين الناس لحكمته كان أشهر حكمة عنده ( أحسنوا الظن بالناس ) . لأن حسن الظن يبيض القلب ويجعل كل التصرفات مبنية على الفطرة الصحيحة على عكس سوء الظن الذي يسود القلب ويجعله عليلا فتكون كل تصرفاته خاطئة ولا تتوافق مع الفطرة .
وان من أفضل الأدوية لعلاج مرض التحسس سيء الذكر التسامح وسعة الصدر فان تلفظ احدهم ضدك بكلمة فإنها لا تؤثر عليك بل قد يكون ذلك بدافع الغيرة والحسد لأنه يؤمن بقرارة نفسه بأنك أحسن منه فلا تتحسس لذلك وتذكر قول الشاعر : اذا اتتك مذمتي من ناقص فتلك الشهادة لي باني كامل
وان نصب عليك احدهم بمبلغ من المال فلا يعني ان حياتك قد انتهت فالكاتب الأمريكي الشهير انتوني روبنز يروي بكتابه ( أيقظ قواك الخفية ) بأن شريكه الذي نصب عليه بمآت الالاف من الدولارات وكاد يكلفه دمار شركته لم يتردد بالسلام عليه عندما صادفه يوما ما في الطائرة، وهنا أقول الم يأتي اليوم الذي نستعيد فيه أخلاقنا التي أخذ الغرب يطبقها فسمو بها وهجرناها نحن فسقطنا .
هيا فلنعزم ولنكن أسودا شجعان ورجالا عظماء ولنقل للغرب هذه أخلاقنا أمرنا فيها ديننا ونحن اولا بها منكم فنسامح اخواننا ونزيل مرض التحسس من قلوبنا ونحب ونحترم بعضا البعض ولنحرص دائما على سلامة قلوبنا والتي هي أكثر ما يدخل الناس الجنة ولنبادر بالاتصال بمن قطعنا لعل هنالك ما يؤلمه أو يتعب باله ولنوقف تسلطنا على إخواننا بالأذى و الذم والغيبة والنميمة والحقد والحسد حتى لا يسلط الله علينا من لا يخافه ولا يرحمنا ، ولنكن عباد الله اخوانا .
فع فيها انت حاول تطرحها علينا.
تعليق