قرأت مقالة للأستاذ محمد الشرقاوي بعنوان ( من يملك بريدنا الإلكتروني بعد موتنا ؟)
العنوان غريب .. وطريف
لكنة مشكلة قانونية معضلة في بعض الحالات .. إقراء هذه القصة التي سردها الكاتب .. وسأكمل معكم النقاش في هذا الموضوع .
أراد والد جستين ويدعى جون إلسوورث أن ينشئ شريطاً تذكارياً عن حياة ابنه مستخدماً الرسائل و الصور التي أرسلها و استلمها ابنه باستخدام بريده الإلكتروني، إلا أنه لم يكن يملك كلمة السر التي تمكنه من الاطلاع عليه، فطلب الوالد من شركة ياهو أن تعطيه كلمة سر ابنه، إلا أن الشركة رفضت بحجة أن العقد الذي أبرم بينها وبين المتوفي جستين (كأي عقد آخر بينها و بين جميع المشتركين لديها ) يلزمها بأن تحافظ على سرية بريده و يمنعها من أن تعطي كلمة سر المشترك لديها إلى أي شخصٍ أو جهةٍ كانت إلا بموجب نص في القانون أو حكم قضائي، و أن بنود العقد أيضاً لا تسمح بأن ينتقل الاشتراك بالبريد الإلكتروني لديها إرثاً عند موت صاحب الحساب.
فوجئ والد جستين برد شركة ياهو، وحاول كثيراً مستخدماً العديد من البرمجيات والمختصين أن يخترق كلمة السر ليستطيع الاطلاع على بريد ابنه، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل ، لجأ إلى الإعلام لتأييد مطلبه حيث لقي ترحيباً كبيراً و أثارت قصته جدلاً واسعاً في المجتمع الأميركي.
طالبت عائلة إلسوورث بحقها في الاطلاع على بريد ابنها الإلكتروني و ما يحتويه من رسائل، فقوانين الإرث في معظم دول العالم تعتبر الوثائق و المستندات و الرسائل جزءاً من تركة المتوفى، و الرسائل الإلكترونية ليست في الواقع إلا نظيراً لتلك الرسائل العادية التي يحتفظ بها المرء في درج مكتبه الذي يقوم بإقفاله عادةً، و عندما يموت هذا الشخص سيكون بإمكان عائلته الإطلاع على جميع مستنداته ووثائقه و لو لم تكن تملك مفتاح الدرج الذي يحتفظ برسائله فيه، إذ إنها تملك أن تستعين بمختصٍ لفتح هذا الدرج من غير أن يعتبر تصرفها مخالفاً لأي نصٍ في القانون ، والبريد الإلكتروني الخاص بجستين و الذي لا تعرف عائلته كلمة سره مطابقٌ تماماً لدرج مكتبه الذي لا تملك مفتاحه. ولكن قد يقول قائلٌ بأن الفرق فيما بين هاتين الحالتين هو أن الرسائل في هذه الحالة ليست موجودة في منزل العائلة ذاته، و إنما لدى جهة أخرى يوجد بينها و بين جستين عقد يلزمها بالحفاظ على سرية محتويات بريده الإلكتروني. فرد مؤيدو العائلة على هذا الزعم بأن البنك الذي يستأجر الشخص لديه خزانة حديدية ليحتفظ فيها بوثائقه و مقتنياته يقوم بفتح هذه الخزانة وإعطاء محتوياتها إلى ورثة مستأجر الخزانة بعد موته، على الرغم من وجود اتفاق بين إدارة البنك و المستأجر بالتزام البنك بالحفاظ على سرية الخزانة و محتوياتها، و في النهاية فإن هذه الرسائل هي ممتلكات ويجب أن تعامل ككل الممتلكات الأخرى التي تنتقل إلى الورثة، و الفرق الوحيد بينها و بين باقي الممتلكات هو اسمها (ممتلكات رقمية)، و لا يوجد أي مبرر لمعاملة الرسائل الإلكترونية معاملةً مستقلة عن تلك التقليدية .
فضلاً عن ذلك فإن الكثير من الشركات الأخرى المقدمة لخدمة البريد الإلكتروني حول العالم مثل (America Online) و (Hotmail) و (Google Gmail)لديها إجراءات وترتيبات خاصة في حالة موت أحد المشتركين لديها لنقل حساب البريد الإلكتروني إلى أحد ورثة المتوفى، عندما يقوم هؤلاء الورثة بإبراز ما يثبت صفتهم واتفاقهم على الشخص الذي سينتقل البريد الإلكتروني إلى اسمه.
وأصرت شركة ياهو على موقفها و طلبت من العائلة مراجعة القضاء إن كانت راغبة في الاطلاع على بريد ابنها، فحساب البريد الإلكتروني لديها ليس أكثر من عقدٍ لتقديم خدمات، و هو عقد الاشتراك الذي أبرمته الشركة مع المشترك لديها لتقدم له خدمة الاستفادة من خدمات البريد الإلكتروني عبر مخدماتها، و لا يمكن بالتالي اعتبار محتوياته ملكيةً خاصةً للمشترك، إذ لا يوجد أي نص في العقد ينص على ذلك.
ولجأت العائلة إلى أحد المحامين و أقامت دعوى أمام القضاء طلبت فيها تمكينها من الحصول على نسخة من كل رسالة إلكترونية صادرة أو واردة إلى بريد ابنها، و طلبت بشكل مبدئي إلزام شركة ياهو بالتدخل ومنع حساب بريد جستين الإلكتروني من الانقضاء. و فعلاً حصلت العائلة على حكم مبدئي مؤقت يلزم الشركة بالمحافظة على بريد جستين ريثما يبت بالدعوى بحكم قضائي نهائي.
وكان حكم القضاء في صالح العائلة بعد ان اثبتت ان رغبة المتوفي في عمل سجل عن ذكرياته في العراق و بناء عليه قررت المحكمة إعطاء عائلة إلسوورث الحق في الحصول على نسخة من محتويات بريد جستين الإلكتروني.
بانتظار تعليقكم على وجهة نظر القانون والشرع
تحياتي ..
العنوان غريب .. وطريف
لكنة مشكلة قانونية معضلة في بعض الحالات .. إقراء هذه القصة التي سردها الكاتب .. وسأكمل معكم النقاش في هذا الموضوع .
أراد والد جستين ويدعى جون إلسوورث أن ينشئ شريطاً تذكارياً عن حياة ابنه مستخدماً الرسائل و الصور التي أرسلها و استلمها ابنه باستخدام بريده الإلكتروني، إلا أنه لم يكن يملك كلمة السر التي تمكنه من الاطلاع عليه، فطلب الوالد من شركة ياهو أن تعطيه كلمة سر ابنه، إلا أن الشركة رفضت بحجة أن العقد الذي أبرم بينها وبين المتوفي جستين (كأي عقد آخر بينها و بين جميع المشتركين لديها ) يلزمها بأن تحافظ على سرية بريده و يمنعها من أن تعطي كلمة سر المشترك لديها إلى أي شخصٍ أو جهةٍ كانت إلا بموجب نص في القانون أو حكم قضائي، و أن بنود العقد أيضاً لا تسمح بأن ينتقل الاشتراك بالبريد الإلكتروني لديها إرثاً عند موت صاحب الحساب.
فوجئ والد جستين برد شركة ياهو، وحاول كثيراً مستخدماً العديد من البرمجيات والمختصين أن يخترق كلمة السر ليستطيع الاطلاع على بريد ابنه، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل ، لجأ إلى الإعلام لتأييد مطلبه حيث لقي ترحيباً كبيراً و أثارت قصته جدلاً واسعاً في المجتمع الأميركي.
طالبت عائلة إلسوورث بحقها في الاطلاع على بريد ابنها الإلكتروني و ما يحتويه من رسائل، فقوانين الإرث في معظم دول العالم تعتبر الوثائق و المستندات و الرسائل جزءاً من تركة المتوفى، و الرسائل الإلكترونية ليست في الواقع إلا نظيراً لتلك الرسائل العادية التي يحتفظ بها المرء في درج مكتبه الذي يقوم بإقفاله عادةً، و عندما يموت هذا الشخص سيكون بإمكان عائلته الإطلاع على جميع مستنداته ووثائقه و لو لم تكن تملك مفتاح الدرج الذي يحتفظ برسائله فيه، إذ إنها تملك أن تستعين بمختصٍ لفتح هذا الدرج من غير أن يعتبر تصرفها مخالفاً لأي نصٍ في القانون ، والبريد الإلكتروني الخاص بجستين و الذي لا تعرف عائلته كلمة سره مطابقٌ تماماً لدرج مكتبه الذي لا تملك مفتاحه. ولكن قد يقول قائلٌ بأن الفرق فيما بين هاتين الحالتين هو أن الرسائل في هذه الحالة ليست موجودة في منزل العائلة ذاته، و إنما لدى جهة أخرى يوجد بينها و بين جستين عقد يلزمها بالحفاظ على سرية محتويات بريده الإلكتروني. فرد مؤيدو العائلة على هذا الزعم بأن البنك الذي يستأجر الشخص لديه خزانة حديدية ليحتفظ فيها بوثائقه و مقتنياته يقوم بفتح هذه الخزانة وإعطاء محتوياتها إلى ورثة مستأجر الخزانة بعد موته، على الرغم من وجود اتفاق بين إدارة البنك و المستأجر بالتزام البنك بالحفاظ على سرية الخزانة و محتوياتها، و في النهاية فإن هذه الرسائل هي ممتلكات ويجب أن تعامل ككل الممتلكات الأخرى التي تنتقل إلى الورثة، و الفرق الوحيد بينها و بين باقي الممتلكات هو اسمها (ممتلكات رقمية)، و لا يوجد أي مبرر لمعاملة الرسائل الإلكترونية معاملةً مستقلة عن تلك التقليدية .
فضلاً عن ذلك فإن الكثير من الشركات الأخرى المقدمة لخدمة البريد الإلكتروني حول العالم مثل (America Online) و (Hotmail) و (Google Gmail)لديها إجراءات وترتيبات خاصة في حالة موت أحد المشتركين لديها لنقل حساب البريد الإلكتروني إلى أحد ورثة المتوفى، عندما يقوم هؤلاء الورثة بإبراز ما يثبت صفتهم واتفاقهم على الشخص الذي سينتقل البريد الإلكتروني إلى اسمه.
وأصرت شركة ياهو على موقفها و طلبت من العائلة مراجعة القضاء إن كانت راغبة في الاطلاع على بريد ابنها، فحساب البريد الإلكتروني لديها ليس أكثر من عقدٍ لتقديم خدمات، و هو عقد الاشتراك الذي أبرمته الشركة مع المشترك لديها لتقدم له خدمة الاستفادة من خدمات البريد الإلكتروني عبر مخدماتها، و لا يمكن بالتالي اعتبار محتوياته ملكيةً خاصةً للمشترك، إذ لا يوجد أي نص في العقد ينص على ذلك.
ولجأت العائلة إلى أحد المحامين و أقامت دعوى أمام القضاء طلبت فيها تمكينها من الحصول على نسخة من كل رسالة إلكترونية صادرة أو واردة إلى بريد ابنها، و طلبت بشكل مبدئي إلزام شركة ياهو بالتدخل ومنع حساب بريد جستين الإلكتروني من الانقضاء. و فعلاً حصلت العائلة على حكم مبدئي مؤقت يلزم الشركة بالمحافظة على بريد جستين ريثما يبت بالدعوى بحكم قضائي نهائي.
وكان حكم القضاء في صالح العائلة بعد ان اثبتت ان رغبة المتوفي في عمل سجل عن ذكرياته في العراق و بناء عليه قررت المحكمة إعطاء عائلة إلسوورث الحق في الحصول على نسخة من محتويات بريد جستين الإلكتروني.
بانتظار تعليقكم على وجهة نظر القانون والشرع
تحياتي ..
تعليق