جلست على كرسي البامبو الباقي مما تركه لها جدها العجوز، وقت الغروب في شرفتها الوحيدة المطلة على أحد أحياء القاهرة القديمة... وصوت الباعة يتزاحم في أذنها.."العرقسوس شفا وخمير...وردالحبايب..الفل".. وصراخ الأطفال أثناء لعبهم يشدها رغماعنها لطفولتها حين كانت ترتمي في أحضان جدها الراحل وهو جالس على نفس المقعد الذي تجلس هي عليه الآن..وفي يده منشته الرشيقة ينش بها حوله..ضاحكا من مرحها...
جالت بخاطرها ذكريات الطفولة ووجدت نفسها تتسأل..لماذا..لماذا..وبدأ صوتها يعلو ويعلو حتى صار أقرب للصراخ..وأفاقت من شرودها على نفس السؤال على لسانها وبين شفتيها..لماذا..ولم تدر له إجابة..بل تسألت في حيرة أكبر..لماذا مرت الأيام بهذه السرعة..لماذا كبرت..لماذا خرجت من المدرسة ولم تعد إليها مرة أخرى منذ ذلك اليوم حين ماتت أمها..لماذا مات جدها المسكين..لماذا تجلس هي هنا الآن وماذا تنتظر؟؟؟؟..وتكاثرت الأسئلة في خاطرها حتى صارت جبلا تنوء عن حمله..فتوقفت..
ارتسمت ابتسامة باهتة طفولية على وجهها عندما خرج ذلك الطفل الصغيرفي نافذة المنزل المواجه لها..وصار ينادي على أصدقائه الللاهين"يا سيد..واد يا فتحي..حودة..حودة"..ويأتيه ردهم سريعا يرجونه أن يسرع في النزول إليهم... فيرد في شبه همس "استنوني.. أول ما أمي تنام هانزل على طول.. إوعوا تمشوا دانا جهزت الكورة الشراب إللي اتفقناعليها إمبارح".. وانطلقت صيحات الأطفال فرحين يتعجلون نوم الأم..وفجأة..اختفى الطفل وأغلقت النافذة بشدة حتى كاد زجاجها يتحطم على رؤوس الجالسين تحته... تذكرت نفسها وهي في نفس عمره حين كان جدها يداعبها ويصلح لها عرائسها التي كثيرا ما تحطمت بسبب غيرة ابنة صاحبة البيت..أين هي الآن؟
..خطر هذا السؤال على بالها ومعه الإجابة"ضروري عايشة في مصر الجديدة ولا الزمالك.. ضروري.. مش جوزها راجل واصل"...
وأفاقت من شرودها من جديد ولكن هذه المرة على طرقا خفيفاعلى الباب الخشبي الأقرب ما يكون إلى المشربية....قامت متثاقلة فهي لا تنتظر أن يأتيها أحد..ومن سيأتي إليها بعد أن مات جدها المسكين..فتحت الباب بحرص حتى لا ينخلع في يدها..نظرت..أخرجت رأسهالترى من قطع عليها ذكرياتها وهرب... فلم تجد سوى القطة الصغيرة تموء جوعا..خوفا..حنينا للجد..للدفء...
منقووووووووووووووووووووووووووولة للفائدة
جالت بخاطرها ذكريات الطفولة ووجدت نفسها تتسأل..لماذا..لماذا..وبدأ صوتها يعلو ويعلو حتى صار أقرب للصراخ..وأفاقت من شرودها على نفس السؤال على لسانها وبين شفتيها..لماذا..ولم تدر له إجابة..بل تسألت في حيرة أكبر..لماذا مرت الأيام بهذه السرعة..لماذا كبرت..لماذا خرجت من المدرسة ولم تعد إليها مرة أخرى منذ ذلك اليوم حين ماتت أمها..لماذا مات جدها المسكين..لماذا تجلس هي هنا الآن وماذا تنتظر؟؟؟؟..وتكاثرت الأسئلة في خاطرها حتى صارت جبلا تنوء عن حمله..فتوقفت..
ارتسمت ابتسامة باهتة طفولية على وجهها عندما خرج ذلك الطفل الصغيرفي نافذة المنزل المواجه لها..وصار ينادي على أصدقائه الللاهين"يا سيد..واد يا فتحي..حودة..حودة"..ويأتيه ردهم سريعا يرجونه أن يسرع في النزول إليهم... فيرد في شبه همس "استنوني.. أول ما أمي تنام هانزل على طول.. إوعوا تمشوا دانا جهزت الكورة الشراب إللي اتفقناعليها إمبارح".. وانطلقت صيحات الأطفال فرحين يتعجلون نوم الأم..وفجأة..اختفى الطفل وأغلقت النافذة بشدة حتى كاد زجاجها يتحطم على رؤوس الجالسين تحته... تذكرت نفسها وهي في نفس عمره حين كان جدها يداعبها ويصلح لها عرائسها التي كثيرا ما تحطمت بسبب غيرة ابنة صاحبة البيت..أين هي الآن؟
..خطر هذا السؤال على بالها ومعه الإجابة"ضروري عايشة في مصر الجديدة ولا الزمالك.. ضروري.. مش جوزها راجل واصل"...
وأفاقت من شرودها من جديد ولكن هذه المرة على طرقا خفيفاعلى الباب الخشبي الأقرب ما يكون إلى المشربية....قامت متثاقلة فهي لا تنتظر أن يأتيها أحد..ومن سيأتي إليها بعد أن مات جدها المسكين..فتحت الباب بحرص حتى لا ينخلع في يدها..نظرت..أخرجت رأسهالترى من قطع عليها ذكرياتها وهرب... فلم تجد سوى القطة الصغيرة تموء جوعا..خوفا..حنينا للجد..للدفء...
منقووووووووووووووووووووووووووولة للفائدة
تعليق