علي طفل صغير يبلغ من العمر ثلاث سنوات، عادة ما يذهب إلى الثلاجة ويفتحها وينظر بالداخل، وفي أحد الأيام أخذ علي إناء العصير من الثلاجة ووضعه على طاولة المطبخ وبدأ يسكب لنفسه كوباً من العصير! بالطبع أثناء سكبه للعصير تناثر على الأرض وعلى طاولة المطبخ بعض من العصير.
عندما حضرت أم علي إلى المطبخ ووجدت ما حدث غضبت غضبًا شديدًا وصاحت في احتداد في علي : 'انظر ماذا فعلت أيها الولد الشقي الغبي'
ثم أخذته إلى غرفة المعيشة وانهالت عليه ضربًا حتى صرخ علي ثم تركته وذهبت بعد ذلك لتنظف أرض المطبخ والطاولة من العصير'
- ما رأيك في رد فعل الأم؟
- وهل ترى أن رد الفعل صحيح يختلف إذا كانت أم علي حذرته من فتح الثلاجة؟
- تخيل ابنك في هذا الموقف ماذا سيفعل؟ وما إحساسه بعد ضربك إياه وتوبيخك له ثم مغادرتك الغرفة.
- هل علم هذا التصرف عليًا شيئًا؟ هل أكسبه ثقة في نفسه أم العكس؟
يقول الأستاذ : حسن عشماوي : 'أول ما يجب علينا قبل الإقدام على الإيلام أن نصبر طويلاً على تشخيص الطفل وظروف خطئه الذي نريد أن نقسو عليه ليقلع عنه .. ولكن كثيرًا من الأخطاء تتكرر لأسباب لا يمكن علاجها عن طريق الإيلام كأن يكون مرجعها سوء الفهم أو الفكرة الخاطئة من أمر أو تصرف أو شعور ما، أو الرهبة من موقف معين ومحاولة علاج الأخطاء التي ترجع إلى ذلك عن طريق الإيلام أمر غير مجد، بل هو ضار أبلغ الضرر لأنه يزيد الأمور تعقيدًا, فإذا أساء الطفل التصرف في أمر ما لأنه لم يفهم فهمًا سليمًا واضحًا التصرف الصحيح فيه، أو إذا أكثر من إتلاف الحاجيات مثلاً لأنه يظن أنه يحرم حقًا من حقوقه أو يميز بينه وبين غيره في المعاملة، أو إذا كذب لأنه يرهب العقاب أو إذا أمر على فعل يعاب عليه لأنه رأى غيره يثاب عليه كل هذه الأخطاء وأمثالها تكررت لن يجدي الإيلام في إزالتها بل إنه سيؤدي إلى صورة من صور الكبت التي تعصف بكيان الطفل وتهدم شخصيته وتسلمه إلى أقبح العقد النفسية'
فالأم أخطأت في تصرفها بلا شك سواء كانت حذرت الطفل علي أم لا.
تحياتي
قبطان المجد
تعليق