في الماضي كان الترابط الأسري والتكافل الاجتماعي سمة بارزة من سمات مجتمعنا العماني بشكل خاص، والمجتمع الأسلامي بشكل عام ، ومع تسارع خطى التطوري الحضاري، والذي شمل كل نواحي الحياة ، في كل المجتمعات بما فيها مجتمعنا العماني، بدأت هناك تقلصات وندرة لبعض العادات والتقاليد، والتي منها هذه العادة الأصيلة والتي حث عليها ديننا الحنيف ألا وهي صلة الرحم أو زيارة الأهل والأقارب.
فمن الملاحظ أنه في وقتنا الحاضر، أن زيارة الأهل والأقارب، أصبحت من الأشياء النادرة عند البعض، ولكن بالطبع لا نستطيع التعميم، فلله الحمد فالبعض ما زال متمسك بهذه العادة الكريمة، ولكن الواضح والجلي هو انحسار وقلة الذين مازالوا متمسكين بصلة أرحامهم وأقاربهم.
الكثير من الناس أصبحوا لا يعرفون الزيارة إلا في أوقات معينة ، كالأعياد والمناسبات سواء كانت أفراحا أم أتراح. ومن وجهة نظري الشخصي أن هذه العادة بات أقل في المجتمعات المتحضرة، منها في القرى، فالترابط في المجتمعات المتحضرة أقل منه في القرى والمناطق الريفية، وقد يرجع السبب هنا إلى وجود الوسائل الحديثة في الحياة ، والتي من المفروض أن تكون أداة تقريب لا تباعد بين أفراد المجتمع.
ومع أن التطور أصبح هائلا في مجالات الأتصال ، بشتى مجالاتها ولكن للأسف فهي لم تقرب المسافات عند البعض ، بل بواسطتها تناسينا الكثير الكثير من واجباتنا التي كان يفترض أن تكون من أولويتنا الرئيسية.
أخوكم العصفور المهاجر
تعليق