كيف نتجنب الخلافات الزوجية في الثلث الأخير لرمضان
شهر رمضان هو شهر العبادة والتقوى والتقرب إلى المولى عز وجل بالفرائض والنوافل.. ولكن للأسف هناك من ينصرفون عن كل ذلك إلى أمور دنيوية أخرى ، فقد أظهرت دراسة تحمل عنوان (معدلات الجرائم الأسرية في رمضان) أن معدلات الجرائم والخلافات الأسرية تزداد في رمضان تحديدًا ، رغم عدم أهمية أسبابها ، والتي غالبًا ما تدور حول توفير ميزانية ملابس العيد للأبناء ومتطلبات الزوجة الخاصة بخلاف تكاليف (كعك العيد) ، وما إلى ذلك.
وحول الأسباب الاجتماعية لتلك الخلافات ، ورأي الدين في أسبابها ، يقول علماء الدين أن شهر رمضان مناسبةّ دينيةّ ذاتُ مكانة خاصة لدى كل مسلم ، وهو يعبر عن فرحته بها بأساليب ومظاهر مختلفة ، وأحد هذه المظاهر المبالغة في الإنفاق وتخصيص ميزانية خاصة لمواجهة الزيادة الكبيرة في المعدلات الاستهلاك ، على الرغم من أن الصيام يستوجب عكس ذلك تمامًا. ولأن الزوجة هي التي تتحكَّم في وضع قائمة متطلبات الشهر فهي كثيرًا ما تُحكًّم عاطفتَها لا عقلَها ، وتعتبر كثرة وتنوع الأطعمة والحلويات والمشروبات الخاصة باستهلاك الأسرة - وكذلك الخاصة بإقامة الولائم - نوعًا من التعبير عن الفرحة برمضان.
وقد يستطيع الزوج في بداية الشهر وبترتيبات اقتصادية مسبَقة أن يلبًّيَ لزوجته كل مطالبها ، ولكن مع حلول الثلث الأخير من الشهر تكون قدراته المادية قد استُنفدت ، وفي نفس الوقت تكون الزوجة قد أعدت قائمةً جديدةً لطلبات العيد والملابس الجديدة وتكاليف عمل الكعك ، وما إلى ذلك من مظاهر أخرى خاصة بالاحتفال بعيد الفطر المبارك: وبسبب عجز الزوج عن الاستجابة لتلك المطالب تبدأ الخلافات الأسرية ، وإذا لم تكن هناك درجةّ من التفاهم بين الزوجين فإن درجة التوافق بينهما تقل ويزداد الخلاف ويتضخَّم ، بل تترتب عليه آثارّ خطيرةّ تهدد استقرار الأسرة،،
وعلى الزوجة أن تعًيَ جيدًا خطورةَ تلك الخلافات الأسرية وتُجنًّب أسرتَها التعرض لها ، ويمكنها بشيء من التدبير والاقتصاد ومراعاة إمكانياتها المادية أن تجعل هذا الشهر يمر بسلام ، فمن غير المعقول أن يكون معدل إنفاق الأسرة المصرية في الثلث الأخير من شهر رمضان أضعافَ ما تنفقه في الشهر كله ، فالمفروض أن يكون رمضان فرصةً للإقلاع عن السلوكيات الخاطئة ، وأن تدرك ربة البيت أن الاحتفال بشهر رمضان والإحساس بالفرحة بحلوله لا يكون بتلك المظاهر الكاذبة ، ولكن يكون بتلاوة القرآن الكريم ومراعاة صلة الرحم والمواظبة على أداء الفرائض والإكثار من النوافل ، والدعاء ، وإمساك اللسان إلا عن قول الخير ، وبشاشة الوجه ومساعدة المحتاجين واليتامى.
ومن المفترض أن تقل معدلات الاستهلاك والإنفاق خلال هذا الشهر الكريم ، ولكن ما يحدث عكس ذلك تمامًا فخلال شهر رمضان تزداد مطالب الزوجة ، وكثيرًا ما تكون فوق طاقة زوجها المادية ، ومن هنا يُفتح بابُ الشقاق والخلاف ، وهذا يرجع أساسًا إلى البُعد عن تعاليم ومبادئ الإسلام الذي يحثُّ على الاعتدال وعدم الإسراف ، ويقول عز وجل: ؟وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطً فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا؟ (الإسراء: 29).
ونحن جميعًا مطلوب منا أن نعيش الإسلام ببساطة ، أما ما يحدث من إسراف مبالَغ فيه وتكالب على الشراء والتقليد الأعمى وحب التفاخر ، فتلك عاداتّ وسلوكياتّ مرفوضةّ وبعيدةّ كل البعد عن جوهر الدين وعن فلسفة الصيام والأسباب التي شُرع من أجلها ، ويجب علينا أن نحاربها ونتصدى لها ، وعلى الزوجة أن تحكًّم عقلها ، فمن غايات الصيام تدريب النفس على الصبر فلا تغضب إذا عجز زوجها عن تلبية مطالبها وتحوًّل بيتَها إلى مكانْ للنكَد والهمًّ والخلاف ، وأن تحذر من الغضب ومن كل ما من شأنه أن يقلل من أجر صيامها ، ويُبعدها عن السلوك الإسلامي الصحيح.
ومن الخطأ أن تقوم الخلافات الأسرية في هذا الشهر المبارك من أجل الحرص على عادات وتقاليد توارثناها جيلاً عن جيل ولا علاقة لها بالدين ، بل إنها تؤدي للشقاق والخصومات ، وذلك يتنافى مع الحكمة التي من أجلها شُرع الصيام ، فإن الغرَضَ من الصيام هو الوصول إلى كرم الخلق والتحلي بالآداب الإسلامية ، وإذا التزم كلُّ فرد بالمبادئ والأهداف التي شُرع من أجلها الصيام لَمَا حدث أي خلاف أسري: فحكمة الصيام تقتضي أن يتدرب المسلم على تحمُّل الصعاب وضبط النفس عند الشدائد ، وعلى المسلم أن يثابر على قراءة القرآن: إذ إن فيه هدى وطمأنينةً وهدايةً للنفس البشرية ، وأن يتذكر أن للشيطان وساوس إن رضخ لها فليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.
Date : 07-09-2009
شهر رمضان هو شهر العبادة والتقوى والتقرب إلى المولى عز وجل بالفرائض والنوافل.. ولكن للأسف هناك من ينصرفون عن كل ذلك إلى أمور دنيوية أخرى ، فقد أظهرت دراسة تحمل عنوان (معدلات الجرائم الأسرية في رمضان) أن معدلات الجرائم والخلافات الأسرية تزداد في رمضان تحديدًا ، رغم عدم أهمية أسبابها ، والتي غالبًا ما تدور حول توفير ميزانية ملابس العيد للأبناء ومتطلبات الزوجة الخاصة بخلاف تكاليف (كعك العيد) ، وما إلى ذلك.
وحول الأسباب الاجتماعية لتلك الخلافات ، ورأي الدين في أسبابها ، يقول علماء الدين أن شهر رمضان مناسبةّ دينيةّ ذاتُ مكانة خاصة لدى كل مسلم ، وهو يعبر عن فرحته بها بأساليب ومظاهر مختلفة ، وأحد هذه المظاهر المبالغة في الإنفاق وتخصيص ميزانية خاصة لمواجهة الزيادة الكبيرة في المعدلات الاستهلاك ، على الرغم من أن الصيام يستوجب عكس ذلك تمامًا. ولأن الزوجة هي التي تتحكَّم في وضع قائمة متطلبات الشهر فهي كثيرًا ما تُحكًّم عاطفتَها لا عقلَها ، وتعتبر كثرة وتنوع الأطعمة والحلويات والمشروبات الخاصة باستهلاك الأسرة - وكذلك الخاصة بإقامة الولائم - نوعًا من التعبير عن الفرحة برمضان.
وقد يستطيع الزوج في بداية الشهر وبترتيبات اقتصادية مسبَقة أن يلبًّيَ لزوجته كل مطالبها ، ولكن مع حلول الثلث الأخير من الشهر تكون قدراته المادية قد استُنفدت ، وفي نفس الوقت تكون الزوجة قد أعدت قائمةً جديدةً لطلبات العيد والملابس الجديدة وتكاليف عمل الكعك ، وما إلى ذلك من مظاهر أخرى خاصة بالاحتفال بعيد الفطر المبارك: وبسبب عجز الزوج عن الاستجابة لتلك المطالب تبدأ الخلافات الأسرية ، وإذا لم تكن هناك درجةّ من التفاهم بين الزوجين فإن درجة التوافق بينهما تقل ويزداد الخلاف ويتضخَّم ، بل تترتب عليه آثارّ خطيرةّ تهدد استقرار الأسرة،،
وعلى الزوجة أن تعًيَ جيدًا خطورةَ تلك الخلافات الأسرية وتُجنًّب أسرتَها التعرض لها ، ويمكنها بشيء من التدبير والاقتصاد ومراعاة إمكانياتها المادية أن تجعل هذا الشهر يمر بسلام ، فمن غير المعقول أن يكون معدل إنفاق الأسرة المصرية في الثلث الأخير من شهر رمضان أضعافَ ما تنفقه في الشهر كله ، فالمفروض أن يكون رمضان فرصةً للإقلاع عن السلوكيات الخاطئة ، وأن تدرك ربة البيت أن الاحتفال بشهر رمضان والإحساس بالفرحة بحلوله لا يكون بتلك المظاهر الكاذبة ، ولكن يكون بتلاوة القرآن الكريم ومراعاة صلة الرحم والمواظبة على أداء الفرائض والإكثار من النوافل ، والدعاء ، وإمساك اللسان إلا عن قول الخير ، وبشاشة الوجه ومساعدة المحتاجين واليتامى.
ومن المفترض أن تقل معدلات الاستهلاك والإنفاق خلال هذا الشهر الكريم ، ولكن ما يحدث عكس ذلك تمامًا فخلال شهر رمضان تزداد مطالب الزوجة ، وكثيرًا ما تكون فوق طاقة زوجها المادية ، ومن هنا يُفتح بابُ الشقاق والخلاف ، وهذا يرجع أساسًا إلى البُعد عن تعاليم ومبادئ الإسلام الذي يحثُّ على الاعتدال وعدم الإسراف ، ويقول عز وجل: ؟وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطً فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا؟ (الإسراء: 29).
ونحن جميعًا مطلوب منا أن نعيش الإسلام ببساطة ، أما ما يحدث من إسراف مبالَغ فيه وتكالب على الشراء والتقليد الأعمى وحب التفاخر ، فتلك عاداتّ وسلوكياتّ مرفوضةّ وبعيدةّ كل البعد عن جوهر الدين وعن فلسفة الصيام والأسباب التي شُرع من أجلها ، ويجب علينا أن نحاربها ونتصدى لها ، وعلى الزوجة أن تحكًّم عقلها ، فمن غايات الصيام تدريب النفس على الصبر فلا تغضب إذا عجز زوجها عن تلبية مطالبها وتحوًّل بيتَها إلى مكانْ للنكَد والهمًّ والخلاف ، وأن تحذر من الغضب ومن كل ما من شأنه أن يقلل من أجر صيامها ، ويُبعدها عن السلوك الإسلامي الصحيح.
ومن الخطأ أن تقوم الخلافات الأسرية في هذا الشهر المبارك من أجل الحرص على عادات وتقاليد توارثناها جيلاً عن جيل ولا علاقة لها بالدين ، بل إنها تؤدي للشقاق والخصومات ، وذلك يتنافى مع الحكمة التي من أجلها شُرع الصيام ، فإن الغرَضَ من الصيام هو الوصول إلى كرم الخلق والتحلي بالآداب الإسلامية ، وإذا التزم كلُّ فرد بالمبادئ والأهداف التي شُرع من أجلها الصيام لَمَا حدث أي خلاف أسري: فحكمة الصيام تقتضي أن يتدرب المسلم على تحمُّل الصعاب وضبط النفس عند الشدائد ، وعلى المسلم أن يثابر على قراءة القرآن: إذ إن فيه هدى وطمأنينةً وهدايةً للنفس البشرية ، وأن يتذكر أن للشيطان وساوس إن رضخ لها فليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.
Date : 07-09-2009
تعليق