تحدد الكثير من العوامل الفارق العمرى المناسب بين الأطفال، وتتعلق تلك العوامل بحالة الأسرة نفسها أو بطبيعة الأطفال أنفسهم أو بحاجات كل طفل فى المراحل العمرية المختلفة.
إن الطفل خلال السنوات الثلاث الأولى من عمره يكون لديه الكثير من المتطلبات والحاجات ويكون محتاجا للكثير من العناية والاهتمام، كما أن الطفل وهو صغير يحتاج لمراقبة دائمة من أمه وتكون المسئوليات على الأم كثيرة. إذا كنت قد رزقت بطفلين أقل من ثلاثة أعوام أو طفلين أقل من عامين فهذا يعنى أنك ستكونين دائما مشغولة وتعتنين بأطفالك، كما أن انشعالك الدائم هذا بالاعتناء بالطفلين لن يمكنك من الاستمتاع حقيقة بالجلوس مع كل طفل على حدة والتعرف على شخصيته المستقلة.
هناك الكثير من النظريات التى تتحدث عن الفارق العمرى المناسب بين الأطفال، فمثلا هناك آراء تقول إن الأمر سيكون مرهقا جدا إذا كان الطفلان متقاربين جدا فى العمر من بعضهما البعض بينما تؤكد بعض الآراء الأخرى أن الأمر سيكون مفيدا لأنهما مثلا سينهيان مرحلة الطفولة فى نفس الوقت تقريبا أو بشكل متوازٍ.
إذا كان الفارق العمرى بين شقيقين فارقا كبيرا فإن الطفل الأكبر سنا فى أغلب الأوقات سيحب أن يشارك فى تربية شقيقه وفى الاعتناء به ويمكنه آنذاك أن يساعد والدته فى جلب الأغراض لشقيقه الأصغر أو حتى فى تسليته. أما بالنسبة لتأثير الفارق العمرى على صحة الأطفال فإن كلا من الفارق الكبير والفارق الصغير يمكن أن يسببا مشاكل صحية للأطفال. وقد أثبتت العديد من الدراسات أن انتظار الأم من 18 وحتى 23 شهرا بعد ولادة آخر طفل لها قبل التفكير فى الحمل مرة أخرى هى مدة مثالية، لأنه فى حالة كانت المدة بين آخر حمل وبين الحمل الجديد شديدة القصر أو الصغر فإن هذا قد يؤثر على صحة الأم والطفل وهو نفس الأمر الذى سيحدث إذا امتدت مدة الفارق لخمس سنوات أو زادت عنها.
هناك مميزات لأن يكون أبناؤك سنهم متقاربة من بعضهم البعض لأن هذا يعنى أنك ستكونين مازلت داخل أجواء كل ما يتعلق بالأطفال من تغيير حفاضات والحرص على أن يكون المنزل آمنا للطفل. كما أن قرب أعمار الأطفال من بعضهم البعض سيجعل الطفل لا يشعر بأنه مشوش بسبب أنه طفل وحيد، وبالإضافة إلى ما سبق فإن الشقيقين إذا كان فارق العمر بينهما ليس بالكبير فإنه سيكون لديهما نفس الاهتمامات ونفس دائرة الأصدقاء.
توجد مميزات أيضا للفارق العمرى المتباعد أو الكبير بين الأطفال مثل امتلاك الأم للوقت الكافى الذى يمكنها من قضاء وقت كاف مع كل طفل والاستمتاع معه قبل أن ترزق بطفل آخر، كما أنها ستتمكن من استعادة رشاقة جسمها. وبالإضافة لما سبق فإن تباعد أعمار كل طفل من أبنائك عن الآخر سيجعل الطفل الأكبر سنا أكثر قدرة على الاعتناء بنفسه وعلى تفهم حاجات شقيقه الأصغر.
أما بالنسبة لعيوب تباعد أعمار الأطفال عن بعضهم البعض أو أن يكون الفارق كبيرا بينهم فهذا يعنى أن احتياجاتهم تكون مختلفة ومن الصعب تلبيتها كلها فى نفس الوقت، فمثلا قد لا تستطيعين إيصال طفلك لتدريب كرة القدم بينما ينام الطفل الآخر فى المنزل. كما أن الأشقاء الذين تكون أعمارهم ليست متقاربة تكون بالتأكيد اهتماماتهم مختلفة، وبالإضافة لما سبق فإن الطفل الذى قضى أعواما وحيدا قد يواجه صعوبة فى التأقلم على الوضع الجديد وعلى التعامل مع شقيقه الأصغر.
إن الطفل إذا كانت طبيعته ليست صعبة وكان مستقلا وشخصيته اجتماعية فإنه سيسعد ويفرح بشقيقه الصغير، أما إذا كان الطفل دائم المتطلبات وحساسا فإنه سيواجه صعوبة أكبر فى التأقلم على فكرة استقبال فرد جديد فى العائلة وبالتالى فهو قد يحتاج أيضا لمراقبة أمه الدائمة له.
وبالنسبة للخلافات والغيرة بين الأشقاء فإنها طبقا للخبراء تكون أقل حدة إذا كان الفارق بين الطفل الأول والثانى 18 شهرا أو أقل بسبب أنه بموعد ولادة طفلك الثانى فإن الطفل الأكبر سنا لن تكون قد تكونت شخصيته كاملة بعد وبالتالى فإنه لن يشعر بالغيرة الشديدة من شقيقه الصغير حديث الولادة.
تعليق