السلام عليكم جميعا
عدت إليكم من جديد
الفتاة بين والديها قرة عين، وفرحة قلب، وانشراح صدر، يجد فيها الوالدان من شدة الحياء والرقة وتدفق العواطف ما لا يجده في الابن، ولربما كان عامل الأنوثة والضعف فيها له الأثر الكبير على قلب الوالدين في تعاملهما معها برفق شديد، غير أن مما يُقال كثيرًا: إن الفتاة إنما تُربّى لبيت زوجها، هناك حيث تقود لها أسرة جديدة، وتربي فيها جيلاً جديدًا.
الفتاة وأحلام السعادة ..
بكل صراحة، فإن الفتاة حينما تضع قدمها على أعتاب الخامسة عشرة أو أكثر قليلاً تبدأ أمنيات الزواج تمر بخاطرها، فتجول في عقلها الأحلام الجميلة، فتحلم وكأن فارس أحلامها يطرق باب والدها، ليطلبها زوجة له، فتراه رجلاً صالحًا طيبًا، أو شابًا مرموقًا تتفرس فيه الصلاح والرجولة، فيستأذنها أبوها في أمرها، فتستجيب له بكل حياء، وتحلم كثيرًا بأنها وقفت على منصة العرس، وهي في ليلة عرسها، وبأبهى حلتها، يُضرب بين يديها بالدفوف فرحةً وبهجة لها، وتحلم بأنها أصبحت زوجة، لها مكانتها في منزلها، وتتبادل مع زوجها المودة والرحمة، وتستلذ بطعم السكن الزوجي الذي وعده الله عباده فقال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الروم: 21].
وإن الفتاة ستغرق في أحلامها حينما يسري صوت طفل إلى سمعها، فتتخيل نفسها وكأنها غدت أمًا حنونًا، تهدهد طفلها ساعة، وتناغيه أخرى، وتلاعبه تارة، وتزجره أخرى، وتربيه ليكون سندًا لدينه وأمته ووطنه.
الله .. ما أجملها من أحلام، تنطلق فيها الفتاة بكل تفاؤل، لا تحبس من خيالها فيها شيئًا، ربما انشغلت بها عن دروسها أحيانًا، وعمن يحدثها أحيانًا أخرى، لتعود منها وكأنها عائدة من رحلة جميلة سعيدة.
فما بالكم لو اصطدمت هذه الأحلام وتلك الأمنيات بقلوب غليظة، قد أعمتها المادية أو القبلية، أو جنحت بها الغيرة المذمومة إلى أوحال الجاهلية الأولى، فأعادت لنا وأد البنات من جديد، ولكن بصورة لا تبعد في القبح عن الأولى كثيرًا (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) [سورة التكوير: 8-9].
فإن كان بعض أهل الجاهلية يقتلون الفتاة وهي حية في الصغر، فإن بعض جاهلي هذا العصر يقتلون فتياتهم في الكبر، وذلك بمنعهن عن الزواج من الكفء الراشد الصالح، وهن ّلا يمنعهن من ذلك أي مانع، وإن لهذا العضل لصوراً ينافس بعضها بعضًا في البشاعة وقلة الرحمة، وتشترك في سلب المرأة حقها من الزواج الشرعي من الكفء: فمرة يمنع الولي موليته بسبب الاستيلاء على أموالها، ومرة يمنعها من الزواج من أي كفء؛ لأنه ليس من أقربائه أو عشيرته، ومرة يمنع المطلقة من العودة إلى زوجها رغمًا عنها لا لسبب شرعي أو تحقيق مصلحة معتبرة.
وقائع مؤسفة:
إحدى الأخوات تقول: تقدم لخطبتي أكثر من شاب، يشهد لهم الجميع بحسن الخلق، لكن أبي كان يرفض دائماً المتقدمين، وكان يضع عيوب الدنيا كلها في كل عريس، وجميعها عيوب لا تمس أخلاقه، وعندما أحاول إبداء رأيي يتهمني بعدم معرفة مصلحتي، ويمر بي العمر وأنا بانتظار من يرضى عنه أبي".
وعن أسباب رفض أبيها للخاطبين تقول: "إن راتبي كاملاً يحصل عليه والدي، وهو لا يريد أن يفقد هذا الراتب بعد زواجي، لذلك فهو يتهم كل من يتقدم لخطبتي أنه يطمع في هذا الراتب".
أما الأخرى فقد قام عمها -ولي أمرها- برفض زواجها، وذلك بسبب وجودها في "الضمان الاجتماعي" لوفاة والدها، خوفاً من انقطاع هذا الدخل الذي يحصل عليه من الضمان بسبب حضانته لها!!
والخ .... من القصص المؤسفة والبعيدة كل البعد عن منهجنا الاسلامي.(حسبنا الله ونعم الوكيل)
اخواني واخواتي هذا الموضوع غاية في الأهمية،، أرجو من الجميع إبداء الرأي والحلول لهذه المشكلة...
أخوكم: سيف الدولة
عدت إليكم من جديد
الفتاة بين والديها قرة عين، وفرحة قلب، وانشراح صدر، يجد فيها الوالدان من شدة الحياء والرقة وتدفق العواطف ما لا يجده في الابن، ولربما كان عامل الأنوثة والضعف فيها له الأثر الكبير على قلب الوالدين في تعاملهما معها برفق شديد، غير أن مما يُقال كثيرًا: إن الفتاة إنما تُربّى لبيت زوجها، هناك حيث تقود لها أسرة جديدة، وتربي فيها جيلاً جديدًا.
الفتاة وأحلام السعادة ..
بكل صراحة، فإن الفتاة حينما تضع قدمها على أعتاب الخامسة عشرة أو أكثر قليلاً تبدأ أمنيات الزواج تمر بخاطرها، فتجول في عقلها الأحلام الجميلة، فتحلم وكأن فارس أحلامها يطرق باب والدها، ليطلبها زوجة له، فتراه رجلاً صالحًا طيبًا، أو شابًا مرموقًا تتفرس فيه الصلاح والرجولة، فيستأذنها أبوها في أمرها، فتستجيب له بكل حياء، وتحلم كثيرًا بأنها وقفت على منصة العرس، وهي في ليلة عرسها، وبأبهى حلتها، يُضرب بين يديها بالدفوف فرحةً وبهجة لها، وتحلم بأنها أصبحت زوجة، لها مكانتها في منزلها، وتتبادل مع زوجها المودة والرحمة، وتستلذ بطعم السكن الزوجي الذي وعده الله عباده فقال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الروم: 21].
وإن الفتاة ستغرق في أحلامها حينما يسري صوت طفل إلى سمعها، فتتخيل نفسها وكأنها غدت أمًا حنونًا، تهدهد طفلها ساعة، وتناغيه أخرى، وتلاعبه تارة، وتزجره أخرى، وتربيه ليكون سندًا لدينه وأمته ووطنه.
الله .. ما أجملها من أحلام، تنطلق فيها الفتاة بكل تفاؤل، لا تحبس من خيالها فيها شيئًا، ربما انشغلت بها عن دروسها أحيانًا، وعمن يحدثها أحيانًا أخرى، لتعود منها وكأنها عائدة من رحلة جميلة سعيدة.
فما بالكم لو اصطدمت هذه الأحلام وتلك الأمنيات بقلوب غليظة، قد أعمتها المادية أو القبلية، أو جنحت بها الغيرة المذمومة إلى أوحال الجاهلية الأولى، فأعادت لنا وأد البنات من جديد، ولكن بصورة لا تبعد في القبح عن الأولى كثيرًا (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) [سورة التكوير: 8-9].
فإن كان بعض أهل الجاهلية يقتلون الفتاة وهي حية في الصغر، فإن بعض جاهلي هذا العصر يقتلون فتياتهم في الكبر، وذلك بمنعهن عن الزواج من الكفء الراشد الصالح، وهن ّلا يمنعهن من ذلك أي مانع، وإن لهذا العضل لصوراً ينافس بعضها بعضًا في البشاعة وقلة الرحمة، وتشترك في سلب المرأة حقها من الزواج الشرعي من الكفء: فمرة يمنع الولي موليته بسبب الاستيلاء على أموالها، ومرة يمنعها من الزواج من أي كفء؛ لأنه ليس من أقربائه أو عشيرته، ومرة يمنع المطلقة من العودة إلى زوجها رغمًا عنها لا لسبب شرعي أو تحقيق مصلحة معتبرة.
وقائع مؤسفة:
إحدى الأخوات تقول: تقدم لخطبتي أكثر من شاب، يشهد لهم الجميع بحسن الخلق، لكن أبي كان يرفض دائماً المتقدمين، وكان يضع عيوب الدنيا كلها في كل عريس، وجميعها عيوب لا تمس أخلاقه، وعندما أحاول إبداء رأيي يتهمني بعدم معرفة مصلحتي، ويمر بي العمر وأنا بانتظار من يرضى عنه أبي".
وعن أسباب رفض أبيها للخاطبين تقول: "إن راتبي كاملاً يحصل عليه والدي، وهو لا يريد أن يفقد هذا الراتب بعد زواجي، لذلك فهو يتهم كل من يتقدم لخطبتي أنه يطمع في هذا الراتب".
أما الأخرى فقد قام عمها -ولي أمرها- برفض زواجها، وذلك بسبب وجودها في "الضمان الاجتماعي" لوفاة والدها، خوفاً من انقطاع هذا الدخل الذي يحصل عليه من الضمان بسبب حضانته لها!!
والخ .... من القصص المؤسفة والبعيدة كل البعد عن منهجنا الاسلامي.(حسبنا الله ونعم الوكيل)
اخواني واخواتي هذا الموضوع غاية في الأهمية،، أرجو من الجميع إبداء الرأي والحلول لهذه المشكلة...
أخوكم: سيف الدولة
تعليق